أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هشام القروي - أوروبا تحت المراقبة














المزيد.....

أوروبا تحت المراقبة


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 08:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تيارات
من بين المسائل التي ينبغي مراقبتها في سنة 2007 ما يتعلق بنمو وتطور بعض التيارات في دول وسط أوروبا.
فعلى الرغم من أن تلك الدول قد قطعت عدة سنوات في العقد الثاني بعد سقوط الشيوعية، إلا أنها لا تزال تعاني من ضعف الحكومات، وانقسام المجتمعات، وهو ما يثير الخوف في نفوس دول أوروبا الغربية التي تخشى أن تصبح تلك الدول بمثابة أبناء الاتحاد الأوروبي "الأشقياء".
وقد تبدت هذه الملامح في أجلى صورها في بودابست ،عندما اشتبك المتظاهرون القوميون المنتمون إلى التيار اليميني مع قوات الشرطة المجرية، وهو الحدث الذي اختطف ما كان مقرراً أن يكون مناسبة هادئة لإحياء ذكرى الانتفاضة التي قام بها الشعب ضد الهيمنة السوفييتية منذ نصف قرن من الزمان. وكان بعض المتظاهرين يحملون العلم المزين بخطوط حمراء وبيضاء والذي يرمز إلى سلالة "ارباد" التي ينتمي إليها ملوك المجر في القرون الوسطى، والذي أصبح شعاراً للقوميين في السنوات الأخيرة.
والسبب الذي دعا إلى اندلاع القلاقل وأعمال الشغب أصلاً يبدو عادياً نسبياً وهو استخدام البوليس لأسلوب القبضة الغليظة في التعامل مع المتظاهرين.
بيد أن كريج. إس. سميث - مراسل نيويورك تايمز في بودابست - يشير الى مسألة أخرى ، وهي على حد قوله تمثل سبباً أكثر جوهرية لاندلاع مثل هذه القلاقل في دول أوروبا الشرقية ، وهو أن معظم شعوب تلك البلدان لم تكن لها كلمة أو تأثير في الانتفاضات التي تمت عام 1989 عندما أدت "الثورات المخملية" إلى تفكيك الحكم الشيوعي في تلك الدول. ويستشهد بما يقوله المحلل السياسي والوزير السابق في الحكومة المجرية، ستيفان ستامبف : "إن تلك الثورات تمت من خلال مفاوضات بين قوى سياسية، وهو ما حد من المشاركة الشعبية في خلق الأنظمة الجديدة... والحاصل الآن أن الكثيرين من أبناء تلك الدول يشعرون بأنهم قد خسروا بسبب تغير الأنظمة".
ونتيجة لذلك ازدادت الدوافع الوطنية قوة في تلك الدول وتمكنت القوى والشخصيات الشعبوية فيها من استغلالها لمصلحتها.
أضف الى ذلك الضغوط المترتبة عن الانضمام الى الاتحاد الأوروبي، وهو هدف فاق ما عداه، وأثر سياقه على سائر التحولات التي مرت بها هذه المجتمعات.... وكان من نتيجة ذلك أن العديد من العوامل التي اعتقد البعض أنها قد اختفت أو استنفدت أغراضها عادت إلى الظهور على السطح مجدداً.
بدأ هذا الأمر إذن في بولندا حيث فاز "حزب القانون والعدالة المحافظ" بالانتخابات العام 2005 وتولى التوأم "ليخ، وياروسلاف كازينسكي" منصبي الرئيس ورئيس الوزراء على التوالي، وقاما باتباع سياسة كاثوليكية محافظة، وتحدثا كثيراً عن ضرورة عودة بولندا لاحتلال مكانتها اللائقة في الخريطة السياسية الأوروبية، وهو ما نفر منهما العديدين في أوروبا الغربية المهجوسة بالتسامح.
وفي سلوفاكيا كوَّن حزب اليسار" Smer " ائتلافاً يتكون منه ومن حزبين من الأحزاب اليمينية المتطرفة وهما "الحزب القومي السلوفاكي" المتطرف وحزب "حركة الديمقراطية في سلوفاكيا" الذي يقوده "فلاديمير ميكاير" الذي ساهم أسلوبه الأوتوقراطي عندما تولى منصب رئيس الوزراء في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي في عزل بلاده عن دول أوروبا الغربية.

وحتى جمهورية تشيك كانت هي أيضاً عرضة للتأثر بهذا الاتجاه القومي حيث لا توجد فيها حكومة حقيقية منذ الانتخابات التي عقدت في يونيو، والتي تركت برلمانها المقسَّم بالتساوي تقريباً بين اليمين واليسار في حالة عجز عن الحركة عملياً. وفي هذه البلدان جميعاً يخوض الإصلاحيون والشعبويون حرباً ضد بعضهم بعضاً، كما أن صعود التيارات القومية فيها أدى إلى إيقاظ العداوات القديمة بين تلك الدول من جديد، وخصوصاً بين المجر وبين الدول المجاورة لها والتي كانت في يوم من الأيام جزءاً من الإمبراطورية المجرية.

وهذه التوجهات الشعبوية في بلدان وسط أوروبا تظهر في وقت وصل فيه الاتحاد الأوروبي إلى أضعف حالاته خلال السنوات الأخيرة، حسب المحللين. ولا يخفى أن تجميد التفاوض حول عضوية تركيا له علاقة بالصعوبات التي يجدها الاتحاد في استيعاب أعضائه الجدد ، من البلدان الشيوعية سابقا.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلام على الطريقة البولندية واعلام على الطريقة المالوية
- هل العرب يكرهون الديمقراطية أم هل هناك مشكلة مع أسلوب الادار ...
- وقائع ساحة معهد العالم العربي بباريس
- مشاكل كويتية
- لغة القوة والتهديد لا تجدي
- كل التفاصيل عن برنامج ايران النووي
- مقالة بلا عنوان
- هل يمكن مقارنة التيار الاسلامي الجهادي بالحركة الشيوعية؟
- الشرق الأوسط حتى عام 2020
- امبريالية في عصر غير امبريالي
- هل تكون سوريا الهدف القادم ؟
- دستور بلا وفاق
- شافيز في نظر واشنطن
- انتهت -جنة الاسلاميين- في الغرب
- افريقيا والشرق الأوسط أسوأ الأمكنة للعيش في العالم
- روسيا تتبنى برنامج ايران النووي
- مأزق العراق والسياسة الأميركية
- بطاقة تقرير السرية 2005
- الاستبداد والليبرالية الاقتصادية
- التطرف الإسلامي


المزيد.....




- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - هشام القروي - أوروبا تحت المراقبة