أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رائد عبيس - التطرف وقود الصراع في الشرق الأوسط














المزيد.....

التطرف وقود الصراع في الشرق الأوسط


رائد عبيس

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 09:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ زمن ليس بقصير، ولعله يمتد إلى اربعينيات القرن العشرين، ومنطقة الشرق الأوسط تعجب بالحوادث، والكوارث والاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ونعتقد ان منشأ هذا الصراع يعود إلى جملة اسباب رئيسه منها ما هو دخيل عليها، ومنها ما هو ناشئ من طبيعة المجتمعات ونتائج هذه الطبيعة التي مهدت لكل اضطراب فيها.
فالاسباب الدخيلة فيها والتي استثمر التطرف لأجل هذا التدخل وغيره، هي أولا، الاستعمار الذي تناوب على المنطقة، وثانيا، الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية الذي استمر الى اليوم.
أما الأسباب الداخلية، فتعود أولا إلى الطائفية المستوطنة في مجتمعات المنطقة، والذي انعكست سلبا على وحدة الصف الإسلامي إتجاه العدوان على المنطقة وشعوبها ومقدساتها وخيراتها. وهذه الفرقة الطائفية تزداد يوميا بعد يوم كلما اتضحت قضايا الدفع عن الحق المعلن بشكل بارز وكلما اتسعت رقعة العدوان على هذا الحق. وثانيا إلى التخلف الذي يسود هذه المجتمعات بشأن جدية القضايا الملحة والحاسمة التي تتطلب وحدة قضية وصف ويد، ثالثا، التبعية السياسية والفكرية لنشاطات سياسية فكرية عالمية أضعفت من فكرة الانتماء لهذه الشعوب إتجاه بلدانهم، تحت مبررات انعدام الانصاف فيها، وثقافة الاستسلام للاقوى ماديا.
تركت هذه العوامل، آثارها الوخيمة على نمط تفكير هذه مجتمعات في المنطقة وطريقة حل مشاكلهم بأنفسهم. فباتت جميع مشاريع الصحوة مجرد ظاهرة فكرية وموضة عابرة وانجراف مع الطارئ.
ولعل ايرز ما تركته هذه العوامل ومشاريع الحلول البائسة، هي استعار نار الطائفية سواء كان كعامل استمرار في التمسك بنظام حكم قائم على هذه الطائفية والتي تترجم مع كل أزمة داخلية إلى مزيد من القتل والتصفية والإبادة، مثلما فعل ذلك صدام حسين وبشار الأسد. او كاسلوب معارضة تتبع نفس الأثر ولكن بعناوين مغايرة سواء كانت بعنوان إسلامي، او مدني، او اشتراكي، او قومي، او طائفي، صريح، او اقلية عرقية كل ما تقدم يشكل فيها التطرف والتطرف العنيف محرك أساس في فاعلية هذه الحركات، لأن شعوب منطقة الشرق الأوسط لا يؤمنون بالحلول طويلة الاجل التي تستند إلى التخطيط والخبرة والاستفادة من التجارب.
فالتطرف المتقابل، كرد فعل مضاد، وبمنهجية تاريخانية راكسة ابقت من مشاكلنا وما تتسع به دائرة هذه المشاكل ذات مظاهر مزمنة وأمراض عضال.
استثمر هذا التطرف تاريخيا ومازال يستثمر بكل الطرق واكملها واقصرها إلى تحقيق كل المآرب في الشرق الأوسط بفعله وتناميه وتطور أدوات صراعه بين التنمر المجتمعي وبين الصراع الطائفي وبين التقاطعات والخصومات السياسية على هذا الأساس. كما تجربة الدولة اللبنانية مع محيطها السياسي الإقليمي.
حرب غزة مع الكيان الصهيوني أظهر كثير من مشاريع استثمار الحقد الطائفي والتطرف لصالح مصادرة القضية الفلسطينية و أبادة الفلسطينين بل والتفكير بتهجيرهم حتى كما صدر عن #ترمب تأييدا للصهاينة اَو التفكير بتوسيع إدارة الكيان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المغتصبة. بانت وبشكل واضح معسكرات الطائفية القتالية وتطرفها العنيف في المنطقة بين دول حالفت الكيان الصهيوني على حساب الفلسطينين وقضيهم. بل وامتد الأمر إلى سوريا التي لم ولن تهدا بها فتنة الطائفية وتطرفها منذ سقوط الأسد وإلى أجل بعيد. ولعل هذا الأمر يمتد إلى دول أخرى في المنطقة مهيأة بها عوامل استعارة نار الطائفية ؛ لان وقودها موجود وهو التطرف الطائفي. مثل لبنان وهو قنبلة موقوته، والاردن، والعراق، لأننا نتوقع ان معسكر الطائفية وتطرفها سوف يتوسع وذوافع استثماوه موجودة وفاعلة وقوية، ومن ورائها دول داعمة مثل دول الخليج وتركيا وامريكا والكيان الصهيوني.
فالدين الطائفي الذي اعتلى حتى على الإسلام ذاته كدين جامع للأمة، والخطاب الطائفي المعادي بين اتباع هذا الدين من طوائفة، والسياسية المتطرفة بالعدوانية العنيفة المضادة التي تحولت إلى سلاح مدجج، وتجنيد، وتشكيل فصائل، وانشقاقات، واقتتال، بين اطياف هذه البلدان وفصائلها ومدنها واقاليمها، كله ولد نار مستعرة تحت رماد الطائفية سرعان ما تعم المنطقة برمتها.
والدول المعادية تغتنم في كل حين هذا الصراع وتستغل هذا التطرف لتحقيق أهدافها بينما نحن نخسر كل اهدافنا.



