مملكة بيث شيلاني

اياد علي الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 16:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات

ملكة بيث شيلاني الكلدانية

مملكة شيلاني
عاصمتها سرأنابا، الواقعة في موقع أثري يُعرف باسم تل أبو الحصين بناحية العكيكة. يرتفع هذا التل عن سطح الأرض بأكثر من عشرة أمتار، وكانت المياه تحيط به من جميع الجهات. تبلغ مساحته عشرة دوانم، ويقع بالقرب من عشيرة آل شديد ضمن أراضي بني خيكان، بينما تحده من جهة الغرب أراضي عشيرة العساكرة.
مرَّ هذا الموقع بعدة مراحل تاريخية، حيث كان خلال الحقبة السومرية مقرًا للحكومة التابعة لمملكة أور. وعندما خضعت أور للسيطرة الكلدانية، أصبحت المنطقة تتمتع بحكم ذاتي ضمن الإمبراطورية الكلدانية، إلى أن تأسست فيها مملكة بيث شيلاني عام 732 ق.م. استمر حكم هذه المملكة حتى سقوطها بعد احتلال الآشوريين لبابل، حيث اندلعت معارك عنيفة قُتل فيها الآلاف من الكلدان، وأُسر العديد منهم ليُساقوا إلى نينوى، مقر الإمبراطورية الآشورية.
ووفقًا لما ذكره الدكتور أحمد سوسة في كتابه تاريخ وادي الرافدين (الجزء الثاني)، فقد كان مقر المملكة في هذا التل الكبير، تحيط به آلاف المستوطنات التي كانت مأهولة بالمزارعين والعسكر والموالين للحكومة. كما أشار إلى أن هذه الأراضي لم تكن مغمورة بالمياه لسنوات طويلة.
أما سبب تسمية الموقع بـ إيشان الحصين، فيعود إلى فترة لاحقة، حيث أصبحت المنطقة مهجورة بعد رحيل سكانها، وانتشر فيها حيوان أبو الحصين (وهو نوع من الجرذان). وعندما غمرت المياه الأراضي المحيطة بها، استوطنها أفراد من بني خيكان عام 1645م، لكنهم هجروها لاحقًا بسبب ظهور مناطق مرتفعة أكثر ملاءمة للسكن والزراعة.
وقد عُثر في هذا الموقع على آثار سومرية، إضافة إلى نقوش بالخط المسماري تشير إلى وجود هذه المملكة وتعاقب حُكم ملكين عليها منذ استقلالها الذاتي عن مملكة أور.
المصادر:
1. تاريخ العراق القديم – مجموعة من علماء الآثار
2. المملكة الكلدانية في جنوب العراق وعاصمتها أور

#اياد_علي_الحسني (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات