أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود منير - أنا الفلسطيني الأخير














المزيد.....

أنا الفلسطيني الأخير


محمود منير

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 08:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


تشكل فلسطين استفزازاً حقيقياً لجميع الأنطمة العربية وهي كذلك بالنسبة للكيان الإسرائيلي وجميع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، هذا ليس تنظيراً جديداً بل هي مقولة جوهرية صاغها المفكر الراحل إدوراد سعيد، حيث نجح في تحليله الخاص لطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي لأسباب عدة من أبرزها ابقاءه مسافة نقدية لا تجعله ينجر وراء أي شعار سياسي يميناً أو يساراً.

رأى إدوارد سعيد لفلسطين معادلاً موضوعياً للحرية، ومشروع تحرر من الكولونيالية الغربية (الإستعمار) حيث إسرائيل إحدى حلقاتها، لذا فإن مواجهة أسرائيل كانت لا وتزال نقطة محورية في مواجهة الإستعمار الإمبريالي، وفلسطين أيضاً نقيض لجميع النظم العربية الإستبدادية التي تعادي الحرية من جهة، وتمثل (أي معظم الأنظمة الإستبدادية) امتداداً للكولونيالية مشروعاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وفلسطين أيضاً هي التحرر من السلطة بمفهومها الجبري والقدري وتوليدها لأساطير وآلهة تختزل السلطة فيها .. وبذلك كانت فلسطين بالنسبة لسعيد بداية لا أصلاً، واختياراً واعٍ للإنتماء.

إن "فلسطين" إدوارد سعيد، وهو المفكر الفلسطيني الأبرز وعضو المجلس الوطني الفلسطيني سنين عديدة ومن صاغ خطاب الإستقلال، دفعته لرفض اتفاقية أوسلو حيث قرأ مبكراً أنّ "فلسطينيه" لا دخل لها بأوسلو التي جاءت بشروط لا تتفق وإياها.

إن مفكراً فلسطينياً آخر يجيب على اسئلة الواقع الفلسطيني بعد أسلو وهو جوزيف مسعد، أستاذ الفكر الحديث والسياسة بجامعة كولومبيا والذي يؤكد في كتابه "ديمومة المسألة الفلسطينية" أن القضية الفلسطينية لم تحلّها عملية السلام، فالسلام وجد لحل أزمة إسرائيل والأنظمة العربية والقيادة الفلسطينية.

لقد أوجدت أوسلو - حسب تحليل مسعد - خمسة طبقات ابتدعها مهندسو اوسلو لضمان استمرارية العملية السلمية وهي: الطبقة السياسية، وطبقة أمنية ومهمتها الدفاع عن أوسلو في مواجهة الفلسطينيين الذين يحاولون إضعافها، وطبقة بيروقراطية ملتصقة بالطبقتين السياسية والأمنية تشكل جهازاً إدارياً قوامه آلاف العاملين الذين ينفذون الأوامر، وطبقة جمعيات أهلية غير حكومية، ويعتمد تمويل هذه الطبقة البيروقراطية التقنية كلياً على مدى خدمتها لعملية أوسلو، وطبقة رجال أعمال منهم المغتربين والمقيمين في فلسطين، يجنون من الصفقات النفعية التي تسهلها السلطة الفلسطينية.

اليوم تدافع قوى السلطة الفلسطينية عن مشروعية بقائها عبر الإعتماد على أي طبقة من الطبقات الخمس حتى لو كانت الطبقة الأمنية في مواجهة الشارع، ناهيك عن الدور الإسرائيلي في الموضوع.

أما حماس فإنها وبقيادتها للحكومة لا تملك سوى إعاقة مشروع السلطة حيث لا تمتلك غير مشروع واحد هو المقاومة والذي نحّته أو أجلته جانباً منذ تولت السلطة، إن الخطر لا يكمن فقط في إرباك حماس وإنما في استعارتها أدوات الحكم للأنظمة الإستبدادية - كما استعارتها من قبل فتح- والمشاركة من حيث تدري أو لا تدري في الوقوف ضد مصالح الشعب الفلسطيني.

على حماس أن تختار بين المقاومة وهو ما يتطلب منها بعض الخطوات قبل أن تترك السلطة، أو التخلي عن قيادة الشارع الفلسطيني لصالح مشروع فتح، أما فتح فعليها الإختيار في هذه اللحظة التاريخية بين مواجهة الشعب الفلسطيني أو مراجعة مشروعها النضالي الذي اخترق منذ أن قررت مقايضة ما يسمى "ارهاب الشعب الفلسطيني" بالسلام وهو ما تشهد له مقدمة اتفاقية أوسلو.

من جهة أخرى فإن الحديث عن مشروع حكومة الوحدة الوطنية يتطلب إجابة على سؤال موّجه لحماس وفتح معاً: هل تكون حكومة الوحدة مراجعة حقيقية لسياسة فتح أم سياسة حماس؟ أم محاولة لتجميل الصورة فترة من الزمن؟!

بين التخوف من حرب الشارع، والإنصياع للمشروع الأمريكي الإسرائيلي، والجمود الحمساوي، وحكمة الفصائل التي لا تحكم(!)، يتيه الفلسطيني حيث يريد الجميع نزع "فلسطينيته" عنه، أما هو فغارق في تيهه ويصيح: أنا الفلسطيني الأخير.



#محمود_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود منير - أنا الفلسطيني الأخير