أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الحسناوي - النسقُ الدّيني في رواية -متتالية حياة- للروائي المصري أحمد طايل














المزيد.....


النسقُ الدّيني في رواية -متتالية حياة- للروائي المصري أحمد طايل


واثق الحسناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 14:19
المحور: الادب والفن
    


د. واثق الحسناوي/ جامعة المثنى / العراق.
افتتح الكاتبُ الرّوائي المصري أحمد طايل روايته "متتالية حياة"، من اصدار دار فصحى للنشر والتوزيع ،بطبعته االثانية القاهرة، 2025 م .بافتتاحية كلاسيكية وبأسلوب سردي وصفي زمني بسيط خال من المناورة والتعقيد، وبلغةٍ بسيطةٍ يفهمُها القارِئ العادي- وحَسنا ما فَعل- إذ أن لكلِّ جمهورٍ اسلوبه و لغته الخاصة به، إذ عالج موضوعةَ اجتماعيةَ او مشكلةَ تُعدُّ مسلّمة قارّة في قرى مصر آلا وهي مشكلة الصراع والتنازع بين الإخوّة حول الورث. كما يفتتحُ صنّاع المسلسلات المصرية الدرامية القديمة، بقوله : (( منذُ عامٍ أو اكثر وهو يتبع منهجا بروتوكوليا يوميا)) .
وتدورُ احداثُ القصّة وشخصياتها في الرّواية، حولَ محاولة قتل مجاهد مِن قِبل اخويه (بخيت وعزب)، طلباً للمال وطمَعا في الارض والورث، وطَرْدْ زوجته (صبيحة) وابنيه (محمد وصلاح) وبنته (سميحة) من قرية "الصوامعة" الى قرية "الديابات" واحتضانها مِن قِبل عائلة العُمدة "مَسعد" وزوجته "مَحاسن" وتبنيهما للأولاد مِن حيث التعليم والزّواج وتأمين مستقبلهم ، حتى عثورهم على والدهم "مجاهد" الذي أُصيب بفقدان الذاكرة جرّاءَ هدم السّور الذي كان ينام تحته، مِن قِبل "عامر" و "خفاجي"، بتحريض من إخوة "مجاهد" "بخيت" و"عزب" .
الكاتبُ (طايل) كانَ موفقا في عملية توزيع الأدوار على الشّخصيات بشكلٍ متساوٍ، وهو يُداخل ويُمازج ويُلاقح الادوار المشهدية في السرد، متنقلا بين الشّخصيات، بوصفها تارة وحوارها تارة أخرى، ليعرفَ المتلقي بالقصّة والأحداث عبرَ المسيرة السردية وبإيقاع بطيء تارة وسريع تارة أخرى، بحسب ما تفتضيه آلية السرد الروائي، وحبكة الحكاية، التي بدأت بشكلٍ معقدٍ، بطرد الزوجة " صبيحة" واولادها ،ثم صعوبة تربية وتعليم الاولاد، حتى كبروا وامّنوا مستقبلهم مع رحلة البحث عن "مجاهد"، اذ تنحل العقد شيئا فشيئا، حتى نهاية القصّة بالعثور على قَتَلة مجاهد ومكاشفتهم والصفح عنهم . فتعاقبَ على السّرد الرّاوي عبر الوصف تارة والشّخصيات البطلة تارة أخرى .حتى جاءَ السردُ أشبه بتصويرِ مسلسلٍ درامي، يتنقلُ فيه الكاتبُ بعدسةِ كامرته ما بين الاحداث والشّخصيات، معللاً الاحداث تارة، وتاركا مجالا للمتلقي أن يُبدي رأيه تارة أخرى، ليكونَ قارئا تفاعليا ومشارِكا في صنعِ ونسجِ التوقعات، عبر لغةٍ سرديةٍ مكثفةٍ وبسيطةٍ في الوقت نفسه، وكأن الكاتبَ يَعي ما يقول ويفعل، ويوظّف ويستعمل، وينحت في روايته .ففواعلُ الشّخصيات الخيّرة البطلة والمساعدة: ( الحاجّة أنيسة، والعُمدة مَسعد العيسوي، وزوجته محاسن ،والحاج رضوان، ،والابن صلاح ،والاخ ماجد ، والزوجة صبيحة والوزير مروان عمارة)، اما الشّخصيات الشّريرة والمُعيقة : ( اخوة مجاهد بخيت وعزب، وقتلته عامر واخوه خفاجي). وقد مثّل دورَ الشّخصيات النامية الأولاد كلٌّ مِن ( محمد وصلاح وسميحة)، فهي شخصياتٌ متحركةٌ وناميةٌ ومتحوّلة، ومتنقلة باتجاه حلّ عقدة الحُبكة.
النسقُ الثقافيّ الدينيّ:
لقد تمثّل النسقُ الثقافي الديني، بتعدد وتكرار مفردة المسجد المرادفة والملتصة بمفردة الصلاة في عدّة مواضعٍ، سنذكر منها -على سبيل المثال - لغاية في نفس الكاتب "احمد طايل" وهي ترسيخ التراث المصري، وتثبيت عقيدته الدينية، واظهارها كعقيدة لها شعائر وطقوس مقدّسة ومحترمة عند معظم المصريين، والقروين بخاصة. كما اكدت روح المفارقة مِن انه على الرّغم من التزام قرية "الصوامعة" وعائلة "مجاهد عبد الوهاب الفقي" بالدِّين الاسلامي إلا ان ذلك لا يمنع مِن انحراف ابنائها، لقتل أخيهم طمعا بالميراث. في الصراع الوجودي الازلي ما بين الإخوة ابتداءً من قصّة "هابيل" و"قابيل" الى وقتِ كتابةِ هذه المَقال.
فقد كرّر الرّاوي كلمةَ الصّلاة رابطا ايّها بالمسجد في عدّة مواضعٍ من روايته، كقوله: (( يسرع لصلاة بالمسجد ،يؤدي صلاته ويسرع بعدها للعمل ص ))، وقوله: (( كان الخوف عليه واضحا بكل تصرفاته حتى حين يصلي )). وقوله : (( بعض من الرّجال والفتيان يهرولون بطريقهم الى المسجد لصلاة الفَجر ))...
من خلال ما تقدّم، نلمس النّسق الدِّيني في تعلّق العُمدة "مسعد" في آداء الصّلاة وفي أوقاتها ودعوته الى جميع من في الدار للصلاة ، كذلك محاولة "صلاح" لبناء مسجد الصالحين في القرية ،وتذكرة "مجاهد" للمسجد في قرية "الصوامعة" في أول دخوله لها بعد غيابٍ طويل من فَقْد الذاكرة.
اذاً، من خلال ما تقدّم نجد ان ثيمة الصَّلاة المرتبطة بثيمة المسجد، لم تَغب عن فكر الكاتب / الرّاوي مِن بداية الرّواية الى نهايتها؛ ما شكّل محورا ونسقا ثقافيا مهمّا في الرّواية؛ كونه نسقا اجتماعيا مصريا مسلَّما به وقارّا في المجتمع المصري، وهو ما حاول ترسيخه الرّوائي "أحمد طايل" في رواياته كلّها، إيمانا منه بذلك الدِّين والتّراث الاصيل. وكأنّما الكاتب أراد أن يومئ الى القارئ بأنّه على الرّغم مِن تدين أهل القرية، لكن هذا الإيمان قد يَضعف أمام المال والارض بغريزة الطمع والجشع البشرية عند النفوس الجاهلة والشريرة، لكن هذا لا يعكسُ حالَ جميع أهالي القرى المصرية البُسطاء الودودين المتدينين المُحافظينَ على الصَّلاة بأوقاتها عِبر الذّهاب الى المَساجد والتّكاتف لبنائِها .



