أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - طلقة مدفع رمضان














المزيد.....


طلقة مدفع رمضان


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 22:46
المحور: الادب والفن
    


طلقة مدفع رمضان..


1_حضور خالي (......) معنا في شهر رمضان ٍ.كان أمرا ضروريا بل أصبح عاديا فهو يضيف إلى مائدتنا نكهة عجيبة وأجواء فريدة لا تحدث الا بوجوده حول مائدة الافطار.. في بداية الشهر الكريم و في نهايته.. احيانا كان يتسبب في بعض المناوشات و المشاكسات خلال الإفطار أو قبله.. ولو انه لا يدخن لا سيجارة ولا كيف.. لكن مزاجه غالبا ما يكون مضطربا و منفلتا.. يدخل الدار فنتغامز انا وأخي.. ونصيح (والخال.. اشعال.. إشعال. الخال!! ..).. ونفر إلى خارج المنزل تاريكنه يلج ويتعوج في الكلام مع اخته.. (لا تديها فيهم راهم صغار.. زيد ادخل مرحبا.. بيك..) لم تكن الوالدة تعرف ان شعلة( الدقايقي) هي أقسى واعنف من شعلة الكوايفي والسبايسيٍ. وكيف لها أن تعرف.. وهي ليست لها تجربة في هذا الدومين.؟..
منذ بداية الشهر الكريم دب الخصام مابين الخال واخته ألاخري وزوجها العجوز.. ولم يرتدع الخال في كيل الشتائم والسب. فيها وفي زوجها.. وكان ينعته باقبح النعوت.. والرجل كبير السن تعدى الستينات من عمره.. كان يحدر راسه.. ويطلب الهداية للخال.. (أو الله يهديك علينا سي (...) والله يعفو عليك..!!).. في عشية ذلك اليوم حلت أمينة بمنزلنا قليلا من الوقت كان يفصلنا عن ضربة المدفع التي تعلن اذان صلاة المغرب. ِووقت الإفطار.. كانت تشتكي من احتقار الخال لزوجها واهانته له لأتفه الأسباب ٍوسرعان ما لحق بهما... الخال.. وهو منفلت من عقاله مطويا على الشر و مواصلة الاعتداء عليهما معا .فجأة . ارتمئ على زوج اخته العجوز وخنقه من عنقه واخد يضغط على راسه في الحا ئط.. كانت أمي وخالتي تولولا. وتطلبا من اخيهما بترك عنق الرجل الذي اخد يختنق وينهار. . حينها لم أشعر الا وانا واقف مابين الخال وزوج الخالة.. ادفع الخال عنه.. واحاول تحرير عنقه من قبضة الخال.. الذي تحول إلى وحش مسعور.. رفعت كفي عاليا وهبطت بها علي وجهه بصفعة قوية.. عندها فك يديه من عنق زوج الخالة وتوجه الي بالسب واللعن.. بل خلع قميصه الأسود ومسك سكينة من المطبخ وخرج إلى باب المنزل يرغي ويزبد و يصيح.. ( اخرج.. اخرج.. هنا الا كنت راجل.. والله حتى نصفها معاك البرهوش.. اخرج الا كنت راجل..!!!)... لم أكن أرغب في متابعة المعركة.. اكتفيت بفك عنق زوج اخته.. الذي جلس يلهت يستريح.. وكان وقت الفطور قد فات.. وعاد رجال الحي من المسجد..!!
ولم نتناول فطورنا حتى اقترب أذان العشاء.. ولم يهتم ولا واحد منا بمائدة الفطور.. ولا واحد منا سمع ذلك المساء لطلقة المدفع...وقت الإفطار...!!!!

