أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟2














المزيد.....


النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟2


ياسر جابر الجمَّال
كاتب وباحث

(Yasser Gaber Elgammal)


الحوار المتمدن-العدد: 8279 - 2025 / 3 / 12 - 02:52
المحور: الادب والفن
    


يتطرق السيد حافظ في مذكراته الجزء الخامس إلى قضية غاية في الأهمية، وهي هل النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟ فيقول: "نجاح أي عمل فني أو أي كاتب يمكن أن يأتي بطريقتين: إما بقوة الفعل الحقيقي، أي قوة الإبداع الحقيقي المميز، حيث يكون الشاعر أو الكاتب أو المخرج موهوبًا، فيبدع في قصيدة تهز العالم، أو مسرحية تجعل الجميع يدركون أنه كاتب عالمي أو محلي بارع. فالإبداع الحقيقي هو الذي يحقق النجاح.
على الجانب الآخر، هناك النجاح بالقوة الوهمية، حيث يتم فرض أشخاص وأعمال فنية على الجمهور دون أن يكون لديهم موهبة حقيقية، فقط عبر الدعاية الضخمة والتمويل. على سبيل المثال، في بعض الفترات التاريخية، ظهرت مجلات تُطلق على بعض الأشخاص لقب "كتاب موهوبين"، بينما هم في الحقيقة مجرد أسماء تُلمّع بواسطة الإعلانات المدفوعة.
هذا الأمر يحدث في مجالات متعددة، مثل الموسيقى، حيث يتم إنتاج ألبومات لفنانين بلا موهبة، فقط لأن ممولًا ما أُعجب بهم، كما حدث في قصص شهيرة لفنانين تم الترويج لهم بأموال طائلة، لكنهم لم ينجحوا في النهاية لأن الجمهور لا يمكن خداعه.
نجاح مزيف في السينما والتلفزيون:
على سبيل المثال، عندما تم إنتاج فيلم "ناصر 56" للكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن، والمخرج محمد فاضل، فقد حقق نجاحًا جماهيريًا هائلًا لأن الناس وجدت فيه قيمة فنية حقيقية. ولكن عندما تم إنتاج فيلم "أيام السادات"، رغم الأداء القوي لأحمد زكي، لم يحقق نفس النجاح، لأن الضمير الجمعي للجماهير لا يمكن التلاعب به، حتى لو تم الترويج له إعلاميًا بشكل مكثف.
الأمر نفسه تكرر في الدراما التلفزيونية، حيث يتم أحيانًا الترويج لمسلسلات على أنها ناجحة رغم أنها لم تحقق أي صدى جماهيري حقيقي، وذلك من خلال الندوات الصحفية المدفوعة، والمقالات التي تمجد العمل رغم أنه لم يحقق النجاح الفعلي بين الناس.
الجماهير لا يمكن خداعها:
الموهبة الحقيقية لا يمكن إخفاؤها، والكذب لا يدوم. حتى لو تم فرض نجاح مصطنع عبر الإعلام، فإن الزمن كفيل بكشف الحقيقة. تمامًا كما حدث مع الأغاني الوطنية التي تم بثها بكثافة خلال فترة ما قبل 1967م، حيث اكتشف الناس بعد ذلك أن النجاح لا يأتي بالدعاية فقط، بل بالمحتوى الصادق الذي يلامس قلوبهم( ).

