|
نسخة معدلة من قصيدة ( جَدولُ الأقْحُوَان في دِجْلةَ السالكين)
سعد محمد مهدي غلام
الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 22:47
المحور:
الادب والفن
"تتساءلُ كيف انهمر الثلج من عيون شمس آب ليستقرَّ زمهريراً في دمها." - بشرى البستاني-
[1] مرآة الرَّماد
مُنْتَعِلَةً ظِلَّهُ المُنْكفِئَ مَأْخُوذَةً بِشَجَا حُقولِ الحُزْنِ النَّدِيِّ فِيهَا تَرْتَكِبُ المَشْيَ الفَجْرَ فِي أَرْجَاءِ بَدَنِهِ المَعْجُونِ بِالوَجَعِ المُنْهَمِكِ فِي فَضِّ اشْتِبَاكِ لَهْفَةِ وَجْدِهِ بِشَغَفِ قَلْبِهِ السَّارِحِ بِالتَّأَمُّلِ رَغْمَ غَمَامِ الحَيْرَةِ الَّذِي يَعْتَرِيها تَمْضِي مَأْخُوذَةً بِهَدِيلِ جُرْحٍ نَزِقٍ يَنْزِعُ لِلصَّمْتِ كُلَّمَا هَبَّتْ لَهْفَة شَكْوَى فِيهَا تُبْصِرُهُ يَهِيمُ بِحَيْرَةِ لَحْظِهَا المَشْغُولِ بِمَسْحِ دُموعِ جُدْرَانِ سِجْنِهِ العَقِيمَةِ وَنَارُ الغَضَا تَشْبُّ فِي صَدْرِه عَيْنًا تَذْرِفُ المِلْحَ وَالفُتورَ تُحْصِي -ذَاتَهُ- خُطُوَاتٍ بَارِدَةً لِمَلامِحِهِ المُقْتَبَسَةِ مِنْ بَلُّورِ شُبَّاكٍ يَقْطُرُ أَصْوَاتًا هَائِلَةً لِهُطُولِ مَطَرٍ بَعِيدٍ. [2] في كُلِّ صَباحٍ رَيَّان تَهْفو به لَواعِجُهُ لِيُدثِّرَ لُؤْلُؤَ رُوحِهِ بِنهْرِ شَآبِيبِ النَّبِيذِ وَيَنْتَظِرُ أَنْ تَعُودَ طَيْفًا غَائِبَةَ المَحَالِ تَطِلُّ "نَرْجِسَةٌ" وَرْدِيَّةٌ تَظلُّ نَوافِذُ سَمَائِهِ سَحَابَةً خَضْرَاءَ لَكِنَّها لَا تَأْتِي إِلَّا كَسِرْبِ "سُنونُو" تُصَفِّقُ أَجْنِحَتُهُ الغَضَّةُ عُرْيَ جَسَدِ البَحْرِ المُسْتَباحِ. -------------- --------
كانَ يَفْتَكِرُهَا تَرْفَعُ كَفَّهَا المُحَنَّاةَ لَحْظَةَ الانْطِفَاءِ تَنتُزَعُ دَرَفَاتِ رُؤْيَةٍ لَيْلٍ يَشْتَعِلُ بِاشْتِجَارِ حُمَّى الحَنِينِ وَغَضَبٍ الحَدَائِقُ المَهْجُورَةُ المَحْرُومَةُ مِنْ حُنُوِّ مَوَاعِيدِ رُوحِهِ فِي السَّحَرِ وَهِيَ تَرَاهُ يَتَقَدُّ كَانُونًا تَحَلَّقُ حَوْلَهُ المَجُوسُ فَرَاشَةً تُلْقِي نَفْسَهَا فِي أُوتُونِ مَرْقَدِهِ الشِّتْوِيِّ وَتَقِيسُ ارْتِعَاشَ الشَّوَارِعِ تَحْتَ قَدَمَيْهَا رَهْبَةَ اللِّقَاءِ وَتَتَأَمَّلُ قُنْدِيلَهُ القُزَحِيَّ المُعَلَّق كَقَلْبٍ مَرْهُونٍ فِي سَقْفِ الغِيَابِ بَارِتِجَافَةِ شَغَفٍ لَمَّا تَكُونُ بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ وَهُوَ شُعْلَةٌ مُغَصَّنَةٌ كَ"مِينُورَاه" تَطْبَعُ قُبْلَةً عَلَى عِناقِيدِ بَلُّوطِ شَفَتِهِ المُتَدَلِّيَةِ بِنْحَرِهَا الشَّمْعِيِّ الدَّافِئِ لَكِنَّها تُغَادِرُهُ قَبْلَ بُلُوغِهِ عِندَمَا تَرَاهُ يَشْتَعِلُ كَفَنَارٍ أَرْهَصَ عَلَى الذَّوْبَانِ. [3] قالَ لَهَا: البِلَادُ تَتَعَلَّمُ المَوْتَ بِبُطْءٍ وَالشَّجَرُ يَذْبُلُ مِنْ أَسْمَاءِ الرَّاحِلِينَ وَالبَنَادِقُ تَشْرَبُ الضَّوءَ مِنْ قَوَارِيرِ عُيُونِ الأَطْفَالِ فَتَعَالَيْ وَدَعِينَا نَبْتَكِرُ خَرْطُوشَ حُرُوفِ لُغَةٍ مِنْ نَغَاءِ رَضِيعٍ يَفْهَمُهَا القَدَّاحُ وَالحَصَى النَّبْضُ وَالجَمْرُ البَحْرُ وَالسَّحَابُ الدُّورِيُّ وَالعُشَّاقُ. نَفْرِغُهَا فِي صَدْغِ جُنُودٍ دَنَّسُوا مَسْجِدَنَا ذَاتَ اقْتِحَامٍ. -------------- ------- ----- لَكِنَّها لَمْ تُجِبْ... ظَلَّتْ تَنحَني تَقْطُفُ أَزْهَارًا مِنْ ضَوْءِ مَآذِنِ مُدُنٍ خَائِرَةٍ وَتُنثِّرُهَا كَالطَّلْعِ شَرَرًا فِي صَدْرِهِ المُلْتَهِبِ وَصَدْرِهَا المُنْتَقِبِ بِمُوسِمِ التَّأْبِيرِ. [4] حِينَ طَافَ اللَّيْلُ فِي عَيْنَيْهَا
