أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - نقد مغامرة حماس














المزيد.....


نقد مغامرة حماس


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 16:48
المحور: القضية الفلسطينية
    



يضج الإعلام الجمعي المكون من فضائيات غربية وعربية مشهورة، والاجتماعي من فيس واكس هذه الأيام بالكلام "الحكيم" حول كارثة "مغامرة" المقاومة في 7 تشرين، وما جرته على الشعب الفلسطيني من ويلات إنسانية وسياسية واقتصادية، بينما كان طريق الحكمة والموعظة الحسنة كفيلاً بالحصول على حقوقنا.
هل يعقل أن هؤلاء "العلماء" و"الخبراء" لا يدركون أن المشروع الصهيوني قد دخل منذ عقد أو أكثر في مرحلة تطبيق التطهير التام؟! لقد ردد أركان الحركة الصهيونية دائماً أن بن غوريون لم يكمل المهمة كما ينبغي. كما ردد أشخاص كثيرون من النخبة الحاكمة في خطها الرئيس أمثال داني دانون وبنيامين نتانياهو على امتداد العقدين الأخيرين أن الفلسطينيين قد خسروا الحرب، وأن عليهم أن يستسلموا دون قيد أو شرط، وأن يرضوا من الغنيمة بالسلامة الشخصية لا غير، وأن يتركوا أرض "الميعاد" لأصحابها الحقيقيين، ويبحثوا لأنفسهم عن وطن بديل في الأردن أو العراق أو مصر أو السعودية أو جهنم الحمراء، لا يهم، لأن المطلوب هو اختفاء الفلسطينيين من إيرتس يسرائيل التي تعد وطناً حصرياً لليهود.
فكيف كان على المقاومة أن تواجه ذلك؟
أولاً: كان بإمكان المقاومة بيسر وسهولة أن تعيش ومعها جماهير غزة في بحبوحة ورغد شريطة أن تترك إسرائيل تبتلع ما تبقى من الضفة. ذلك أن إسرائيل لم تطمع يوماً في قطاع غزة، بل إنها على امتداد العقدين الأخيرين بذلت جهوداً لا يستهان بها لإقناع الرئيس المصري ببيع جزء من سيناء ليتم ضمه إلى دولة غزة بما يسمح بتشكيل دولة فلسطينية مستقلة ترضي تطلعات الشعب الفلسطيني لأن يكون له كيان سياسي معترف به. ولكن مقاومة غزة رفضت العرض السخي، ونفذت مغامرتها الشجاعة الأسطورية من أجل حماية الضفة والقدس. وقد كان بإمكانها دون شك بناء "دولتها" الفلسطينية المزدهرة في قطاع غزة، وإراحة نفسها من القهر والدمار والمعاناة والاعتقال والاستشهاد الذي جرته على أهل غزة ومقاتليها وقياداتها.
ثانياً: كان الرجل الذي قاد "الهجوم" السياسي الفلسطيني بغرض الحصول على الضفة وغزة هو الراحل ياسر عرفات، فوقع اتفاقية "أوسلو" سيئة الصيت حالماً أن تنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 67 . ولكن الرجل أدرك بعد سنوات ست لا أكثر أن إسرائيل تلاعبت به بغرض تصفية النضال الفلسطيني، ثم الاستيلاء على الأرض كلها، فقاد بنفسه الانتفاضة الثانية التي أدت إلى تسميمه. وفي ذلك السياق روج الإعلام الغربي وبعض العربي أن عرفات كان مسؤولاً عن إعاقة التسوية السلمية.
ثالثاً: جاء تيار "السلام" الفلسطيني بعد رحيل عرفات، وقدم كل ما يمكن وما لا يمكن تقديمه لإرضاء إسرائيل على امتداد عشرين سنة أو يزيد. ونذكر من رموز هذه الحقبة رئيس الوزراء سلام فياض الذي ظن أن بناء مؤسسات الدولة سيقود حتماً إلى وجودها في العام 2011. وقد اتضح بعد 14 عاماً من ذلك الحلم/الوهم أن إسرائيل وسعت الاستيطان، وزادت زخم الحركة باتجاه ضم الضفة، وربما أراض عربية أخرى.
رابعاً: نصل إلى السؤال الجوهري: هل يقود ميل العرب والفلسطينيين إلى مسالمة إسرائيل والتطبيع معها إلى استقلال الضفة أو الجولان أو جبل الشيخ ...الخ أم أن إشارات الضعف ستفتح شهية الحركة الصهيونية إلى التفكير في ضم بعض الأراضي الأردنية والمزيد من الأراضي السورية وربما العراقية واللبنانية؟
إن من يعرف بدهيات السياسة المقارنة يدرك بدون لبس أن أية قيادة "عاقلة ووطنية" في إسرائيل ستستغل حالة التردي العربي من أجل التوسع الجغرافي والسياسي والاقتصادي، ولا لوم عليها ولا تثريب إن فعلت ذلك لانسجامه مع "طبائع العمران" بحسب ابن خلدون، أو قوانين السياسة المقارنة بحسب مورغنذاو أو الاقتصاد السياسي بحسب ماركس.
خلاصة: من يرددون أن مغامرة حماس كانت خاطئة يجهلون قواعد السياسة في أحسن أحوالهم، وقد يكون لهم فيما يهرفون مآرب أخرى. وإذا كانت عملية السابع من تشرين قد فشلت، فهذا يعني أنها لم تنجح في تحقيق الردع الذي هدفت إليه من أجل لجم الأطماع الصهيونية في الاستيلاء على ما تبقى من فلسطين. ولكن البديل عن المقاومة لن يحقق ما فشلت المقاومة في تحقيقه، وإنما سيقود إلى كارثة انتقال القيادة الصهيونية إلى مشروع إسرائيل الكبرى الذي يتجاوز فلسطين إلى المحيط العربي، ويبدو أن انهيار الدولة السورية وتحجيم المقاومة اللبنانية يوفران الفرصة التاريخية النموذجية لتسريع السير في اتجاه حلم "من النيل إلى الفرات".



