أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل عطية - إثابة الإنسانية














المزيد.....

إثابة الإنسانية


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 21:29
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الإنسانية هي الحضن، والحضن أكثر الأماكن الضيقة إتساعاً!
وهي عقيدة: أب، وابن، وأخ.. لا عقيدة شخص غريب عابر!
ظهرت في أسمى معانيها، مشعة بلا حدود، في فلك نوح، وعائلته!
فقد انسكبت على العلاقة الصادقة بين الإنسان والإنسان، وعلى العلاقة الودية بين الإنسان والحيوان!
ولكن لماذا تغيّرت هذه العلاقة من اللون الأخضر، إلى اللون الأحمر؟!
ولماذا ما عادت تنمو في قلوبنا؟
ولماذا تبدو ككلمة غريبة، ورسمية، في هذه الأيام؟
هل لأن السفينة، حين توقفت، في ذلك الوقت، كانت على أرض لا تزال، في ذلك الوقت، مجروحة من عواصف السيول الجارفة المميتة؟
أم لأننا قسمنا الطيور إلى غراب خرج ولم يعد، وحمامة عادت وعلى شفتيها غصن من شجرة زيتون، وقسمنا الحيوانات إلى صديقة، وإلى أخرى مولودة للصيد والهلاك، وقسمنا الناس إلى فريقين، يشتد بينهما التوتر والصراع؟
أم لأن دود الخل منه وفيه، على حد تعبير المثل السائر، المُخجل والمؤلم؟
ولماذا نحن المشرقيون، حيث بدايات الحياة والإيمان المقتدر في فعله، أصبحنا من أكثر أهل الأرض براعة في: التقسيم: والعداوة، والإبادة الجنكيزخانية!
ألأننا ولدنا على أرض مهد الأنبياء الأتقياء؛ فزهدنا في الصالحات والنافعات، وصرنا عنها نبتعد؟
أم لأننا نعيش تحت رحمة شعلة الشمس، التي تحرق إنسانيتنا، وتلوّن قلوبنا ومشاعرنا برمادها القاتم القميء؟
لماذا، وحدنا، دون غيرنا، نرى الحيوانات الضالة من الكلاب والقطط وهي تهرب من أمامنا، تعاني خوفاً شديداً منا؟
ولماذا، وحدنا، ودون غيرنا، نرى الطيور المغردة، وهي تطير مبتعدة عنا، وقد سرى فيها خوف غامض حتى من ظلنا؟
ألسنا لأننا غرسنا فيها، بإقتناع مؤثر، الشعور الدائم بأننا كائنات شريرة، حتى شيدوا صورة لنا، وكأننا كلنا من أنسال الجزارين، فإن أطعمناها فلكي نذبحها، وإن أمسكناها فلكي نفتك بها؟
ان الحيوانات غير الناطقة، نطقت بسبب تصرفاتنا الحمقاء، ولعل من أكثر العبر إقتباساً، قصة "بلعام بن صور"، الذي أحب أجرة الإثم، ولكنه حصل على توبيخ تعديه، إذ منع حماقته: حمار أعجم ناطقاً بصوت إنسان!
إن الإنسانية مستمرة هناك، بإستقلال عنا، وما تزال تنبعث نوراً وجمالاً في كل ناحية، وعلينا استعادتها، كمطلب إنساني، وبإرادة منتصرة، ونملأ بها مخازننا المملوءة بالفراغ، فنعيش مع الآخرين بلطف وتؤدة، ونغمرهم بعطفنا ولمسات حناننا، ونحتويهم من غير امتلاك!
وعندما يجيء الوقت، وتجد أن الذي لا يؤمن بما تؤمن به، أو ينكر وجود الله، يقترب بحب منك، ويتحدث بثقة معك، وأن الحيوانات الضالة بدأت تتمسح بأهدابك، وأن الطيور باتت تنزل عن الشجرة وتحط على راحتيك، وتلتقط الحب من يديك، وعندما تصغي إلى أصوات الأوز، وتسمع حفيف أجنحته، وهو يحط على سطح الماء، ولما يراك يقترب من ظلك؛ في هذه جميعها، تستطيع أن تدرك إن إنسانيتك المفقودة عادت إليك، وأشرقت في حياتك!



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحداث تتكلم (97)
- الأحداث تتكلم (96)
- الأحداث تتكلم (95)
- الأحداث تتكلم (94)
- الأحداث تتكلم (93)
- الأحداث تتكلم (92)
- الأحداث تتكلم (91)
- الأحداث تتكلم (90)
- الأحداث تتكلم (89)
- الأحداث تتكلم (88)
- الأحداث تتكلم (87)
- الأحداث تتكلم (86)
- الأحداث تتكلم (85)
- الأحداث تتكلم (84)
- الأحداث تتكلم (83)
- الأحداث تتكلم (82)
- الأحداث تتكلم (81)
- الأحداث تتكلم (80)
- لأحداث تتكلم (79)
- الأحداث تتكلم (78)


المزيد.....




- ترامب: نقترب من اتفاقٍ بشأن أوكرانيا
- وزارة الدفاع السورية: حزب الله أطلق قذائف مدفعية من لبنان نح ...
- إعلام: هيغسيث استخدم خط إنترنت -قذر- للاتصال بتطبيق سيغنال
- لافروف: نسير بالاتجاه الصحيح في مفاوضات أوكرانيا مع واشنطن و ...
- -رويترز-: واشنطن تستعد لتقديم حزمة أسلحة إلى الرياض بأكثر من ...
- مصر.. النيابة تحظر النشر في قضية سارة خليفة وتؤكد ضبط كمية ض ...
- -سي إن إن-: حلفاء الولايات المتحدة يعربون عن قلقهم إزاء خطة ...
- صحيفة -تايمز- نقلا مصادر: بريطانيا ترفض إرسال قوات إلى أوكرا ...
- تقرير يكشف كارثة في غزة.. انتشار واسع للجوع واليأس مع نفاد ا ...
- المجلس المركزي يستحدث منصب نائب الرئيس


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل عطية - إثابة الإنسانية