السَّحَرُ - وَالمَطَرُ كَثِيفٌ أفلتتْ مُطَارَدَتُهُ الجَدْوَى فَاعْتَورَهُ وَجُومُ الخَيْبَةِ لَوْلا كَانَ صَوْتُ "مَارِيَا كَلاس" يَتَسَاقَطُ مِنْ مِذْيَاعٍ بَعِيدٍ: "Habanera"... وَالأَرْصِفَةُ تَتَهَجَّى قِسَمَاتِ وَجْهِ "كَارْمِن" الغَجَرِيِّ كَأَنَّهَا قَصِيدَةٌ حُرَّةٌ نَسَاهَا شَاعِرٌ مِثْلُ "مَارْلُو" رَهِينَةَ هَامِشِ الحَرْبِ بَيْنَ مَطَاوِي مَخْطُوطَةِ "مَرِيْمِيَّه" أَغْفَلَهَا عَنْ قَصْدٍ "بِيزِيَّه" لِتَبْقَى عَرِيشَةً لَعْنَةً تُطَارِدُ "المِيتَادُور" تَعَاطُفًا مَعَ "دُونْ جُوزِيَّه" وَهُوَ يَصِيحُ: "لَقَدْ قَتَلْتُ امْرَأَتِي الَّتِيٓ أُحِبُّ" يَقْحَلُ بِبَذْخٍ ... فَتَفِرُّ مِنْهُ الغَابَاتُ وَتُحَوِّلُ بِقَسْوَةٍ مَجَارِيَهَا عَنْهُ الأَنْهَارُ. دَحَسَتْ حُجْرَتَهُ بِصُفُوفِ الهَوَامِ دَحَسَ الصُّفُوفَ وَيَدُهُ عَلَى مِقْبَضِ سَيْفِهِ الخَشَبِيِّ، أَيْنَ أَنتَ يَا "سَانْشُو بَانْثَا"؟ ------------ ------- بَصِيص ضَوْءٍ خَافِتٍ اسْتِنْكَارَاتُ حَدَائِقِ "العَارِفِ" تُرَدِّدُهَا الرِّيحُ فِي خَفْقَةِ سَنْدِيَانَةٍ عَلَى حَافَّةِ "سِيرَا نِيفَادَا" فَمَنْ سَيُعِيدُ لِأَهْلِهِ أَنْهَارَهُمْ؟ وَمَنْ سَيُكَفِّنُ هَذِهِ الطَّوَاحِينِ وَالمَنَافِي بِجَنَاحِ حَمَامَةٍ مُطَوَّقَةٍ لَمْ تَخُنْ عَهْدَ الزَّيْتُونِ؟ --------------- لَاذَ بِالصَّمْتِ "ابنُ حَزْمٍ" ---------------- مَرْآةٌ أُخْرَى لِلرَّمَادِ
دِجْلَةُ نَهْرٌ مُتْعَبٌ قَدِيمٌ يُرَتِّلُ فِي أَقَاصِي اللَّيْلِ مَزَامِيرَ النَّوَى عَلَى مَسَامِعِ بَرْدَى يَرْتَجِفُ صَوْتُهُ عَلَى ضَفَائِرِ شَفَقٍ يَنْتَفِضُ مِنْ ظِلِّهِ الْمَنْبُوذِ فِي أَضْلَاعِ غُرَبَاءِ "دِمَشْقَ" يَدُسُّ يَدَيْهِ فِي خَرَائِبِ الذَّاكِرَةِ وَيُبْعِثِرُ مَاءَهُ عَلَى أَقْدَامِ الْفَرَاشَاتِ الْمُهَاجِرَاتِ مِنْ مَوْقِدِ شِتَاءِ قُرًى تَضِجُّ بِالْحَبَقِ إِلَى حُفَرِ الثَّلْجِ فِي حَنْجَرَةِ غُوطَةٍ عَتِيقَةٍ تَعْبُقُ بِالْخُطُوبِ وَالْحَرِيقِ وَتَأَوُّهُ اللِّيلَكِ الْمَذْبُوحِ "(اِسْتَوْدَعَ)( اللَّـهُ) لَنَا فِيهَا أَقْمَارًا مِنْ فَلَكِ (الْأَوْزَارِ) *مَطْلَعُهَا" غَدَتْ مَنَافِي لِرَحِيقِ الْغَارِ وَالْأَقْحُوَانِ [5] فِي ضَوْءِ عَيْنَيْهَا... يَتَوَضَّأُ شَجَرٌ دَامٍ عَلَى شُرَفَاتِ الْاِنْتِظَارِ يَهِيمُ نَحِيبُ مِزْمَارِ طَيْفِ "هَامِلينْ" تَنْهَشُهُ نَشْوَةٌ مُعَلَّقَةٌ عَلَى حِبَالِ رَقْصَةٍ لَمْ تَكْمُلْ ----------------- ----------- ------ تَتَسَاقَطُ عَطْشَى حَوْلَهُ غِزْلَانٌ تَجْتَرِحُ بَرِّيَّةَ مَتَاهَاتٍ وَتُعَرِّشُ عَلَى أَجْنِحَةِ رَاقِصَاتِ "الْجِيشَا" الصَّاعِدَاتِ فِي دَمِّهِ شَهْقَةً... شَهْقَةً... مِنْ زَبَدِ لَحْمٍ بَضٍّ كَأَنَّهُنَّ حُورِيَّاتٌ تَطْوِيهِنَّ أَكُفُّ الزَّوَالِ وَهُنَّ نَازِلاتٌ مِنْ دَمْعِهِ [6] بَيِّيرُو: عَبَاءَةٌ... الشَّنِيلُ: مِسْبَحَةٌ... دَارُّو: خُزَامَى... دِجْلَةُ: كَانُونٌ... بَرْدَى: أَرْكِيلَةٌ... [7] وَيَتَلَفَّفُ أَسْمَاءَهُنَّ وَيَنْسِلُّ مِنْ ثُقُوبِ التَّارِيخِ لِيَحْنِي شَهْقَةَ الْمُؤْتَفِكَاتِ وَيَجْمَعُ بَقَايَا التَّرَانِيمِ مِنْ قِيثَارَةِ "لُورْكَ" "الفَلْمِنْكِيَّةِ" وَإِمْتَاعِ "التَّوْحِيدِيِّ" الْمَطْعُونِ بِفَضِيلَةِ الوَحْدَةِ عَلَى جُرْفِ "بُويْبِ" الفُرَاتِ الكَسِيرِ، الْيَسِيرُ عَبْرَ بَطَائِحِ "مَيْسَانَ" بِوَجَلٍ تَحْمِلُهُ مَشَاحِيفُ "الزَّنْجِ" مِنْ الْبَصْرَةِ مَعَ "الْمَلْحِ وَالشَّيْرَج" [8] خِمَارٌ أَنْدَلُسِيٌّ يُغْشِي وَجْهَ الفَقْدِ كَأَنَّهُ يَحْجُبُ نَارَ الوُجُودِ كَأَنَّهُ وَشْيٌ فِي سَحَابٍ مُتَحَرِّكٍ يَحْمِلُهُ غُرْمَاءُ اللَّيْلِ تَتَرَاءَى فِيهِ أَطْيَافٌ مُنْهَكَّةٌ تَذُوبُ فِي سَحَابِ النِّسْيَانِ حَتَّى تَغِيبُ فِي زَمَنٍ غَارِبٍ مُحْتَسِي غُرْبَتَهُ الْمُلْتَهِبَةِ وَعُمْقِ زَمَانِهِ السَّابِقِ. ------------- -------------- فِي النِّهَاياتِ رَبْسُودِيَّاتٌ هَنْغَارِيَّةٌ وَفِي البِدَاياتِ بُحَيْرَةُ البَجَعِ ---------------- ----------------- تَرَكْتُ فِي الرَّوَابِي رِيحًا خَامِدَةً وَوَجْهَكِ لَمْ يَزَلْ يُحَاصِرُهُ الضَّوْءُ يَسْتَمِعُ صَوْتِي فِي رِحْلَتِي الشَّامِيَّةِ لَا أَشْجَارَكِ النَّاعِسَةِ تَحْتَسِي صَدَى المَسَافَةِ فَأَجْلِسُ كُرْسِيًّا بَيْنَ يَدَيْكِ أَسْتَمْتِعُ بِقُرْبِ مَا أَخْبَرَ عَنْهُ الصَّدَى وَلَا يَا