|
نصوص اسلام المذاهب (18)
صفاء علي حميد
الحوار المتمدن-العدد: 8274 - 2025 / 3 / 7 - 10:47
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
النص (71) عن أبي جعفر قال: لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل. ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك إياك آمر وإياك أنهي، وإياك اثيب وإياك اعاقب. الكافي / ج 1 / ص 26
تعليق : سبق لي وان علقت على هذا النص سابقاً .
النص (72) عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبدالله : الرجل آتيه واكلمه ببعض كلامي فيعرفه كله، ومنهم من آتيه فاكلمه بالكلام فيستوفي كلامي كله ثم يرده علي كما كلمته، ومنهم من آتيه فاكلمه فيقول: أعد علي؟! فقال: يا إسحاق! وما تدرى لم هذا؟ قلت: لا، قال: الذي تكلمه ببعض كلامك فيعرفه كله فذاك من عجنت نطفته بعقله، وأما الذي تكلمه فيستوفى كلامك ثم يجيبك على كلامك فذاك الذى ركب عقله فيه في بطن امه، وأما الذي تكلمه بالكلام فيقول: أعد علي، فذاك الذي ركب عقله فيه بعدما كبر، فهو يقول لك: أعد علي. الكافي / ج 1 / 26
تعليق : سأترك الحديث عن هذا النص الى وقت اخر لانه يحتاج الى كلام مفصل وبيان مطول وليس الذهن بصافي ولا البال بخالي الى هكذا ابحاث علمية بحته ارجو ان يوفقني الله الى ذلك انه تعالى أرحم الراحمين !
النص (73) قال رسول الله : إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة كثير الصيام فلا تباهوا به حتى تنظروا كيف عقله؟. الكافي / ج 1 / ص 26
النص (74) عن أبي عبدالله قال: يا مفضل لا يفلح من لا يعقل، ولا يعقل من لا يعلم، وسوف ينجب من يفهم و يظفر من يحلم، والعلم جنة، والصدق عز، والجهل ذل، والفهم مجد، والجود نجح وحسن الخلق مجلبة للمودة، والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس والحزم مسائة الظن وبين المرء والحكمة نعمة العالم، والجاهل شقي بينهما والله ولي من عرفه وعدو من تكلفه والعاقل غفور والجاهل ختور وإن شئت أن تكرم فلن وإن شئت أن تهان فاخشن، ومن كرم أصله لان قلبه، ومن خشن عنصره غلظ كبده ومن فرط تورط ومن خاف العاقبة تثبت عن التوغل فيما لا يعلم و من هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه، ومن لم يعلم لم يفهم، ومن لم يفهم لم يسلم، ومن لم يسلم لم يكرم، ومن لم يكرم يهضم ومن يهضم كان ألوم، ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم. الكافي / ج 1 / ص 27
تعليق : كل فقرة من هذا النص عامر وزاخر بالكثير من العلوم والمعارف ... ولو تم تجزئة النص وشرحه لكان الاطناب اقرب الى الاختصار وهي على ما هي عليه ابين للشرح والبيان ومن الله نستمد العون ...
النص (75) قال أمير المؤمنين : من استحكمت لي فيه خصلة من خصال الخير احتملته عليها واغتفرت فقد ما سواها ولا أغتفر فقد عقل ولا دين، لان مفارقة الدين مفارقة الامن فلا يتهنأ بحياة مع مخافة، وفقد العقل فقد الحياة، ولا يقاس إلا بالاموات. الكافي / ج 1 / ص 27
تعليق : النص الذي فيه علي ابن ابي طالب يصعب جداً تفسيره وبيانه وشرح معانيه ... علي فوق الكلمات وكلماته فوق التصور واعلى من كل المعاني ...
ابدع المازنداني في شرح هذا النص اذ قال ما نصه ( من استحكمت لي فيه خصلة من خصال الخير أي صارت محكمة يعني ملكة راسخة، والمراد من خصال الخير فضائل النفس وأخلاقها مثل العفة والسخاوة والحلم وغيرها مما عرفته آنفا وستعرفه فيما بعد ومما هو مذكور في كتاب الأخلاق وقوله «لي» على تضمين معنى الثبوت أو الظهور أي ثابتا لي ذلك، أو ظاهرا عندي، أو على معناه لأجلي يعني لأجل إعانتي في إنجائه من العقوبات وهذا نظير ما قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): «اضمن لي الجنة فقال: أعني بكثرة السجود» .
(احتملته عليها واغتفرت فقد ما سواها) أي أعنته على تلك الخصلة ورضيت باحتماله وقبلتها منه ورفعت بها قدره في الآخرة وتجاوزت عن فقد ما سواها وسترته ولم آخذه به .
