شخصيات اشتراكية -علاء عبد الفتاح، والثورة المستمرة-

إلياس سعادة

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 09:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

علاء عبد الفتاح: أيقونة اليسار المصري في مواجهة القمع

يُعد علاء عبد الفتاح أحد أبرز الوجوه اليسارية الاشتراكية في مصر، حيث ظلّ طوال العقدين الماضيين رمزًا للنضال من أجل الحريات وحقوق الإنسان. ينتمي عبد الفتاح إلى عائلة يسارية ذات تاريخ طويل في الكفاح السياسي، إذ وُلد ونشأ في بيئة تؤمن بالعدالة الاجتماعية والمقاومة السلمية ضد القمع. ورغم تعرضه لعدة اعتقالات منذ 2006، ظلّ صامدًا في معركته ضد السلطوية.

اليوم، يقبع عبد الفتاح في السجن محكومًا بقوانين تُوصف بأنها تهدف إلى قمع حرية التعبير، في ظلّ تضييق متزايد على الفضاء المدني في مصر. وبالتزامن مع استمرار احتجازه، دخل في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجًا على أوضاع السجناء السياسيين، حيث وصل إضرابه إلى يومه الثامن، مما أثار موجة تضامن واسعة محليًا ودوليًا. كان هذا الإضراب خطوة متقدمة في مقاومته، حيث اتخذ من جسده أداة للمطالبة بحقوقه وحقوق غيره من المعتقلين السياسيين.

إضراب ليلى سويف: التضحية الأممية من أجل الحرية

لم يكن علاء وحده في هذا الإضراب، فقد قررت والدته، الدكتورة ليلى سويف، الأكاديمية والناشطة اليسارية البارزة، الدخول في إضراب تضامني معه، وهو ما جعلها تصل إلى أحد أعلى معدلات الإضراب عن الطعام عالميًا. كانت خطوتها هذه بمثابة صرخة مدوية ضد القمع، ورسالة إلى العالم بأن معاناة المعتقلين السياسيين في مصر لا تطالهم فقط، بل تمتد إلى أسرهم التي تدفع الثمن معهم. ومع تصاعد التفاعل المحلي والدولي مع قضيته، قررت ليلى سويف تعليق إضرابها، مشيرة إلى أنها استمدت أملًا من التضامن العالمي المتزايد الذي قد يسهم في الضغط للإفراج عن ابنها وغيره من سجناء الرأي.

تضامن محلي ودولي: حملة نوبل والإضرابات داخل مصر

حازت قضية عبد الفتاح على اهتمام عالمي واسع، حيث وقّع 15 حائزًا على جائزة نوبل، بينهم 13 من حائزي نوبل للأدب، عريضة تطالب بالإفراج عنه. ومن بين الموقعين شخصيات بارزة مثل سفيتلانا أليكسيفيتش، وأورهان باموك، وماريو فارغاس يوسا، ما يعكس مدى الاهتمام الدولي بقضيته باعتبارها رمزًا لانتهاكات حرية التعبير في مصر.

على المستوى المحلي، أعلنت ثلاث صحفيات مصريات إضرابًا عن الطعام داخل نقابة الصحفيين، تضامنًا مع عبد الفتاح وسجناء الرأي. ووجهن مطالبات واضحة بوقف ملاحقة الصحفيين، وفتح المجال العام، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. هذا الإضراب يعكس حالة الإحباط المتزايد بين الصحفيين والناشطين الذين يجدون أنفسهم في مواجهة مستمرة مع القمع.

علاء عبد الفتاح وقضية حقوق الإنسان في مصر

تزامن إضراب عبد الفتاح مع مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي في شرم الشيخ، مما دفع المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إصدار بيان يدعو إلى الإفراج عنه فورًا، كما أثار قلق زعماء عالميين مثل جو بايدن وإيمانويل ماكرون وأولاف شولتس، الذين ناقشوا قضيته مباشرة مع الرئيس المصري.

على الرغم من الحملة الإعلامية الرسمية التي تحاول تشويه صورته باتهامات بالتحريض، يبقى علاء عبد الفتاح رمزًا لمقاومة القمع في مصر. ويظلّ السؤال الأهم: هل سيستجيب النظام المصري لهذه الضغوط، أم أن قضيته ستظلّ شاهدًا على استمرار التضييق على حرية التعبير؟

#إلياس_سعادة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات