أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خالد كمال درويش: والآن، من يستقبلنا بابتسامته الملازمة!














المزيد.....

خالد كمال درويش: والآن، من يستقبلنا بابتسامته الملازمة!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8275 - 2025 / 3 / 8 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


تعرفت على الصديق الراحل خالد كمال درويش، عن طريق والده الذي تعززت معرفتنا، في فضاء الحزب الشيوعي السوري، خلال الزيارات واللقاءات التي كانت تضمه معهم، لاسيما عشيات أعياد النوروز، أو في المحطات التي كانوا يلتقون خلالها مع قيادة منظمة الشيوعي التي كنت أعمل في إعلامها وتدرجت في هيئاتها. كان لقائي الأول بوالده-قبل هذا التاريخ- في احتفالية عيد النوروز - للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا - البارتي في العام 1982 التي دعيت خلالها لإلقاء الشعر. كان في الاحتفالية التي أقيمت بعيدًا عن أعين أجهزة النظام، بعض من رحلوا: أ. إسماعيل عمر، الصديق يونس إسماعيل، الصديق اليومي بهاء سعدو، والراحل أبو خالد، بالإضافة إلى آخرين أتذكر منهم: أحمد سيد فخري - جارنا الوفي والصادق. وكان الحفل أقيم في منزل قرب بيت زميلي مدرس العربية إبراهيم محمد "دوشي" في الحي الغربي. بعد أن ألقيت قصيدتي "رأسك جبل وأنت بلا عيد" التي تضمنتها مجموعتي الشعرية الأولى"للعشق للقبرات والمسافة" وكانت قد نشرت في مجلة فلسطينية، تقدم مني أحدهم وقال: القيادة تريد قصيدتك لأنها أعجبتهم.
بعد ذلك تكررت لقاءاتي بالمحامي الراحل كمال درويش، والذي استشهد هو ورفيقه: شيخموس يوسف - أبو سردار، في حادث سير أليم، بعد ذهابهما إلى الحسكة للقاء أمين فرع البعث الذي لم يستقبلهما، وتوفيا في طريق العودة. منذ طفولة خالد، الوسيم، الخجول، المتزن، الذي يحترم الآخر وذاته، وجدت فيه شخصًا حليمًا، صادقًا، وطنيًا، إنسانيًا، وتعمقت صداقتنا على نحو أكبر بعد رحيل والده في 3-11-1996، الشهر الذي توفي فيه أبي وكان يقول:
كلانا يتيم هذا الشهر!
لم تمر سنة بعد رحيل والده إلا وتواصلت معه، كما أنه كان يفعل ذلك، وأنا في الوطن، أو في الإمارات أو في ألمانيا. ذات مرة سألني عن مرثيتي في الشهيدين: أبيه وأبي سردار، وقال كم أثرت فيّ، آنذاك. تواصلنا - هنا - في ألمانيا لم ينقطع البتة، عبر الهاتف أو الواتس، أو اللقاءات العامة التي تجمعنا. في لقائنا مع أ. محمد إسماعيل في العام 24 قال له:
أنشطة الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في ألمانيا تدفعني أن أقطن قريبا منهم في هذه الولاية. أنا حزين لأني لا أستطيع حضورها جميعًا.
ثم قال غير ذلك عن دور الاتحاد، بما يتذكره من كانوا في اللقاء ذاته، وهو ما كان يقول مثله، إلى الدرجة التي قال في لقائنا الأخير:
ما زلت أحلم أن أقطن قربكم من دون أن يذكراسم الاتحاد:
لقاءاتكم هنا كثيرة...
في اللقاء الأخير، كان أول من استقبل بابتسامته الملازمة لمحياه وفد الاتحاد العام للكتاب والصحفيين، الذي عزا بالزميلة الشاعرة - ديا جوان - في المجلس الذي أقيم في "دورتموند"، الذي أرسل إليّ بطاقة النعوة، كما د. نافع، فهي جدة أولاده، كما د. فهد أمين، جاري ورفيقي في الحي - في قامشلي، بالإضافة إلى صديقي خورشيد شوزي، باعتبارها رفيقة درب شقيقه وصديقي الراحل: سعيد شوزي، من دون أن أنسى الصديق د. نافع بيرو، والأصدقاء: عبد الباسط حمو، محمد سعدون، هشيار عكيد، كاميران حوج، وآخرين.
اتصلت به وبالدكتور نافع، عارضًا عليهما فكرة إقامة مجلس عزاء الشاعرة الذي صادف أول أيام شهر رمضان الفضيل، من قبل الاتحاد العام للكتاب والصحفيين. قلت: هذا يأتي بالاتفاق مع أ. خورشيد شوزي، فاعتذرا مني وقالا:
البارتي قرر إقامة مجلس عزاء الشاعرة ديا جوان كونها عملت عضوة قيادية سابقة في الحزب والتزمت به حتى آخر لحظة.