سَمِينُكِ حِفْظٌ لِأَنْفَاسِنَا أَعْبَاءُهُ [9] الوقتُ يَأْزفُ يَمْضِي بِحذرٍ السُّكونُ يَحْتسي دُمُوعَ الزَّمانِ وَرُؤْيتُهُ تَخْتصرُ المدى يَسْترِقُ النَّظرَ، يتنسَّم البَليل لِيُذْهِبَ اللَّيْلَ فِي فَجْرٍ جَائِعٍ وَفِي دَمِّهِ رَشَاش عَبير مِنْ وَراءِ حُدُودِ الوَجعِ الوثني يَذُوبُ كَمَجرَّةٍ مِنْ زَرْبيَّة الفَجْرِ حَيْثُ يَغْتسِلُ بِهِ الأَملُ. ---------------- ---------------- تَلَاقحَتِ الْمُوسيقا وَصَوْتُ رَصَاصةِ "لُورْكَـا" وَمَنْزِلةٌ بَيْنَ مَنْزِلَتيْنِ تَرِيقُ مَواجِعِهِ فِي حَفْلةِ الاعْتِرافِ ---------------- ----------------- الكَاهِنُ المُتوَارِي يُجِيلُ مَبْخرتَهُ حَوْلهُ وَهُوَ يُتَمْتِمُ بِسُورةِ النَّمْلِ لِيَخْرُجَ مِنْ هَذَا ال"لَّابِنريثِ" الأَبديِّ يُرْعِبُهُ خُوَارُ "المِيناتُورِ" [10] صَمْتٌ وَصدًى
يَشْغلُ صَوْتُهُ عَبْرتَهُ تَبْتعِدُ السَّماءُ وَتتَّسِعُ ثُقوبُ الرُّوحِ كَأَنَّها صَهْوَةُ فَراغٍ تَمْخُرُ سُفُنَ الحُلْمِ عَلى أَكُفِّ الرِّياحِ ----------- ------- تَصْدحُ فِي وَحْدتِهِ "إِدِيتْ بْيَافْ" ... تَغْرقُ قَبْلَ "الزَّحْمةِ "و"الحَياةِ الوَرْديَّةِ" قَدْ صَدقَ :لِيبْليهِ"... "إِدِيتْ" كَانتْ "لا مُومْ بِيافْ" (الْعُصْفورُ الصَّغيرُ) الَّذي كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَظلَّ طَليقًا فِي فَضاءِ اللهَِ يُشْجي قَارئَ كِتابِ "كِفَاحي" لَوْلا "مَارْسيل سَارْدينْ"
(لَا... لَسْتُ نَادِمةً حِيالَ أَيِّ شَيْءٍ) (Non, je ne regrette rien)
"بِيافْ"... تَصْدَحُ فِي أَرْجاءِ جُمْجُمتِهِ يَتَهدَّجُ هُوَ... صُولُو مُنْفرِدٌ
(لَا... لَا شَيْءَ عَلى الْإِطْلاقِ لَا... لَسْتُ نَادِمةً حِيالَ أَيِّ شَيْءٍ رَحَلُوا... رَحَلُوا لِلْأَبدِ) [11] هلْ سَمِعْتِ هَمْسَ "سِيزَانَ" حِينَ خَبَّأَ الحُقُولَ في السُتْرة الحَمْراء تَحْتَ كَفنِ الضَّوْءِ؟ فِي أَسْمالِ "دَالِي" المَطْوِيَّةِ بَيْنَ صَفحاتِ "سِيدهَارْتَا" "هَسِّهْ" وأعادَ بَسْطَها مُرَمَّزَةً فِي "لُعْبةِ الكُريَّاتِ الزُّجَاجيَّةِ" [12] لَمَحْتِ "الحَلَّاجَ" حِينَ أَوْقَدَ" طَوَاسِينَهُ" فِي جُبَّةِ الرُّوحِ الرَّمَادِ عَلَى صَليبِ الفَناءِ نَصَبَ خَيْمةَ الطِّينِ على جرْفِ نَهْرِ "عِيسى". [13] هُنا... تَغْتَسِلُ أَنْهَارُ "عَدَنَ" بِأَوْرَادِ العِشْقِ المَصْلولِ وَتَتَكَوَّرُ عَلَى حَافَّةِ السِّرِّ كَدَمْعَةِ نَرْجِسَةٍ: تَمَائِمُ تَدَلَّتْ مِنْ جَبينِ المُغْتَرِبَاتِ ------------ تَرْنُو إِلَيْهَا عَيْنُ "عَنْقَاءُ مُغْرِبِ" ------ ------ [14] فِي تَهَاوِيمِ الرُّؤْيَا يَنْدَاحُ دِجْلَةُ فِي وَهَجِ السَّرَائِرِ يَحْتَطِبُ مِدَادًا مِنْ خَرَائِبِ الغِيابِ وَيَمْضَغُ رُفَاتَ أَغَانِي الأَوْزِ عَلَى شَفَةِ الأُفُقِ المُكابِدِ بِأَسْئِلَةٍ يَتِيمَةٍ تَنْدَلِقُ مِنْ أَوْعِيَةِ الحِيرَةِ [15] أَوَّاهُ يَا دِجْلَةُ... مَنْ ذَا الَّذِي مَسَّ ضَفَائِرَكِ بِيدِ الخَرَابِ؟ مَنْ صَبَّ اللَّيْلَ فِي جِرَارِكِ، بَغْدَادُ حَتَّى صَارَ الحُلْمُ لَثْغَةً فِي حَلْقِ البَنفْسَجِ وَعَسَلِ تِينِ البَلابِلِ دَمْعًا يُغْسَلُ بِالغِيابِ؟ [16] هِيَ... زَهْرَةُ الحَيَاةِ النَّافِرَةُ فِي رِيحٍ مَكْسُورَةٍ تَتَحَرَّرُ مِنْ جَسَدِ الهَاوِيَةِ لِتَتَشَظَّى وَجْدًا... لَا وَطَنَ لَهَا إِلَّا بَرِيقُ السِّرِّ فِي أَرُوقَةِ المَعْنَى فِي "شَفْرَةِ دَافِنْشِي" ------------ ------- هِيَ... رَاعِيَةُ "أُورُوكَ" تَسْلُكُ دَهَاليزَ الصُّعُودِ عَلَى مَدَارِجِ الرُّؤْيَا وَأَثْدَاءُ "عِشْتَارَ" لِتَدُورَ مَعَ نُجُومِ الحِكْمَةِ ------------- --------- هِيَ... زَهْرَةٌ مِنْ حَرِيقٍ تَنامُ عَلَى لِسَانِ "دِيمُوقْرِيطِسْ" وَتَصْحُو عَلَى فُلُوتِ "هَايْدِنْ" [18] هَكَذَا... تُسْتَكْمَلُ الرُّؤْيَا فِي مِرْآةِ الرَّمَادِ [19] صَوْتُهُ... يَتَبَدَّدُ كَالشَّمْسِ تَتَكَسَّرُ فِي النَّهرِ المُتَقَلِّبِ الحُزْنُ يَمْحُو نَفْسَهُ...
