أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - أبعاد وخلفيات القمة العربية 33















المزيد.....


أبعاد وخلفيات القمة العربية 33


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 20:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يدقق في مخرجات القمة العربية التي حملت اسم "قمة فلسطين " وعقدت في القاهرة يوم 4أذار من عام 2025 ويطابق فيما بينها وبين حقيقة الواقع الدولي والإقليمي والعربي والقوى المحركة له ويلم بما جرى ويجري فيه من تبدلات مؤسفة على اثر الدمار الذي لحق بغزة وشعبها في ظل صمت حكومات عربية وإسلامية وغربية . يجد ان مخرجات هذه القمة متقدمة جدا وتحتوي على اطروحات عربية شمولية ، أقرب ما تكون للتوجهات الدولية الساعية للسلام .يمكن ان نضع لها عنوانا أوسع .خطة للسلام العالمي .وهو ماتم التعبير عنه بصيغة "السلام خيار استراتيجي للعرب ." وبما ان السلام لا يقرره العرب وحدهم بل دول العالم الكبرى مثل أمريكا وأوروبا وروسيا والصين لذلك يمكن اعتبار ماتم التعبير عنه بخياراستراتيجي مناقض للتوجهات الإسرائيلية والترامبية .وتشكل أساسا مقبولا لخطة سلام للعالم كله .
تبدوالخطة لأول وهلة خطة عربية مصرية بحت كون الخطة المصرية التي وضعتها مصر لغزة كبديل عن خطة ترامب للتهجير هي التي تم تبنيها . وتبين القراءة الشاملة للخطة أنها موضوعة بدقة وعناية فائقة من قبل المصريين بما يرضي جميع الأطراف الراغبة بالسلام .وعلى الأغلب تم التوصل لها بعد لقاءات وحوارات ومناقشات مطولة بين مخابرات ـ اوالعالمين ببواطن الأمور ، او من بيدهم قرار السلم والحرب في ـ كل من أمريكا وأوروبا وروسيا ومصر .
لذلك نستطيع ان نقول اليوم ان مصر باتت الدولة التي تقود العرب وليست السعودية . كون خطة السلام السعودية التي اقرت في بيروت عام 2002 قد خرقت من قبل واضعيها عندما لم يعترضوا ويقفوا ضد ما قامت به البحرين والإمارات من تطبيع مع إسرائيل دون إقامة دولة للفلسطينيين ودون عودة لاجئ فلسطيني واحد .
لذلك نستطيع القول أن مركز القرار العربي بعد سبعة اكتوبرعام 2024 قد بدأ ينتقل من السعودية إلى مصر .وهذه نقلة نوعية تذكرنا بالنقلة التي تمت أيام عبد الناصر عام 1956 .لذلك من المرجح ان تجد اعتراضات من قبل عدد من الدول العربية مثل السعودية الممالئة لأمريكا بدليل انها أرسلت للقمة وزير خارجيتها فقط وهو ما يعكس استهتارا بالرؤساء والملوك الذين حضروا قمة القاهرة .ويشير في ذات الوقت على ان الأطراف الممالئة لأمريكا وإسرائيل سوف تعمل في المستقبل على تخريب الخطة المصرية للسلام في الشرق الأوسط . وسوف تعمل على ترجح كفة اليمين الأمريكي والإسرائيلي وسيعملون على تخريب الخطة من قبل ان تبدأ .وها هي زيارة سموتيرتش لواشنطن ترمي الى حشد اللوبي اليهودي في أمريكا على الخطة المصرية العربية .

جوهر مشروع السلام المصري :
عندما يتحدث ترامب عن تهجير سكان غزة فمن المؤكد انه لن يهجرهم لأمريكا بل إلى الجارة القريبة مصر .لذلك فإن الخطر المباشر لخطة ترامب سيقع على مصر والتي سيشكل تهديدا لأمنها القومي لذلك من الطبيعي ان كون مصر اول من يتصدى لخطة ترامب وتطرح خطة بديلة ومناقضة وهذه نقطة متقدمة وإيجابية لصالح مصر والعرب .وبما ان كل من ترامب ونتنياهو ومن خلفهم عرب السعودية والخليج ولبنان والأردن توافقوا بعد تدمير إسرائيل لغزة على إخراج حماس من غزة وعلى ضرورة تسليم أسلحتها لإسرائيل او للسلطة وهذا ما تعتبره حماس وفصائل المقاومة خطا احمر . فكان لابد للخطة المصرية ان تراعي موقف حماس التي شكلت عمليا خط دفاع عن مصر .كي يتم قبول قيادات حماس وفصائل المقاومة للخطة ، دون ان تغضب السلطة . ان تلتف حول موضوع تسليم السلاح بالتأكيد على ضرورة تنفيذ إسرائيل المرحلة الثانية من الاتفاق وانسحاب إسرائيل من غزة وإعادة إعمارها وإدخال المساعدات الإنسانية لها بما يرغم إسرائيل على التوقف عن العودة والدعوة إلى الحرب والتأكيد على ضرورة التمسك بحل الدولتين الذي وافق عليه كل العالم بما فيه أمريكا ،مقابل ضمانات مصرية بأن لا تقوم حماس بهجوم مماثل لهجوم سبعة أكتوبر. وليس كما طالب نتنياهو وترامب من خلال تجريدها من السلاح وإخراج قياداتها ومؤيديها من غزة . بل من خلال الابقاء على السلاح الخفيف والمتوسط للدفاع عن النفس في حال شنت اسرائيل هجوما على غزة وهو امر مشروع لا يمكن لأحد ان يقف ضده وتؤيده أغلب حكومات أوروبا والعالم .
ولعل العيب في الخطة هو عدم إدانة اعمال إسرائيل في الضفة وعدم نقد مواقف السلطة الفلسطينية المتفرجة على ما يجري هناك .وهو ما تبدى بتقبل حماس التعاون مع الحكومة الفلسطينية . مع مراعات مطالب عامة يفترض بسلطة رام الله ان تقوم بها مثل إجراء انتخابات وإصلاحات وتقوم بارسال خبراء ومهنيين واختصاصيين في مجال الاعمار والبناء والصحة وتوزيع المساعدات ..إلخ وهو ما يمكن ان يرضي السلطة في رام الله ويمكن ان يشجعها على السير في الخطة بما يمكنها (من التمكين والتمكن والسيطرة والهيمنة )والعودة لحكم غزة من جديد من خلال إعادة من فصلتهم سلطة رام الله وقطعت عنهم الرواتب في غزة والضفة والتابعين للامن والشرطة الذين تعاونوا مع حماس وفصائل المقاومة وعلى ان تقوم حكومة ملك الأردن بتدريب قوات امن وشرطة جديدة قادرة على الهيمنة على غزة وشعبها الأبي .
ومقابل ذلك تم إرضاء حماس بإعلان رسمي من محمود عباس بتقبل إجراء انتخابات رئاسية ـ يعرف قادة حماس انها سوف تسقط عباس .لذلك قام الأخير فورا بطرح بديل ترضى عنه إسرائيل باستحداث منصب نائب له يحل محله عندما يغيب عن الساحة او يستقيل بعد ان انكشف وانتهى دوره .
معيقات الخطة :
عدا عن سموتريتش وبن غفير ونتنياهو واحزاب اليمين المتطرف التي ستقاوم الخطة لدينا مالا يقل عن ستين بالمئة من الإسرائيليين الذين مازالوا يدعون ويعملون على زيادة عمليات التوسع وبناء المستوطنات وترحيل الفلسطينيين من الضفة وخنق غزة ومنه إقامة دويلة فلسطينية والبقاء في جنوب لبنان وجنوب غرب سوريا وسحق كل مقاومة عربية تقف ضد هيمنة إسرائيل على المنطقة .
والخطر الثاني يأتي ممن يدعمون هؤلاء المتطرفين بعلم او بدونه ممثلين باليمين الامريكي المسيحي لصهيوني واليمين الأوروبي المنغلق على ذاته ,وادواتهم من العرب والفلسطينيين الحمقى . مما ينقل المعركة من النطاق الإقليمي على العالمي عالمية ويجعلها في ظل غياب يسار ثوري إلى معركة بين يمين متطرف داعي للحرب ووسط معتدل يدعوا للسلام .

فتحي رشيد 5/3/ 2025



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر العداء لحماس
- الاستفادة من بعض ما حصل في غزة
- ملحمة نصر غزة
- ملامح المرحلة الجديدة لسوريا
- حول قرار محكمة الجنايات الدولية
- الوطن وطني والقضية قضيتي -
- بؤس ثقافة الهوان
- مفترق طرق بين الذوبان والتلاشي وبين البقاء والرفعة
- بايدن وخلط المفاهيم والحقائق
- محرقة مجمع الشفاء الطبي
- نزعة العدوان والعنف عند البشر
- استعادة الشموخ
- مقاربة بين معاناة غرنيكا ، أوشفيتس ،ماي لاي ومعاناة غزة
- بين حل الدولتين و الحل الجذري الشامل للقضية الفلسطينية
- تجرية الصين وتحرير فلسطين
- المواقف المخزية لحكام ونخب الدول الغربية الفاعلة
- جوهر قضايا الشرق الأوسط
- حق الدفاع عن النفس في ميزان الحقوق
- حزب الله ما بين العقلانية والمقاومة
- مقاومة حماس في مواجهة إرهاب إسرائيل والغرب


المزيد.....




- مصر: زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب شمال مدينة شرم الشيخ
- سوريا.. مظاهرة معارضة في السويداء تزامنا مع تفعيل قوى الأمن ...
- لوكاشينكو ينتقد ترامب: فكرة تهجير أهل غزة غير واقعية وفيديو ...
- صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- ضباط استخبارات سابقون لا يستبعدون -تهدئة- استخباراتية بين وا ...
- زيمبابوي تدق باب -بريكس- وتوقع مع روسيا اتفاقية بشأن تخفيف ع ...
- فيتسو: سلوفاكيا ترفض اقتراح الاتحاد الأوروبي تخصيص أموال لأو ...
- -نيويورك تايمز-: إدارة ترامب تبدأ حملة تسريح واسعة في صفوف و ...
- -رويترز-: إدارة ترامب تدرس خطة لتفتيش ناقلات النفط الإيرانية ...
- إصابة شخصين بانفجار في موقع لشركة -كونتيننتال- في هانوفر بأل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - أبعاد وخلفيات القمة العربية 33