أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - فلورنس غزلان - أنا المرأة السورية والفلسطينية،سأظل مركز الكون














المزيد.....


أنا المرأة السورية والفلسطينية،سأظل مركز الكون


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 22:47
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


أنا المرأة السورية والفلسطينية،سأظل مركز الكون:-
للمرأة السورية- الفلسطينية سنديانتا المشرق، ملكتا الأمومة ...وسيدتا الأحزان..امرأة استثنائية ... لاتحتاج لإقناع العالم بجدارتها ولا بأنوثتها ...لم تعد بحاجة إلى من يعترف أنها سمكة فقدت بحرها...أنها طريدة حيث تذهب...تجد أمامها شباك الصيادين ...أنها سبية تارة وبطلة أخرى...أنها ضحية تارة ...وقوية أخرى...أنها لاجئة بلا وطن هنا، ومواطنة من الدرجة الأدنى هناك داخل الوطن...أنها امرأة بلا زوج...أنها أم تحمل كفن ولدها...أنها فريسة لكل وحش كاسر جائع فاقد لإنسانيته...فكيف تعيش عيدها اليوم ...ومع أي نساء الأرض يمكنها أن تلتقي؟
إنها لاتشبه سوى وحدها...إنها من حَلِم بأن يكون إنساناً ذا معنى...إنساناً بحقوق وكرامة...ثارت مع ابن وطنها...رضيت أن ترسل ابنها للموت...رضيت أن تفقد حبيبها ...لأنها ولدت وتربت على أن الأوطان لاتبنى دون تضحيات ...لكن ماقدمته فاق أساطير الكون وكتب التراث والتاريخ...العالم يعيش في همومه أو في أبراجه...لكنها تعيش في جحيمها..تشد حزام العفة وحزام الأمان ...تشد أزر الوطن وأزر الأخوة ...تشد على لحم بطنها ...وتعض على نواجذ الألم ..تخشى أن يراها أطفالها دامعة ...تريدهم أن يصبحوا رجالاً ..أن يجتازوا السنين ..تريدهم أن يكبروا بمحبة وسلام... دون عنف أو ألم...تخفيهم عن عيون العسس وآلة الحرب الجهنمية التي تقودها(دولة الديمقراطية في الشرق وتدعمها زعيمة الكون القابعة في البيت الأبيض اسما الأسود بعار مواقفه وانحياز منطقه ) ... أم في دمشق واخرى في غزة وجنين تسعى لاخفاء فلذاتها عن القناصة ...عن آلات الحديد التي تجوب الشوارع وتزرع الرعب في جسدها...عن صواعق السماء وحممها...لكن جفونها ...ثوبها ... لايمكنه أن يكون خيمة مضادة للرصاص...تجمع ماتركه لها صُناع الفضيحة من " أصحاب الحقوق الإنسانية"!، تعبر كل الشراك والألغام ...تعبر حواجز الموت وخواء البطون ..لتنقذ واحداً أو إثنان لم تستطع يد الكراهية أن تصلهم ولن تستطع هي بعد أن تنجب غيرهم...تدق أبواب الحدود ...تدق أبواب الرحيل...تتقدم بأقدام عارية ...خالية من أصفاد الجوع والمجتمع الذي يخسفها أسفل السلم، أو أصفاد النتنياهو ...فترحل لترفل بأصفاد الهجرة ...وقيود الذل خلف الحدود...إنها تدفع ضريبة الوطن بمقادير مضاعفة عما يقدمه الرجل...فهي من أنجب الطفل الذي خط بطباشير المدرسة أول مفردات الحرية...وهي من قدم أول طفل يقضي تحت سياط وآلات أجهزة التعذيب في أقبية الأمن لنظام الأسد المأفون...هي أم حمزة الخطيب...هي أم هاجر...هي أم ثائر...هي أم الشهيد، وأم المعتقل..والجريح والمعاق..هي القلب الكسيح.
فأي تكريم يمكن للمرء أن يجده مناسباً لقامتها الباسقة...؟ أي تكريم في عيد المرأة يليق بالمرأة الأسطورة؟
المرأة التي كتبت ونقشت ودونت ..تاريخ ثورة خرافية الحكاية سواء في فلسطين او سورية فكلاهما حفيدتا تاريخ عظيم ...المرأة التي تعطي ولا تبحث عن أوسمة، المرأة التي سينهض يوماً ضمير الكون ليغسل قدميها فوق تمثال الحرية...المرأة التي توقظ يوماً بعد يوم ضمير أرصفة عالمية تجاهلت شوارع وحارات بلدها...المرأة التي تكشف عورات طُهاة السياسة في فنادق العالم ومطابخ الدول...وهي فقط من يشم رائحة الخميرة في عجينة الحلول الترامبية-البوتينية المعجونة بدم أبناء هذه المنطقة المبتلاة ...هي وحدها من يرفع الميزان ومن يخفضه...هي الأولى والأجدر ...بأن يكون لكلمتها دور الفصل كمواطنة، كأم ، كزوجة ، كمناضلة ...ككاتبة ...كصحفية كمساوية لمن يحاول أن يقصيها عن درب القرار بمصير الوطن...مَن يحاول أن يضعها على الرف ...أو في الدرجة الأدنى...معتقداً أن بندقيته من يصنع السلم الأهلي والنصر! أو أن احتكاره للأدوار في ملاعب السياسة سيضمن له القيادة!...متناسياً أن رأسه إن ظلت ممتلئة بالانتقام والحقد والتمييز...فهذا لم يأت من حليب أمه السورية، بل من عنف البندقية ومن عقم الأيديولوجيا التي تضع المرأة أسفل السلم، وأنه في نهاية المطاف سيحبو ليكسب صوتها...أمه أرادت أن تصنع منه الانسان ، المواطن الحر ...المحب للآخر...المتسامح ...العاقل، الصبور ...أمه اليوم تُذّكِرُه بحكايات الجدة قبل النوم ...عن آفة الكذب وآفة الحقد، عن آفة التفرقة والأنانية، تريده أن يتذكر كل ماهو جميل في وطنه...أن يعود لرشده ...أن يعيد الابتسامة لبيته والسلام لوطنه جنباً إلى جنب مع شقيقته ...لأن أعمدة الأوطان لاتقوم إلا على تعاون واعتراف الجنسين دون تمييز كل منهم بالآخر.
فلورنس غزلان ــ باريس 6/ آذار / 2025
وكل عام وأنت بخير ياخير النساء يابنة الشرق الصريع.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيصر وسامي - أيقونتا تاريخنا الحديث ، أمامكما ننحني،
- أهم النقاط الرئيسية الملحة لمسيرة سورية الآن:-
- الكرة في ملعبكم لافي ملعب الشعب
- لوح شخصي وعام
- الآن وجب التنويه:-
- خاطرة فرح مشوبة بالحذر:
- كيف نحب وطنناوماهو حلمنا في صورته مستقبلا
- انشاءالله الله يفرجها..هذا هو الحل
- العنف ضد المرأة:-
- بيننا وبين النظام والمعارضة:-
- لماذا سخرت أرضنا للخراب،هل هو فقر الثقافة،أم التربية؟
- متى نحرر عقولنا من تراث زيد وعمر؟
- المرسل إليه -اختفى في عواصم النفوذ والقرار
- ماذا نجد تحت قمصان أصحاب حقوق الإنسان؟
- كتاب وكتابة:-
- ااأم الفلسطينية والأم السورية في - عيد الأم -
- الكراهية والطائفية لن تأخذنا إلا للجحيم:
- أين نقف اليوم من الحلم وكيف نقرأ الفشل؟
- قراءة نقدية تؤشر للأخطاء في مسيرة الثورة ، بمناسبة اقترابنا ...
- المرأة الفرنسية ...سيدة النساء هذا العام :ــ


المزيد.....




- نفذ جرائمه تحت تأثير المخدرات.. طالب دكتوراة يدان باغتصاب 50 ...
- ما الذي منحه الإسلام للمرأة وكيف حالها في ظلِّه؟
- الاحتلال يعتقل سبعة شبان وامرأة في طمون
- مدونة الأسرة بين آفاق التغيير وعوائق التقبُّل المجتمعي.
- الشيوعي العراقي: لمناسبة الثامن من آذار – عيد المرأة العالمي ...
- تقرير أممي: حقوق المرأة تراجعت عام 2024 في ربع دول العالم
- في يومهن العالمي: المرأة الفلسطينية تواجه تحديات مضاعفة بسبب ...
- بعد 3 عقود من التقدم.. حقوق المرأة في العالم تواجه انتكاسة خ ...
- دراسة تكشف تأثير أحد فيتامينات B أثناء الحمل على نمو دماغ ال ...
- السعودية.. عائشة المانع تكشف كواليس مسيرة المطالبة بقيادة ال ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - فلورنس غزلان - أنا المرأة السورية والفلسطينية،سأظل مركز الكون