تكوين اللجان والضحك على الذقون

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 8278 - 2025 / 3 / 11 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

القرارات التي أصدرتها الرئاسة السورية الجديدة ، بتشكيل لجنة عليا لتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري، ولجنة أخرى للحفاظ على السلم الأهلي. تذكرني بعشرات بل قل المئات من القرارات المتشابهة التي أصدرتها الحكومات والسلطات العربية منذ الاستقلال.. ولم يتم البث فيها حتى اليوم وذهب الحقيقة ادراج الرياح بينما ما زالت حين ترتكب الجرائم والمجازر، والتجاوزات والانتهاكات وجرائم حقوق الإنسان الجسيمة في المنطقة من قتل وتشريد للمدنيين خاصة الاقليات،واصحاب الديانات المختلفة. ترتكب دون حسيب او رقيب.
قالوا قديماً: إذا أردت أن تقتل موضوعاً كوّن له لجنة. وأكثر اللجان قتلاً للمواضيع وتمييعاً للقضايا لجان التحقيق، وأكثر لجان التحقيق اضراراً بالقضايا، وقالوا كذلك،ا ذا أردت أن تفشل عملا فشكل له لجنة للمتابعة، إذا أردت أن تُقبر مشكلة، ضع لها لجنة، إذا قررت تمييع قضية شكل لها مجلس.اللجان اضافة الى كونها لا تنجز الأمر في إشارة واضحة مقصودة تهدف لمماطلة واضاعت الحقوق، وحين يريد سلب حق من الحقوق يشكل له لجنة وهكذا يدخل اصحاب الحق في متاهات لا تدري لها نهاية او جهة محددة تختص بها او تتابعها، حتى ان سالت عن مصير ما يخصك لدى أعضاء هذه اللجان يكون الرد ان اللجنة في حالة اجتماع.
عملية تشكيل اللجان وطرق ادارتها تسقط المسؤولية عن أصحابها وتضيع حقوق الناس وتلغي وظيفة القانون بل تلغي حق اصحاب الحقوق في التقاضي لانها تحيل الغريم الى جهة غير ذات صفة،وهي عبارة عن عملية اضاعة الوقت وذر الرمل في العيون وتسويف للقضايا.
ولا يقتصر امر تشكيل اللجان على الانتهاكات والجرائم بل يشمل كذلك حالات الفساد الاداري والمالي الذي اصبح ظاهرة وأي تحقيق في هذه المواضيع مصيرها معلوم وهو وإنهاء اللجنة التي ربما تنتهي اعمالها لم تجد خيوط او أدلة او قرائن تدين مرتكبي هذه الانتهاكات.
المواطن المسكين والمغلوب على امره، أصبح لا يلتفت ولا يهتم عند سماع خبر تشكيل لجان، لأنه عرف وخبر النتائج فأنها بمرور الزمن سوف تصبح تاريخ.
نستخلص من الأمر ان مسألة تشكيل اللجان كوسيلة تأخير القرارات، مما يؤدي إلى تضييع القضايا وهدر الحقوق. هذه مشكلة شائعة في بعض المؤسسات، حيث يتم استخدام اللجان كأداة لتأجيل االبت في الأمور بدلاً من إيجاد حلول حقيقية.
مسألة تشكيل اللجان كوسيلة لتأخير القرارات، مما يؤدي إلى تضييع القضايا وهدر الحقوق. ، حيث يتم استخدام اللجان كأداة لتأجيل البت في الأمور بدلاً من إيجاد حلول حقيقية.
أن لجان تقصي الحقائق ليست فعالة، وأنها تُستخدم كأداة للمماطلة وتهدئة الرأي العام دون تحقيق نتائج حقيقية. وهو شائع في كثير من الدول، حيث تُشكل لجان للتحقيق في قضايا حساسة، لكنها تخرج بتوصيات غير ملزمة أو تُترك نتائجها دون تنفيذ.

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات