أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الياس رفو - مصير الأيزيديين بين الاعتراف بالإبادة وخطر الترحيل














المزيد.....


مصير الأيزيديين بين الاعتراف بالإبادة وخطر الترحيل


خالد الياس رفو

الحوار المتمدن-العدد: 8277 - 2025 / 3 / 10 - 06:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ فترة تكثّف الحكومة الألمانية جهودها لترحيل الأيزيديين إلى العراق، رغم أن هؤلاء الأشخاص غادروا وطنهم بحثًا عن الأمن والسلامة بسبب الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها.

منذ عام 2014، واجه الأيزيديون ظلمًا واضطهادًا شديدين وجرائم بشعة على يد تنظيم داعش، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف منهم إلى مخيمات تُعاني من ظروف معيشية قاسية، إضافةً إلى ما أصابهم من عذاب الإبادة الجماعية. كما هاجر عشرات الآلاف من الأيزيديين إلى دول عدة، من بينها ألمانيا، حيث سعوا إلى بناء حياة جديدة بعيدًا عن خطر الموت.

في 19 يناير 2023، اعترفت الحكومة الألمانية رسميًا بأن ما تعرض له الأيزيديون يُعد إبادة جماعية. بعد هذا الاعتراف، تولّد لدى المجتمع الأيزيدي أملٌ بأن السلطات الألمانية ستعمل على ضمان بقائهم في البلاد وعدم ترحيلهم. ينبع هذا الأمل من مخاوف حقيقية بشأن ما قد يواجهه الأيزيديون في العراق في حال إعادتهم إليه، حيث لا تزال الظروف الأمنية والاجتماعية غير مستقرة، مما يعرضهم لخطر كبير واحتمال تكرار الإبادة.

ورغم مرور ما يقرب من أحد عشر عامًا على الجرائم التي ارتكبها داعش بحقهم، لا يزال الأيزيديون يواجهون تحديات وصعوبات كبيرة في حياتهم اليومية. فالجماعات المتطرفة لا تزال تنظر إليهم على أنهم "كفار"، مما يؤدي إلى تهميشهم ورفضهم اجتماعيًا. ويتجلى هذا الرفض في خطابات الكراهية والتحريض التي تُلقى من بعض المنابر في المساجد والجوامع، حيث يشجع بعض رجال الدين على العنف ضدهم.

إن هذه الظروف تجعل من الصعب على الأيزيديين العيش بسلام في المجتمع العراقي، وتزيد من معاناتهم، خاصةً بعد ما عانوه من إبادة خلال السنوات الماضية.

قضية ترحيل الأيزيديين هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى، وهي مسألة معقدة تتطلب توازنًا دقيقًا بين القوانين المتعلقة باللجوء وحقوق الإنسان. لذلك، من الضروري التعامل مع هذه القضية بحساسية وفهم عميق لمعاناة الأيزيديين، وضمان أن تُتخذ القرارات بناءً على الحقائق على أرض الواقع.

ندعو الحكومة الألمانية إلى إعادة النظر في قرارات ترحيل اللاجئين الأيزيديين، إذ إن إعادتهم إلى العراق تعرّض حياتهم للخطر وتهدد مستقبلهم. يجب على الحكومة أن تعترف بحقيقة أن الأيزيديين في العراق ما زالوا يواجهون خطرًا كبيرًا، فقد تعرضوا لإبادة جماعية وتهجير قسري على يد تنظيم داعش، وما زالوا يعانون من تحديات أمنية واجتماعية. فآثار الإبادة والصدمة ما بعد الإبادة لا تزال مستمرة، ومناطقهم غير آمنة، والتمييز ضدهم مستمر.

إن ترحيلهم لن يؤدي فقط إلى معاناة شخصية، بل سيقضي على آمالهم في حياة مستقرة وآمنة.
لقد أصبح الكثير من الأيزيديين جزءًا من المجتمع الألماني، ونجحوا في الاندماج والمساهمة فيه بشكل إيجابي. لذا، نطالب الحكومة الألمانية بالوفاء بالتزاماتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية، ومنح هؤلاء الضحايا فرصة حقيقية لإعادة بناء حياتهم في بيئة تحترم حقوقهم وكرامتهم، والتوقف عن ترحيلهم من ألمانيا.



#خالد_الياس_رفو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبادة مستمرة ماذا فعل قادتنا؟-
- القضية الإيزيدية وموقف المؤسسات العراقية (التشريعية، التنفيذ ...
- مجلس النواب العراقي وتقسيم الغنائم
- زيارة دمشق وتناقضات العدالة
- قانون الإبادة الجماعية الإيزيدية - خطوة ضرورية لتحقيق العدال ...
- الجولاني بين ماضيه الدموي و الحاضر المنفتح ...
- سقوط حلب .. أم عودة دولة الخلافة ؟


المزيد.....




- أمريكا تعلن إلغاء 5200 برنامج من USAID والإبقاء على 1000
- احتيال على الطريقة الأوكرانية
- -الشرع زعيم متمردي سوريا تودد للعالم لكنه الآن متهم بارتكاب ...
- السلطات الأمريكية تعتقل الناشط محمود خليل قائد الحراك الطلاب ...
- بعد أيام دامية.. وزارة الدفاع السورية تعلن انتهاء -العملية ...
- الاستخبارات الروسية: لندن منزعجة من ترامب بسبب طريقة حواره م ...
- ظنها مجرد صدفة جميلة.. غواص ينجو بأعجوبة من كائن سام في البح ...
- مصدر أمني يتحدث عن عملية ملاحقة الإرهابيين الأوكرانيين في رو ...
- عقيد أوكراني سابق: إذا طال أمد النزاع فلدى كييف خيارات سيئة ...
- اصطدام ناقلة نفط أمريكية وسفينة حاويات برتغالية قبالة سواحل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الياس رفو - مصير الأيزيديين بين الاعتراف بالإبادة وخطر الترحيل