أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة زمام ألأزمة .














المزيد.....


مقامة زمام ألأزمة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 14:19
المحور: الادب والفن
    


مقامة زمام الأزمة :

طرح الدكتور ظافر البهرزي استاذ مادة التأريخ في جامعة ديالى في جلسة صالون الدكتور تحسين طه أفندي ألأسبوعية مصطلحا سمعته لأول مرة (( ديوان زمام الأزمة )) , مما اقتضى البحث لأدراك مافات معرفته , فوجدت ان معنى (( زمام الأزمة )) : زمام , في اللغة العربية ((الزمام )) يعني الحبل الذي يقاد به الحيوان , أو ما يشد به الشيء , ومجازيًا يعني السيطرة والتحكم , والأزمة : يعني حالة صعبة أو حرجة , قد تكون اقتصادية , سياسية , أو اجتماعية , فإذًا , (( زمام الأزمة )) , يعني السيطرة على الأزمة والتحكم فيها , أو القدرة على إدارتها والتغلب عليها , وهناك مثل عربي قديم يحث على الجد والاجتهاد يقول : (( هذا أوان الشد فاشتدي زيم )) .

يقال إن كلمة (( ديوان )) أصلها فارسي , كما ورد في الصّحاح , وتدل على الكتبة ومكانهم , واستخدم العرب كلمة (( الديوان)) للدلالة على الدفتر الذي تسجل فيه الأشياء , وكذلك على مجموع الشِّعر , وروي عن عبد الله بن عباس أنه قال: (( إذا قرأتم شيئا من القرآن ولم تعرفوا عربيته فاطلبوه من شعر العرب فإنه ديوانهم )) , والحقيقة ان ألأسلام كان قد أحدث نقلة نوعية للعرب , فمن مرارة الجوع في شِعْب بني هاشم إلى فائض في الميزانية بمقدار 900 مليون دينار ذهبي في عهد الرشيد العباسي , وكان اول ما أنشأت الدواوين في عهد عمر بن الخطاب نتيجة لاتساع الدولة الإسلامية , واتصال المسلمين الفاتحين عن قرب بالأنظمة الفارسية والبيزنطية في الأقاليم والتعرف على حضارتها , فانتقوا من بين ذلك ما وجدوه ملائمًا للاقتباس , كما أبقوا على الكثير من الأنظمة الإدارية التي ثبت لهم صلاحيتها لتلك البلاد.

يعتبر ديوان زمام الأزمة من أهم الدواوين التي ظهرت في العهد الأموي , وكان له دور كبير في تنظيم الشؤون المالية للدولة , وقد اختلف المؤرخون حول تاريخ نشأة ديوان زمام الأزمة , فبينما يرى البعض أنه استحدث في عهد الخليفة المهدي , ينسبه البلاذري إلى الأمويين , وقد تطور هذا الديوان بمرور الوقت , حيث كان في البداية يشرف على أعمال الدواوين الكبيرة ويراقب الناحية المالية , ثم أصبح له دور أكبر في تنظيم جميع دواوين الأزمة , وكان ديوان زمام الأزمة يشبه ديوان المحاسبة في الوقت الحاضر, حيث كان يهتم بالتدقيق والحسابات والشؤون المالية التي يتصرف بها ديوان من الدواوين , وكان صاحب هذا الديوان يشبه وزير المالية , حيث كان يجمع الواردات كلها وأنواع النفقات ويقيم الموازنة بينهما .

ظل ديوان الخراج على ما كان عليه قبل الإسلام , فقد كان ديوان الشام بالرومية , وديوان العراق بالفارسية , وديوان مصر بالقبطية , ولم يزل الأمر على ذلك حتى زمن عبد الملك بن مروان فأمر بتعريب دواوين الخراج في الأمصار الإسلامية المختلفة سنة 81هـ , ففي الشام أمر عبد الملك سليمان بن سعد الخشني , بنقل ديوان الشام إلى العربية فسأله أن يُعيِّنَه بخراج الأردن سنة ففعل , وولاّه الأردن فلم تنقضِ السنة حتى فرغ من نقله , وأتى به عبد الملك فدعا سرجون الرومي كاتبه فعرض ذلك عليه فغَمَّه , وخرج من عنده كئيبًا , فلقيه قوم من كُتَّابِ الروم , فقال لهم : اطلبوا المعيشة من غير هذه الصناعة فقد قطعها الله عنكم , وكان سرجون بن منصور الرومي يتقلد ديوان الخراج منذ زمن معاوية حتى زمن عبد الملك بن مروان , أما بالنسبة للعراق فقد أمر الحجاج بن يوسف كاتبه صالح بن عبد الرحمن بتحويل الديوان من الفارسية إلى العربية , بعد قتل زاذان فروخ وكان يتقلد ديوان الخراج بالعراق في أيام ابن الأشعث , فلما علم مردانشاه بن زاذان فروخ بذلك بذل له مائة ألف درهم ليظهر للحجاج العجزعن النقل , فلم يفعل فقال له : قطع الله أوصالك من الدنيا كما قطعت أصل الفارسية , فكان عبد الحميد بن يحيى كاتب مروان بن محمد يقول: لله دَرُّ صالح ما أعظمَ منَّتَه على الكُتَّاب , وفي سنة 86هـ نقل عبد الله بن عبد الملك بن مروان دواوين مصر إلى العربية , فصرف عبد الله بن عبد الملك أشناس عن الديوان وجعل عليه ابن يربوع الفزاري من أهل حمص.

