أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدو اللهبي - لماذا تستبدل الشعوب العربية الأنظمة الديكتاتورية بأخرى إسلامية أكثر تطرفًا وأكثر قمعاً..














المزيد.....


لماذا تستبدل الشعوب العربية الأنظمة الديكتاتورية بأخرى إسلامية أكثر تطرفًا وأكثر قمعاً..


عبدو اللهبي
(Abdo Allahabi)


الحوار المتمدن-العدد: 8279 - 2025 / 3 / 12 - 17:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ اندلاع موجات التغيير السياسي في العالم العربي، وخاصة بعد ما يُعرف بـ"الربيع العربي"، بدا واضحًا أن هناك حلقة مفرغة تدور فيها الأنظمة السياسية في المنطقة. فكلما سقط نظام ديكتاتوري جاء بديله أكثر تشددًا، وغالبًا ذا طابع إسلامي متطرف، ليصبح أكثر قمعًا من سابقه. يبدو أن هناك نمطًا يعكس صعوبة تبني الديمقراطية والعلمانية في معظم الدول العربية، باستثناء دول الخليج التي تتمتع باستقرار شبه نسبي.

لعبت البُنى الثقافية والاجتماعية دورًا رئيسيًا في عدم قدرة المجتمعات العربية على إنتاج نظام ديمقراطي مستدام. فهناك ترسّبات تاريخية تجعل المواطن العربي يتعامل مع السلطة إما بمنطق الطاعة العمياء أو بالتمرد الكلي، دون وجود منطقة وسطى تتيح بناء مؤسسات ديمقراطية متماسكة. كما أن انتشار الفكر الجماعي القائم على الانتماءات القبلية والطائفية يُضعف مفهوم الدولة الحديثة التي تقوم على المواطنة المتساوية.

حتى في الدول التي شهدت ثورات للإطاحة بأنظمة ديكتاتورية، لم تكن هناك مؤسسات قوية قادرة على استيعاب المرحلة الانتقالية. فالديمقراطية لا تقوم فقط على صناديق الاقتراع، بل تحتاج إلى قضاء مستقل، وإعلام حر، ومجتمع مدني نشط، وهذه العناصر تكاد تكون غائبة أو ضعيفة في معظم الدول العربية. وعندما ينهار النظام القائم، تملأ الحركات الإسلامية المتشددة هذا الفراغ، مستغلة المشاعر الدينية والمظلومية الاجتماعية.

مع غياب خيارات سياسية معتدلة قادرة على قيادة الشعوب نحو نموذج ديمقراطي مستقر، وغياب الدور القيادي لأحزاب اليسار في العالم العربي ، يبرز الإسلام السياسي كبديل جاهز يقدم نفسه على أنه المخلّص من الفساد والطغيان. لكن في معظم الحالات، تتحول هذه الحركات إلى أنظمة أكثر بطشًا، حيث تستغل الدين لتبرير القمع وتكريس السلطة، مما يعيد إنتاج الاستبداد بصيغة أشد قسوة.

ما حدث في دول مثل العراق، مصر، ليبيا، واليمن ،يؤكد أن التغيير لا يؤدي دائمًا إلى الديمقراطية، بل قد يكون مجرد انتقال من استبداد إلى آخر. في بعض الحالات، أدى سقوط الأنظمة إلى فراغ سياسي ملأته الميليشيات والفصائل المتطرفة، كما في ليبيا وسوريا واليمن ، وفي حالات أخرى، مثل مصر، عاد الحكم العسكري ليطيح بالتجربة الديمقراطية بعد أن أثبتت الجماعات الإسلامية فشلها في الحكم.

فمثلاً، سوريا اليوم تواجه نصيبها الإقليمي من التفكك والضياع، حيث باتت تحت قبضة الجماعات الإسلامية المتطرفة والإرهابية. هذه الجماعات لم تعد تكتفي بنشر فكرها المتشدد، بل تمارس سلوكيات لا تليق بدولة، أشبه بعصابات قطاع الطرق، من اعتداءات ممنهجة على الأقليات الدينية والطائفية، وعمليات تهجير قسري تستهدف مكونات المجتمع المختلفة، مما يزيد من تعميق الفوضى والانهيار الكامل للدولة السورية مؤسسات ومجتمع..

