أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد بركي - الدادائية















المزيد.....


الدادائية


حميد بركي

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


تأثير الدادائية على الثقافة المغربية

الدَّادائيّة

الدادائية كانت حركة فنية وثقافية نشأت في بداية القرن العشرين كردة فعل على الأزمات السياسية والاجتماعية التي اجتاحت أوروبا في تلك الفترة، لا سيما الحرب العالمية الأولى. تهدف الدَّاديّة إلى تحطيم الأشكال التقليدية للفن وتجاوز حدود المنطق والعقلانية، مما جعلها تبتكر أشكالًا فنية متناقضة وغير مترابطة بهدف تحطيم الجماليات المألوفة وتدميرها.
فيما يخص تأثير الدَّاديّة على الثقافة المغربية، يمكن القول أن تأثيرها لم يكن مباشرًا في بداياتها، ولكن مع مرور الوقت ومع تلاقح الثقافات بين الشرق والغرب، بدأت بعض أفكار الدَّاديّة تجد صدى في بعض الحركات الفنية والفكرية المغربية. فالفكر الدَّادي الرفضوي الذي يشير إلى ضرورة تجاوز التقليد والتوجه نحو الفوضى العقلية في التعبير الفني يتناغم مع بعض الميول التي ظهرت في المغرب بعد الاستقلال، عندما كانت هناك حاجة لتأسيس هوية ثقافية متميزة بعيدة عن التأثر بالفن الغربي التقليدي.
إن التأثير الأبرز للدَّاديّة على الثقافة المغربية يكمن في تشجيع اللامألوف وتبني الابتكار في مجالات الأدب والفن التشكيلي والشعر. فقد ظهر في المغرب جيل من الفنانين الذين تحدوا الأساليب التقليدية وابتكروا أساليب جديدة في التعبير الفني. في الشعر، مثلا، كانت الدَّاديّة قد ألهمت بعض الشعراء المغاربة الذين أصبحوا يتبنون أساليب شعرية ترفض القيود التقليدية وتتمرد على الأنماط الشعرية السائدة في ذلك الوقت.
علاوة على ذلك، يمكن اعتبار الدَّاديّة مؤثرة في حركات الفكر المستقل والفلسفة غير التقليدية في المغرب. فهي قد شجعت على التفكير النقدي وإعادة النظر في كل شيء، بدءًا من القيم الاجتماعية والثقافية وصولًا إلى مفاهيم الجمال والفن. وبالتالي، يمكن القول إن الدَّاديّة كانت بداية لتفجير عقلية الإبداع في الفنون المغربية، رغم أنها لم تكن على علم بها بشكل مباشر.
في النهاية، يمكن اعتبار الدَّاديّة كأحد المكونات التي ساهمت في تطوير الحس الفني النقدي في الثقافة المغربية الحديثة، على الرغم من أن تأثيرها لم يكن ظاهرًا بشكل كبير، إلا أن أفكارها حول الرفض والتجديد قد تلقت إشعاعًا في أوساط المثقفين والفنانين المغاربة.
تأثير الدادية على الأدب والفكر في المغرب
الدادية هي ظاهرة ثقافية وفكرية ارتبطت بمفهوم التمرد على الأنماط التقليدية للأدب والفنون، حيث تعكس التحدي للمألوف والرفض للسلطات الاجتماعية والسياسية، وقد ظهرت هذه الظاهرة في العديد من الثقافات والفترات الزمنية، بما في ذلك المغرب. في السياق المغربي، يعتبر تأثير الدادية جزءًا من تفاعلات الأدب والشعر مع الواقع الاجتماعي والسياسي، حيث كانت الدادية بمثابة رد فعل على الأوضاع الاجتماعية والفكرية السائدة في بعض الفترات من التاريخ المغربي. تميزت الدادية بتفكيك المعايير التقليدية للكتابة والتعبير، فكانت تُستخدم كأداة للبحث عن هويات جديدة وأشكال غير تقليدية في التعبير عن الرفض والغضب.
ظهرت الدادية في المغرب في فترات شهدت تغييرات ثقافية وسياسية كبيرة، حيث كانت الفنون والأدب وسيلة لمقاومة القمع والظلم الاجتماعي. ويعتبر الشعر من أبرز المجالات التي تأثرت بهذه الظاهرة، إذ استخدم الشعراء الداديون أسلوبًا مميزًا يتسم بالغرابة، حيث يخلطون الرمزية مع الفوضى اللفظية في القصائد، مما يجعل النصوص أقرب إلى اللامعقول أحيانًا، لكنها تحمل في طياتها رسائل قوية عن الواقع.
الشعر الدادي في المغرب كان يعني الخروج عن الأطر التقليدية للشعر، سواء من حيث الشكل أو الموضوعات. الشعراء الذين تأثروا بالدادية لم يتقيدوا بالقوافي والوزن التقليدي، بل استخدموا أسلوبًا مفتوحًا يمكن أن يتجاوز القيود التي تفرضها اللغة والثقافة السائدة. هذه الطريقة كانت تسعى إلى نقل شعور عميق من الفوضى والرفض لكل شيء تقليدي، بما في ذلك معايير الأدب نفسها. كان هذا الأسلوب يتحدى ما هو مألوف ويرتكز على فكرة تفكيك اللغة بشكل يترك للمتلقي مساحة واسعة للتفسير والتفكير النقدي. بذلك، كانت الدادية بمثابة دعوة لرفض الفهم التقليدي للواقع، واستبداله بنظرة جديدة تتسم بالتشوش والانتقاد.
