أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مضر خليل عمر - ثقافة الايفون















المزيد.....


ثقافة الايفون


مضر خليل عمر

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 14:03
المحور: قضايا ثقافية
    


مع تقنية (الكاسيتات) الصوتية برزت ظاهرة حمل الاجهزة الصوتية (المسجلات) و التجوال بها في الشوارع و باصوات عالية (جدا احيانا) من قبل بعض الشباب ، السود على وجه الخصوص في دول العالم الغربي . وكانت مستهجنة لما تسببه من ضوضاء عالية ، وتثير مواقف عنصرية مشددة . ولا تختلف ظاهرة الايفون عن ظاهرة المسجلات الصوتية (الستريوهات) ، بل انها اعمق و اشمل ، واكثر خطورة . فقد اختلف الامر كليا مع تقنية الايفونات و السماعات في الاذن ، واصبحت معتادة و مقبولة من قبل المعظم ان لم يكن الجميع . فبعد ان كانت ظاهرة يمارسها الذكور فقط ، اشتركت الاناث مع الذكور الشباب في ظاهرة الايفون وسماعة الاذن سواء اكان ذلك في الشارع او في الحافلات او في العمل او عند ممارسة الرياضة ، وحتى في المنزل (في الجلسات العائلية على وجه الخصوص) . ولانها ظاهرة اجتماعية فقد درست من قبل البعض ومن مختلف التخصصات العلمية في الدول الاخرى . ما ساعرضه في ادناه مقتطفات من دراسات استبيانية مع شباب يمارسون هذه السلوكية ، مع ملاحظات عابرة .
- لكل زمان تقنياته في الاتصالات و المواصلات ، ولكل تقنية ايجابيات و سلبيات ، و حسن استخدام و سوء تصرف بها .
- تخلق التقنيات اليومية مظاهر طبيعية حسية تشكل هويتنا وتجربتنا للمكان واتصالاتنا بالآخرين .
- إن المظاهر الطبيعية السمعية تشكل عنصراً أساسياً في الثقافة الحضرية المعاصرة و وسيلة مهمة يستخدمها المستمعون لصياغة هوياتهم الفردية ، فضلاً عن علاقتهم بالأماكن والأشخاص من حولهم . ويمكن استخدام الموسيقى لعزل المستمع من خلال حجب الضوضاء غير المرغوب فيها ، ومنع التفاعل مع الآخرين ، والسماح للمستمع بتركيز أفكاره .
- عندما يجوب مستخدمو أجهزة الاستريو الشخصية الأماكن العامة في المدينة ، فإنهم غالبًا ما يصفون هذه التجربة من حيث عدم مغادرة المنزل أبدًا ، وهو ما يُفهَم إما رمزيًا أو حرفيًا في بعض الأحيان . والهدف هنا ليس الوصول إلى الخارج في شكل من أشكال "الانتماء" ، بل نفي المسافة وتمكين المستخدم من الحفاظ على الشعور المرغوب فيه بالأمان .
- أحب أن يكون لدي قطعة من عالمي الخاص ، مألوفة وآمنة ، إنها مألوفة . شيء تأخذه معك من منزلك . فأنت لا تغادر المنزل فعليًا ، أنت تأخذه معك ، أنت في فقاعتك الصغيرة . أنت في عالمك الصغير الخاص ولديك قدر معين من السيطرة وليس لديك الكثير من المقاطعة .
- وتأخذ رحلتهم الخيالية الأسبقية على رحلتهم المادية الفعلية ويتغلب حاضرهم الخيالي على حاضرهم الفعلي . وفي حين أن أحلام اليقظة نشاط شائع ، يبدو أن المستخدمين يواجهون صعوبة كبيرة في استحضار هذه المشاعر والصور الخاصة بالمنزل والسرد دون استخدام أجهزة الاستريو الشخصية الخاصة بهم .
- يمكن استخدام الموسيقى لربط المستمع من خلال تجارب الاستماع المشتركة ، من خلال تذكر الأحداث الماضية أو الأماكن التي تم فيها سماع الموسيقى ، أو من خلال إقامة علاقة خيالية مع الموسيقيين . وبالتالي ، يتمكن مستخدمو الاستريو الشخصي من إنشاء نوع الارتباط - أو الانفصال - الذي يرغبون فيه مع محيطهم .
- يبدو أن الاستريو الشخصي يوفر غلافًا غير مرئي للمستخدم ، حيث تتم إعادة صياغة حدود الفضاء المعرفي والجسدي . وخاصة إذا كنت أستمع إلى الراديو ، أشعر أنني موجود هناك ، حيث يوجد الراديو ، بسبب الطريقة التي يتحدث بها إليّ ، وأنا وحدي ولا أحد غيري من حولي يستمع إلى ذلك
- يبدو أن استخدام جهاز الاستريو الشخصي يشكل شكلاً من أشكال الرفقة لها عندما تكون بمفردها ، من خلال خلق منطقة من الحميمية والفورية . ويبدو أن هذا الشعور بالألفة والفورية... مدمج في بنية الوسيلة السمعية نفسها . حيث تتناسب سماعات الرأس لجهازها بشكل مريح مع الأذنين لتوفير الصوت الذي يملأ مساحة الإدراك .
- تنهار المساحة الهالية للسكن... عندما يتم إيقاف تشغيل الاستريو الشخصي ، يختفي "الوجود" ويترك المستخدم في فراغ تجريبي غالبًا ما يوصف بدرجات متفاوتة من الخوف أو الانزعاج .
- يصبح إيقاف تشغيله بمثابة قتل عالمهم الخاص وإعادتهم إلى الفضاء المتناقص ومدة العالم الخارجي المحبط والدنيوي .
