أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - حمدي سيد محمد محمود - الفلك في ميزان الوحي والعلم: كشف أسرار الكون بين القرآن والاكتشافات الحديثة














المزيد.....


الفلك في ميزان الوحي والعلم: كشف أسرار الكون بين القرآن والاكتشافات الحديثة


حمدي سيد محمد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8274 - 2025 / 3 / 7 - 09:59
المحور: الطب , والعلوم
    



لطالما كان الفضاء محور تساؤل وتأمل عبر العصور، حيث تطلع الإنسان إلى السماء ليفهم ماهية الوجود وقوانين الكون. ومع تطور العلم الحديث، ظهرت اكتشافات مذهلة عززت ما ورد في النصوص القرآنية، مما جعل العديد من العلماء يقفون في حالة من الدهشة أمام التطابق العميق بين العلم الحديث والآيات التي نزلت منذ أكثر من 1400 عام. فالقرآن الكريم لم يكن كتاب فلك، لكنه أورد إشارات عميقة تصف الظواهر الكونية بدقة لم تكن معروفة للبشر في زمن نزوله، بل اكتشفت لاحقًا بعد قرون من البحث العلمي.

الكون المتمدد: "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" (الذاريات: 47)
من أبرز الاكتشافات الحديثة في علم الفلك نظرية تمدد الكون، التي أكدها عالم الفلك إدوين هابل في القرن العشرين. فقد لاحظ العلماء أن المجرات تبتعد عن بعضها بسرعة متزايدة، مما يدل على أن الكون كان في الماضي أكثر تقاربًا وهو الآن يتمدد باستمرار. هذه الحقيقة العلمية، التي كانت مجهولة للبشر وقت نزول القرآن، نجدها في قوله تعالى: "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ"، حيث تشير كلمة "موسعون" بوضوح إلى عملية التمدد التي لم يُكتشف جوهرها إلا بعد ظهور علم الفلك الحديث.

الانفجار الكوني الأول: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا" (الأنبياء: 30)
عند النظر إلى نظرية الانفجار العظيم (Big Bang)، التي تفسر نشأة الكون، نجد أن القرآن الكريم قد أشار إلى هذا الحدث الكوني العظيم بأسلوب بليغ. فالنظرية تفترض أن الكون بدأ من نقطة مفردة ذات كثافة وحرارة هائلتين، ثم انفجرت هذه النقطة، وأخذ الكون في التوسع والتشكل. وهنا نجد التطابق العميق مع الآية التي تقول إن السماوات والأرض كانتا "رتقًا"، أي شيئًا واحدًا متصلًا، ثم "فتقناهما"، أي فصلنا بينهما، وهو ما يتماشى تمامًا مع المفاهيم الحديثة لنشأة الكون.

المدارات الفلكية: "وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ" (الأنبياء: 33)
أظهرت الاكتشافات الفلكية أن كل الأجرام السماوية، بما في ذلك الأرض والشمس والمجرات، تتحرك في مدارات دقيقة ومنظمة. فالقرآن الكريم أشار إلى هذه الحقيقة عندما قال: "وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"، حيث استخدم لفظ "يسبحون"، وهو تعبير دقيق يعكس الحركة الديناميكية للأجرام السماوية التي لا تتوقف عن الدوران وفق قوانين دقيقة وضعها الخالق عز وجل. وقد أكدت الأبحاث العلمية أن المدارات ليست مجرد مسارات جامدة، بل هي حركات مستمرة ذات نظام بالغ الدقة، مما يبرز روعة التصميم الكوني الذي أشار إليه القرآن الكريم منذ قرون.

ظلام الفضاء: "وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا" (الحجر: 14-15)
عندما صعد البشر إلى الفضاء لأول مرة، اكتشفوا أن السماء التي نراها زرقاء على الأرض ليست إلا وهماً بصريًا ناتجًا عن تشتت ضوء الشمس في الغلاف الجوي. أما في الفضاء الخارجي، فالأمر مختلف تمامًا، حيث يسود الظلام الدامس رغم وجود الشمس. هذا ما عبر عنه القرآن بدقة مذهلة، إذ أشار إلى أن من يصعد في السماء سيشعر وكأن بصره قد سُكر، أي غُشي عليه، في إشارة واضحة إلى فقدان الرؤية بسبب الظلام الحالك الذي يواجهه الإنسان خارج الغلاف الجوي.

الجاذبية الكونية: "اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا" (الرعد: 2)
الجاذبية هي القوة التي تحفظ الأجرام السماوية في مداراتها وتمنعها من التشتت في الفضاء، وهي التي تجعل الأرض تدور حول الشمس وتحفظ القمر في مداره حول الأرض. في الماضي، لم يكن الإنسان يعرف تفسيرًا علميًا لبقاء السماوات مستقرة، ولكن القرآن أشار إلى أن هناك "عمدًا غير مرئية" تحفظ الكون في توازنه. وعندما اكتشف إسحاق نيوتن قوانين الجاذبية، ثم جاءت نظريات آينشتاين في النسبية العامة، تبين أن هذه القوة غير مرئية بالفعل، لكنها تفرض نظامًا دقيقًا على حركة الأجرام السماوية، مما يجعل الكون في حالة توازن مستمر، تمامًا كما أشارت الآية الكريمة.

