أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة قهر العهود .














المزيد.....


مقامة قهر العهود .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


مقامة قهر العهود :

مَن يذكر كتاباً أصدره مفكّر أو كاتب محسوب على جماعة بريمير ويستحق القراءة ؟ ولنا أن نضيف إلى الكتاب المفقود , الفكرة والقصيدة والرواية واللوحة والمسرحيّة والفيلم والأغنية ؟ المشكلة ان التجارب الكثيرة تفيد أنّ أولئك الذين لم يصدروا كتاباً معتبرا, يملكون موقفاً حديديّاً , صارماً وشاملاً , من الشأن الثقافيّ فهم ضدّ من ينشط ثقافيّاً على نحو وطني , ويحاربون كل صوت عقلاني , وكل فكرة تسعى للتغيير الخلاق , ولا تبقي حتى في المؤسسات المعنية بالتفكير وصناعة الوعي كالمؤسسات الأكاديمية والثقافية والنقابيّة غير الهياكل الفارغة من الانتهازيين , الذين سينقلبون بدورهم إلى هياكل النظام التالي , ليصبح كل تغيير هو تحويلة مؤقتة من طريق إلزامي معبد بالصخر, إلى طرق ترابية هشة يحتفل بغبارها الانتهازيون في نوبة استبداد جديدة ذات ثوب ديمقراطي براق .

أذكر في أوائل ايام الشباب اني كتبت نصا لا أزال احتفظ به : (( كنت على بعد خطوة من ادراك العلاقة بين مرارة القهوة والحياة حين شخصت مصدر كآبتي المزمنه , أنه القهر الذي يمنعني أنا أبن المرحلة من التعبير عنها والخدمة فيها , وبسبب تكرار نقاشي مع المونولوج الداخلي , أذ يكون قهرك تحت الشعار الذي حاربت أنت أولا لترفعه وثانيا لتحققه , ولتحافظ عليه : أنت مقهور في مرحلة القهر , ثم أنت مقهور في مرحلة شعار (( قهر القهر )) , لأن المرحلة تحولت الى قهر القهر بالقهر , وتنفيذ العملية بالقصر والعميان والأنذال , وتفتح عينيك لتجد أنك مازلت أنت المقهور في المحصلة النهائية , والقاهر هو الوجه العتيق القديم )) .

لاشيء يدوم على حاله , الأشياء دائماً لها بداية ولها نهاية , وإذا كنت اليوم قوياً , فلا شك بأنك ستضعف يوماً ما , والتاريخ قاسٍ وعبثي وباطل , علينا الآن أن ننسى , وأن نبدأ من جديد , وسوف تمتلئ الصحف , كل يوم , بمزيد من أخبار الضحالات والغرور والقسوة الرهيبة , وبالطبع فنحن هنا لسنا أمام رواية للتاريخ والعالم , تبرّر لأصحابها قمع سواهم ممّن يخالفون تلك الرواية , وفي هذا السياق المفعم بالترميز, استُهدف بالتشهير أهمّ مفكري الوطنية , وفي أرقى أحوال التشهير, كان يُرفع في وجوه المُشهَّر بهم ((القانون)) في أشدّ تأويلاته ضيقاً وسلطويّة , وأصبح التذرّع بالقوانين ولو في أكثر أشكاله طلباً لإحقاق الحقّ , عرضة للطعن والتشكيك في ظلّ استيلاء احزاب ألأسلام السياسي على الدولة وعلى تأويل القانون .

ها نحن نرى ان كل الطرق تؤدي الى (( صفقة القرن )) , التي اصبحت حية على الارض تسعى , ولما تذكرت جملة من التراث العربي ذهبت مذهب الأمثال وتعود للعبّاس بن عبد المطّلب وهي ((خير البرّ عاجله)) , أستقويت بها وناديت : أعلانك موقف وطني لا يحتاج سوى أمتلاكك الشرف الوطني , ومن المستبد القمعي , لناكري الأوطان , ياشعبنا لا تحزن , ولكن كيف بالصراصير؟ جماعة تلك القصة البسيطة , (( إذ يروى أن ناراً شبت في أعشاش النمل , فهبت العصافير الحرة تذهب إلى النبع وتملأ مناقيرها الصغيرة بالماء وترمي على الحريق , لكن كانت الصراصير تحمل في افواهها القذرة القش وترميه على الحريق كي تطيل مدته , وكما تعرفون , ليس لمناقير العصافير أن تطفئ النار , وليس للقش في أفواه الصراصير أن يزيد النار, إلا أننا عرفنا من الصرصور فيهم , ومن العصفور الطائر الحر .