أَيَّامٌ... تَغْتَسِلُ فِي جَفْنِهِ يَكْتُبُهَا فَجْرٌ مُتَفَجِّرٌ يَعْتَادُ سَكِينَتَهُ وَهُوَ قَابِعٌ بَيْنَ جَفْنَيْهِ وَجَعًا
وَمَا زَالَتْ دِجْلَةُ... تُصَلِّي عَلَى أَطْرافِ أَصَابِعِهَا... تُرَتِّلُ وَجَعَ البَلابِلِ وَتَبْحَثُ فِي عَيْنَيْهَا عَنْ أَوَّلِ شَهْقَةٍ لِ"سُمَيْرَمَاتْ" تَنْفَتِحُ فِيهَا زَهْرَةُ الأَقْحُوَانِ ----------- مَدَائِنُ "جَانٍ" وَخَزَائِنُ "طَيْسْفُونْ" ------------- ------ [20] تَمُّوزُ العَظِيمُ... رَاعِيَها... حِينَ تَهْرُبُ مِنْ شَكِّ المَنافِي لِتَسْكُنَ مَعْرِفَةَ الحَضْرَةِ حَيْثُ لَا مَلَاذَ إِلَّا المَعْنَى وَلَا وَطَنَ إِلَّا الأُفُقُ.. ---------- إِذَا مَا الأَنْهَارُ انْدَحَرَتْ يَوْمًا فَكُلُّ العُيُونِ تَغَيَّضَتْ وَإِذَا مَا طَفَحَتْ يَوْمًا الأَنْهَارُ فَكُلُّ العُيُونِ تَفِيضُ --------- [21] أَيُّهَا السَّالِكُ... لَا جَنَّةَ إِلَّا جَنَّةُ المَحَبَّةِ حِينَ تَتَعَرَّى الرُّوحُ مِنْ خَوْفِ الفَناءِ... وَتَتَدَلَّى مِنْ جَنَائِنِ "بَابِلَ" المُعَلَّقَةِ
وَلَا خُلُودَ إِلَّا فِي قَبْضَةِ... نَحْتِ المَعْنَى مَا بَيْنَ دَفَّتَي "تَرْجُمانِ الأَشْوَاقِ" وَظِلالِ "الفُتُوحاتِ المَكِّيَّةِ" "رَأَى البرقَ شَرْقِيًّا، فَحَنَّ إِلَى الشَّرْقِ وَلَوْ لَاحَ غَرْبِيًّا لَحَنَّ إِلَى الغَرْبِ فَإِنَّ غَرَامِي بِالبُرِيقِ وَلَمْحَتِهِ وَلَيْسَ غَرَامِي بِالْأَمَاكِنِ وَالتُّرْبِ"
حَيْثُ زَمْهَرِيرُ أَسْئِلَةِ العِشْقِ تَحْتَ دَالِيَةِ الانْتِظَارِ دُنَا مِنْ دِنانِ الشَّوْقِ [23] الحَرْفُ... فَاتِحَةُ النَّصْرِ الحَرْفُ... خَاتِمَةُ الخُذْلَانِ
الحَرْفُ: صَرْخَةٌ الحَرْفُ: عَلاَمَةٌ الحَرْفُ: مَوْعِدٌ الحَرْفُ: نُوتَةٌ
الحَرْفُ أَوَّلُ الإِيمَانِ الحَرْفُ: مِدْمَاكُ الكِيَانِ [24] وَكَما الشَّجَرَةُ... غَابَةٌ صُغْرَى فَالحَرْفُ... مَيْتٌ قَصِيدَةٌ [25] لِنَمْضِ فِي إِشْعَالِ البَخُورِ بَيْنَ أَرْوِقَةِ القَصِيدَةِ حَيْثُ "غَانْجُ" الشِّعْرِ يَتَلَبَّسُ وَجَعَ الأَنْبِياءِ وَيَهِيمُ فِي بَرْزَخِ الأَسْرَارِ
جَدْوَلُ القَدَّاحِ فِي مَوْكِبِ العَابِرِينَ... يَرْنُو إِلَى خُطَى الأَبَديَّةِ يَنْدَسُّ فِيهِ حَنِينُ القَوافِلِ وَيَسْرِي بِعَرَقِهِ قَرَنْفُلٌ "نَشِيدُ أَنْشَادِ" العَطَاشَى مَذْبُوحًا بَيْنَ النُّبُوَّةِ وَالمَحْرَقَةِ [26] يُقالُ... إِنَّ النَّهْرَ يَشِيخُ حِينَ يُعَلَّقُ فِي جَنَاحِهِ الرَّصَاصُ وَيُقالُ... إِنَّ الدُّرُوبَ تَغْدُو مَجْنُونَةً حِينَ تُطْفِئُ الأَرْوَاحُ قَنَادِيلَها عَلَى أَبْوَابِ العَدَمِ المُوَارَبِ
وَيُقالُ... إِنَّ المُدُنَ تَذْوِي كَمَا الزَّنَابِقِ حِينَ يُدَاهِمُهَا اليَبَاسُ
لَكِنَّها... لَمْ تُصَدِّقْ كَيْفَ لِمَنْ كَانَ مَأْوَى النُّبُوَّةِ أَنْ يُلْقِيَ بِصَرْخَتِهِ فِي البَيْدَاءِ دُونَما رَجْعٍ...؟
وَكَيْفَ... لِمَنْ كَانَ زَيْتَ السِّرَاجِ أَنْ يُطْفِئَ قَنَادِيلَهُ فِي رَمَادِ التِّيهِ؟ [27] يَا زَهْرَةَ الأَقْحُوَانِ... المُتَأَرْجِحَةَ بَيْنَ تَرَاتِيلِ الشِّينِ وَمَنَازِلِ العَيْنِ
