أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي فنجان - نقد منصور حكمت والأحزاب اليسارية وعي متأخر أم تصفية حساب؟















المزيد.....


نقد منصور حكمت والأحزاب اليسارية وعي متأخر أم تصفية حساب؟


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 8273 - 2025 / 3 / 6 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشر الصديق العزيز فلاح علوان مقالا لم يحدد عدد حلقاته، فقد اكتفى بحلقتين فقط، مقالته جاءت تحت عنوان "قبل عام من الآن"، وهي عبارة عن جزء من ذكريات له في العمل النقابي ومسيرة الحركة العمالية، والصديق العزيز فلاح معروف بعمله داخل الأوساط العمالية، كشخص نقابي محترف، رغم انسحابه أو لنقل انعزاله عن الحركة في الفترة الأخيرة، لأسباب كثيرة هو أدري بها.

في بداية مقالته "قبل عام من الآن" يقول:

" إن الظهور الواسع للحركة العمالية اليوم في العراق، وتجاوز المطلبية المقتصرة على المستحقات، والوقوف بوجه السياسيات الإقتصادية ورفع شعارات تطالب بالمساواة بين الموظفين في سلم الرواتب، مع غياب الحركات او الأحزاب العمالية، هو مؤشر على عدم إرتباط هذه المنظمات بالحركة، وإن هذه المنظمات تقف بمعزل عن الصراع الطبقي والنضال الطبقي. وقد كشفت الحركة العمالية الدائرة منذ بضعة سنوات هذه الحقيقة بوضوح. إن السبب في ضعف اليسار أو الأحزاب العمالية وإبتعادها عن الحركة لا يعود الى نواقص تنظيمية أو قلة كوادر وما الى ذلك، ولا يعود كذلك الى نقص خبرات المنظمات اليسارية في مجال قيادة النضال العمالي المباشر. لقد أثبتت الوقائع إن ضعف اليسار يكمن في "برجوازيـ"ته".

كالعادة، فلا جديد تحت الشمس في منطق فلاح علوان؛ فشل الحركة العمالية هو بسبب غياب الحركات والأحزاب السياسية العمالية! هو ذا المنطق الذي يكرره فلاح دائما، خصوصا بعد اعتزاله العمل السياسي والحزبي؛ انه جوهر مقالته في جزؤها الأول؛ لكن لنتفحص هذا المنطق:
الفيلسوف الإنكليزي جون لوك 1632-1704، في مقالته "في الفهم البشري" افترض ان الذهن ورقة بيضاء خالية من أي أحرف، ومن دون أية أفكار، فكيف تراه يزود بها؟

ونحن سنفترض اننا بدون ذاكرة امام ما يقوله العزيز فلاح، وسنعتمد على منطق الاحداث التي يذكرنا بها فلاح نفسه، أي سيكون هو الذاكرة في صفحة ادمغتنا البيضاء هذه.

يقول العزيز فلاح:

" قبل عام من الآن عقد جمع من النقابيين مؤتمراُ رفع شعار " التصدي للخصخصة والسياسات الرأسمالية وسيلة الطبقة العاملة لتحقيق أهدافها ومصالحها" وقد كانت على ما يبدو، المرة الأولى التي يرفع فيها نقابيون شعاراً يتصدى صراحة للسياسات الإقتصادية للحكومة، بهذا الوضوح وهذه المباشرة".

طيب، لنسأل من هم النقابيون الذين خطوا هذا الشعار؟ وأين يا ترى عقد هذا المؤتمر؟ ومن جمع العمال والقادة العماليين؟ وقطعا لا نريد ان نسأل من اين جرى تمويله؟ كان يجب ان يقول لنا فلاح شيئا عن ذلك، حتى نستطيع ان نقول ان منطقه صحيح او غير صحيح من ان ضعف اليسار والأحزاب العمالية كانا سببا في ضعف الحركة العمالية.

