علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 8272 - 2025 / 3 / 5 - 16:46
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
اراد السيد المالكي بقوله هذا، ان ينذر القوى الوطنية النزيهة من الدخول فيها، ويعلن بصراحة وهو لاخائف ولا مستحي، بانها ساحة للذين نهبوا وسرقوا اموال الشعب العراقي ولا مكان لغيرهم فيها. بمعنى لا يتمكن احد خوضها غير الفاسدين اغنياء هذه المرحلة. وهنا سيُحصر الصراع بين " ذوي القربى ".. اذن الفوز لهم مضمون طالما هي محاصصة و فساد على فساد، لذا سيمهد الطريق للعودة الى سدة الحكم وفي ذات النمط الكارثي. وهنا من الموجب ان يطرح نفسه السؤال صارخاً وغاضباً " اين موقف مفوضية الانتخابات الاطارية من قول احد ابرز قادته ؟ في ـ ان الانتخابات القادمة ستكون صراع اموال ـ . ولا بد ان يخرج من خاصرته ايضاً سؤال اخر زاهقاً ليقول: هل معناها ستحصر الانتخابات بين الاوساط والكيانيات الفاسدة . وعليه جاء تصريح رئيس كتلة دولة القانون ليعلنه دون اية مواربة ..؟ .
ويمكن واقعاً وليس حدساً ان تعمل " القلة الحاكمة " على ازاحة من يحاول دحم ( بوابة خيبر ) الانتخابية من القوى الوطنية غير السارقة من سحت الحرام الاموال السائبة المنهوبة الذي يمكنها من خوض الانتخابات. طالما ان المفوضية قادرة على صياغة وتفصيل قانون انتخابي على مقاس " اطاري " ، يطلق حدود الصرف على شراء الاصوات و الدعاية غير المتنافسة ببرامجها الانتخابية لصالح الناس والوطن. بل بانحيازها للقومية والطائفية والعشائرية وقتل الروح الوطنية التي لا يلمس من خلالها غير المذهبية المتشددة و المفرقة لوحد الصف الوطني ، تعبيراً عن التمسك بالمبدأ الاستعماري " فرق تسد " ، وبهذا يغدو من البديهيات ان يتسيد المال السياسي، وتتحول معركة الانتخابات الى بازار سياسي الرابح فيه من يدفع اعلى ثمن سلعة الصوت الانتخابي .
لا يتوهم احد ويفسر كلام المالكي الابرز من بين مجموعة " الاطار التنسيقي " بانه زلة لسان. بل كان ممهداً وجاساً لنبض الساحة السياسية بمن فيهم اقرب حلفائه، وليس غريباً منه وهو الباحث عن الانفراد ويمارس الاقصاء بشكل جائر وجسد شخصيته على ذلك وما فعله في ولايته السابقة وغيره. وهنا يبدو قد ركل الكرة لتستقر في ساحة المعارضين الجالسين على مقاعد مدرج المتفرجين لغرض الترقب البائس. ان التعويل على لملمة الشتات بهدف تشكيل كتلة تقتحم زوبعة عملية الانتخابات، وهي لا تحمل غير اجمل الشعارات وارقى البرامج السياسية. وعليه سوف تواجه الكتل المعبئة بالمال المنهوب، التي تقدم للناخب سعراً مغرياً لصوته. فهل ياترى سينحاز الناخب الى البرامج الراقية ام الى الاسعار العالية..؟ قطعاً ستتجه الاصوات نحو الامال اكثر ملموسية وهذه الحلقة المركزية التي ينبغي ان تطرز بها عناوين الكتل الرائدة الساعية للتغيير. لان الناس قد مضى عليهم اكثر من عشرين عاماً، قد اتخموا بالوعود الفارغة من قبل القوى التي قفزت الى السلطة بهذه الطريقة او تلك حتى وصل الامر الى استلام دفة الحكم من قبل الفاشلين .. فما العمل هل ندرك جميعاً هذه المعضلة قبل فوات الاوان..؟
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