أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - قل لا حتى ولو كنت على نعم














المزيد.....


قل لا حتى ولو كنت على نعم


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 8276 - 2025 / 3 / 9 - 00:33
المحور: الادب والفن
    


قُلْ لا، حتى ولو كنتَ على نَعَم..
بقلم: حكمت الحاج*
.. نالت ملكة التلفزيون الأميركي، ومقدمة البرامج الحوارية، أوبرا غايل وينفري، مساء السبت الفارط في هوليوود جائزة أوسكار فخرية تكريما لأعمالها الخيرية، وقد اعتبرت وينفري أن هذه الجائزة تفوق الخيال. وأضافت “لم يتصور أحد يوما أنه من الممكن أن أكون أكثر من مجرد خادمة لدى أسياد بيض جيدين يقدمون إلي الملابس ويسمحون لي بأخذ فضلات الطعام معي في عيد الميلاد”.
ولدت أوبرا عام 1954 وعاشت طفولة فقيرة، والدها كان حلاقا ووالدتها كانت تعمل خادمة في البيوت. بدأت حياتها مراسلة لإحدى الإذاعات وهي في التاسعة عشرة من عمرها وأكملت تعليمها الجامعي في ولاية تينيسي من خلال منحة تعليمية حصلت عليها. لم يُعرف عنها أنها تزوجت. كما أنها ألفت خمسة كتب وشاركت في السينما كممثلة (في فيلم من إخراج ستيفن سبيلبرغ). بلغت ثروتها عام 2003 مليار دولار ودخلت نادي الأثرياء. احتلت أوبرا المرتبة التاسعة في قائمة النساء الأكثر نفوذا على صعيد وسائل الإعلام. كما احتلت المركز الثاني في قائمة أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم وصعدت لتحل محل ميل غيبسون من حيث الثروة فقد بلغ دخلها السنوي 225 مليون دولار. استضافت شخصيات عالمية بارزة من مثل مايكل جاكسون بيل كلينتون، هيلاري كلينتون، كوندوليزا رايس، الخ.
أما ملكة النثر العربي، حنان الشيخ، فقد كتبت هي الأخرى أولى رواياتها في سن 19 من عمرها مثل أوبرا وينفري. وهذه الروائية اللبنانية المولودة في بلدة عرنون في جبل عامل (جنوب لبنان) عام 1943 أنهت دراستها في القاهرة وتنقلت وعاشت في بلدان كثيرة فمن بيروت إلى القاهرة فالسعودية وصولا إلى لندن. عملت في جريدة النهار اللبنانية وترجمت رواياتها إلى إحدى وعشرين لغة. غير أن حنان الشيخ ليست مليارديرة وهي لا تتمتع بأي نفوذ ولا تملك سلطة على أحد وهي تعيش في العاصمة البريطانية مثل باقي بني البشر. وإن كانت أوبرا وينفري التي توصف بأنها من تأمر فتطاع وتحيي عظام العظماء وهي رميم في ماكنة الإعلام الأميركي العظيم إذ يحلم المشاهير بأن يكونوا ضيوفها ولو لدقائق في برامجها ذائعة الصيت لترتفع أرصدتهم المالية والمعنوية إلى أعلى الدرجات، فإن حنان الشيخ لم تكن لتتصور إنها ذات يوم ستقول لتلك الملكة المتوجة على عرشها: لا ، لن أكون من عبيدك.
فقد أكدت الروائية اللبنانية حنان الشيخ أنها رفضت عرضا للظهور في برنامج المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري، وذلك بعد نجاح روايتها «حكايتي شرح يطول» وتروي فيها بأسلوب شيق وعميق السيرة الذاتية لأمها. فبعد نجاح الكتاب في لندن وأميركا، تم إرساله ضمن كتب أخرى طبعا إلى أوبرا وينفري التي تختار مع فريق عملها الكبير ما تراه ملائما. ووجدوا في كتاب حنان الشيخ ما يجذب انتباه الناس إليه لكونه يحكي سيرة ذاتية لامرأة عربية مسلمة أمية تحدت عائلتها وبيئتها وعشقت على زوجها وتركت منزلها وأطفالها وابنتها التي أصبحت فيما بعد الكاتبة المعروفة التي تجرأت أن تنشر قصة أمها كما هي.
تقول حنان الشيخ نصاً: «اتصلوا بي ورحبت بالفكرة طبعا إلا أنهم اشترطوا علي بعض الأسئلة التي لم أجد لها مبررا وكأنهم كانوا يريدون إعطاء الحوار طابعا فضائحيا إلى حد ما. لذا فضلت عدم الظهور مع أوبرا بالشروط التي ترضي برنامجها على حساب قناعاتي الشخصية. وأخبرتهم بصراحة بأنني لا أرغب في الظهور معهم لتدخلهم الوقح بتفاصيل لا تهم البرنامج ولا المشاهدين». وأضافت: «ولا أخفي سرا إن قلت أن الدار التي تولت نشر الكتاب في أميركا سألتني: (هل كنت تحلمين بالظهور في برنامج أوبرا؟). الدار انزعجت كثيرا للقرار الذي اتخذته واعتبروا رفضي لهذا العرض فيه خسارة مادية كبيرة لهم كدار نشر. ولكنني مقتنعة بما فعلت ولست نادمة على الإطلاق، لأنني على رغم الجرأة التي تلازمني كصفة إلا أنني لا أقدم أي شيء على حساب شفافيتي وصدقي واحترامي لنفسي ولأدبي».
يحدث أحيانا أن ينسى الإعلامي نفسه فيتصور انه صاحب فضل على أهل الأدب والفن والعلوم بمجرد التفاته إليهم. ولكن يحدث أحيانا أيضا أن يوجد من هؤلاء من يقول لأولئك: “لا”، بكل شجاعة ووضوح. فقبل عقد من السنوات ونيف كانت المذيعة التلفزيونية نشوة الرويني بمثابة أوبرا وينفري العرب، وكان برنامجها “مع نشوة” الذي كان يقدم على شاشة فضائية خليجية كبيرة، شهيرا إلى درجة أن لا أحد كان يمكن له أن يرفض الظهور فيه. لكن كاتبا كبيرا في قامة الروائي المصري بهاء طاهر استطاع أن يقول لها: “لا” للظهور معك وأنت لم تقرئي أعمالي. وصار جذب وشدّ، وحدثت تنازلات، لكن الروائي لم يظهر مع الإعلامية تحت كل الظروف، مثلهُ مثل حنان الشيخ مع أوپرا وينفري.
فتحية لبهاء طاهر، وتحية لحنان الشيخ، وتحيا كلمة لا، فقلها ولو كنت على نَعَم.