شعار كهذا متقدم جدا، لا يمكن ان يخطه او يفكر فيه من نعرفهم و-يعرفهم فلاح- من الحركة العمالية، اغلب القادة العماليين ذوي توجهات دينية-طائفية، عندما تتحدث مع أحدهم تكتشف ذلك، وهم "محبوبين" بين العمال على ذلك الأساس، حتى انهم دائما يرفعوا صور "السيد القائد" و "السيستاني" في مظاهرات عمالية بحتة، ويرددون القول ان حل قضاياهم العمالية المطلبية هو بتشكيل وفد عمالي للذهاب الى هذا السيد او ذاك المرجع الديني؛ لغة مثل "الطبقة، الخصخصة، الرأسمالية، النيوليبرالية" غريبة عليهم، بل لا يستخدموها.

ثم ما هي الوقائع التي اثبتت بورجوازية الأحزاب العمالية؟ كان الاجدر بفلاح ان يذكر لنا اية واقعة تثبت لنا النفس البورجوازي داخل الأحزاب العمالية؛ ثم انه لم يذكر لنا من هي تلك الأحزاب العمالية ذات الطابع البورجوازي؛ وكيف كشفت الحركة العمالية عن ذلك؟

أسئلة كان على العزيز فلاح ان يجيب عليها، ولا يكتفي فقط بإلقاء اللوم على الأحزاب العمالية، وكأن الحركة النقابية والعمالية هي بأفضل حالاتها، بل كأنها متقدمة على تلك الأحزاب، مع ان الواقع يشير الى غير ذلك.

حركتا سلم الرواتب وهيكلة شركات وزارة الصناعة هما الان تتصدران المشهد العمالي، لكن هل للنقابات العمالية دور يذكر فيها؟ أي متابع لهذه الحركات يقول ان دورها هامشي جدا، يكاد لا يشعر به أحد، وان وجد، فيقف خلفه اشخاص وقوى عمالية. اما من يقود المشهد العمالي، خصوصا حركة سلم الرواتب، فأن التيار الصدري هو من يسيطر سيطرة تامة على تلك الحركة، نلمس ذلك من خلال التظاهرات التي يرفع فيها صور مقتدى الصدر، وتردد فيها الشعارات الصدرية؛ فعن اية بورجوازية تتحدث صديقي العزيز؟

يقول العزيز فلاح في نهاية الجزء الأول من مقالته ما نصه:

" إن ما يقوم به العاملون في القطاع العام خلال السنوات الماضية، يشكل من حيث مضمونه نضالاً طبقياً متقدماً، فهو يمثل لحظة الصدام بين الطبقة العاملة وسياسة رأس المال في شكل النهج النيوليبرالي الذي تنتهجه الحكومة كجزء من السياسة العالمية للرأسمالية. إنه نضال يحمل في طياته نواة اشتراكية، وإن لم تكن قد تبلورت بشكل تيار واضح. ومن جانب آخر فإن الطابع الإشتراكي لهذا النضال غير مرتبط، ولا حتى قريب من تصورات ونفوذ المجاميع والأحزاب اليسارية في العراق".

في علم النفس هناك عملية نفسية يطلقون عليها "الاسقاط"، وتعد احدى اليات الدفاع عن النفس؛ نحن سنأخذ هذه العملية ولكن من جانب سياسي وليس نفسي، فالصديق فلاح كأنه يتخيل او يعيش في فترات تاريخية محددة، كانت فيها الطبقة العاملة قوية وتقتحم السماء، انه يقرأ عن العمال في بتروغراد 1917، وألمانيا 1918، او أيام غرامشي، فيسقط تلك الوقائع العمالية ولغتها على واقعنا العمالي الحاضر، فيتخيل وجود قيادات عمالية بمستوى لينين و روزا وتروتسكي وغيرهم؛ لكنه يمضي ابعد من ذلك بالقول "يحمل في طياته نواة اشتراكية"! ولا نعرف ما هي تلك الاشتراكية التي حملها عمال خافوا على أوضاعهم المعيشية فهبوا منتفضين في لحظة ما وانتهت تلك الهبة؟ لم تتطور ولا نعتقد انها ستتطور؛ ثم كيف تحمل حركة عمالية عفوية لا تقودها أحزاب سياسية اشتراكية، بل وبعيدة عنها حسب منطق فلاح، كيف تحمل نواة اشتراكية؟ كل عمال القطاع العام، ومن اشتراكنا في بعض من مسيراتهم واحتجاجاتهم كانوا يرددون القول: "عمي احنا نريد الدولة تملك المعامل"؛ هذا هو المنطق الذي يتردد بينهم، فهل هناك نواة اشتراكية ام رأسمالية الدولة؟