كما يثقب السيد حافظ في جدارية الإبداع موضحًا الموهبة الحقيقية من المدعاة فيقول: "العمق الوهمي هو ذلك الإحساس الذي يشعر به البعض بأنهم مهمومون للغاية أو أن إنجازاتهم عظيمة، لكن في الحقيقة لا يوجد شيء حقيقي يدعم هذا الإحساس. في الفن والأدب، وقد نجد نصوصًا توحي بعمق كبير، لكن هذا العمق وهمي. مثلًا، حينما تقرأ رواية وتجد أن الكاتب يستخدم لغة معقدة أو أفكارًا تبدو عميقة، لكن عند التدقيق نجد أن لا شيء خلفها.
هناك أمثلة كثيرة على ذلك، مثلما تفوق السيناريست يوسف جوهر على طه حسين في فيلم "دعاء الكروان"، أو كيف أبدع محسن زايد في تحويل ثلاثية نجيب محفوظ إلى مسلسل تلفزيوني، مما جعلها أكثر تأثيرًا وجمالًا.
وفي مثال آخر، نجد أن محسن زايد استطاع تقديم مسرحية "الناس اللي تحت" لنعمان عاشور في شكل مسلسل ناجح للغاية، مما يظهر كيف يمكن للسيناريو أن يضيف عمقًا وهميًا. هذا العمق الوهمي قد نجده أيضًا في تسميات بعض الأعمال أو الشخصيات، كأن نعتبر "الإسكندرية" التي وصفها نجيب محفوظ في "الشهد والدموع" بأنها شيئٌ عظيم، بينما هو تعبير بسيط لا يحمل كل ذلك العمق الذي أضفاه الناس عليه. ( ).
ولا يتوقف السيد حافظ عند إلقاء التهم جزافًا أو يعمم الأخطاء على من حوله فقط، إنما يقدم الدلائل حول تلك الأخطاء، ومن ذلك تقديم نقد عملي للدراما الرمضانية وبعض البرامج التي أضحت مجرد استهلاك للجمهور، والبحث عن المادة فقط، رغم توافر الإمكانيات كما في مسلسل "توبة" لعمرو سعد، ومسلسل مشوار لمحمد رمضان، وبرنامج "رامز جلال" وغيرها من الأعمال، ويرجع ذلك إلى ضعف السيناريوهات المكتوبة، وقلة الخبرة لدى الممثل أو المخرج، وعدم مرعاة الأبعاد الجمالية والقيمة في الأعمال الفنية .
قضية مهمة تناول فيها فكرة هل نحن متقدمون أم متأخرون؟



#ياسر_جابر_الجمَّال (هاشتاغ)       Yasser_Gaber_Elgammal#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقب في أروقة التاريخ
- مذكرات السيد حافظ الجزء الخامس واقع أمة بين التراجيديا التار ...
- النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟
- العمق الوهي
- الأدب في صدر الإسلام والعصر الأموي بين استلهام القديم والمؤث ...
- حركة الترجمة بين توهم نقل المعرفة، وإفساد عقل الأمة.
- تصحيح التاريخ وقراءة قراءة واعية في ضوء المتغيرات الواقعية و ...
- بين النقد والنقض في بناء الحضارة
- قرارة جديدة للمرأة عند قاسم أمين من خلال كتبه
- الشخصيات الوازنة في المشهد الثقافي من خلال مذكرات السيد حافظ ...
- جمالية القفل في القصة القصيرة مجموعة السيد حافظ- حكايات أحفا ...
- بنية المفارقة في القصةالقصيرةعندالسدحافظ
- المعادل الموضوعي للقضايا ( الرمز )
- عوارض التركيب -الانزياح اللغوي.- في القصة القصيرة عند السيد ...
- التكثيف اللغوي والاختزال في مجموعة السيد حافظ للقصة القصيرة ...
- رؤية التمرد في القصَّة القصيرة عن السّيد حافظ.
- مؤشر الاغتراب عن السّيد حافظ في قصصه القصيرة.
- واقع التيه في القصَّة القصية عن السّيد حافظ.
- التلقيات النقدية للقصة القصيرة والقصَّة القصيرة جدًا عند الك ...
- التلقيات النقدية للقصة القصيرة والقصَّة القصيرة جدًا عند الك ...


المزيد.....




- فيلم وثائقي روسي هندي مشترك عن نيقولاي ريريخ
- السواحرة بلدة مقدسية أنجبت المقاومين والأدباء
- حسام حبيب يكشف تفاصيل صادمة عن حلاقة شيرين عبد الوهاب شعرها ...
- مأساة فيلم -Rust- في فيلم وثائقي جديد
- مجلة (هوية).. ملف خاص عن الشاعر خالد الأمين
- منشور تركي آل الشيخ يشعل أزمة بين صلاح الجهيني و-سعفان-.. ما ...
- إميل حكيم لـCNN عن توقيع اتفاق بين الحكومة السورية وقسد: اعت ...
- من الرواية إلى الشاشة.. كيف نقل مسلسل -شارع الأعشى- ماضي الر ...
- مخرج -تيتانيك- جيمس كاميرون يستعد لعرض -أفاتار: النار والرما ...
- غيث حمور: أدب المنفى السوري وجد طريقه أخيرا للوطن


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسر جابر الجمَّال - النجاح بالقوة الوهمية أم بالفعل الحقيقي؟2