التاريخ صفحة , سوداء أو بيضاء , أو قانية , عوّض الله بلدي عن قهر العقود , تذكرت قولا لأفريل هاريمان كان يدرس على طلاب الصف الأول سياسة في جامعة بغداد : (( ثلاثة امور لاتسمح بها اميركا في الشرق الأوسط : التعرض للنفط , وقيام حكومات اشتراكية , وقيام الوحدة بين العراق وسوريا ومصر )) , وحين راجعت أحداث التاريخ وجدت أن الغساسنة العرب نصبهم القياصرة ملوكاً على الشَّام , والمناذرة العرب نصبهم الأكاسرة ملوكاً على العِراق , وكلاهما كان على المسيحية , ولكن بالمذهب النَّسطوري بالمدائن , المخالف لمذهب الرُّوم , كان البَلدان ساحة لنزاع الإمبراطوريات العظمى آنذاك ((رومان وساسانيون )) , وانتهت تلك المقابلة مع الفتوح الإسلاميَّة , لكنها عقودٌ ويتقابل الشام الأموي مع العراق العلويّ , والأشد كانت معركة صفين(37هـ) , حيث القائم اليوم غرب العِراق على الفرات , بعدها ظل العراق مكان الثَّورات ضد الشَّام , وأخطرها كان خروج ابن الأشعث(قُتل: 85هـ) , وآخر وقعة له مع الأمويين بـ)) ذات الجماجم (( حيث بابل , حتّى نصل إلى حكمهما مِن (( البعث )) فالنّظريّة واحدة , لكن الأمر بينهما كان أخطر مما بين الغساسنة والمناذرة , فمؤسس الحزب نفسه كان أميناً ببغداد, ومنبوذاً بدمشق , وكيفما تكن بغداد , تكن دمشق ضدها , ليستمر قهر العهود .

كيف يتم اعادة العلاقات الاجتماعية واعادة النسيج الجمعي المطرز بالطيبة ؟ كيف يتم اعادة المدن الى مدنيتها ؟ او الغاء الطائفية والعشائرية والثارات بين افراد المجتمع , ومن يصلح الاف الشهادات المزورة ؟ او القضاء على المخدرات والفساد المعشعش في كل مفاصل الدولة , كيف يتم الاصلاح وربابنة السفينة وقادتها هم انفسهم من يقود ؟ وهم الخراب بعينه , وما رأي المحلليين عبر الفضائيات , او المدنيون , او اساتذة الجامعة الذين تصدح اصواتهم بالاصلاح , الا تجدون ان الثوب الممزق كلما اعدت خياطة اجزائه المفتوقة , عاد ليمزق من جهة اخرى ؟ هذا هو حال قهر العهود .

صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة زمام ألأزمة .
- مقامة شعر الديجيتال .
- مقامة العقم والحبل .
- مقامة العقم و الحبل .
- مقامة لتبق َهامْتُكَ سامقة .
- مقامة البقاء للأفسد .
- مقامة الشارب والشنب .
- مقامة مشكورة .
- مقامة التعود .
- مقامة الفاتحة .
- مقامة الترجمة .
- مقامة عجوز الشتاء .
- مقامة الذوق السائد .
- مقامة التأني .
- مقامة الدهشة .
- مقامة نصيب الأرض .
- مقامة أفعى الكعبة .
- مقامة نهر عطشان .
- مقامة همسة .
- مقامة العجوز .


المزيد.....




- رمضان في لبنان.. تقاليد متوارثة وأجواء روحانية تكافح متغيرات ...
- كيف أصبحت صناعة الزجاج في العصر الإسلامي جسراً بين الفن والع ...
- فنانون سوريون يعلقون على أحداث الساحل (فيديو)
- هل تفقد أفلام جيمس بوند هويتها البريطانية؟ بروسنان يعلق على ...
- الكاتبة والصحافية العراقية أسماء محمد مصطفى تقيم أول معرض فن ...
- مجموعة رؤيا الإعلامية الأردنية توقع اتفاقية تعاون استراتيجي ...
- مبادرة -بالعربي- تكشف ملامح قمتها الافتتاحية في الدوحة ‎
- ميغان ماركل تكشف عن لحظات حميمة مع هاري وليليبيت (صور)
- بعد فراق دام 20 عاما.. لقاء مؤثر بين النجمة السورية منى واصف ...
- الفلسفة وفن الأوبريت أهم فعاليات اليوم الرابع للأسبوع الأدبي ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة قهر العهود .