أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد رضا عباس - معاوية














المزيد.....

معاوية


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 12:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لست طالبا في العلوم الإسلامية حتى استطيع تقييم مرحلة حكم الخليفة الاموي معاوية بن ابي سيفيان من الوجهة الدينية او العقائدية , ولكن استطيع اتحدث عن طريقة حكمه الذي طالت ما يقارب 19 عاما كخليفة للمسلمين , مثلما نقيم اعمال سياسة زعماءنا و قادتنا في العصر الحاضر , والذين جاء بعضهم عن طريق الانقلابات العسكرية تماما مثل ما جاء معاوية بانقلاب عسكري وحرب دموية على حاكم زمانه ذلك هو الخليفة الراشدي علي بن ابي طالب.
وكما جرى في المنطقة العربية من انقلابات عسكرية غيرت نظم الحكم فيها من حال الى حال , من ملكي الى جمهوري , ومن وطني الى قومي , ومن وطني الى اممي او اشتراكي بدون الرجوع الى المواطنين , فان انقلاب معاوية على السلطة الشرعية في الكوفة هو الاخر قلب النظام من نظام شورى الى نظام ملكي يتوارثه الأبناء عن الإباء. أي ان معاوية سبق قادة المنطقة ب 1400 عام في بتغيير نظام الحكم دون الرجوع الى شعبه . ان النظام الملكي الذي ابتدعه معاوية عد الأخطر على الإسلام , وان كثيرا من المهتمين بشان الإسلامي يؤكدون ان مشكلة الامة الإسلامية الماضية والحاضرة أساسه النظام الملكي الذي خلق فجوة بين الحاكم والمحكوم, وما على المحكوم الا السمع والطاعة حتى لو ضرب ظهرك . المكتبة العربية والعالمية غارقة بالكتب التي تتحدث عن تعامل الملوك " الخلفاء" الغير إنسانية مع شعوبهم وان حياة المحكومين في العهود الإسلامية لم تكن جميلة كما تصوره لنا بعض الحكايات .
بعض الذين يقدسون معاوية يعدونه البطل الإسلامي الذي وسع حدود الدولة الاسلامية ونشر دين الإسلام الى سجستان شرقا والى شمال افريقيا غربا . والحقيقة كما يذكره المؤرخون ان هذه الحملات او كما يسموها الفتوحات الإسلامية لم تخرج من اجل نشر قيم الدين الإسلامي , وانما كان احد أهدافها هو التخلص من قادة الجيوش والذين قد يشكلون خطرا على الخلافة من الانقلاب او من اجل مكافاة قائد عسكري والتخلص من مخاطره كما جرى مع عمرو بن العاص , الذي استلم حكم مصر. ابن العاص لم " يهدي اهل مصر الى الايمان و الإسلام " كما يسوق له , وانما كانت وظيفته الرئيسية هي جني الضرائب من الفلاح المصري وارسال بعضها الى دمشق , حيث عاصمة الدولة الاموية. وبالنسبة الى مصر , فان اغلب كتب التاريخ تؤكد ان دخول الدين الإسلامي كان ليس على يد عمرو بن العاص وانما على يد الدولة الفاطمية . وهذا ينطبق على جميع الفتوحات في زمن معاوية . انه ارسل قادة طموحين خارج دمشق للتخلص منهم وليس لنشر الدعوة المحمدية كما يسوق لها المغرمون ب معاوية .
وكما يتخلص بعض قادة المنطقة المعارضين بشتى الوسائل , فان نظام الخليفة معاوية هو الاخر استعمل اقصى العقوبات على المعارضين لحكمه اما عن طريق قطع العطايا , القتل , او النفي. لقد كان من إنجازاته هو قتل جماعة حجر بن عدي بعد رفضه البراءة من علي بن طالب وقتله الصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي بالجزيرة , وصلب راسه . وكان راسه اول راس صلب في الإسلام , وقتله محمد بن ابي بكر الصديق , ومحمد بن ابي حذيفة بعد اسره و عبد الرحمن بن عديس البلوي وهو من الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة. كما ذكر المؤرخون ان معاوية اغتال مجموعة من الصحابة والتابعين بالسم ومنهم الامام الحسن بن علي , عبد الرحمن بن خالد بن الوليد , مالك الاشتر النخعي , وسعد بن ابي وقاص.
ومثل ما تستخدم النظم الديكتاتورية الحديثة افراد مضمونين الولاء لهم في إدارة الدولة , فان الخليفة معاوية قد سبقهم ب 1400 سنة ايضا, وربما هو الذي علم عالم الديكتاتورية بهذه القاعدة , استخدام أصحاب القلوب الغليظة من الأقارب و الموالين لزرع الخوف عند أبناء جلدتهم . الخليفة معاوية استخدم المغيرة بن شعبة , زياد بن ابيه والضحاك بن قيس والنعمان بن بشير على الكوفة , و زياد بن ابيه (المرة الثانية ) وعبد الله بن حازم السلمي و طفيل عوف اليشكري , وعبد الرحمن بن زياد على خراسان , ومروان بن الحكم , سعيد بن العاص , والوليد بن عتبة على الحجاز , وعمر بن العاص و عتبة بن ابي سفيان و عقبة بن عامر على مصر, اغلبهم لم يكونوا من التقاة , و كانت تهمهم الولاء للسلطان دون الرعية .
محبي معاوية يعدونه ب "صانع السلام" بين المسلمين بعد صلح الحسن بن علي بن ابي طالب وسموا ذلك العام بعام " الجماعة" , وقد أشار الجاحظ الى ان معاوية في تلك السنة استولى على الملك واستبد برايه وقهر بذلك بقية الشورى والمهاجرين والأنصار , وقال " فسموه عام الجماعة , وما كان عام جماعة , بل كان عام فرقة و قهر و جبرية و غلبة , والعام الذي تحولت فيه الامامة ملكا كسرويا , والخلافة منصبا قيصريا ", متهما معاوية " بالضلالة والفسق". وعدد الامام حسن البصري إخفاقات معاوية بالقول " اربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه منهن الا واحدة لكانت موبقة , انتزاؤه على هذه الامة بالسفهاء حتى ابتزها امرها بغير مشورة منهم , وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة , واستخدامه ابنه بعده سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير , وادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله (ص) الولد للفراش وللعاهر الحجر , وقتله حجرا , ويلا له من حجر واصحابه حجر مرتين".
وختم الدكتور عدنان إبراهيم مقالته التي كانت بعنوان " معاوية بن ابي سفيان في الميزان " بالقول " الحقيقة التاريخية تقتضي أن نُفرّق بين نجاح معاوية السياسي وبين أخطائه التي غيّرت مسار الأمة. لقد أسّس معاوية نمطًا من الحُكم أصبح النموذج السائد في العالم الإسلامي، حيث تحوّل السلطان إلى مطلق اليد، واستُخدمت وسائل الترهيب لضبط المجتمع، فيما أصبحت الدولة في خدمة الحاكم بدلًا من أن يكون الحاكم في خدمة الأمة. إن إعادة قراءة هذه التجربة بمنهج نقدي يساعدنا على فهم كيف نشأت الأنظمة الاستبدادية، ولماذا استمرت، والأهم من ذلك: كيف يمكن تجاوزها."



