عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 02:56
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أثبتت تطورات الوضع في سورية أنه، ربما باستثناء حماس والجهاد، فأن الهم الأساسي والوحيد لجماعات الإسلام السياسي "الجهادي" السني هو التغلب بكل وسائل الترغيب والترهيب والإبادة، على كل من يوصف بعدم السير على "منهاج السنة والجماعة"، والسنة المقصودة هي الروايات المعنعنة التي نسبها وعاظ بني أمية إلى النبي محمد، والجماعة المقصودة هي الجماعة التي ناصرت الأمويين في صراعهم على السلطة مع الهاشميين، أي كل من لا يسير على النهج الذي اختطته الدولة الأموية، من إلغاء للتنوع الديني والعقائدي.
ولهذا لا نرى استنكارا ولو خجولاً من جماعات الإسلام السياسي السني للمجازر التي ترتكبها فصائل الإرهاب المندمجة في ”الجيش" التابع لسلطة الإرهابي الجولاني، ومن الأوساط المتأثرة بفكر الإسلام السياسي السني، في حين نشهد احتفالاً بتلك المجازر في الإعلام الأخواني المنطلق من قطر و أغلب محميات الخليج، التي تزور الحقائق وتزعم أن القتل العشوائي للعلويين هو رد على تحركات فلول نظام بشار .
وفي حين يبدي الأسلام السياسي الشيعي اهتماما بالصراع مع الصهيونية والأمبريالية، لا يشغل الإسلام السياسي السني نفسه إلا بالصراع مع الفرق الإسلامية الأخرى التي انشقت تأريخيا عن الإسلام الأموي، فهو في سوريا يبدو كحملٍ وديع يتغاضى عن التوغلات الصهيونية في الأراضي السورية، وعلى مرمى حجر من العاصمة دمشق، ويجد موقفه هذا تفهما وتأييدا من جمهوره الأخواني في مختلف البلدان العربية، بما فيها فلسطين، في المقابل يرتدي الإسلام السياسي السني الحاكم في دمشق جلد الأسد ويوجه فصائله لارتكاب مجازر القتل الجماعي للعلويين السوريين، ويقابل جمهوره في البلدان العربية، بما فيها فلسطين المجازر المرتكبة بالحماسة والتأييد، والأحتفال بعرس الدم، كانتصار تأريخي لمنهج السنة والجماعة.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