الصديق العزيز فلاح يريد دائما الغاء النضال السياسي -الحزبي- التنظيمي، ويرفع من شأن النقابية، وهذه السياسة عكسها في جميع مقالاته وممارساته، مع انه-فلاح- كان يوصي بقراءة كتاب لينين "ما العمل"، وفيه ميز لينين بين ثلاثة اشكال أساسية من النضال البروليتاري:
"النضال الاقتصادي، النضال السياسي، النضال الأيديولوجي"؛ لكن يبدو ان الصديق العزيز فلاح تناسى او حذف تلك الاشكال النضالية، ورفع فقط من شأن النقابية، بحجة ان الأحزاب اليسارية غير مرتبطة بالحركة العمالية.

يتبع لطفا للجزء الأخير....



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رشيد غويلب والتجمع المدني الوطني العراقي
- سلوى زكو والخجل من المصارحة - عن انقلاب الثامن من شباط
- مثقفو السلطة والطائفة.... مؤيد ال صوينت نموذجا
- مجرد ذكريات
- النقابات العمالية و(الأوبلوموفية)
- (المرأة والحرب)
- بين جوليان أسانج واليكسي نافالني
- دروس في الاخلاق الليبرالية.. مقتل طفلين
- تساؤلات حول بعثة وفد المثقفين الى تونس
- حول ذكرى التاسع من نيسان
- عشرون عاما من البؤس - قطار الديموقراطية الأمريكي
- ستون عاما من الاجرام الثامن من شباط وقطار الليبرالية الامريك ...
- التمايز في اللغة او رسم الحدود بين المذكر والمؤنث
- (الڨيروس الليبرالي)
- (حق الشعوب الجيدة التنظيم في الحرب)
- عبد اللطيف الراوي و (الفكر الاشتراكي في الادب العراقي)
- مخاطر ازمة.... ومخاطر حرب
- بصدد مؤتمر (الفلسفة والعيش المشترك) بحث قاسم جمعة نموذجا
- الثامن من شباط و (الحقد الأسود)
- توني بلير وانحطاط المثقفين


المزيد.....




- حقيقة الفيديو المتداول لتوغل دبابات إسرائيلية في سوريا.. هذا ...
- مبعوث ترامب يكشف ما دار في أول محادثات أمريكية مباشرة مع -حم ...
- مسؤولون أمريكيون يوجهون اتهامات -خطيرة- لإسرائيل.. ما علاقة ...
- رومانيا تحتجز ستة أشخاص بتهمة الخيانة في قضية تجسس روسي
- هل يسمح ترامب لإيمان خليف بالمشاركة في أولمبياد لوس أنجلوس؟ ...
- بعد الأحداث الدامية في جبلة وريفها.. فرض حظر تجوال عام في طر ...
- سوريا.. قتلى ومصابون في صفوف قوات الأمن في منطقة جبلة وريفها ...
- ويتكوف: سنناقش وقف إطلاق النار لمدة 6 أشهر في اجتماع أمريكي ...
- ترامب -يعفي- المكسيك من الرسوم الجمركية
- خبير: ترامب يتحضر للعراق وإيران


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم علي فنجان - نقد منصور حكمت والأحزاب اليسارية وعي متأخر أم تصفية حساب؟