احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 22:50
المحور:
الادب والفن
المربع
# بينما كان سارحاً في عالم الخيال على احدى أرائك الديوان ، بعد تناوله وجبة دسمة شهية من أكلة شعبية عراقية (دولمة) من يد والدته .. طالما كان ينتظرها بشغف..و فجأة وقع نظره على المربع المنقوش على وجه الأريكة التي استراح عليها ليرى جملاً وديعاً يخرج من زاويته الأخيرة .. يا له من جمل أنيق ، و رشيق بقوائمه الأربع و بوبر ذهبي باهر..
ما هذا يا إلهي !! كيف خرج هذا الجمل من هذا المربع الصغير؟؟ .. قد لا يصدق أحدٌ اذا ما تحدثتُ بهذا الأمر .. جمل .. نعم جمل بعينه و ذاته ؛ذلك الحيوان الأليف و الوديع البدوي و الحضري و الذي عجز العلماء عن وصفه و ذكر منافعه و محاسنه، حتى ورد ذكره في القرآن الكريم مراراً (أفلا ينظرون الى الأبل كيف خُلقت – الغاشية /17 ) و في أشعار القدامى ايضاً مراراً .
جمل يخرج من مربع صغير منقوش على وجه الأريكة ، يسير ببطء باتجاهي ؛ ترك النعاس عيني و فركهما و قال مع نفسه:
- لابد اليوم أن أسمع شيئاً ما لطيفاً لأنَّ هذا الحيوان كل ما فيه مفيد ،و كل ما فيه عجيب !!
فغلبت عليه موجة من التفاؤل بسحابة فضية تضاهئ لون الجمل الذي رآه قبل قليل ؛هنا رنَّ جهاز الموبايل (الهاتف النقّال) رنتين متتاليتين لحين تناوله مسرعاً قرأ الإسم:
- ألو .. سلام عليكم ؛ كيف الصحة يا أخي.
- عليكم السلام .. بشراك، المعاملة أنجزت بسهولة.
- أجل.. أجل لقد خرج الجمل من المربع.
- ماذا تقول يا أخي؟؟
- لاشيء .. جزاك الله ألف خير.
- و لكن قلتَ : خرج الجمل من المربع!!
- سأسرد لكم قصة الجمل الذي خرج من المربع قبل قليل،حين نلتقي في شارع المتنبي إن شاء الله.. شكراً على جهودكم الخيرة.
. 278كلمة
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