|
صداقاتي في مسيرتي الخمسينية
صبري فوزي أبوحسين
الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 07:52
المحور:
الادب والفن
نعم(الصداقة) رابط اجتماعي قوي، له أثره في تمتين العلاقة بين الأفراد في المجتمع الواحد، وقد ازدادت اليوم - في عصر الإنترنت – عمقا، وتنوعا، ومساحة، وتقنيات، في المجتمع الإنساني كله، على اختلاف لغاته وثقافاته، وأديانه. و(الصداقة) مرتبطة بخلق جميل هو(الصدق)، وكلما قامت عليه كانت إيجابية فاعلة، ويضادها ما يسمى(الأنانية) أو (الفردانية) التي قد تتطور فتتحول إلى مرض نفسي يسمى(النرجسية)! إنها سلوك إنساني قابل للديمومة والثبات، وقابل للتمييع والتضييع، حسب حالة كل مجتمع، وكل حضارة، وأراه- في ظلال حضارتنا العربية والإسلامية، ومن خلال تجاربي وممارساتي في الحياة- ما زال بخير، ومن يوازن أي موازنة بين محيطنا العربي والمحيطات البشرية الأخرى يجد صدق ما قررت. فما زلنا نتمتع بالصداقة والصداقات والأصدقاء! يظهر ذلك في مواسمنا وأعيادنا وحفلاتنا وأعراسنا، بل ومآتمنا، فضلا عن تواصلنا الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة... ولعل الصداقة تتجلّى أكثر في الأوساط الإبداعية والأدبية والفنيّة، فهي تُوجِد بيئةً للتفاعل الفكري والوجداني بين أصدقاء.. وللصداقة تاريخٌ في التراث والأدبي العربي، نجدها في كتابات ابن المقفع في رسالتيه: الأدب الصغير، والأدب الكبير، والجاحظ في رسالة المودة والخلطة، وأبي حيان التوحيدي في كتابه "الصداقة والصديق"، وكتابات المنفلوطي ويعقوب صنوع، والرافعي والبشري، والعقاد وطه حسين وأحمد حسن الزيات، وغيرهم من أدبائنا الكبار في عصرنا الحديث، وكم ألفت كتب، ودبجت مقالات عن الصداقة والصحبة وأثرهما في الإبداع. بل إن فنونا أدبية قامت على الصداقة مثل الرثاء والتأبين، والسيرة الذاتية، والتراجم الغيرية.... ومن أدل الكتب على ذلك كتاب(شوقي، أو صداقة أربعين سنة) للأديب الأمير شكيب أرسلان. وغيره. أما عن موقفي الشخصي من موضوع الصداقة فلست أنانيا ولا فردانيا، ولن أكون بإذن الله تعالى، فقد خلقت إلفا مألوفا: أحب العيش وسط الجماعة، والعمل الجماعي، أطمئن بالآخرين، وأميل إليهم، وأكره العزلة والوحدة، وأراها شرا وخطرا، ولي روح تحب تكوين ما يسمى(فريق العمل) عند إنجاز أي عمل مهما كان، وأشرف بأن كنت جنديا جيدا وسط جماعة من الأصدقاء، في كثير من الأعمال العلمية، كما كنت قائدا جيدا لمجموعات من الأصدقاء في عملي الجامعي والثقافي والدعوي. ولعل أبرز دليل على ذلك: مدرسة شباب النقد الأدبي ------------- في هذا الزمن العجيب، الذي صار فيه الكون قرية صغيرة، وارتبط فيه الناس ببعضهم ارتباطًا إلكترونيًّا سريعًا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، تواصل مجموعة شباب من تخصصَي الأدب والنقد والبلاغة والنقد بكليات اللغة العربية وشعبها بجامعة الأزهر خلال شهر أبريل سنة 2020م؛ للإسهام بأبحاث علمية متخصصة في مؤتمر القصة الشاعرة الحادي عشر، والذي عقد في شهر أكتوبر سنة 2020م، فأنجزوا سبعة أبحاث في هذا المؤتمر، وكانوا الحاضرين البارزين خلال ندواته وجلساته المنعقدة في ملتقى السرد العربي، ونشرت هذه الأبحاث في الإصدار الخاص بأبحاث المؤتمر، ثم حرصت مجلات علمية دولية محكمة على نشرها لقيمتها، وهذه الأبحاث هي: -(القصة الشاعرة نموذج تطلع الأدب لخلق الجديد)، للدكتور ياسر السيد البنا، أستاذ مساعد الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بقنا. -(الآليات البلاغية في بناء القصة الشاعرة)، للدكتور عادل الفقي، مدرس البلاغة والنقد، بكلية اللغة العربية بالمنوفية. -(القصة الشاعرة وتداخل الأجناس الأدبية)، للدكتور عبدالعظيم عبدالرؤوف، مدرس الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات. -(من جماليات المكان في القصة الشاعرة) للدكتور عمر إبراهيم، مدرس الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالديدامون. -(الرؤية التشكيلية بين القصة القصيرة والقصة الشاعرة) للدكتور محمود جلال، مدرس الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بإيتاي البارود. -(توظيف العناوين في القصة الشاعرة) للدكتور عبدالله أديب، مدرس الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالمنوفية. - (نحو منهج أمثل في قراءة القصة الشاعرة) للدكتور صبري أبوحسين. وقد أثنى الحاضرون على هذه الأبحاث، وكان أن أعلن عما سُمِّي حينئذ بـ(جماعة شباب النقد الأدبي بالأزهر الشريف)، وقد قرر المتلقون هذه الأبحاث أن هؤلاء الشباب مؤهلون لقراءة أي نتاج أدبي معاصر، وأنهم أثروا هذا المؤتمر وأحيوه، وذلك بشهادة كبار الأدباء النقاد أمثال الأستاذ محمد الشحات محمد، والدكتور خالد فهمي، والدكتور أيمن تعيلب، والدكتور منير فوزي، فتم التفكير في تأسيس ملتقى أو منتدى يجمعنا، فكان أن اتفقنا على (مدرسة شباب النقد الأدبي)، ولفظ الشباب هنا نعت للنقد وليس للنقاد! ثم كان الإنجاز الثاني لـ(مدرسة شباب النقد الأدبي) الإسهام بتسعة أبحاث في المؤتمر الحادي عشر الدولي عن رحالة الشعر العربي عبدالمجيد فرغلي، هي: -"النقد الأدبي المنظوم في نتاج الشاعر عبدالمجيد فرغلي" للدكتور صبري أبوحسين. -"بطولة النص القرآني في شعر عبدالمجيد فرغلي"، للدكتور ياسر السيد البنا. -"بلاغة التعبير عن ظاهرة الإرهاب في شعر عبدالمجيد فرغلي" للدكتور عادل الفقي. -"الوطن في شعر عبدالمجيد فرغلي" للدكتور عبدالعظيم عبدالرؤوف. -"شعرية العتبات في ديوان من نبع القرآن" للدكتور عمر إبراهيم. -"الشخصية المحورية في مسرح عبدالمجيد فرغلي"، مسرحية رابعة العدوية أنموذجًا، للدكتور محمود جلال. -"مسرحيتا غروب الأندلس لعزيز أباظة، وشروق الأندلس لعبدالمجيد فرغلي"، تحليل وموازنة" للدكتور عبدالرحمن فايد. "-مسرحية رابعة العدوية للأستاذ عبدالمجيد فرغلي بين الفن والتاريخ، للدكتور عبدالله أديب. -"الموسيقى وأثرها الإيقاعي في شعر عبدالمجيد فرغلي"، للدكتور محمود فؤاد. وقد حكمت هذه الأبحاث، ونشرت في الإصدار الخاص بالمؤتمر. ويعد هؤلاء الباحثون الأعضاء المؤسسين للمدرسة، ويقوم الدكتور صبري أبوحسين بدور المنسق بين أعضاء هذه المدرسة، والرابط بينها وبين مثيلاتها من المدارس والروابط في مجال النقد الأدبي. ثم كان توسيع دائرة هذه المجموعة وتعميقها بأن رزقت بهيئة استشارية عليا تمثل مرجعية للمدرسة في أعمالها؛ فقد رزقت المدرسة بموافقة ومباركة الأستاذ الدكتور محمود توفيق سعد، عضو هيئة كبار العلماء، والأستاذ الدكتور صابر عبدالدايم، والأستاذ الدكتور زهران جبر، والأستاذ الدكتور عبدالله سرحان، والأستاذ الدكتور غانم السعيد، والأستاذ الدكتور سعيد جمعة، والأستاذ الدكتور سلامة داوود، والأستاذ الدكتور الشريف ميهوبي، العميد الجامعي، والأستاذ اللساني من دولة الجزائر الشقيقة، والأستاذ مختار عيسى نائب رئيس اتحاد كتاب مصر؛ فهم مشاعل خير وبوصلة حق في كل فعالياتها إن شاء الله... وكان الحضور الاكبر لأصدقاء المدرسة بصداقة الأديب الجزائري الصديق و الحبيب والناقد الفذ ا. د علاوة كوسة، الذي أعطى المدرسة بعدا دوليا بأبحاثه المهمة في مؤتمراتها، وبمقالاته التصديرية لكتب أبحاثها عن الأدباء المعاصرين الكبار: عبدالحميد بدران، ثم عن عبدالوهاب برانية، ثم عن عصمت رضوان. رؤية المدرسة وأهدافها: -------------------- إنها مدرسة تتكون من خيرة شباب الباحثين والباحثات في تخصصي الأدب والنقد والبلاغة والنقد، ويضاف إليهم مجموعة من الشباب النقاد الصحفيين الميدانيين، تحاول إثراء الحركة النقدية وتحديثها تحديثًا رشيدًا، والعمل بروح الفريق في قراءة الإبداع الأدبي، والفكر البلاغي، والمناهج النقدية، قراءة منهجية أصيلة واعية. ويمكننا إجمال أهداف المدرسة في الآتي: -متابعة الحركة الأدبية المعاصرة في وطننا العربي من خلال قراءة أعضاء الجماعة المنتج الأدبي المعاصر قراءة أكاديمية متخصصة. - توفير مادة أدبية معاصرة خام، أمام الباحثين والباحثات في تخصصات اللسانيات والأدب والنقد، والبلاغة والنقد بجامعاتنا. -إنارة الأدب الأزهري الحديث والمعاصر وتسليط الأضواء عليه، والتعريف بالحركة الأدبية والبلاغية والنقدية في رحاب الأزهر الشريف. -رعاية الأدباء الناشئين والمغمورين، ونشر الكلمة الطيبة والنقد الأدبي الهادف البناء. -العمل على التحديث الرشيد لأدوات النقد الأدبي، مع الحرص على تحويل الباحث في مجال الدراسات الأدبية والبلاغية إلى(ناقد أدبي تطبيقي). -المشاركة البحثية في المؤتمرات العلمية الخاصة بالدراسات الأدبية والنقدية والثقافية. الحضور الإلكتروني للمدرسة: ثم كانت فكرة الربط بين هؤلاء الباحثين من خلال الواتس فكانت مجموعة (شباب النقد الأدبي)، ثم من خلال الفيس بوك باسم(شباب النقد الأدبي) وقد أعدتهما الدكتورة أسماء هاشم مدرس الأدب والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات. ومن خلال هذا التواصل الإلكتروني كان الإنجاز العلمي الثالث للمدرسة، المتمثل في إقامة مؤتمر علمي افتراضي عن أديب أكاديمي أزهري، وهو الدكتور عبدالحميد بدران أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالمنصورة، بعنوان: (الدكتور عبدالحميد بدران أديبًا)، حيث توزع نتاجه النثري والشعري والنقدي على مجموعة من باحثي وباحثات (مدرسة شباب النقد الأدبي)... وفي قادم الأيام –إن شاء الله- مزيد من المؤتمرات البحثية عن منتج أدباء كبار في وطننا مصر المحروسة وفي بقية الأوطان العربية، أمثال الدكتور صابر عبدالدايم، والدكتور زهران جبر، والدكتور علاء جانب، والدكتور عصمت رضوان، والأديب الجزائري الشريف ميهوبي، ومدرسة الجن، والمؤتمر الثاني عشر للقصة الشاعرة، والدورة الثانية عشرة لرحالة الشعر العربي الأستاذ عبدالمجيد فرغلي...