#واثق_الحسناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظشي الهوية اللغوادبية
- خطابات الحداثة ومابعد الحداثة
- اشكالية وشكلية النقاب
- #لماذا_الشباب؟
- حسين سعدون والمخاتلة الاسلوبية
- رؤية نقدية في النص الشعري الادونيسي
- #تصنيم_ايديولوجي
- مثقف بلا ثقافة
- #سوسيولوجيا_الاشهار_الطقسي
- رسالة من تحت التبن.!
- انثربولوجيا شيزوفرينية
- #اصوليات_عاهرة
- المعدان وتشظي الهوية
- كيف تعرف انك معيدي .
- تصنيم المجتمع
- مثيلوجيا صناعة الصنم
- صعود الهامش وهبوط المركز ايديولوجيا
- عقلنة النص الميثولوجي والايديولوجي .
- صناعة خطاب المراة مثيلوجيا
- غريزة التوحش


المزيد.....




- فنانة شابة في علاقة حب مع نور خالد النبوي؟ .. يا ترى مين ضيف ...
- إيران.. 74 جلدة لنجم شهير حرض على خلع الحجاب!
- سلي أولادك بأفضل أفلام الكرتون.. اضبط أحدث تردد لقناة كرتون ...
- انتقادات واسعة للمسلسل العراقي -ابن الباشا-.. هل هو نسخة من ...
- فنان مصري مشهور يفقد حاسة النطق.. وتامر حسني يتدخل
- شاهد.. مغني راب يصفع مصارعا قبل نزالهما في الفنون القتالية
- -أشغال شقة جدا- كاد ألا يرى النور.. مفاجآت صادمة عن المسلسل! ...
- معرض للفنان العراقي صفاء السعدون بين جدارن جامعة موسكو الحكو ...
- الأرميتاج يعدل برنامج الارتياد المجاني
- مشاركة لافتة لفيلم عراقي في مهرجان -RT.Doc: زمن أبطالنا-


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الحسناوي - النسقُ الدّيني في رواية -متتالية حياة- للروائي المصري أحمد طايل