النسيج الكوني: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ" (الذاريات: 7)
من الاكتشافات الحديثة في علم الفلك أن الكون يتخذ شكل "نسيج كوني"، حيث تتوزع المجرات في خيوط ضخمة متشابكة تفصل بينها فراغات هائلة، وهو ما يشبه إلى حد كبير نسيج العنكبوت. المدهش أن القرآن استخدم تعبير "السَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ"، وهو وصف يعكس الصورة الدقيقة التي رسمها علماء الفلك للنظام الكوني، مما يدل على سبق القرآن في الإشارة إلى هذه الحقيقة التي لم تكتشف إلا مؤخرًا عبر التلسكوبات الحديثة.

القرآن والعلم، توافق لا تناقض
إن التأمل في الدلائل الفلكية في القرآن الكريم يفتح أفقًا واسعًا لفهم العلاقة العميقة بين الدين والعلم، فليس هناك تعارض بينهما، بل نجد أن القرآن أشار إلى أسرار الكون بطريقة دقيقة تتماشى مع أحدث الاكتشافات العلمية. ورغم أن القرآن ليس كتاب علوم تجريبية، فإنه قدم إشارات واضحة تحث الإنسان على البحث والتدبر في الكون، مما يجعله مصدر إلهام دائم للعلماء والمفكرين في سعيهم لفهم أسرار هذا الكون العظيم.



#حمدي_سيد_محمد_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستبداد وصناعة العقول: كيف يُعيد الطغيان تشكيل الوعي الجمع ...
- صناعة الحقيقة: كيف يشكل الدين والسياسة والإعلام وعينا بالعال ...
- العلمانية الفلسفية: جدلية العقل والدين في تشكيل المجتمعات ال ...
- التفكير النقدي الإسلامي: بين ثوابت الدين وتحولات العصر
- أفلاطون والمجتمع المثالي: المدينة الفاضلة كمشروع فلسفي للعدا ...
- المجتمع العاقل بين الوهم والحقيقة: إريك فروموتشريح الاغتراب ...
- الحرب الأمريكية الإسبانية: صراع الإمبراطوريات وتحول القوى ال ...
- حرب الرفاق: جذور الصراع السوفيتي-الصيني عام 1969 وتداعياته ع ...
- عادة الساتي في الهند: طقس الموت المقدس ونهايته
- فارس الخوري: رجل الدولة الذي انتصر للعقل والوطن
- اليهود في إيران بعد 1979: بين الهوية الوطنية وشبهة الصهيونية
- مستقبل الأمن الأوربي في ظل التحولات الجيوسياسية العاصفة
- استشراف الأزمات: كيف يفكر جون كاستي في انهيار الحضارات؟
- موت الإله عند نيتشه: فلسفة ما بعد المقدّس وتداعياتها على الف ...
- إشكالية الحرية الدينية بين الإسلام والليبرالية: جدلية الهوية ...
- التحول الكبير: كيف فتحت زيارة نيكسون للصين الباب لصعودها كقو ...
- الدولة والدين: تحديات الولاء في عالم متغير
- الخطاب السياسي الاستشراقي: قراءة نقدية لانعكاساته على الثقاف ...
- الفلسفة العربية وإشكالية العقل الجمعي: قراءة في مفاهيم الترا ...
- الذاكرة الجماعية: دور المعرفة التاريخية في فهم الهوية والتغي ...


المزيد.....




- 10 أعراض تنتج عن متلازمة جفاف العين.. ما هي؟
- امتحانات شهر مارس.. إزاى تتغلب على ضغوط الامتحانات ومذاكرة ا ...
- -مزرعة الأعشاب الطبية-.. أجمل وأندر نباتات العالم في قلب موس ...
- ناسا تعتزم استخدام محطة أخرى بعد انتهاء خدمة المحطة الفضائية ...
- ابتكار لقاح نانوي مضاد لتصلب الشرايين
- موسكو: إيران تريد الطاقة النووية وليس الأسلحة
- الكهرباء في غزة: 70% من الشبكات مدمرة بالكامل
- 7 عادات يمكن للنساء فوق العشرين القيام بها للوقاية من الأمرا ...
- ملياردير أمريكي كشف كيف استغل الغرب روسيا بعد -كوفيد-19-
- ثبت تردد قناة وناسة أطفال على القمر الصناعي 2025 في رمضان


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - حمدي سيد محمد محمود - الفلك في ميزان الوحي والعلم: كشف أسرار الكون بين القرآن والاكتشافات الحديثة