أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الهيموت عبدالسلام - وعاظ السلاطين














المزيد.....


وعاظ السلاطين


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 15:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في ظل هذا الوضع الذي يتسم بالتفقير الخطير والغلاء الصاروخي في جميع المواد، سابقاً كان من يعجز عن شراء اللحوم يلجأ للخضر والقطاني وسمك السردين، أما الآن الخضر والفواكه واللحوم والقطاني والأسماك كلها أصبحت بثمن يفوق القدرة الشرائية لمعظم الطبقات الشعبية ،التفقير الذي أصبح يكتسح هذه الطبقات الشعبية والبطالة التي ضربت 23 % وتوالي سنوات الجفاف، واغتناء طبقات الأغنياء في ظل كورونا و في ظل الجفاف وفي ظل الأزمة المالية العالمية ... في المقابل يتسارع مسلسل الاعتقالات ليس بتهم الإخلال بالأمن العام و إسقاط النظام كما كان في السابق بل أصبحت التدوينة تهمةً وتقاسم تدوينة تهمةً ورفض التطبيع تهمةً فلماذا يحصل كل هذا ؟
لأنه ببساطة في سنوات الجمر والرصاص كان الصراع عموديّاً بين الطبقات المسيطرة والطبقات الشعبية ، كان الصراع حادّاً ومحتدما وكان المغاربة يعيشون فترات رخاء اقتصادي في بعض فصول من السنة وكانت السياسة سياسةً والفكر فكراً والنضال نضالاً والثقافة ثقافةً والصحافة صحافةً والأحلام مُشرعة وكبيرة ،أما الآن فقد أصبح الصراع صراعا أفقيا صراع النقابات فيما بينها وصراع الأحزاب بعضهم البعض، وصراع الصحافة فيما بينهم وصراع الفصائل الطلابية فيما بينهم و قس على ذلك .
في ظل ذلك الصراع العمودي كان العقل والفلسفة والإبداع والمسرح والسينما والكتاب والجريدة والمجلة والنقاش العمومي، وكان الدين تدينا شعبيا بسيطا جوانيا، أما الآن فقد ظهرت طبقة جديدة من الكهنوت الديني وأصبح من لا مهنة له يمتهن صفة الوعظ وهي مهنة سهلة على أية حال ، فهي كما يقول "علي الوردي" مهنة لا تحتاج إلا إلى حفظ بعض الآيات والأحاديث، ثم ارتداء الألبسة الفضفاضة التي تملأ النظر وتخلبه، ويُستحسن في الواعظ أن يكون ذا لحية كبيرة كثة، وعمامة قوراء ثم يأخذ بعد ذلك بإعلان الويل والثبور على الناس، فيبكي ويستبكي ويخرج الناس من عنده وهم واثقون بأن الله قد رضي عنهم وبنى لهم القصور الباذخة في جنة الفردوس،ويأتي المترفون والأغنياء والحكام فيغدقون على هذا الواعظ المؤمن ما يجعله مثلهم مُترفاً سعيداً.
و ذلك هذا هو دأب الواعظين، فهم يتركون الأغنياء
والمترفين يفعلون ما يشاؤون، ويصبُّون جل اهتمامهم على الفقراء من الناس، فيبحثون عن زلاتهم، وينغصون عليهم عيشهم، وينذرونهم بالويل والثبور في الدنيا والآخرة.

يقول "الوردي" في كتابه "وعاظ السلاطين" إن الفقير إذا غمز لامرأة في الطريق أقاموا الدنيا عليه وأقعدوها، أما إذا اشترى الغني مئات الجواري واشبعهنّ غمزاً ولمزاً كان ذلك عليه حلالاً طيباً، وإذا خرج طاغية عن تعاليم الدين قالوا عنه إنه مجتهد، وإذا أخطأ في اجتهاده فله حسنة، أما إذا جاء الفقير برأي جديد قالوا عنه : إنه زنديق وأمروا بصلبه على جذوع النخل.

إن الفقر يمزق حجاب العفة ، الفقر قد يدفع الإنسان لأن يصبح متسولا ومجرما ومحتالا ومنافقا وكاذبا ، الإنسان الذي يعيش في كوخ حقير ولا يجد قوت يومه ولا يجد ما يقدمه لأطفاله لن يصبح نظيفا ولا نزيها ولا صالحا ولو اجتمع كل الوعاظ على إقناعه بالصبر ، الفقر لا يستقيم ونظام القيم الإنسانية النبيلة إلا فيما نذر ، إن الشعوب التي تحسنت أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية هي الشعوب التي ارتقت في أخلاقها وتصرفاتها ومعاملاتها وهي الشعوب التي قلّت فيها الجريمة وقلّت فيها المحاكم والسجون ، وهي نفس الشعوب التي ساهمت في بناء وتقدم وازدهار أوطانها.



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان من زاوية أخرى
- سوريا التي ...
- حول مذكرة الاعتقال في حق نتن ياهو ويوآف غالانت
- انهيارإسرائيل
- يكفيك فخرا
- المغاربة
- الكتابة والارتزاق
- حرب الأنفاق في غزة
- الحركة الطلابية الغربية و دعمها لغزة وفلسطين
- جحيم الفكر
- آفة العبودية الطوعية
- أسئلة المعنى واللايقين
- النحل أم الدبابير
- الشعب الفلسطيني وجدارة الحياة
- صفحات سوداء من تاريخ منطقة زرهون : الباشاوات القواد والشيوخ
- البنيات الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة زرهون (1911-1939)
- صفحات من تاريخ منطقة زرهون
- حين كنت ذبابة إلكترونية
- افرضوا علينا المزيد من الضرائب قبل أن يفوت الأوان
- المدرسة وهوس التميز


المزيد.....




- بذكرى تعود لعام 1971.. شمس البارودي تروي قصة ارتباطها بحسن ي ...
- حقيقة صورة متداولة لطفلة زُعم أنها -قُتلت- خلال أحداث الساحل ...
- فيديو مثير للجدل لرئيس لجنة الأمن القومي بالكنيست الإسرائيلي ...
- -تلغراف-: مخطط استخباراتي روسي للسيطرة على طرق الهجرة إلى أو ...
- سوريا: الشرع يتعهد بمحاسبة كل -من تورط في دماء المدنيين-
- ماسك يعلق على منع جورجيسكو من المشاركة في الانتخابات في روما ...
- أوكرانيا توقع مذكرة تفاهم مع شركة ألمانية لتصنيع أنظمة الدفا ...
- مسؤول سوري يرصد الأوضاع في اللاذقية بعد انطلاق المرحلة الثان ...
- الولايات المتحدة منفتحة على الشراكة مع الكونغو الديمقراطية ف ...
- -جسر للوصول للفرات والعراق-.. عضو كنيست إسرائيلي يثير الجدل ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - الهيموت عبدالسلام - وعاظ السلاطين