أَمَا آنَ لَكِ أَنْ تَفْتَحِي أَذْرُعَ المَعْنَى فَتَعْتَنِقِي فِي تَقَاطُعِ المَوْتِ وَالحُبِّ رِحْلَةَ الخَلاصِ؟ ------------ -------- ------ -------- مِنْ عَذَابَاتِ... الثُّقُوبِ اللَّامُتَنَاهِيَةِ وَسِلْكِ بَهْلَوَانٍ مَنْ زَعَمَ: إِنَّ اللَّهَ يَمُوتُ؟ أَحْضَرَ "زَارَا" بَلْسَمَ شِفَاءِ "أَيُّوبَ". ------------ -------- --- [28] فِي "طَيَّارَاتِ" بَغْدَادَ... كَانَ "الرَّشِيدُ" يُشْعِلُ دِجْلَةَ لَيْلًا هُنَا... كَانَتْ زَهْرَةُ المَدَائِنِ تَتَسَلَّقُ سَلالِمَ الحُلْمِ تَبْحَثُ عَنْ نَافِذَةٍ تُطِلُّ عَلَى سَمَاءِ أُخْرَى مُلَبَّدَةٍ بِغَمَامِ الغَيْثِ
"يَا هَلْ رَأَيْتَ الجِنانَ زَاهِرَةً يَرُوقُ عَيْنَ البَصِيرِ زَاهِرَتُهَا وَهَلْ رَأَيْتَ القُصُورَ شَارِعَةً تَكُنُّ مِثْلَ الدُّمَى مَقَاصِرُهَا؟" [29] رَائِحَةُ نَارَنْجٍ نِيئَةٍ يَا زَهْرَةَ الأَقْحُوَانِ... كَيْفَ يَتَّسِعُ لَكِ الكَوْنُ وَأَنْتِ فِي القَيْدِ تُصَادِقِينَ الرِّيَاحَ وَتُوقِظِينَ عَلَى جَسَدِكِ رَعَشَاتِ الغَيْبِ؟
بَيْنَ جُدْرَانِ البِئْرِ وَحِيدَةً كَيْفَ تَعْشَقِينَ السُّكُونَ فِي عَصْفِ الغُرْبَةِ؟ وَتَخْتَارِينَ المَعْرِفَةَ فِي أَوْجِ التِّيهِ؟
"قِفْ فِي دِيَارِ الظَّاعِنِينَ وَنَادِهَا يَا دَارَ مَا صَنَعَتْ بِكِ الأَيَّامُ يَا دَارَ أَيْنَ السَّاكِنُونَ وَأَيْنَ ذَاكَ البَهَاءُ وَذَلِكَ الإعْظَامُ يَا دَارَ أَيْنَ زَمَانُ رَبِيعِكِ مُنِقًا وَشِعَارُكِ الإِجْلَالِ وَالإكْرَامِ يَا دَارَ مَذْ أَفَلَتْ نُجُومُكِ عَمَّنَا وَاللَّهُ مِن بَعْدِ الضِّيَاءِ ظُلْمَةٌ" [30] الآن... عَلَى سَلالِمِ المِحْنَةِ تَمْتَدُّ أَصَابِعُ المَاءِ إِلَيْكِ تُشْعِلُ لَكِ قَنَادِيلَ العِرْفَانِ وَتَقُولُ: أَنَا العَطَشُ، أَنَا المَوْجُ وَأَنَا الَّذِي تَأْخُذُهُ السَّلالِمُ إِلَى حَيْثُ لا يَقِينَ...
-فَأَكْمِلي رَقْصَتَكِ وَلَا تَلْتَفِتِي لِلصَّدَى فَالمُنْتَهَى أُرْجُوحَةٌ بَيْنَ لِسَانِ النَّارِ وَكَأْسِ البَقاءِ- [31] دِجْلَةُ... أَلَمْ تَعُدْ مَرْفَأً لِلحَالِمِينَ؟ أَمَا زِلْتَ بَيْتَ الوُجُودِ فِي خَرَائِطِ الأَدْرِيسِيِّ وَتَرْجَمَاتِ ابْنِ رُشْدٍ لِـ "الأَرْغَانُونِ"؟ كَمْ فِيكَ مِنْ يَوْمٍ مَا دَلَّكِ المَغُولُ دَارَ الحِكْمَةِ فِيكِ مِنْ صَبْرِ تَارِيخٍ وَحِكْمَةٍ..
أَمْ أَنَّكَ... اِسْتَسْلَمْتَ لِأَجْنِدَةِ الطَّاغُوتِ وَنَامَ سِرَاجُكَ فِي صَقيعِ البِلاطِ؟ [32] حِينَ يَنَامُ النَّهْرُ... تَسْتَيْقِظُ الذِّئَابُ وَتَلْهُو الأَسْمَاءُ فِي قَوَامِيسِ الرِّدَّةِ وَمَرْوِيَّاتِ مُلُوكِ الطَّوَائِفِ... [33] المِحْنَةُ قَدَرٌ... عَلَى سَلاَلِمِ الحُلْمِ "الأُولِيسِيِّ" تَتَعَثَّرُ زَهْرَةُ الأَقْحُوَانِ بِخُطَى الغِيَابِ تَشُدُّ عَلَى خَاصِرَتِهَا مِنْ بَقَايَا المَنْفِيِّينَ عَسَالِيجَ عَوْسَجِهِم [34] هُنَاكَ... عِندَ المَضِيقِ الأَخِيرِ يَنْبُتُ صَوْتٌ مِنْ أَعْمَاقِ الطِّينِ يَهْزِمُ أَلْوَاحَ الطُّوفَانِ وَيُشْعِلُ فِي الظُّلْمَةِ نُجُومًا خَفِيَّةً... وَأَخْتَامًا إِسْطَوَانِيَّةً.. [35] كُنتُ... وَأَنْتِ... وَالنَّهْرُ... نَتَأَرْجَحُ بَيْنَ العَدَمِ وَرَائِحَةِ النَّارَنْجِ النِّئِيَّةِ [36] أَيُّهَا السَّالِكُ الدَّوَّارُ... هَل تُرِيدُ أَنْ تَهْتَدي؟ الطَّرِيقُ يَبْدَأُ هُنَا حَيْثُ يَنتهي الحَرفُ وَيَنْبُتُ الأَقْحُوَانُ مِنْ رَمَادِ الأَسْئِلَةِ... [37] يَا زَهْرَةَ الأَقْحُوَانِ... أَكْمِلِي طَوَافَكِ فَالمَعْرِفَةُ عَقِيدَةٌ لا تُعْطِي الرِّيحَ أَعْنَتَهَا... [38] هي قِبْلَةُ الضَّالِّينَ وَمَائِدَةُ الأنْبِياءِ وَوَرْدَةُ المَجْذُوبِينَ الَّذِينَ احْتَرَقُوا عَلَى شُرَفَاتِ العَدَمِ وَالْأَوْطَانِ القَدِيمَةِ [39] جَنَّةُ العَارِفِ هَكَذَا هَمَسَ لَهَا "مَوْلَانَا" وَهُوَ يُعَرِّيهَا مِنْ نُكْرَانِهَا وَمِنْ شَهْوَةِ السُّؤَالِ عَنْهَا فِي الشَّمْسِ وَأَبْوَابِ المَدِينَةِ الفَاضِلَةِ عِندَمَا سَأَلَ "ابْنُ عَبَّادٍ" "اعْتِمَادٌ عَنْ يَوْمِ الطِّينِ" فَطَرَقَتْ وَبَكَتْ كَمَا طَرَقَتْ وَبَكَتْ الشَّخَاتِيرُ فِي دِجْلَةَ العَمْيَاءِ [40] أَمَا زِلْتِ تَحْتَسِينَ...؟ أَمَا زِلْتِ تَجْرِينَ وَرَاءَ المَعْنَى كَمَا يَجْرِي الرُّعَاةُ خَلْفَ نُجُومِ السَّرَابِ؟ حَتَّى المَجُوسُ هَجَرُوا عَادَاتِهِمْ، وَهُمْ اليَوْمَ يَتَحَلَّقُونَ حَوْلَ شَعْلَتِهِمْ فِي الكُهُوفِ دُونَ انْتِظَارِ نَبِيٍّ جَدِيدٍ [41] فِي سِدْرَةِ النِّهَايَةِ حِينَ يَذُوبُ الرَّمْلُ فِي جَسَدِ العَاشِقَةِ وَتُسَلِّمُ زَهْرَةُ الأَقْحُوَانِ مَفَاتِيحَها لِسَيْفِ "مَسْرُورٍ" تَهْفُو بِهِ الصَّبَا ذَارِيَةً مِنْ نَطْعٍ لِنَطْعٍ وَمِنْ نُوءٍ لِنُوءٍ...
هُنَاكَ فَقَطْ... تُزْهِرُ الأَبَدِيَّةُ وَتُضَاءُ الأَزْمِنَةُ بِعُرْيِ الفَنَاءِ [42] أَيُّهَا السَّالِكُ... إِذَا رَأَيْتَ النَّهْرَ يَحْتَرِقُ فَافْتَحْ فِي أَعْمَاقِكَ "شَنْشُولًا" لِلسَّمَاءِ فَالمَاءُ وَالنَّارُ مِنْ رَحْمِ حُبٍّ وَاحِدٍ... [43] النَّصُّ مَا زَالَ يَعْبُرُ مِنْ تَخُومِ المَعْنَى إِلَى تَخُومِ الجَهْلِ مِنْ مَجَاهِلِ السُّؤَالِ إِلَى سَمَاوَاتِ اليَقِينِ قَصِيدَةٌ مِدَادُهَا العَرَقُ، وَالزِّئْبَقُ، وَزَيْتُ اليَاسَمِينِ سَتَتَخَارَفُ فِيهَا الحُرُوفُ وَتَتَنَافَرُ فِيهَا المَعَانِي وَتَتَكَوَّثُرُ الإشَارَاتُ [44] أَكْمِلُ...؟ أَمْ نَكْسِرُ أَجْنِحَةَ اللُّغَةِ لِنَنْزِلَ أَعْمَقَ إِلَى مَحْرَقَةِ الحَرْفِ...؟ بَعْدَ اجْتِيَازِ مَطْهَرِ التَّكْفِيرِ عَنْ الآثَامِ... [45] في ليلِ الشّيخِ، حيثُ ينسابُ الحُلمُ سرمديًّا، تلتقي أمواجُهُ بحكاياتٍ، تزهرُ فوقَ الضفافِ زهورُ الحياةِ، كقلوبٍ تنبضُ بالحنينِ في مشاتلِ الارتقابِ. ---------- ------- تُرى، هل سمعَ النهرُ الأنينَ وهل همسَ الدّفْنُ في مسمعيه؟ تُرى... أهيَ القصائدُ كلُّها نُسجتْ من أريجِ الوجعِ وعظمةِ السِّيرةِ؟ وتنسّمتْ عبقَ البخورِ المعتَّقِ من أثرِ العاشقينَ؟ ---------- ------ يا دجلةَ الخيرِ... يا مهدَ أسرارِ هذا الوجودْ، ويا مسرى الحلمِ، كم من سرٍّ أودعتِهِ في الأعماقِ، وكم من حكايةٍ رُويتِ لنجومِ السَّاهرين؟ أنتِ التي شهدتِ ولادةَ المدنِ، وازدهارَ الحِكمةِ، وكنتِ ملاذَ الشُّعراءِ، ملجأَ دراويشِهمْ، تروينَ ظمأَ أرواحِهِمْ، وتُلهِمينَ القوافي. ---------- ---------- وعلى ضفافِكِ، تتمايلُ الأساطيرُ، وتُشيَّدُ الأساطينُ، ويُنسجُ من نبضِكِ الحرفُ في صحائفِ الأزمنةْ.