- والوصف الاتي للوضعية هو وصف نموذجي حيث يصف المستخدم الاستخدام بأنه يملأ : المساحة أثناء المشي ... كما أنه يغير الجو أيضًا . إذا استمعت إلى الموسيقى ، مثلًا ، وأنت تشعر بالاكتئاب ، يمكنها أن تغيّر الجو المحيط بك .
- على الرغم من أنه في أذنيك مباشرةً ، إلا أنك تشعر وكأنه يحيط برأسك .
- تتم إعادة تخصيص البيئة وتجربتها كجزء من رغبة المستخدم . ومن خلال تجربتها السمعية الخاصة تحصل المستمعة على المزيد من البيئة ، ليس بالتفاعل معها ولكن على وجه التحديد بعدم التفاعل .
- يصف مستخدمون آخرون هذا أيضًا من حيث الشعور بالحماية . تصبح مساحتهم الخاصة منطقة محمية حيث يكونون "معًا" مع محتوى جهاز الاستريو الشخصي الخاص بهم : إذا كنت في موقف صعب أو في محيط جديد ، فأعتقد أنه لا يمكن لأي شيء أن يؤثر عليك ، كما تعلم ، إنها مساحتك .
- لا أستطيع أن أنام في الليل دون تشغيل الراديو ، أنا واحد من هؤلاء الأشخاص . إنه أمر غريب حقًا . أجد الأمر صعبًا للغاية ، لا أحب الصمت . أنا لست من هذا النوع من الأشخاص . أنا أحب سماع الأشياء من حولي .
- لأنني لا أمتلك أي نوع من الضوضاء الخارجية حولي ، أشعر وكأنني في عالم خاص بي لأنني لا أستطيع حقًا سماع الكثير مما يحدث حولي .
- . لأنني أعاني من مشاكل في النوم ، لذا إذا كان لدي أغنية أحبها ؛ فهي تهدئني نوعًا ما . الأمر أشبه بأمك تهزك حتى تنام . أحب أن يغني لي شخص ما حتى أنام .
- يصف مستخدم معتاد ، علاقته بجهاز الاستريو الشخصي الخاص به من حيث العلاقات الشخصية حيث يصبح الجهاز امتدادًا لجسده . غالبًا ما يصف المستخدمون شعورهم براحة أكبر عندما يلمسون أو يدركون الوجود المادي لجهاز الاستريو الشخصي الخاص بهم .
- لا تصف دونا الاستخدام كونه ترياقًا للملل ولكن كشكل من أشكال تناغم البيئة مع نفسها . إن استخدام جهاز استريو شخصي يعزز من تجربتها ، ويساعدها في خلق بيئة "مثالية" . يسمح لها الاستخدام بتجربة البيئة من خلال تخيلاتها الوسيطة .
- أشعر أنه بالاستماع إلى موسيقاي ، يمكنني حقًا سحب أشعة الشمس .
- الموسيقى تثير الذكريات ، هكذا تمامًا ، بمجرد سماع الألحان . سأتذكر المكان . سأكون هناك . سأتذكر ما كنت أفعله عندما كنت أستمع إلى تلك الموسيقى .
- يمثل استخدام الاستريو الشخصي أحد أشكال سفر السيرة الذاتية . إن الجودة السردية التي يربطها المستخدمون بالموسيقى تسمح لهم بإعادة بناء هذه الذكريات السردية حسب الرغبة في الأماكن التي قد يجدون صعوبة في استحضارها فيها .
- إنك لا تسمع الأشياء من خلال طبلة أذنك فحسب ، بل من خلال عظامك بالكامل ، إن جسدك بالكامل يهتز ، أعتقد أن هذا يلغي اهتزاز حركة المرور من حولك .
- [يُختبر] الجسد على أنه يندمج مع نشاط ركوب الدراجات ، وعلى هذا النحو ، يميل الجسم إلى فقدان وزنه ومقاومته ، ويصبح مستهلكًا في الحاضر، وبالتالي ينفي الوقت . لكي يتمكن المستخدمون من إنتاج هذه التجربة بنجاح ، يجب تشغيل الاستريو الشخصي بصوت عالٍ عادةً من أجل استبعاد الأصوات المتطفلة للعالم والتي من شأنها أن تهدد بخلاف ذلك بتقليل التجربة .
- يمكن وصف المستخدمين بأنهم يخلقون عالمًا هشًا من اليقين داخل عالم طارئ . يميل المستخدمون إلى عدم حب تركهم لأفكارهم الخاصة ، وليس بالنسبة لهم أحلام روسو الذي لم يحب شيئًا أكثر من المشي في عزلة الريف من أجل أن يكون بمفرده مع أفكاره الخاصة . يفضل مستخدمو الاستريو الشخصي أن يكونوا "وحدهم" مع الأصوات الوسيطة لصناعة الثقافة...
الفرق بين الستريو و الايفون ، ان الايفون هو تطوير للاول ، و لانه صغير الحجم و خفيف الوزن ، و متعدد الاستعمالات (وبهذا اختلف كثيرا عن الستريو) ، لذا انتشر اكثر و اصبح سيد الموقف في كل مكان و مجال . اضحى جزء حيويا من حياة الكثيرين ، بغض النظر عن الجنس والعمر . ويعلم ، المعظم ان لم يكن الجميع ، اثاره الضارة على البصر و الاذن و فقرات الرقبة ، ولكن هذه جميعا لا اهمية له امام الساحر الصغير ، الذي يحوي الاسرار و الذكريات و قنوات التواصل الاجتماعي .
الا يستحق هذا (الملعون) ان يكون مادة للدراسة والتحليل (ليس تقنيا فقط ، بل) نفسيا واجتماعيا و ثقافيا ؟ هل يتباين استخدامه طبقا : للجنس ؟ للعمر ؟ للمهنة ؟ للمكان (حضر و ريف) ؟ ما تاثيره على الاسرة ؟ و تربية الابناء ؟ والمشكلات الاجتماعية الناجمة عن سوء استخدامه ؟ وحوادث المرور ؟ والكثير غيرها.