(ولا اغتفر فقد عقل ولا دين) ليس المراد بالعقل هنا العقل الهيولاني الذي به يفارق الإنسان ساير الحيوانات لأنه موجود في الجميع ولو فقد في البعض ففقده ليس باختياره بل المراد به العقل الذي له ملكة إدراك المعارف الإلهية وهو الذي يسمونه عقلا بالفعل، والمراد بالدين معرفة الشرايع الصادرة بواسطة الرسول وإطاعته في الأمر والنهي وغيرهما، يعني لا أغتفر فقد عقل فقط ولا أتجاوز عن التقصير فيه وإن كان له دين ولا فقد دين فقط وإن كان له عقل سواء كان الفاقد لهما موصوفا بجميع خصال الخير أولا .
(لأن مفارقة الأمن) لأن الأمن من العذاب والوقوع في الباطل إنما يحصل باتباع الرسول وإطاعته لأن قوله قول الله وأمره أمر الله وقد بعثهم على الناس ليجذبهم عما يميلون إليه من اتباع الشهوات الباطلة واقتناء اللذات الزايلة بتذكيرهم لما أعطاهم الله من نعمه الجسيمة ومننه العظيمة وترغيبهم فيما أعده لأوليائه وتحريصهم على ما قرره لأصفيائه وإشارتهم إلى الدرجات الرفيعة وإرشادهم إلى المقام العلية بالمقدمات اللامعة والبراهين الساطعة، فمن تبعه أمن من الكفر والعذاب وخلص من الباطلة والعقاب، ومن فارقه ولم يتمسك بدينه ولم يعمل بقوانينه واتبع رأيه الفاسد المستند إلى النفس الأمارة أو جاهلا يتكلم في الدين بغير بصيرة ولا يقين فقد فارق الأمن وتصدى للبطالة والغواية وأورد نفسه مورد الضلالة والمخافة لعدم علمه بإصابة رأيه ورأي ذلك الجاهل المتبوع فلا يأمن من الكفر والخروج من الدين في هذه النشأة ولا من العقاب في النشأة الآخرة.
(فلا يتهنأ بحياة مع مخافة) في المصادر التهنؤ «گوارنده شدن» وفي الصحاح والنهاية هنأني الطعام يهنئني ويهنأني وهنئت الطعام أي تهنأت به فالفعل على الأول مبنى للفاعل وحياة فاعله والباء زائدة وكذا على الثاني وفاعله ضمير لفاقد الدين والباء للتعدية ولعل المراد بالحياة الحياة الدنيوية وتكدرها بالمخافة الناشية من مفارقة الدين ومن العقل والعلم في الجملة ظاهر وكيف يكون فاقد الدين وهو عالم آمنا سعيدا، ومتى يكون عيشه وحياته طيبا رغيدا مع علمه بأن له في كل قدم خطرا عظيما وفي الآخرة عذابا أليما وأما الجاهل الفاقد له، فإنه وإن كان أيضا هالكا ضالا لكن لجهله لا يشعر بالخوف التابع للعلم ومثلهما مثل رجلين مسافرين في مفازة مخوفة عميقة إلى شقة بعيدة وتركا طريق الأمن الموصل إليها وسلكا طريقا آخر فيه أنحاء من الفساد والضرر وأنواع من الخوف والخطر، ويعلم أحدهما أحوال هذا الطريق دون الآخر فإن العالم بها حياته مكدرة وعيشه منغصة وربما يضطره مخافة الهلاك إلى ترك الشراب والطعام واعتزاله عن فراش الاستراحة والمنام، وأما الجاهل بها فإنه فارغ عن هذا الخوف والاضطراب وإن كان مشاركا له في الهلاك عند نزول العذاب، أو المراد بالحياة الحياة المعنوية القلبية وهي العلم الإجمالي بالله تعالى وبكتابه وبرسوله وحقية شرايعه ودينه إلا أنه رجع في تفصيله إلى رأيه أو إلى جاهل متصنع بالعلم التفصيلي ولم يسمعه من الرسول أو ممن يقوم مقامه كما هو شأن مخالفينا ولا ريب في أن حياته هذه مكدرة ناقصة لا تنفعه مع مخافة أن يخرج في أصول القواعد الشرعية أو فروعها عن منهج الدين أو مع مخافة أن تزول عنه هذه الحياة بتسويلات الشياطين.
(وفقد العقل فقد الحياة) لأن الحياة التي يجب صرف العمر في حفظها وتكميلها ووردت الشرايع والكتب الإلهية بالأمر بتحصيلها هي استكمال النفس بالحقايق والمعارف والعلوم النافعة في الآخرة فمن تحلى نفسه بها وصار عقله عاقلا بالفعل فهو حي حقيقة في الدنيا والآخرة ومن تخلى نفسه عن هذه المعارف والكمالات وغطى عقله بأغطية الرذايل والجهالات فهو معدود بلسان الشرع من الجمادات (ولا يقاس) أي لا يقدر ولا يشبه (إلا بالأموات) لعدم اطلاعه على وجوه مفاسده ومصالحه وعدم اهتدائه إلى رفع مضاره وجلب منافعه كالأموات بل هو أدنى حالا وأقبح مآلا لاضطجاعه بين الشبهات ) شرح اصول الكافي / ج 1 / ص 322 - 423 .