2_وراء سور المدينة في الجنوب هناك باب. ِيسمونه باب دكالة.. وكان يشرف على ساحة تكسوها الكديات.. وهي تلال عالية من التراب... وطريق وحيد مزقت نسميه طريق المعدن يفصل قاعة الخضر المركزية ودير الرهان عن باقي أجزاء الساحة.. ساحة باب دكالة.. اهم شيء فيها عندي هو مطرح الأزبال.. الكبير.. وروضة الشهداء.. مقبرة باب دكالة.. هذا الباب ما منحني سوى العذاب.. تمنيت لو بقينا نسكن في فيلا حي جيليز الهادئ والجميل.. في شهر رمضان.. أمام الروضة تأتي سيارة جيب خضراء عسكرية تخرج غير بعيد من مقر البلدية.. عربة جيب تجر مدفع على عجلتين.. قبيل ساحة الإفطار. ِكنا نجلس على التراب جماعات ننتظر من الجنود طلقة في الهواء.. دخانها الابيض يملاء الأجواء وقوة الطلقة يفزع الاموات في مقبرة الشهداء..!!!
كنا صغار.. لا يجوز لنا الصيام واكلين رمضان.. و ممنوع علينا البقاء في المنزل ولا في الدرب.. لأننا نسبب في حدوث المشاكل..في المنزل نعرقل اعدادات الامهات لمائدة الفطور.. وفي الدرب بسرعة نشعل حروبنا الاهلية الصغيرة ونحدث الرعب والضخب فيه..نكون هادئين وحينا وعلى غفلة نصبح اشرار.. نهز ابواب المنازل بالحجارة.. ونحن نصيح (تيرا.. تيرا.. تيرا... هذا عام الحريرة..!!!)... او نفرشخ بعض الابواب التي نعرف عن اهليها انهم يدخنون..ونردد مثل هذه العبارات.. (الكيافة هزو.. هزو.. شقوفكم باب رمضان.. جايكم..).. كانت حكاياتنا لا تنتهى.. الا بطلقة مدفع.. يبدأ الجندي بشحن فوهة الطنجية بالرصاص وياخد في دكه بحديدة طويلة ونحن نتابع المشهد بصمت.. ولا نهمس لبعضنا بشيء.. وتغيب الشمس كانت ملابسنا مبللة بالاتربة والاوساخ.. وجوهنا شاحبة من الجوع.. قد نفرح عندما نحصل على مشماشة خاتزة او جلفة ليمونة لا تزال طرية نتقاسمها مع بعضنا.. عندما تصل اول موجة من الليل ويبدأ السواد وفي غفلة منا.. تنطلق دقة المدفع ليعلن عن الافطار.. من باب دكالة حتى باب الدار.. كنا نجري ونقطع المسافة بسرعة البرق.. ونسبق المصلين الى مائدة الافطار..
(شوف تقول الوالدة.. نوض قبل الجلوس الى المائدة اغسل حالتك وبدل عليا هذا الشراوط.. ولا تحط يديك على حتى حاجة حتى يحضر الوالد من الجامع.. ..
وكانت تلك الثواني في انتظار حضور الوالد اطول من النهار
كله...!!!!
2025



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلقة مدفع رمضان
- زمن قرباش..!!
- الوصولي...
- العدس لا نفع فيه...
- العباسية...
- الاربعة الكبار.. (قصة)
- البوجعران..
- فران السعدية..
- خطافات...
- بلا شيء.....
- لن تستقيم.. الا بالحب...!!!
- هو والحناش
- فرار...
- شعراء..
- في تلك الايام...!!
- نقطة.... الى السطر..!
- وهم الانتصارات...
- على قيد الحياة...
- تعلم النسيان...!!!
- خوان كويستيلو الابن البار لساحة (جامع الفنا)


المزيد.....




- مجموعة رؤيا الإعلامية الأردنية توقع اتفاقية تعاون استراتيجي ...
- مبادرة -بالعربي- تكشف ملامح قمتها الافتتاحية في الدوحة ‎
- ميغان ماركل تكشف عن لحظات حميمة مع هاري وليليبيت (صور)
- بعد فراق دام 20 عاما.. لقاء مؤثر بين النجمة السورية منى واصف ...
- الفلسفة وفن الأوبريت أهم فعاليات اليوم الرابع للأسبوع الأدبي ...
- تعزية في وفاة الفنانة الكبيرة نعيمة سميح
- تيم حسن يخرج من قمقم الممثل الأوحد في -تحت سابع أرض-
- وفاة المطربة المغربية الشهيرة نعيمة سميح
- انتحرت أم قتلت؟.. حسين فهمي يتحدث عن موت سعاد حسني المفاجئ
- حسن جلبي.. تألق فن الخط العربي في العصر الحديث


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - طلقة مدفع رمضان