وهي تعد لمؤتمر دولي عروبي كبير عن الأديب الجزائري الأستاذ محمد عبدالوهاب عيساوي. برئاسة الأستاذ الدكتور فيصل الأحمر، وبتنسيق أ. د إلياس بليح، وأد. أحلام الحسن، ود. بسيم عبدالعظيم. وهكذا تكون مدرسة شباب النقد الأدبي دليلا فاعلا على قيمة الصداقة في الحركة الأدبية والنقدية. العمل الكنترولي -------------- معروف أن العمل الكنترولي يحتاج حزما، وجدا، ودقة، حيث طبع الأسئلة، وتوزيعها، وتسليم أوراق الإجابة وتسلمها، ورصد الدرجات وجمعها، وإخراج النتائج ومراجعتها، وهذا يقتضي علاقات طيبة بين أعضاء الكنترول الواحد، وقد كان لي في هذا الجو العلمي الحاد والجاد، أشاد به عدد من الأصدقاء، ولعل خير ما يسجل هذا مقالة أخي، وصديقي الصدوق الأستاذ الدكتور عادل الفقي في منشور فيسي له بتاريخ الثامن من أكتوبر ٢٠٢٠م، عني، بعنوان: تجربتي من العمل مع الأستاذ الدكتور/ صبري أبوحسين في كنترول شعبة اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالسادات)، جاء فيه: أيُّ عملٍ يُسند إلى أستاذنا الفاضل سعادة الأستاذ الدكتور/صبري أبوحسين، الأزهري المصري سواء أكان علميا أو إداريا يُكلل بالنجاح والريادة، والسر في هذا يكمن في القيادة بالحب. وأهم صفات تلك القيادة التي يتمتع بها أستاذنا الفاضل سعادة الأستاذ الدكتور/ صبري أبو حسين تتمثل فيما يأتي : ١ الانخراط مع فريق العمل، حيث لم نشعر ونحن نعمل مع استاذنا الدكتور صبري أبو حسين بان ثمة رئيسًا ومرؤوسين، وإنما الكل سواسية في العمل، فتراه اكثرنا عملا ومجهودا، حيث يساعد جميع الفرق، من الفرقة الأولى وانتهاء بالفرقة الرابعة، ومثل هذا القائد يجعل الحجر يتحرك ويعمل. ٢ التواضع الجم، حيث لم يتعالَ يوما على أحد، بل تراه هينا لينا غير قاسٍ ولا غليظ ولا شديد. ٣ الذكاء الوفير، حيث معرفة مفتاح كل واحد من اعضاء فريق العمل، ومن ثم ينقاد له الجميع، ولا يعصي أحد له أمرا. ٤ الهمة العالية، حيث اخذ على عاتقه منذ البداية ان يكون كنترول اللغة العربية هو الرائد بين جميع الكنترولات( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). ٥ الحرارة المتدفقة على الدوام، فمن يعاشر أستاذنا ويجالسه يشعر بحرارة العمل والجد والاجتهاد، سواء في الجانب العلمي أو الإداري، فبسببه تفوق الكثير، وبسببه نجا الكثير... ٦ السِتر على من يخطئ وعدم تعمد الفضيحة والتشهير، مما يجعل المخطئ يتعلم من خطئه ولا يكرره أبدا. ٧ الكرم الواضح، حيث يتكرم أستاذنا على من حوله ويجود. ٨ المثابرة والصبر، حيث من الممكن ان يستغني عن النوم والراحة في سبيل الانتهاء من التكليفات المطلوبة. ٩ الفُكاهة والظِّل الخفيف، فالعمل الجاد ينبغي ان يتخلله شيء من الفكاهة المباحة حتى لا تكل النفوس وتملّ. ١٠ تقدير أصحاب الأعذار وتحمُّل أعبائهم بنفسه، مما يجعل العضو يحترمه ولا يعصي له أمرا...وهذا غيض من فيض ما يتمتع به استاذنا، نفعنا الله به، ونفع به البلاد والعباد". أسأل الله أن يجعلني دائما عند حسن ظن صديقي الذي أعده الأخ الذي لم تلده أمي رحمها الله تعالى. صداقات مُعمِّرة ------------ وعندما أتدبر مسيرة حياتي إلى الآن، وقد تجاوزت الخمسين عاما بتوفيق الله تعالى، أجدها مجموعة من الصداقات، الكثير منها من العلاقات الجميلة النبيلة الفاضلة الفاعلة التي تمثل أنموذجا للصديق الذي يفتح أبواب الإبداع لغيره من منطلق الصدق والمحبة! وقل من صداقاتي بل ندر منها ما كان من العلاقات القبيحة الخبيثة المؤذية و التي كانت عن سوء اختيار، وكانت ابتلاء نجاني الله منه، وكلما تذكرتها تألمت وندمت، وتعلمت ضرورة الدقة في اختيار الصديق، وقد كانت هذه الصداقات متنوعة من حيث العمر والأيدلوجيا، ولعل في التصنيف العمري