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب والاستراتيجية الأمريكية الجديدة في مواجهة الصين
- الديمقرطية بين أمريكا وسوريا
- هل انتصرت غزة؟
- في انتظار دونالد ترامب
- دون كيشوت وآلام فراق النزام
- تحرير سوريا على يد الجولاني
- الاحتلال السهل لسوريا
- المقاومة وحدود الممكن التاريخي
- لو كنت نتانياهو
- استطلاع اللحظة الراهنة
- الشيطان/المخلص والفراغ الذي حل بنا
- الرد الإيراني اللبناني
- اليوم التالي ومعضلة وقف إطلاق النار
- غزة بين الكلبية وعقيدة الضاحية
- قراءة في زمن ما بعد 7 تشرين
- إسرائيل تفقد قيمتها وتتجه نحو اليسار
- إدارة التوحش
- غزة في الحسابات الدولية والإقليمية
- الخوارزميات وسلوك القطيع
- نورمان فنكلشتين والحرب في غزة


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يقر نظام رقابة آليا على حدوده الخارجية بديل ...
- إسرائيل تريد إبقاء القواعد الروسية في سوريا
- روبيو: النزاع في أوكرانيا هو حرب بالوكالة بين الولايات المتح ...
- تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا يُفاقِم الصراعا ...
- السيناتور غراهام: زيلينسكي كان جيدا في الحرب لكنه يحتاج إلى ...
- روبيو يحذر -حماس-: خذوا تهديدات ترامب على محمل الجد
- كوريا الجنوبية.. إصابة مدنيين وتدمير عدة مبان إثر إلقاء طائر ...
- السودان.. تحركات في 3 مسارات لوقف الحرب المتصاعدة
- 700 دبلوماسي أميركي يحتجون على تفكيك وكالة التنمية
- خطاب ترامب أمام الكونغرس جذب 36.6 مليون مشاهد


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - نقد مغامرة حماس