#مضر_خليل_عمر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء ثقافة البحث العلمي : الممارسات الموصى بها
- تحت الرماد نار حرب مقدسة
- التغييرات الاجتماعية والثقافية : العراق انموذحا
- تقييم نقدي لواقع التعليم الجامعي في العراق
- الجامعة والإبداع الفكري: أمراض تصيب الجامعة فتعيقها عن الإبد ...


المزيد.....




- ترامب يوجه ضربة قوية جديدة لزيلينسكي خلال أقل من 24 ساعة
- جهاز الخدمة السرية الأمريكي يطلق النار على رجل مسلح قرب البي ...
- سوريا: هل تعرقل أحداث الساحل الدموية مسيرة المرحلة الانتقالي ...
- في الثامن من آذار.. حفل بهيج في كوبنهاكن
- تطورات -صادمة- في الساحل السوري ومطالب دولية بحماية المدنيين ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن عن خطط لاستقدام عمال من سوريا
- -عد أيها الملك وأنقذ البلاد-.. استقبال حاشد لملك نيبال المعز ...
- الجيش الروسي يدمر رتلا تابعا للقوات الأوكرانية الهاربة من كو ...
- البيت الروسي في بيروت يحتفل بيوم المرأة
- الخارجية الأمريكية تعلق على أحداث الساحل السوري الدامية وتدع ...


المزيد.....

- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - مضر خليل عمر - ثقافة الايفون