التأثيرات الاجتماعية والسياسية كانت تلعب دورًا محوريًا في الشعر الدادي المغربي، حيث استخدم العديد من الشعراء هذه الظاهرة لانتقاد الواقع السياسي والاجتماعي. من خلال الكتابة غير التقليدية، حاول الأدباء تسليط الضوء على قضايا مثل الاستعمار، القمع الاجتماعي، والظلم الذي كان يعاني منه الشعب المغربي في فترة من الفترات. لذلك، فإن تأثير الدادية في الأدب المغربي لم يكن مجرد أسلوب أدبي، بل كان أداة احتجاج وتغيير، وكانت قصائد الشعراء تُقرأ كدعوات للتمرد على الوضع القائم والتأكيد على الحق في التعبير بحرية.
ورغم أن الأدب الدادي في المغرب كان يتمتع بمكانة كبيرة في بعض الأوساط الثقافية والفكرية، إلا أنه في بعض الأحيان قوبل بالرفض أو الاستنكار من قبل البعض الذين اعتبروه متمردًا للغاية.
كان يرى البعض أن هذا الأسلوب يعمق الفوضى ويبتعد عن الأهداف الأدبية التقليدية التي تهدف إلى تهذيب الذوق وتوجيه الناس نحو القيم الإنسانية،
إلا أن الدادية كانت أيضًا بمثابة نقطة انطلاق للعديد من التجارب الأدبية الجديدة في المغرب. فقد أسهمت في تطوير أساليب الكتابة الحرة واللامحدودة التي تتيح للأدباء التعبير عن أنفسهم بعيدًا عن القيود التقليدية. كما كانت بمثابة دعوة لإعادة النظر في الأدب العربي والمغربي، من خلال طرح أسئلة حول الهوية الثقافية، والمجتمع، والحرية الشخصية،
انتقل تأثير الدادية بعد ذلك إلى مجالات أخرى من الفنون، مثل الرسم والمسرح والفن التشكيلي. ففي الفن التشكيلي، على سبيل المثال، استخدم الفنانون الأسلوب التجريدي والرمزية في لوحاتهم لتمثيل الفوضى وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي. وكانوا يعبرون عن تأثير الحرب والاستعمار على الفرد والمجتمع من خلال تكسير الأشكال والرموز التقليدية،
وفي المسرح، حاول الفنانون محاكاة الأسلوب الدادي من خلال نصوص مبتكرة تكسر التقليدية وتحاكي الوضع الاجتماعي المتأزم، إضافة إلى رفض الأنماط المسرحية التقليدية في الحوار والتمثيل. واعتُبرت هذه التجارب الأدبية والفنية بمثابة نوافذ جديدة لإعادة التفكير في الأنماط التقليدية، حيث لم تعد الحدود واضحة بين الأدب والفن،
ومع مرور الزمن، تحول تأثير الدادية في الأدب والفكر إلى جزء من التراث الثقافي المغربي، حيث يعكس مرحلة من البحث عن الهويات الثقافية ورفض الاستلاب الثقافي. على الرغم من التحديات التي واجهها هذا الاتجاه الأدبي، إلا أن الدادية أسهمت في إعادة تشكيل الفنون الأدبية المغربية وفتح أبوابًا جديدة للتعبير الإبداعي. بقيت هذه الظاهرة تُمثل تطورًا في فهم اللغة والأدب، وتحفيزًا للأجيال الجديدة من الكتاب والمبدعين للبحث عن أساليب جديدة لإيصال رسائلهم
تأثير الدادية في المغرب يعكس بالتالي جزءًا من النضال الثقافي والفكري المستمر الذي يسعى إلى تجاوز القيود الثقافية التقليدية والتحرر من الأنماط المألوفة. وظلت هذه الظاهرة تدفع الأدباء والفنانين إلى التجديد والتغيير في مواجهة التحولات الاجتماعية والسياسية التي مر بها المجتمع المغربي.


مقطع من كتابي الموسوعة
الشعر فلسفة العرب



#حميد_بركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الممثل الدائم لروسيا يصف قرارا للوكالة الدولية للطاقة الذرية ...
- مشهد محذوف من -قلبي ومفتاحه- يثير فضول الجمهور عبر المنصات ا ...
- رمضان في لبنان.. تقاليد متوارثة وأجواء روحانية تكافح متغيرات ...
- كيف أصبحت صناعة الزجاج في العصر الإسلامي جسراً بين الفن والع ...
- فنانون سوريون يعلقون على أحداث الساحل (فيديو)
- هل تفقد أفلام جيمس بوند هويتها البريطانية؟ بروسنان يعلق على ...
- الكاتبة والصحافية العراقية أسماء محمد مصطفى تقيم أول معرض فن ...
- مجموعة رؤيا الإعلامية الأردنية توقع اتفاقية تعاون استراتيجي ...
- مبادرة -بالعربي- تكشف ملامح قمتها الافتتاحية في الدوحة ‎
- ميغان ماركل تكشف عن لحظات حميمة مع هاري وليليبيت (صور)


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد بركي - الدادائية