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كم ستكلف غزة الولايات المتحدة الامريكية ؟
- أوروبا تقاوم - التبعية السعيدة-
- بين زعل بوش الاب وزعل ترامب
- السياحة الداخلية دعم للوحدة الوطنية
- سلام المعادن النادرة
- عربدة إسرائيلية في سماء ملعب بيروت
- ما هو نظام Mercantilism
- الشهداء لا يموتون
- هذه المرة , الأخ الكبير لم يعد رفيق الدرب .. ترامب و أوروبا
- من هو ماركو روبيو ؟
- انقلاب عام 1963 في العراق , والانتصار للنظام السوري الجديد
- هل سيرجع ترامب العالم الى زمن القحط ؟
- ما علاقة قرارات الرئيس ترامب الضريبية بسعر الذهب ؟
- وعادت حليمة الى عادتها القديمة من جديد , حملة اسقاط نظام بغد ...
- بين العرب والمكسيك حول قرارات الرئيس ترامب
- من ينقذ الحاج إبراهيم العطار من السوبرماركت؟
- كم ستكلف تعريفة الرئيس ترامب الجمركية اقتصاد بلاده ؟
- حرائق لوس أنجلوس لا تقلق باعة شارع باب الدروازة ؟
- هل سيتراجع الرئيس الأمريكي ترامب من قرار نقل الفلسطينيين الى ...
- كيف قراء المواطن البصري قرار حكومته بتحديد أسعار اللحوم؟


المزيد.....




- عن طريق التلقيح الاصطناعي.. -جيت- أول فيل آسيوي يولد في أمري ...
- ما يعجب بوتين وما يرفضه تماما بطرح ترامب لإنهاء الحرب بأوكرا ...
- ما مصير -خاتم الصياد- الخاص بالبابا فرنسيس؟
- مصر.. -مخاوف- على حياة المعارض المسجون علاء عبدالفتاح مع تده ...
- لقطات جديدة من كاميرات مراقبة تُظهر امرأةً متهمةً بالتسلل لط ...
- محمد عبدالسلام يكتب: فرنسيس الإنسان.. زعيم روحي تجاوز الحواج ...
- ما الذي يأمل ترامب بتحقيقه من زيارة دول الخليج؟.. إليك أبرز ...
- إعادة تداول فيديو اغتيال السادات يثير نظريات مؤامرة وجدلًا و ...
- طعون الداخل الأمريكي ضد رسوم ترامب الجمركية
- -فاينانشال تايمز-: مشروع ترامب بشأن أوكرانيا قد يفجّر أزمة ف ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد رضا عباس - معاوية