أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - مؤتمر الخوف من ترامب















المزيد.....


مؤتمر الخوف من ترامب


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هبطت الطائرة في مطار أتينا ..كان معي شنطة صغيرة واحدة..فلم أذهب لسير إستلام الحقائب .. وقفت في الصف أمام شباك الوصول.. المسئول يختم الباسبورتات بسهولة حتي جاء دورى .. قرأ الإسم .. ثم طوح جواز سفرى خلفة و أشار لي بأن اترك مكاني في الطابور ... وقفت علي جنب حتي أنهي عمله ..إرسلني وشخصين أخرين لحجرة مجاورة .. فيها محقق ... سألني جاى أتينا ليه يا محمد..و هو يضعط علي حروف إسمي .. رددت برزالة ..لكي اصرف عندكم شوية دولارات بيقولوا إنكم دولة سياحية .
سأل ..هي فين الدولارات..فرددت مستفزا إياه .. إذا أخرجتها فسأجد ميت حرامي برة المطار منتظرين خروجي وعارفين مكانها و حيسرقوني .. قلب في جواز السفر فوجد أنني زرت بلده عدة مرات فأشار إلي باب الخروج مع (( أجازة سعيدة )).. لقد تصوروا أن كل محمد إرهابي . و كانت رحلتي الاخيرة لهذا المكان.
في مطار أديس ابابا .. كان علي الركاب المتوجهين لعدن ( اليمن ) أن يقضوا ليلة ترانزيت هناك .. المسئول الإثيوبي أخرج جواز سفرى من بين كومة باسبورتات معه ..و سألني إنت رايح عدن ليه .. لقد قرأ أن مهنتي ضابط فاراد أن يفهم ...لاننا رسينا بين الأفارقة تراثا منذ زمن شركة النصر للتصدير و الإستيراد أن كلمة ضابط تعني رجل مخابرات .
في مطار القاهرة .. رفض .. مندوب شركة الطيران الذاهبة للأردن .. السماح لي بركوب الطائرة إلا بعد مشاهدته دعوة من حكومته لمكتبنا للإشتراك في مناقصة أعمال إستشارية هناك ... فهم علي الرغم من أن دخول الاردن بدون فيزا إلا أنهم يتشددون .. خوفا من الهجرات غير الشرعية للمصريين .
خلال القرن الحادى و العشرين كانت تجربتي سيئة في كل المطارات التي زرتها بعد تدميرات 11 سبتمبر 2001 .في أمريكا .و حوادث السلفين بأوروبا .. و حروب أفغانستان و العراق ..كانوا يرون أن جواز السفرالمصرى .. خطر ..و يجب الوقوف أمامة و تحرى الدقه في التعامل مع حامله الذى قد يكون من الهاربين الفقراء الذين يحاولون اللجوء لبلدهم أو من المجاهدين المخربين لحضارتهم وتقاليدهم..
لم يكن الامر هكذا من قبل .. لقد ذهبت إلي أماكن كثيرة سواء في أمريكا أو اوروبا أو الدول العربية وصادفت حسن الإستقبال و المعاملة الودودة ..و لكن مع القرن الجديد .. تغيرت أمور كثيرة .. قد يكون السبب ما يسمي بالإسلاموفوبيا . أو القلق من الهجرات الواسعة لأهل المنطقة التي صاحبت عدم الإستقرار ..
و قد يكون سبب خاص بالمصريين بعد إنخفاض تاثير بلدنا في المحيط الدولي و إستسلامها للنقوذ الأمريكي و لتعليمات صندوق النقد ..و تحولها لتابع و شيوع حواديت عدم الإستقرار بسبب حالة الفساد و الإرهاب الأمني التي نعيشها
((تاج العلاء فى مفرق الشرق )).. التي قادت حركة التحرر الوطني في المنطقة ..و إستوعبت ..الثوار ..و دعمتهم ..و كانت الملجأ و الملاذ ((لدرات فرائدعقدها )) .. لم تعد كما كانت بعد 2011..
فهي عندما دعت لمؤتمر قمة .. لم يحضر قادة دول الشمال الإفريقي (الجزائر ، المغرب ، تونس و ليبيا ) ..و تجاهله مشايخ شبه الجزيرة العربية ( السعودية ، الخليج ، قطر .و الكويت ) معلنين ببساطة .. حدوث إنفصام طبقي أو مذهبي .. بين دول الجامعة العربية و تفتتها إلي معسكرات ثلاثة ..لكل منها .. توجهاته ..و أهدافة و رؤيته .. لا يجمعها إلا الخضوع لأمريكا و الخوف علي مصالحهم المرتبطة برضا البيت الأبيض ... و حتي في هذا هم درجات تتفاوت بين هؤلاء الذين يستثمرون بليون دولار كما صرح الساكن الجديد ..و بين الذين يأخذون معونات .. مصحوبه بالإذل.. ويمكن منعها أو خفضها