دول الخليج، رغم أنها لا تعتمد نظامًا ديمقراطيًا، إلا أنها حافظت على الاستقرار بفضل سياسات اقتصادية ناجحة، ومجتمعات أقل توتراً طائفياً أو أيديولوجياً مقارنة بباقي الدول العربية. كما أن وجود الثروة النفطية مكّن هذه الدول من تقديم رفاه اقتصادي يحدّ من مطالب التغيير الجذري.

الخلاصة

إن غياب الخيارات المعتدلة في المجتمعات العربية هو نتيجة لتراكمات تاريخية وثقافية وسياسية جعلت الانتقال الديمقراطي شبه مستحيل. فكل محاولة للخروج من الاستبداد تقود إلى نموذج أكثر قسوة، بسبب غياب مؤسسات قوية، وانتشار الفكر الطائفي، وسيطرة الإسلام السياسي على البدائل المطروحة. وهذا ما يجعل الدول العربية، باستثناء الخليج، عالقة في دائرة مغلقة من الديكتاتورية، سواء بلباس عسكري أو ديني.



#عبدو_اللهبي (هاشتاغ)       Abdo_Allahabi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقوع الأحزاب الليبرالية الغربية في فخ العنصرية تجاه القضية ا ...
- فشل أحزاب اليسار في العالم العربي.. وكيف يمكنها أعادت صياغت ...
- العلمانية هي نتاج التراث الفلسفي العربي والاسلامي قديماً..أه ...
- علاقة الشعوب مع الإستبداد السياسي، ورهانها على حرية لاتعرف م ...
- محاولات الفلسفة النهوض بالفكر الديني قديماً على يد أبن عربي ...
- استبدال الديكتاتوريات العسكرية بجماعات الإسلام السياسي والمي ...
- عند باب سجن (صيدنايا)
- تهديد المهاجرين لبقاء الغرب على ديمقراطيته وليبراليته..ودعمه ...
- مشروع 2025 المخاطر والتحديات التي يواجهها المجتمع الأمريكي و ...
- الإنتخابات الأمريكية، وإنتقال العرب الأمريكيين من الإنتماء ا ...
- العنصرية..بين الموروث ومتطلبات العصر..
- العنصرية بين أمريكا والعالم العربي
- التاريخ والموروث الثقافي..تأسيس ممنهج لتحييد العقل وتغييب ال ...
- حرية التعبير عقيدة لا يؤمن بها أحد..
- التفكير الجمعي..وأثره في واقعنا وثقافتنا المعاصرة..
- الكراهية .. ثقافة البشر المتوارثة..،
- الكراهية والعنصرية هل هي مستقبل البشر المنتظر..؟!
- الخطاب الديني وهمٌ كبير بعمرٍ كبير
- زوبعة في فنجان، أم أن لها علاقة بحقوق الإنسان، قضية إغتيال ا ...


المزيد.....




- مستوطنون يجرفون أراضي ويقتلعون عشرات الأشجار غرب سلفيت
- بعد تداول فيديو لتلاوته للقرآن.. ترندينغ يحاور أصغر إمام في ...
- الفاتيكان: البابا فرنسيس تجاوز مرحلة الخطر وقد يخرج قريبا من ...
- تداول وثيقة تفاهم بين الحكومة السورية والزعيم الروحي للدروز ...
- دمشق والأقليات.. هل يمكن تجاوز المخاوف الطائفية؟
- أردوغان: هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية بسوريا
- فتوى في مصر حول تسبب القبلة بين الأزواج في الإفطار بنهار رمض ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعرب سات بجودة ...
- مسجد السيد هاشم جد النبي محمد ?.. إرث تاريخي لا ينطفئ في غزة ...
- مسلمة متحولة جنسيًا تشعل ضجة بسبب تصريح عن المسيح وسط اتهاما ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدو اللهبي - لماذا تستبدل الشعوب العربية الأنظمة الديكتاتورية بأخرى إسلامية أكثر تطرفًا وأكثر قمعاً..