الآتي ما يوضح ذلك: صداقة الكبار: أمثال الأساتذة: ا. د/صابر عبدالدايم، ا. د/السيد الديب، ا. د/عبدالحليم عويس، وخالي سميح شعيب، ا. محمد الشيخ، د. محمد عبدالباري، د. عبدالعزيز الخولي، ا. د/ نبيل أبورفاعي، وا. حيد الدهشان، و أ. نشأت المصري، ود. بسيم عبدالعظيم، و ا. د/سعيد جمعة، والشيخ خالد موسى، وكلها صداقات أعطتني خبرة، وغيرت كثيرا من خلالي وصفاتي. صداقات عروبية آسرة: امثال الدكتور السوداني أحمد يوسف الذي لقبته بـ"ذو النون السوداني"، وأستاذنا الأديب الإسلامي الكبير،ا.د الحسن الأمراني المغربي، والرائعين من الجزائر ا. د الناقد والداعية أحمد رحماني، والرفيق الدكتور علاوة كوسة، والأديب اللساني والمترجم الشريف ميهوبي، والطبيب البيطري والعروضي العتيق عمر خلوف السوري. والأستاذة المثقفة الرائعة أحلام الحسن من دولة البحرين. وغيرهم. صداقة الأتراب: أمثال الشيخ محمد شعيب والشيخ بلال قبالي، و ا. د/ محمود الفوي،د / أحمد عبدالفتاح حسين، ا. رأفت الكيلاني. وهؤلاء بلغت صدافتي بهم أكثر من أربعين عاما، منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي. صداقة الأجيال التالية: وهؤلاء أبنائي ابني الشيخ محمد رجب أبو هيكل، والشيخ محمد بدر، والأساتذة الدكاترة: محمد سعيد قبالي، عمر إبراهيم، محمود جلال، صادق النجار، محمد الشافعي. وحبيبي وقريبي الأستاذ د.عادل السيد الفقي الذي أزداد كل يوم حبا وتقديرا له، فهو أنموذج للأزهري الذي يعيش عصره صالحا مصلحا معمرا ناشرا الخير حاملا النفع للجميع.دام حضوره وعطاؤه، وهو الأستاذ الحقيقي الحاضر في محاضرته، الباني لطلابه، المكتشف لمواهبهم. وهو أنموذج للداعية الجديد القادر على خطاب الجيل الجديد بلغته الخاصة ونقل خبرات الجيل الماضي بعبقه الساحر. أما عن صداقاتي للجنس الرقيق اللطيف فهي بحمد الله كثيرة، بحكم عملي في مجال التعليم الجامعي للطالبات في مرحلة الإجازة العالية والدراسات العليا، وقد كانت-وما زالت-في إطار من الصون والعفاف، باعتبار أنهن جميعا إما في مقام الأم، أو مقام الأخت، أو مقام البنت. ولعل ذلك راجع إلى ممارستي الدعوة بكل أنواعها الخطابية، والقلمية، والثقافية، والألكترونية، منذ مرحلة الشباب، فكانت قيدا لي يكبح جماح عواطفي، ويهذبها ويشذبها، ولعل أولى صداقاتي وأعتقها مع زوجتي رفيقة حياتي، ومن كانت خيرا على حياتي كلها، وبركة في حياتي، وبناتي الثلاث. حفظهن الله تعالى، وحفظ أعراض المسلمين.. وأجمل ما أفخر به أن لي صداقات مستمرة مع الزمن، لا تنعدم ولا تتقطع، فعلاقتي مثلا لحبيبي الدكتور عاطف المغاوري التي تزيد على الثلاثين عاما من سنة ١٩٩٤م إلى الآن، ولا يكاد يمر أسبوع إلا بيننا تواصل بأية وسيلة ممكنة. أما عن أثر الصداقة في إبداعي فمما يدل عليه منشوري الفيسي المعنون بـ(جعلوني ناقدا أدبيا)، وقلت فيه: " هذه الجملة هيمنت على عقلي في الآونة الأخيرة، بعد أن تجمع عندي مجموعة متابعات نقدية كثيرة ومتنوعة الفن والزمان والمكان، والمنهج، وهي لعدد من المبدعين والمبدعات، الممتعين والممتعات الذين واللواتي عاشرتهم وعاشرتهن في مراحل مختلفة من حياتي ، وفي بقاع متنوعة، وفي أعمال أدبية خاصة، وتنوعه بين شعر وقصة ومسرحية ورواية وزجل، فقرأتها بمناهج عديدة، فأثمرت هذه الكتابات، التي أخرجت مني الناقد الأدبي، الذي لم أكن أعرف وجوده فيَّ، ولم