موقف دول شمال إفريقيا مفهوم لدرجة ما .. هم لا يريدون أن يتورطوا في قضايا سكان الشرق ..أو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ..أو مواجهة ترامب و ناسه ..
و لكن السؤال الذى يطرح نفسه هو عن أسباب تعامل مشايخ شبه الجزيرة العربية مع أبناء الحضارات القديمة كموالي ..رغم أننا طول تاريخهم (القصير غير الممتد ) أثبتنا لهم في الحلوة و المرة ..أننا الداعم الأول.
هل ضيق الحال الإقتصادى والإلحاح في طلب المعونات منهم و العجز المالي الذى أوقعتنا فيه الديون و سياسات البذخ المفرط هو الذى وضعنا في صف الشحاتين .
هؤلاء المشايخ و الملوك .. لماذا يتعالون علي شعوب و حكام المنطقة..لماذا يتصورون أنهم القيادة و الايدى العليا و أن علينا الطاعة والخضوع لهم و لافكارهم و سياستهم .رغم أنهم في واقع الحال ..و بالمقارنة بباقي البشر علي درجة حضارة متدنية ..بالطبع ليست متفوقة كالأمريكان و الاوروبيين أو بتوع الشرق الاقصي الذين يزودونهم بكل إحتياجاتهم ..و يبنون لهم مدنهم ..و مشاريعم ..و لكنها لا تقترب حتي من حضارات مجتهدة في الهند و إندونيسيا وماليزيا ..و بعض دول إفريقيا
سكان حجاز شبه الجزيرة العربية .. علي عكس الشعوب القديمة المحيطة بهم ..لا يرون أنفسهم اصحاب حضارة .. و علوم ..و فنون .. بقدر ما يرون أنفسهم قوم حالفهم الحظ بأن سكن أل النبي إبراهيم لارضهم و بنوا الكعبة .. و جعلوها مزارا للحجاج ..و مصدرا للدخل ..و لأن الرب إصطفاهم وفضلهم ليهبهم كتابه و كلمته للبشر و جعله منطوقا بلغتهم هاديا للعالمين .. ثم أوجد حديثا البترول بكميات كبيرة تحت صحاريهم .. مما جعلهم أغنياء .
إنهم مقتنعون أن كل ما هم فيه من ثراء .. جاء كهبة .. من الرب و تفضيلا لهم علي باقي الخلق ..و ليس بسبب جهدهم ..و قدرتهم علي المساهمة في مسار تقدم الإنسانية .
هذا الإحساس ..قاد لنتيجتين يتحدث عنهما السلفيون دون مواربة .. أحدهما أن الرب سخر لهم شعوب الدنيا كي تخدمهم .. و تتسبب في رفاهيتهم و قوتهم .. و سيطرتهم .. سواء في زمن البداية عندما كان يمتلك أسباب الحضارة بيزنطيون أو فرس أو مصريون أو امازيج ....
أو في الحاضر مع ابناء أوروبا و أمريكا..المنجذبين لحقول النفط والغاز .. و أن حظوظهم مستمرة .. مهما كانت الظروف غير مواتية .. فالله معهم .
الأمر الاخر ..أنهم غير مطالبين .. بتغيير الظروف الموضوعية التي جعلت منهم الامة المفضلة عند الرب .. فالعلم .. و الفن ..و الثقافة .. و التمدن .. أنشطة الموالي والاتباع الذين سيظلون .. للابد في خدمتهم ..و أن كل ما عليهم فعله .. هو السيطرة .. علي الأخرين بما في ذلك سكان أوروبا و أمريكا ..و إستعبادهم ..سواء بالمال أو بالجهاد و إجبارهم علي خدمتهم ..(( من كان الله وكيله ورازقه ومُعينه لا يأسى على ما فات ولا يخاف مما هو آت.))..
هذا الأمر لم يجعل في شبه جزيرة العرب فلاسفة أو مفكرين .. أو حكماء .. حتي في زمن الرساله .. فهم يعتقدون أن كل ما بدى من ذكاء و حكمة السلف الصالح ليس من صنعهم بل مملي ومقدرمن رب السماء لعبادة المتقين ... لذلك هو مقدس غير قابل للتغيير.
