أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العقم و الحبل .














المزيد.....


مقامة العقم و الحبل .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 09:33
المحور: الادب والفن
    


مقامة العقم والحبل :

يريد المندلاوي الجميل أن يريح ركابه , ويبحث عن المخلص في محطة استراحته التي اسماها (( اسطورة العقم والحبل )) , ويخاطب حبة قلبه ببيت شعر الجواهري (( ياسامر الحي ان الدهر ذو عجب ..اعيت مذاهبه الجلى على الفكر)( , فنزيد له : ((ياسامرَ الحي بي شوقٌ يرمِضٌني ..إلى الَّلذاتِ, إلى النجوى إلى السمَرِ , ياسامر الحي حتى الهم من دأبٍ .. عليه آب إلى ضربٍ من الخدَرِ, ياسامر الحي بي داءٌ من الضجَرِ..عاصاه حتى رنينُ الكأس والوترِ , لا أدَّعي سهرَ العشاق يشبعَهُم ..ياسامرَ الحي بي جْوع إلى السهَرِ)) .

يشكو شيخنا بؤس الحال ويتمنى أن يقيم القيامة للفاسدين , تذكرت حينها كلمة شهيرة لهوشي منه : ((لا يوجد بيت مدمر , أو حجر مبعثر , أو يد مبتورة , أو أم ثكلى , أو أمة مشوهة , إلا وستجد للولايات المتحدة الأمريكية أثراً فيه , ومع ذلك عندما يغادر ألأميركان فيتنام فسنودعهم بالزهور )) , ليتبعها قسم محمود درويش الشهير : ((وأقسم , من رموش العين سوف اخيط منديلا , وأنقش فوقه شعرا لعينيك.. وأرسم حين اسقيه فؤادا ذاب ترتيلا , يمد عرائش الأيك , سأكتب جملة اغلى من الشهداء والقبل : فلسطينية كانت ولا تزل )) .

كلنا مثلك نريد ان نصعد للسماء لنشكو ما حل بنا , ولكن يبدو ان سياسيي العراق حفظوا على ظهر قلب جميع المفردات في قاموس السرقة والعمالة والطائفية , ولم يفوتهم منها شيئا , فباتوا أشد أبالسة من ابليس نفسه , وعندما تتصدى لحرامي بما تيسر لديك من وسائل دفاع , الأنذال فقط هم من يشمتون في ضعف أدواتك , لأنهم لا يعرفون بالمرة معنى قوة شرف موقفك , فتنطبق هنا المقولة الشهيرة لإبن خلدون : (( في إفريقية وافق او نافق او غادر البلاد)) .

يقول غاندي : (( متى يفقد الإنسانُ شرَفهُ ؟عندما يأكلُ من خيراتِ بلدهِ و ينتمي الى بلد آخر )) , لكن المؤلم ان هذا الجيل أو ألأمل قد فقد خيرة عناصره ما بين اقبية التعذيب والتغييب ومطاحن الأقصاءات والتصفيات , وماتبقى منه غير أنفار يعاني اغلبها القنوط مما الت اليه خواتيم الامور ليأتي نداء شيخنا لسرور بصراحته ووضوحه منصفا لأرواح كل أولئك الذين ازهقت ارواحهم عبثا تحت طائلة قرارات متخبطة لقيادات متنافرة البوصلات , فأهون على شيخنا بكلام حكمة كنت قد قرأته ‏: (( إذا رأيتَ للأقزام ظلًا طويلاً , فاعلم أن الشمس قد شارفت على المغيب )) .

كتب ابراهيم البهرزي : (( قال لي من أحب ُّ , والبينُ قد جَدَّ , وفي مهجتي لهيب ُالحريقِ مالذي في الطريقِ تصنع ُبعدي ؟ قلت ُأبكي عليكَ طول الطريق )) , و(( كل الايام مريرة نخادعُ اللسان لاجل الكلمة الحلوة التي لابد منها لاحتمال الايام )) , (( وانت تريد ان تقنع هؤلاء بأنك لست َعدوّهُم , كل هؤلاء الغاضبين الذين لا تعرفهم ولا يعرفونك ايضا , لمجرد انك لم تغضب , أنت تريد ان تكون آمناً ولاتدري ان هذا يغضبهم اكثروهكذا حتى تغضب يوما )) , (( واناعندي من الألم ما يواسي امهات الحروب , عندي بندقية محشوة بالأيتام أصوب نحو السماء , يسقط الريش فتطير الأحلام)) .

ندعو مع شيخنا الجليل , ونحن مفتوحي زياج الصدور ونصرخ بجاه حبة القلب (( سرور )) , باحثين عن بطل يجلب الخير كل الخير , بطلا حقيقيا يعبر (( نهر الروبيكون )) , ذلك المصطلح الذي سمعته اثناء عملي في أيطاليا , والذي يعني عدم المقدرة على العودة إلى الوراء , ومرجعه حادثة عبور يوليوس قيصر هذا النهر, والدخول إلى روما بجيوشه , ما أدى إلى اشتعال الحرب الأهلية , ومن ثم تكريسه حاكماً دائماً وإلى الأبد للإمبراطورية التاريخية.

صباح الزهيري .







#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة لتبق َهامْتُكَ سامقة .
- مقامة البقاء للأفسد .
- مقامة الشارب والشنب .
- مقامة مشكورة .
- مقامة التعود .
- مقامة الفاتحة .
- مقامة الترجمة .
- مقامة عجوز الشتاء .
- مقامة الذوق السائد .
- مقامة التأني .
- مقامة الدهشة .
- مقامة نصيب الأرض .
- مقامة أفعى الكعبة .
- مقامة نهر عطشان .
- مقامة همسة .
- مقامة العجوز .
- مقامة الخنفشاري .
- مقامة مقاولي التفليش .
- مقامة فتوى الشمندفر .
- مقامة الأنتعاش .


المزيد.....




- مجموعة رؤيا الإعلامية الأردنية توقع اتفاقية تعاون استراتيجي ...
- مبادرة -بالعربي- تكشف ملامح قمتها الافتتاحية في الدوحة ‎
- ميغان ماركل تكشف عن لحظات حميمة مع هاري وليليبيت (صور)
- بعد فراق دام 20 عاما.. لقاء مؤثر بين النجمة السورية منى واصف ...
- الفلسفة وفن الأوبريت أهم فعاليات اليوم الرابع للأسبوع الأدبي ...
- تعزية في وفاة الفنانة الكبيرة نعيمة سميح
- تيم حسن يخرج من قمقم الممثل الأوحد في -تحت سابع أرض-
- وفاة المطربة المغربية الشهيرة نعيمة سميح
- انتحرت أم قتلت؟.. حسين فهمي يتحدث عن موت سعاد حسني المفاجئ
- حسن جلبي.. تألق فن الخط العربي في العصر الحديث


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العقم و الحبل .