#رائد_عبيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع الفلسفة في عصر الذكاء الاصطناعي
- صدام كم مرة قتلت شعبك ؟
- العراق ما بعد المئوية
- داعش من الدولة إلى الجيوب
- التطرف الإجرامي البعثي في تنظيم التطهير العرقي وترحيل التبعي ...
- الفلسفة المؤسسية في البلدان العربية من فرضية الجدوى إلى واقع ...
- جرائم حزب البعث في قرارات مصادرة ثروات التبعية
- الأخلاق الصارمة والإنتاج العقلي لأحكامها
- الفلسفة والذكاء الاصطناعي من وجهة نظر هوبرت دريفوس
- جريمة ترحيل التبعية الإيرانية في القرارات البعثية
- المنهج النقدي عند حسام محيي الدين الآلوسي
- حماسة الله في معارك الديانات التوحيدية الثلاث لبيتر سلوترداي ...
- العقد الأول لجريمة مجزرة سبايكر وتقييمها القانوني
- الديمومة الزمنية عند هنري برجسون
- ما مسارات التطبيع بعد طوفان الأقصى ؟
- النوع الإجتماعي وجرائم التطرف
- السُّخْريَة الوظيفية على التكنولوجيا عند بيتر سلوتردايك
- مقدمة كتاب
- الهوية الملوثة - مقالات في الأنثروبولوجيا النقدية
- فلسفة الفيزياء -نظرية الخيط -


المزيد.....




- عن طريق التلقيح الاصطناعي.. -جيت- أول فيل آسيوي يولد في أمري ...
- ما يعجب بوتين وما يرفضه تماما بطرح ترامب لإنهاء الحرب بأوكرا ...
- ما مصير -خاتم الصياد- الخاص بالبابا فرنسيس؟
- مصر.. -مخاوف- على حياة المعارض المسجون علاء عبدالفتاح مع تده ...
- لقطات جديدة من كاميرات مراقبة تُظهر امرأةً متهمةً بالتسلل لط ...
- محمد عبدالسلام يكتب: فرنسيس الإنسان.. زعيم روحي تجاوز الحواج ...
- ما الذي يأمل ترامب بتحقيقه من زيارة دول الخليج؟.. إليك أبرز ...
- إعادة تداول فيديو اغتيال السادات يثير نظريات مؤامرة وجدلًا و ...
- طعون الداخل الأمريكي ضد رسوم ترامب الجمركية
- -فاينانشال تايمز-: مشروع ترامب بشأن أوكرانيا قد يفجّر أزمة ف ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رائد عبيس - التطرف وقود الصراع في الشرق الأوسط