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة و رباعية عن الولادة والرحيل
- سين أقرب من سوف
- قبر إدغار ألان- پو
- الأسود: وَيَا حزنْ كمْ ليلكْ طويلْ..
- اسمي غوست، اسمي أوبونتو: بورتريه لرفيق الليل والوحدة
- تمارين في الدوبيت
- أسكن في الاحتمال
- أوصيك بالدقة لا بالوضوح
- فرصة ليست أخيرة لاستنشاق القصيدة
- كوخ من لبن النساء، وأشياء أخرى..
- سلسلة كتاب القصيدة العربية الجديدة ما بعد النثر والتفعيلة
- هاملت.. إديث سودرغران
- مدينة الصحون الطائرة: قمة في العبث وانحلال في القيم
- المنزل ذو الشرفات السبعة
- تعقيبات على النسوية: بخصوص مقال عواطف محجوب عن رواية -سواك-. ...
- -مثل زجاجة- ومعمار الحداثة في قصيدة النثر العربية: قراءة في ...
- صورة للفنان بوصفه جُرواً: ديلان توماس بين القصة والقصيدة وال ...
- وحيدة على الرصيف
- حسين علي يونس الشاعر السوريالي المتهكم بمراوح الخلود
- من الرمزية إلى السوريالية: قراءة في قصص -الحصان الأبيض- لصلا ...


المزيد.....




- مبادرة -بالعربي- تكشف ملامح قمتها الافتتاحية في الدوحة ‎
- ميغان ماركل تكشف عن لحظات حميمة مع هاري وليليبيت (صور)
- بعد فراق دام 20 عاما.. لقاء مؤثر بين النجمة السورية منى واصف ...
- الفلسفة وفن الأوبريت أهم فعاليات اليوم الرابع للأسبوع الأدبي ...
- تعزية في وفاة الفنانة الكبيرة نعيمة سميح
- تيم حسن يخرج من قمقم الممثل الأوحد في -تحت سابع أرض-
- وفاة المطربة المغربية الشهيرة نعيمة سميح
- انتحرت أم قتلت؟.. حسين فهمي يتحدث عن موت سعاد حسني المفاجئ
- حسن جلبي.. تألق فن الخط العربي في العصر الحديث
- -كنت مغفلا-.. فنان مصري شهير يحكي تجربته مع جماعة الإخوان (ف ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - قل لا حتى ولو كنت على نعم