في اللقاء الأخير، حدثنا على عجل عن مرضه، عن حكاية بياض شعره وراثيًا، والذي استجررته للحديث فيه، بالإضافة إلى موضوع آخر افتتحت سيرته، في الحديث عن أهلنا - الكوجر - ومكونات أحد أركان مؤنتهم "المثومية"، وفريق أو ورشة جني عشبة "المثومية"، التي سيشترك فيها أ. صديق شرنخي، وعمر أبو لافا، وميران ميراني، وأرومة تسمية هذه المفردة الكردية الأصيلة. ودعناه أنا وحفيظ وخالد بهلوي، لارتباطنا بموعد آخر، ولم ينقطع تواصلنا حتى قبل أربع وعشرين ساعة من توقف قلبه الحاني عن النبض. إذ طلب مني الشاعر جان دوست أن أترجم قصيدة من قصائد ديا جوان لعدد مجلة كردستان، الذي كان من المفترض أن يكون لي، إلا أنه بسبب وفاتها، فقد كان من اللزام تخليد استذكارها، وهي المقدرة بين شعبها.
اتصل بدوره بـ "جوان"، نجل الراحلة، الذي كان قد داوم في الجامعة في أول يوم بعد مجالس عزاء والدته، ليرسلها لي خالد أبو كمال، وأترجم أحد النصوص في إطار استذكارية الراحلة. خلال الأسبوع الأخير تواصلنا مرات عديدة، إذ عزيت أبا كمال برحيل جدة أولاده، وأرسلت إليه "بوستر" الاتحاد العام في وداع الشاعرة، ومرثيتي لها التي ذكرت اسمه فيها. وها أنا ذا - هنا - أرثي العزيز خالد، كما رثيت والده كصديق، باعتباره مناضلًا ابنًا عن أب.
بعد تقديمنا واجب العزاء، ودعنا ذوي الفقيدة: سلفها، صهريها، كريمتيها، أحفادها وحفيداتها. كانت كريمتا الراحلة ترتديان الأسود، وها هي دورة السواد تستمر براحل آخر يوم الجمعة الرمضاني الأول، اليوم الذي كان المتصوفة يخففون فيه من مصاب ذوي الراحلين.
وهكذا، كما كانت ابتسامته تسبق كلماته، رحل خالد كمال درويش تاركًا خلفه فراغًا لا يملأه سوى ذكراه الطيبة. في دورة الحياة والموت، تتوالى الفصول، ويبقى أثر الراحلين ينبض في القلوب التي أحبتهم. وداعًا أيها العزيز، سنذكرك بابتسامتك التي لم تفارق محياك، وسنتلو الفاتحة على روحك كلما مر طيفك في البال.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وباء التحريض: ديناميكية الخسَّة وصناعة الانحطاط
- في العنف والعنف المضاد أو ثقافة العبث وجذور العنصرية القديمة
- من أسقط الأسد؟ أو سقوط وهم القوة وصمود هم المصالح
- الالتفاف على القضية الكردية في سوريا الجديدة: إعادة إنتاج ال ...
- تشويه صورة الأقليات في سوريا: وهم الأكثرية وصناعة الإقصاء
- تشويه الصورة المصطنعة ل- الأقليات- في سوريا: وهم الأكثرية وص ...
- الكرد في سوريا بين الإقصاء الممنهج ووعود الخداع
- أول رمضان سوري دون حكم البعث والأسد
- سحر أنقرة ينقلب على رؤوس طباخيها.1
- ضدَّ إعادة تدوير نظام البعث – الأسد
- الشاعرة البوطانية ديا جوان: حياة مترعة بالكفاح والحلم
- بيان استنكار لماسمي بمؤتمر الحوار الوطني
- ملك العود ملك المقامات: رشيد صوفي ما كان عليك أن تغادرنا الآ ...
- زمن الزور زمن التزوير: إلى روح الموسيقار الكردي الكبير رشيد ...
- الكتابة عبر الذكاء الاصطناعي وسلطة الكاتب
- أبواق الفتنة والتهليل لقرع طبول الحرب!
- فيمن ينتظرون حرباً تركية ضد الكرد السوريين: من يخرج بسواد ال ...
- العهد الجديد وتحريض الشوفينيين ضد الكرد والدروز والعلويين
- ضيف جديد الليلة على مقبرة خزنة
- انتقام وتشفٍّ بالجملة: عنصريون يستثمرون خلافاتنا ويحرضون علي ...


المزيد.....




- اللقاء المسرحي العربي الخامس بهانوفر.. -ماغما- تعيد للفن الع ...
- يرغب بنشر رسالته في -الخلاص- حول العالم.. توصية بالعفو عن نج ...
- أهرمات مصر تشهد حفل زفاف أسطوري لهشام جمال وليلى أحمد زاهر ( ...
- الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو ...
- “هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص ...
- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...
- ما الذي نعرفه عن العقيدة الكاثوليكية؟
- روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
- فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا ...
- -تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - خالد كمال درويش: والآن، من يستقبلنا بابتسامته الملازمة!