أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هادي لطيف - تذكرتان… ولا قطار














المزيد.....


تذكرتان… ولا قطار


محمد هادي لطيف

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 17:29
المحور: الادب والفن
    


أنتَ مِن شِدَّةِ القهرِ والليلِ
تقطَعُ تذكِرَتيْنِ لِعُزلَتِكَ
تقطَعُ كُلَّ الحاناتِ وتَسكُبُ رَأسَكَ،
لم يبقَ شيءٌ يُلوَّنُ
لا أنتَ
لا نَشيدُها
لا الأنينُ
لا الأمس،
تتَكئُ على نهدَيْها
ثمَّ ترفعُها آخِرَ الليلِ قارورةً من الياقوت
تَسكُبُها فوقَ صدرِ السريرِ
وأنتَ تُغنِّي كمنْ يدَّعي أنَّهُ لمْ يَضعْ
ونهنهني آخرَ ما تبقَّى مِنَ البكاءِ
وكُلُّ المساءِ زجاجٌ هشيمٌ،
يا رجائي رجاءَ الغمامِ
أيُّ مركبٍ لهذا المساءِ الحزين؟
كلّما ظننتُني وصلتُ
امتدَّتْ بي سككُ الحنينِ
إلى حيثُ لا التفاتَ… ولا انتظارْ.
وأنَّ رّفاقَ الأمسِ
لا يعودونَ كما كانوا
وأنَّ النهدَ إذا صعدَ في القلبِ
أصبحَ منفى… أو صلاةً في الهواءْ.
لم تتركْ شيئًا يُذكر سوى التذاكرِ
ومذاقًا مُرًّا
في حلقِ الرفاقِ.
والآن…
كلّما ناداني المساءُ باسمِها
فتحتُ حقيبةَ قلبي
ووجدتُها تضحكُ هناكْ.
أغلقتْ نافذتها
ما دَقَقتُ بابَها احترامًا لغفوتِ الوردِ وعشقٍ هائم
ولكنْ تأخَّرَ حزني على البابِ رأيتُ مفاتيحَ غُرفتِها
ومَشابِكَها
ومَشَدَّاتِها،
وشراعاتِ الانتظارِ التي حملتها أيدٍ مسكِرَةٍ
في مواني الهموم.
وأنتَ دخلتَ مَواويلَ الحزنِ وحدَكَ
تَحْمِلُ نَفسَكَ كَجرحٍ يُحاذِرُ صَوتَهُ
تَبكي بُكاءَ الحيطانِ المَصلوبَةِ في آخرِ الدَّربِ
والسُّكارى يَنامُونَ في عَينَيكَ حُزنًا.
لم يبقَ من نجمتَيكَ
إلا بُقعَتانِ شاحبتانِ
تبتسمانِ مثلَ وجهٍ أُلقيَ عليهِ قناعٌ مثقوبْ.
كأنَّهما يسخرانِ منكَ
ومن كلِّ الخرابِ الذي صرتَ عليهِ.



#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروبِ الحزن الأبدية
- يومٌ في خِضمَّ الانتظار
- زرازيرُ اللهِ تبولتْ فوقَ الخراب
- -نشوةٌ على خافتة الليل-
- أيُّها الخَيّام
- ساقية الخمر الأولى
- مولاي… مولاي
- آخرُ القاطراتِ، سلَّمتْ نفسها
- إلى كلبٍ يطاردُ عربةَ البارحة
- أيتها الردى، أنكسرِ.
- تراتيلُ العشق في منفاي الأخير
- يا وحدَك.. وألف ندمٍ
- العراقيُّ الأخير…
- قَتَلوني في يومٍ بارد، ولكنني عدتُ
- عن -الحوار المتمدن- هنا تُخلع نعالُ الخوف
- أمُّ الطين تلعنُ الساسة
- السُكْرُ يَشْرَبُنِي
- ندبةٌ من فمِ امرأةٍ، يكتبها العراق
- في حانة السُّكْرِ الطويل
- صدى الريح في غرفة الخراب


المزيد.....




- منصات الإنترنت: نسبة المخرجات السينمائيات تزداد باطراد
- فيديو.. الفنانة نور علي تروي شهادتها على أحداث الساحل السوري ...
- توقيف نائب يوناني إثر انتقاده أعمالا في متحف بأثينا بحجة مكا ...
- ألغاز معقدة تسبب بها تغيير التوقيت في التقويمات القديمة
- أسئلة النسوية العربية وكتابة الذات في قصص أمل بوشارب
- فنانون سوريون ينددون بالعنف ويطالبون بوقف الانتهاكات عبر وسا ...
- محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس ...
- الجريمة السياسية.. كيف تناول أسعد طه ملفاتها الشائكة؟
- -الرقصات الشعبية تنشر البهجة في الأجواء-.. الهند تحتضن مهرجا ...
- الممثل الدائم لروسيا يصف قرارا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هادي لطيف - تذكرتان… ولا قطار