أتوقع حضوره؛ إذ كنت دائمًا أتهيب هذا المصطلح السامي عربيًّا وعالميًّا:(الناقد الأدبي). شكرًا لكم أهل الإبداع رجالا ونساء على هذا الإخراج اللذيذ، شكرًا للعظام في حياتنا: المبدع الفحل: صابر عبدالدايم، والشاعر الإسلامي: وحيد الدهشان، والشاعر المحقق: محمد سالمان، والأديب المخضرم نشأت المصري، والزجال الناقد الإنسان:علاء عيسى، ومبدع الأطفال: محمد الشرقاوي، وأديبة الوادي نوال مهنى، ومحبوبة هارون، ونادية كيلاني ونوران فؤاد، وعزة أبوالعز، ومؤسس فن القصة الشاعر:محمد الشحات محمد، والمسرحي الأزهري الراحل: محمد عبدالمنعم العربي، المؤرخ المسرحي سمو الأمير الإماراتي: سلطان القاسمي، والأكاديمي الجامعي الجزائري الشريف ميهوبي، والعظيم المغربي الحسن بن عمر الأمراني...والقس جوزيف إيليا، والدكتور زهران جبر، وا. جلال عامر رحمه الله....إلخ، ومن جيل الوسط: وحيد الدهشان، ومحمد سالمان، وعلاء عيسى، والصحفي محمد الشحات، رحمه الله.، وبسيم عبدالعظيم، ونادر عبدالخالق، ومحمود الديداموني...إلخ، ومن جيل الشباب: علاء جانب، ومصطفى السواحلي، وعبدالحميد بدران، وعبدالوهاب برانية، وعصمت رضوان، ومحمد الشرقاوي، ووداد معروف، ومحمد دياب غزاوي، والسيد خلف أبو ديوان...وابنتي إيثار البنا...إلخ وهكذا كانت حياتي مجموعة صداقات، أثرت في، وأضافت إلي، ونورتني، وظهر أثرها في أدبي شعرا ونثرا ونقدا.
#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أدب النكبات مفهوما ومسيرة
-
الموسيقى في آداب اللغة العربية
-
غانم السعيد البشير القاص
-
تعليم اللغة العربية ضرورة دينية ووطنية
-
البيئة الغربية والنقد الأدبي العربي الحديث
-
محاضرة في أوزان الشعر وموسيقاه
-
الجمال في فَضاءي الريف والمدينة لُغَوِيًّا وأدَبِيًّا
-
العلامة الدكتور محمد رجب البيومي مبدعا أزهريا ومثقفا مصريا
-
تصدير الأستاذ الدكتور خالد فهمي لكتاب أعمال المؤتمر الدولي ا
...
-
تصدير الناقد الأديب الأستاذ الدكتور علاوة كوسةالأستاذ بالمرك
...
-
تزوير فكري مُشَوِّه لقضية عروبة القدس
-
ثقافتنا بين القدامة والحداثة
-
إحياء الكتب مفهوما ودافعا
-
إحياء الكتب مفهوما ودوافع
-
محمود مفلح: الشاعر المقاوم المخضرم
-
بواعث السرد في حياة نشأت المصري وشخصيته
-
المشهد الروائي المعاصر في مصر
-
رائية الدكتور حسن جاد في الأزهر : دراسة أسلوبية إحصائية
-
منهج الكاتب نشأت المصري في تاريخياته السردية
-
الأنساق الثقافية في أقصوصة شيخ الخفر للقاص محمود تيمور
المزيد.....
-
فنانون سوريون ينددون بالعنف ويطالبون بوقف الانتهاكات عبر وسا
...
-
محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس
...
-
الجريمة السياسية.. كيف تناول أسعد طه ملفاتها الشائكة؟
-
-الرقصات الشعبية تنشر البهجة في الأجواء-.. الهند تحتضن مهرجا
...
-
الممثل الدائم لروسيا يصف قرارا للوكالة الدولية للطاقة الذرية
...
-
مشهد محذوف من -قلبي ومفتاحه- يثير فضول الجمهور عبر المنصات ا
...
-
رمضان في لبنان.. تقاليد متوارثة وأجواء روحانية تكافح متغيرات
...
-
كيف أصبحت صناعة الزجاج في العصر الإسلامي جسراً بين الفن والع
...
-
فنانون سوريون يعلقون على أحداث الساحل (فيديو)
-
هل تفقد أفلام جيمس بوند هويتها البريطانية؟ بروسنان يعلق على
...
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|