تطورت النظم الإدارية في العصر العباسي تطوراً ملحوظاً , إذ اتبعّوا في بداية الأمر النهج الذي كان عليه العصر الأموي , واستخدموا طريقة الأمويين في الاستعانة برجال ذات قدرة وكفاءة في الإدارة , وأصبحت الدواوين لها دفاتر خاصة , وتعتبر هذه خطوة إدارية مهمة إذ أصبحت الدواوين تسجل كل أحوال الدولة وما يدخل إليها وما يخرج منها , كما اهتموا بالناحية الاقتصادية لما لها من تأثير على الحكم والدولة والرعية , ومن هذه الدواوين ديوان الازمة , الذي انشأه الخليفة المهدي , وقد سمي ديوان الازمة في العاصمة وديوان الزمام في الولايات و كان يهتم بالدرجة الاولى بالتدقيق والحسابات والشؤون المالية التي يتصرف بها اي ديوان من الدواوين , وكان صاحبه يشبه وزير المالية , فهو يجمع الواردات كلها وانواع النفقات ويقيم الموازنة بينهما .

تنوعت وظائف ديوان زمام الأزمة , ومن أهمها : ((الإشراف على أعمال الدواوين الكبيرة ومراقبة الناحية المالية , تنظيم جميع دواوين الأزمة , جمع الواردات وأنواع النفقات وإقامة الموازنة بينهما , التدقيق في الحسابات والشؤون المالية التي يتصرف بها ديوان من الدواوين , وقد قيل شعرا عن أهمية المال في الدولة : (( المالُ عصبُ الحياةِ بهِ قوامُها وبهِ تُقضى مصالحُ الأنامِ , فاحرصْ عليهِ ولا تبذلْهُ في سرفٍ فإنهُ عُدَّةُ الأيامِ )) , وهناك أبيات عن أهمية الحسابات والدقة : (( أحْصِ الأمورَ بدقةٍ ورويَّةٍ فالأمرُ إنْ فُرِّطَ فيهِ تفرَّطا , ودعِ التسرُّعَ في اتخاذِكَ خطوةً فالعاقلُ المتريِّثُ لا يورِّطا )) , وعن أهمية حفظ المال العام : (( مالُ الرعيةِ أمانةٌ في عنقِ الأميرِ فليحفظْهُ وليصُنْهُ , ولا يبذلْهُ في غيرِ حقِّهِ فإنهُ سيسألُ عنهُ يومَ القيامةِ )) .

صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة شعر الديجيتال .
- مقامة العقم والحبل .
- مقامة العقم و الحبل .
- مقامة لتبق َهامْتُكَ سامقة .
- مقامة البقاء للأفسد .
- مقامة الشارب والشنب .
- مقامة مشكورة .
- مقامة التعود .
- مقامة الفاتحة .
- مقامة الترجمة .
- مقامة عجوز الشتاء .
- مقامة الذوق السائد .
- مقامة التأني .
- مقامة الدهشة .
- مقامة نصيب الأرض .
- مقامة أفعى الكعبة .
- مقامة نهر عطشان .
- مقامة همسة .
- مقامة العجوز .
- مقامة الخنفشاري .


المزيد.....




- هل تفقد أفلام جيمس بوند هويتها البريطانية؟ بروسنان يعلق على ...
- الكاتبة والصحافية العراقية أسماء محمد مصطفى تقيم أول معرض فن ...
- مجموعة رؤيا الإعلامية الأردنية توقع اتفاقية تعاون استراتيجي ...
- مبادرة -بالعربي- تكشف ملامح قمتها الافتتاحية في الدوحة ‎
- ميغان ماركل تكشف عن لحظات حميمة مع هاري وليليبيت (صور)
- بعد فراق دام 20 عاما.. لقاء مؤثر بين النجمة السورية منى واصف ...
- الفلسفة وفن الأوبريت أهم فعاليات اليوم الرابع للأسبوع الأدبي ...
- تعزية في وفاة الفنانة الكبيرة نعيمة سميح
- تيم حسن يخرج من قمقم الممثل الأوحد في -تحت سابع أرض-
- وفاة المطربة المغربية الشهيرة نعيمة سميح


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة زمام ألأزمة .