بدو شبه جزيرة العرب في الحجاز و حول الخليج .. لم يخرج من بينهم عالم أو فيلسوف ..وكان عندما يظهر في اطراف الإمبراطورية من يهتم بالعلوم .. يحاربونه ..و يمنعونه..و يحرقون كتبه ..و الأمثلة عديدة ستجدها علي الفيس بوك تحكي عن كل حالة بالتفصيل .. و إن كنت قد تاثرت من موقفين أحدهما لإبن المقفع .. الذى شوى البدو المتحكمين لحمه. امامه ..و إبن ىرشد الذى حرقوا كتبه و ابطلوها لولا أن بعضها ذهب لاوروبا ليصنع نهضة هناك
.
هل سيستمر الحظ الحسن يخدم المشايخ .. و الملوك .. أم أن ترامب يقلب الان مفردات المعادلة ..و يتعامل معهم .. ((مهما بنوا من ناطحات سحاب .. و مساجد واسعة ..و قصور)) .. علي أساس كونهم تنابلة عالة علي البشرية .
سياسة ترامب التي نفذها في فترة حكمه الأولي و يسعي إلي تطويرها في الفترة الحالية .. تضعهم في المكان الطبيعي علي سلم التطور البشرى ..المناسب لقدرتهم علي الإبداع .. كتابع (أمين ) لاصحاب التكنولوجيا و العقل
سياسة تهدف إلي إستنزاف ثرواتهم بل إفقارهم .. و أن يجعلهم يشعرون بالخوف علي مستقبلهم الذى اصبح غير ثابت أو مستقر ..و هم في نفس الوقت لم يعدوا أنفسهم لهذا الزمن التعس .. الذى ..سيهجرهم فيه تابعيهم من الذى ييسعون خلف المال ..
و ستصبح فيه شعوب الحضارات القديمة الفقيرة العاجزة أكثر قدرة علي التوائم و التكيف مع المتغيرات ..و مقاومة التبعية و الخضوع .
المستقبل .. اصبح غير واضح المعالم في منطقتنا .. و لكن الطريق .. بدأ يتبدى من بين الضباب .. نحن الشعوب غير المحظوظة التي ظلت لقرون من الموالي و العبيد .. (مصريون ..و عراقيون ..و سوريون..و لبنانيون ..و سودانيون ) .. لسنا عربا أو من أنصار بن لادن يقذف الشرطي الأوروبي جوازات سفرنا خلف ظهره ليتحرى عن اسباب دخولنا لبلده .عيشوا حياتكم يا بتوع شبة الجزيرة العربية ..بالصورة التي تفرضها مصالحكم .. و إتركونا نصلح ما أفسدته دنانيركم .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو بداية إحتلال فلسطين
- بدو يحملون الجنسية المصرية أم مصريون من أصول بدوية
- الناس أكلت طاطورة
- عقد إجتماعي معاصر أم وصايا الدين
- هذه ثقافتهم علمهم و لسنا مدعويين
- مجتمع الكوارث والإنزلاق الطبقي
- عدوان البعض و دفاع الضعفاء دورة لا تتوقف
- غسيل أملاح المجتمع الضارة
- الأكل هناك ملهوش طعم
- لا بديل للتقدم لكسب الحرب
- السعادة .. في بلد مفتقد الأمان
- عندما ييحكم العالم أشخاص عاديين
- فليأخذ حبات عيونهم .. مش مشكلتي
- كأن الإمبراطورية الرومانية قد عادت
- الإرث المجهول
- توازن القوى في صالح الدولة
- فلنعيد كتابة ((وصف مصر )).
- أحداث 2011 هل كانت مدبرة
- الأخت جيمني
- يتحكمون.. يكسبون و نحن نعمل


المزيد.....




- أردوغان يتحدث عن دفع تركيا أثمانا كبيرة جراء وقوفها مع السور ...
- ليبيا.. اعتداء مسلح داخل مستشفى غدامس العام
- واشنطن توجه طلبا جديدا لزيلينسكي بعد واقعة توبيخه -المثيرة- ...
- بين الآمال والمخاوف، كيف يرى بعض الأوكرانيين مصير بلادهم في ...
- حظر تجوال في الساحل السوري بعد مقتل 16 عنصراً من قوات الأمن ...
- طبيبة روسية تروي أمام بوتين قصتها المؤثرة عن نقلها جثة زوجها ...
- لماذا غضبت إسرائيل من محادثات إدارة ترامب المباشرة مع حماس؟ ...
- أسرى إسرائيليون سابقون يلجأون لترامب
- نواب بريطانيون يدعون للجنة تحقيق مستقلة
- جرافات تهدم منازل في مخيم نور شمس بطولكرم مع استمرار العملية ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - مؤتمر الخوف من ترامب