قالتْ له ذاتَ أسى: "سأظلُّ في عالمٍ بعيدٍ لا تعرفُه، هناكَ حيثُ لا مرآةَ ولا ظلُّ..." ------- ثم عادَ الفجرُ متسرِّبًا عبرَ أصابعِ الدموعِ، لكنَّ مشهدَ الوداعِ لن يُختَتَمَ بمجرى الذّاكرةِ. -------- فما زالتْ خيوطُ الغروبِ تتلوَّنُ في قلادةِ أملٍ ضائعٍ، حيثُ الحزنُ المخبَّأُ في عبيرِ الزهورِ يغازلُ قلبَها المشتعلَ بالذِّكرياتِ، وما لمْ يُسردْ بعدُ... [46] دِجْلةُ... بيَّارةٌ تتسلّلُ إلى ضفافِ الخيالِ، دِجْلةُ نهارٌ راوغَ جُنحَ الغَسَقِ، دِجْلةُ نهرٌ لا يهدأُ، تطفو على جسدِها أطيافُ تاريخٍ يتأرجحُ بينَ الثّباتِ والتّحوُّل، بينَ الهدوءِ والانفجارِ. ------------ تضطربُ في الخَرطوشةِ الحروفُ، مُشَتَّتٌ حرفُ الشِّينِ عن حرفِ العَينِ، وضالعٌ بالفراقِ حرفُ الغَينِ عن حرفِ النّونِ. [47] يَتحوَّلُ إلى حكايةٍ تصنعُ طقوسَها من رمادِ الشَّوقِ، وتناغُمِ الذكرياتِ، يَتناثرُ فيهِ الأملُ، وحبَّاتُ النَّدى، ثمَّ ينهضُ في البَواكيرِ ليبتلعَ الضَّوءَ، ويبكي على عُشبِ الشَّوقِ المحصودِ، وحكاياتِ "شهرزادَ" البائتةِ، فيذوي النَّوَّارُ، ويتوارى البنفسجُ، وتَخرسُ الزَّقْزقةُ، يبقى الدّيجورُ دونَ حكاياتٍ، ودونَ فَجْرٍ. [48] وتظلُّ الكلماتُ تتناثرُ على ضفافِهِ أسماكًا تتضوَّرُ، يتشابكُ فيها الفهمُ والتفسيرُ، ويُطلِقُ "المُؤولُ" بين صفحاتِ الزَّمانِ حجرًا يبعثرُ المعاني، ويُعيدُ بناءها، كأنَّ كلَّ الجُملِ على شفا الهوى، المفاهيمُ... "دازاين"... "هيدغر" [49] عُشْبةُ النِّسْيانِ... ليسَ في الحروفِ وحدها يكمنُ الفاصِلُ، والمعنى، بلْ في انفجارِ المسافاتِ بينَ الدَّالاتِ والدَّلالاتِ، بينَ "اليانغِ" و"اليانِ"... [50] إلى دِجْلةِ... إلى الحُلْمِ الَّذي لا يَمُوتُ، إلى قَلْبِ الزَّمانِ المَنْهارِ بَيْنَ ضَفَّتَيْكِ، تَظلُّ ذِكْراكِ لَهيبًا فِي جَوْفِ الذَّاكِرةِ، وَالْأَمَلُ المَفْقودُ لَا يَزالُ يُولِّدُ فِي دَمَائِنا كُلَّما مَشَتْ قَدَمايَ نَحْوَ الْأُفُقِ، تَعُودُ يَدُ التَّارِيخِ لِتَغْزِلَها، مِنْ يَاقُوتٍ مُتَسلِّلةً مِنْ بَيْنِ صَمْتِ الْأَيَّامِ. يَا دِجْلَةُ، يَا نَارَ الحَرْفِ الأُوْلَى، يَا مَا قَبْلَ الوُجُودِ، وَمَا بَعْدَهُ، هَلْ سَيَبْقَى شَيْءٌ مِّنَّا عَلَى قَيْدِكِ؟ أَمْ أَنَّنا جَميعًا غَرِقْنا فِي حُضْنِكِ مِثْلَما تَغْرَقُ النُّجُومُ فِي رِيشِ بَحْرِ اللَّيْلِ؟ إلى حَيْثُ لَا نَعْلَمُ، إلى حَيْثُ تَنْفجِرُ الْأَسْئِلةُ فِي فَمِ الغَيْبِ، الْمَغْسِقِ إلى حَيْثُ لَا تَحْتَسِي الْأَيَّامُ إِلَّا غُرُوبَها الْمُشْفِقِ بَيْنَ ثَنايا الظِّلِّ، وَقَلْبِ اللَّيْلِ الْمَاسِي. [51] هَلْ تُخْبِرينَنا: مَرابِعُنا حِكَايةً أُخْرَى؟ عَنْ قَافِلةِ قَمَرِ نَيْسانَ السَّالِكينَ دَرْبَ الأَشْوَاكِ المُنْدَحِرينَ عِنْدَ بَوَّاباتِ الشَّمْسِ ذَاتَ غَفْوةٍ يُرَدِّدُ صَهِيلُ نَدَمِهِمْ: دَمُهُمُ الشَّاغِبُ فِي البَرَاري: تَشْرَبُهُ يَنَابِيعُ التَّارِيخِ؛ فَتُضِيءُ قَنَادِيلَ التَّكَايا لِتَعُودَ العَصَافِيرُ الخُضْرُ تَبْنِي أَعْشَاشًا لَهَا فَوْقَ السِّدْرِ، وَالصَّفْصَافِ، وَالقِبابِ التُّرْكُوازِيَّةِ، وَالذَّهَبِيَّةِ تَعُجُّ بِالحَمامِ كُلَّ صَبَاحٍ تَفْتَحُ دِجْلَةُ لَهُمْ كَفَّها بِبَرِّ الكَلامِ، وَتَرْوِي عَطَشَ الطَّريقِ مَا بَيْنَ السَّماءِ الثَّامِنَةِ، وَالعِراقِ، وَفِي غَفْلةٍ مِنْ دِيدَبانِ الخَوَنَةِ سَتُعْطِي العُرَفاءَ: مَفَاتيحَ أَرْوِقةِ الحِكْمةِ، وَأَسْماءَ الخَوَنَةِ، وَكَلِمةَ سِرِّ اقْتِرانِ دِجْلةَ بِالفُراتِ، وَتَكُونَ لَنا الضِّفَّتَيْنِ بِلَا غَلائِلَ تَغْسِلُ الشَّمْسُ: حُمْرَتَها: تُشْرِقُ بَيَّارَةٌ بُرْتُقالِيَّةٌ رَبَّانِيَّةٌ أَجْمَلُ مِنْ شُمُوسِ الجَنَّةِ تُبَدِّدُ العَتَمَةَ، وَتَعُودُ الأَشْجارُ بَهِيجةً مُكْتَظَّةً بِالطُّيورِ المُلَوَّنةِ، وَيَعُودُ السَّامِرُ، وَالسُّمَّارُ، (((وَتَدُورُ الحَكايا "صَعالِيكُ الجَبلِ"، وَ"زَواقِيلُ الشَّامِ"، وَوَصايا "عُثْمانَ الخَيَّاطِ" لِلرِّفَاقِ، وَمَا تَرَكَهُ "الجاحِظُ" عَنْهُمْ، وَمَا نَابَ العُشَّاقَ فِي أَيَّامِ "أَبَاتْشي العَمِّ سَامٍ"، وَكَاتِمِ "نِغْرُوبُونْتِي"، وَهَمرِ "بْلَاكْ وُوتَرْ" (Blackwater). وَ"بْلُوكِراتِ" "التَّاهُو"، وَ"فَاشِنِسْتاتِ" "الرَّانْجِ"، وَسَكَاكِينِ "الدِّيلِفِرِي"، وَ"تَكِيِّيتِ "مُلاكِ المُجمَّعاتِ السَّكنيَّةِ؛ حَرامِيةِ النَّهارِ، وَقَفَّاصَةِ* الدِّينِ وَالْقَتَلَةِ المُؤَجَّرِينَ، وَالفِرَقِ مَا بَيْنَهُمْ، وَمَا بَيْنَ شُطَّارٍ، وَعَيَّارِينَ ومِحَنِ الأَزْمِنَةِ [52] وَمَا بَيْنَ شُطَّارٍ، وَعَيَّارِينَ، مِحَنِ الأَزْمِنَةِ الَّتي تَعْبُرُ عَلَى مَتْنِ الضِّيَاء، فِي قَوَافِلِ الظِّلِّ، وَهَمْسِ الرِّيَاحِ، وَمَا بَيْنَ بَقَايَا أَصَابِعِ الرُّوحِ، فِي جَسَدٍ أَثْخَنَتْهُ الحِرَابُ، وَظِلٍّ لِمَنْ رَاحُوا دُونَ وِدَاع، وَمَا بَيْنَ مَنْ لَمْ يُغَادِرُوا، وَمَنْ عَادَ، وَمَنْ لَمْ يَزَلْ فِي الطَّرِيقِ، وَمَنْ حَمَلُوا الدَّمْعَ زَادًا لِلْمُنْفَى، وَمَنْ نَامُوا عَلَى بَابِ أَحْلاَمِهِمْ فَسَرَقَ الدُّجَى مِنْهُمُ النُّورَ، وَمَنْ كَتَبُوا فِي الصَّبَاحِ أَغَانِي الْحَنِينِ، فَمَحَتْهَا الْعَاصِفَةُ فِي الْمَسَاءِ. [53] يَا دِجْلَةُ، هَلْ سَتُرْجِعينَ الغِيَابَ إِلَى الْعَتَبَاتِ؟ هَلْ سَتُنْبِتينَ فِي شُرْفَةِ الْحُلْمِ زَهْرًا، فِي ظِلِّ يَدٍ عَابِرَة؟ هَلْ سَتُطْلِقِينَ نُجُومَ الْأَمَانِي عَلَى وَجْهِ الْبَحْرِ؟ أَمْ أَنَّكِ أَيضًا كَسَرْتِ الْمِرَايَا؟ ---------- يَا دِجْلَةُ، يَا حُلْمَ الَّذِينَ تَفَرَّقُوا، وَصَبَاحَ الَّذِينَ احْتَرَقُوا، وَمَسَاءَ الَّذِينَ أَضَاعُوا الْمَدِينَةَ، وَأَضَاعَتْهُمْ الْمَدِينَةُ، لَا زِلْتِ تَكْتُبِينَ تَارِيخَكِ بِحَبْرِ الْحُزْنِ وَتَتَوَشَّحِينَ دُخَانَ الْمَنَافِي، فَإِلَى مَتَى؟ [54] وَلَكِنْ، مَهْلًا... هَلْ حِينَها سَنَكُونُ نَحْنُ؟ أَمْ أَنَّنَا مُجَرَّدُ أَطْيَافٍ مِنْ هَلَلٍ، تَسِيرُ فِي فَجْرِ الزَّمَانِ اللَّازُورْدِيِّ، تُحَدِّثُ الرِّيحَ المُتَعارِفَةَ عَنْ سِرِّهَا، وَتُغَنِّي لِلذَّاكِرَةِ مَا لَمْ نَكُنْ؟ ------------ بَيْنَ الحُلْمِ وَالفَقْدِ، نَتَساءَلُ إِنْ كَانَ صَوْتُنا قَدْ رَنَّ فِي أُفُقِ الْأَيَّامِ، أَمْ أَنَّ الحِكَايَةَ، هُنَا، حَيْثُ لَا مُنْتَهَى... لِلَّا مَفَرِّ... ------- تَخْتَبِئُ المَعْرِفَةُ فِي ظِلِّ النَّارِ، وَتَلْتَحِفُ الأَعْمَارُ بِغُبَارِ الحُلْمِ، دُونَ أَنْ تَبْلُغَ النَّهْرَ أَبَدًا. [55] دِجْلَةُ، يَا لَحْنَنَا الأَخِيرَ، هَلْ مِنْ حِكَايَةٍ جَدِيدَةٍ تُرْوَى؟ أَمْ أَنَّ صَمْتَكِ هُوَ أَصْدَقُ الجَوَابِ عَلَى أَسْئِلَةِ الزَّمَنِ المُتَأَجِّجَةِ فِينَا؟ -------- ----- هُنَا، حَيْثُ لَا مُنْتَهَى... لِلَّا مَفَرِّ... تَخْتَبِئُ المَعْرِفَةُ فِي ظِلِّ النَّارِ، وَتَلْتَحِفُ الأَعْمَارُ بِغُبَارِ الحُلْمِ، دُونَ أَنْ تَبْلُغَ النَّهْرَ أَبَدًا. ------ --- كَمَا كَانَتْ، لَا تَزَالُ تَكْتُبُنَا... مَحْضُ هَبَاءِ... مَحْضُ هَبَاءِ...
#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
1(شَذَراتٌ)
-
(تقدمة لقصيدة الشاعرة د. بشرى البستاني والموسومة /- أنثى الر
...
-
(حُبّكِ مِقْصلة النَّوْم)
-
(جدولُ الأقحوانِ في دجلةَ السَّالِكين)
-
1/13(من شَجَرَةُ البِغاءِ المُرِّ)
-
(من ليتورجيا قيامة التنين)
-
(لَارَا: عَيناكِ غَابةٌسَحابيةٌ)
-
(الخَالدُونَ لَا يَموتُونَ)
-
( مُكَابدَةُ شُرْفةِ قَلْبٍ مَوْجُوعٍ)
-
(صارَ كلِّي في الأسى يتوجَّدُ)
-
(تَبَوَّج)
-
(بَرَّحَتْ بِيَّ الغُرْبةُ)
-
(غِرْناطَةُ… آخِرُ الحُصُونِ)
-
( الجزء الاخيرةمن غزالةٌ في جَنَّةِ العَرِيفِ،..)
-
A(غزالةٌ في جَنَّةِ العَرِيفِ، تنادي بالطِّرادِ)
-
(شآبِيبُ الصَّدى)
-
(حُلُمُ النُّهُوضِ بِالإِقْلاَعِ)
-
7/مقتبسات من كتابنا( النقد العام وصناعة الجهل في ظل نظام الت
...
-
(الوَزيريّةُ-نُهى- الخَريفُ)
-
(عَاريّة بِالقَعْر تُشْعلين)
المزيد.....
-
مجموعة رؤيا الإعلامية الأردنية توقع اتفاقية تعاون استراتيجي
...
-
مبادرة -بالعربي- تكشف ملامح قمتها الافتتاحية في الدوحة
-
ميغان ماركل تكشف عن لحظات حميمة مع هاري وليليبيت (صور)
-
بعد فراق دام 20 عاما.. لقاء مؤثر بين النجمة السورية منى واصف
...
-
الفلسفة وفن الأوبريت أهم فعاليات اليوم الرابع للأسبوع الأدبي
...
-
تعزية في وفاة الفنانة الكبيرة نعيمة سميح
-
تيم حسن يخرج من قمقم الممثل الأوحد في -تحت سابع أرض-
-
وفاة المطربة المغربية الشهيرة نعيمة سميح
-
انتحرت أم قتلت؟.. حسين فهمي يتحدث عن موت سعاد حسني المفاجئ
-
حسن جلبي.. تألق فن الخط العربي في العصر الحديث
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|