ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 12:00
المحور:
كتابات ساخرة
شخصياً، لم يُفاجئني تسريب مسوّدة الإعلان الدستوري. كيف أفاجأ بشيء ظهر قبل أن تعقد اللجنة اجتماعها الأول؟ معيبٌ عليّ وعلى أمثالي التعجب والاندهاش… يبدو أن التسريب بات أسرع من الاجتماعات نفسها، وربما أصبح سباقاً خفياً بين الأعضاء: من يُسرّب أولاً؟ أم لعلّ التسريب جزءٌ من "البروتوكول غير المعلن" الذي لم نطّلع عليه بعد؟
على أي حال، لم تعد السرية ذات قيمة، وصار مفهوم الشفافية يعني أن نعرف كل شيء قبل أن يحدث، لا بعده. تُرى، بماذا سيفاجئوننا لاحقاً؟ ربما بمسوّدة الدستور القادم قبل أن تُشكَّل اللجنة التي ستضعه!
ذكّرني ذلك بانتخابات العهد البائد، حيث كانت الأسماء تُحسم مسبقاً بدقة مذهلة، وكأنها قوانين فيزيائية صارمة لا تحتمل الخطأ! بل حتى نتائج اجتماعات أستانة كانت تُعرف قبل انعقادها، وقرارات القمم العربية تُذاع قبل أن يجتمع القادة.
يبدو أن علينا إضافة بند جديد في الدساتير القادمة:
"تُعلن القرارات قبل اتخاذها، وتُجرى الانتخابات بعد إعلان نتائجها، حفظاً لمبدأ الشفافية المطلقة!"
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