النص (76) قال أمير المؤمنين : إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله. الكافي / ج 1 / ص 27
النص (77) عن أبي الحسن الرضا قال: ذكر عنده أصحابنا وذكر العقل قال: فقال : لا يعبأ بأهل الدين ممن لا عقل له، قلت: جعلت فداك إن ممن يصف هذا الامر قوما لا بأس بهم عندنا وليست لهم تلك العقول فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله إن الله خلق العقل فقال له: اقبل فاقبل وقال له: أدبر فأدبر، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك أو احب إلي منك، بك آخذ وبك اعطي. الكافي / ج 1 / ص 28
النص (78) عن أبي عبدالله قال: ليس بين الايمان والكفر إلا قلة العقل قيل: وكيف ذاك يا ابن رسول الله؟ قال: إن العبد يرفع رغبته إلى مخلوق فلو أخلص نيته لله لاتاه الذي يريد في أسرع من ذلك. الكافي / ج 1 / ص 28
النص (79) عن أبي عبدالله قال: كان أمير المؤمنين يقول: بالعقل استخرج غور الحكمة وبالحكمة استخرج غور العقل، وبحسن السياسة يكون الادب الصالح. قال وكان يقول : التفكر حياة قلب البصير كما يمشي الماشي في الظلمات بالنور بحسن التخلص وقلة التربص. الكافي / ج 1 / ص 28
النص (80) عن أبي عبدالله في حديث طويل: أن أول الامور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع شئ إلا به، العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونورا لهم، فبالعقل عرف العباد خالقهم، وأنهم مخلوقون، وأنه المدبر لهم، وأنهم المدبرون، وأنه الباقي وهم الفانون، واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه، من سمائه وأرضه، وشمسه وقمره، وليله ونهاره، وبأن له ولهم خالقا ومدبرا لم يزل ولا يزول، وعرفوا به الحسن من القبيح، وأن الظلمة في الجهل، وأن النور في العلم، فهذا ما دلهم، عليه العقل. قيل له: فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره؟ قال: إن العاقل لدلالة عقله الذي جعله الله قوامه وزينته وهدايته، علم أن الله هو الحق، وأنه هو ربه، وعلم أن لخالقه محبة، وأن له كراهية، وأن له طاعة، وأن له معصية، فلم يجد عقله يدله على ذلك وعلم أنه لا يوصل إليه إلا بالعلم وطلبه، وأنه لا ينتفع بعقله، إن لم يصب ذلك بعلمه، فوجب على العاقل طلب العلم والادب الذي لا قوام له إلا به. عن حمران وصفوان بن مهران الجمال قالا: سمعنا أبا عبدالله يقول: لا غنى أخصب من العقل، ولا فقر أحط من الحمق، ولا استظهار في أمر بأكثر من المشورة فيه . الكافي / ج 1 / ص 29
#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنتِ بداية جديدة في الحياة
-
التقسيم على الطريقة الايرانية
-
المليشيات السنية كما الشيعية الى زوال
-
أعوذ بك من الكذب
-
تصدر الصدر للمشهد السياسي
-
الحرب مع اسرائيل خاسرة دائماً
-
هل الالحاد جريمة ؟
-
الطريقة الاكثر فاعلية لتغيير اللا نظام
-
من السيستاني الى اليعقوبي أين الحقيقة ؟
-
سنوات الضياع والعمالة لدول الجوار
-
التلذذ بقهر وأذية الأخرين
-
رحيل بلا أذن !
-
أنتم بلا شرف والائمة منكم براء
-
المخلوق الذي يستهلك ولا ينتج
-
طلاب الصدر لم يحافظوا على تراثه
-
الاساءة لرموز العراق وقادته
-
طبيعي في تطور الأمم
-
الاسلام ليس دين دولة
-
نقاش عن التغيير القادم
-
العقوبات الامريكية على مصارف العملاء
المزيد.....
-
ما فائدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على روسي
...
-
ترمب يخاطب الكونغرس كمسيحي لا كرجل أعمال
-
حماس توافق على تشكيل لجنة مستقلة لإدارة قطاع غزة
-
18 مليون دولار حتى الآن.. تكاليف ولع ترامب بالغولف تتجاوز أر
...
-
قطر تدعو لإخضاع منشآت إسرائيل النووية لإشراف وكالة الطاقة ال
...
-
خبير: -الفأر الصوفي- خطوة ناجحة على طريق إحياء الماموث
-
أسباب فقدان السمع
-
روسيا تحدّث روبوتاتها المخصصة لإزالة الألغام
-
دراسة تكشف عن ارتباط بين أعراض انقطاع الطمث وصحة الدماغ
-
كارثة جديدة تلوح في الأفق.. حرائق ضخمة تجتاح أكبر الجزر الأم
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|