من يحدد وطنيه العراقيه

جوان ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 02:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

اقر مجلس الوزراء في أكتوبر 2024 بتوصية من المجلس الأعلى للمرأة ان يكون الثالث من آذار يوما وطنيا للمرأة العراقية !!!!
هذا القرار لم يأتي عبثا بالتاكيد له اسبابه
ودوافعه السياسية هذا التعمد في فصل العراقيات عن تاريخ الثامن من اذار وعن جذوره يهدف لتحويل اليوم من مساره النضالي الأممي ولغرض ضعف وتشويه الرسالة الأصلية ليوم المرأة العالمي،وتحريفه عن التضامن النسوي الأممي لتحقيق العدالة الجندرية والمساواة التامة

اعلان 3 اذار يوم المرأة الوطني له اهداف ومصالح سياسية القصد منها تحكم الدولة والنظام السياسي في الخطاب النسوي ومحاولة جعل هذه المناسبة لها خاصية محلية متحججا بخصوصية المرأة العراقية في ثقافتها ومحاوله منه بتشويه تخليد يوم العالمي للمرأة ونشر الادعاءات بانها بدعة دخيلة علينا من الغرب ولا تليق بنا
استخدمت الدولة المؤسسات الدينية والسياسية لتوجيه الخطاب النسوي بما يتماشى مع سياساتها، مما أدى إلى تقويض الحركات النسائية المستقلة وفرض أجندات تخدم مصالح السلطة وذلك معتمدا على
ما يُعرف بـ”نسوية الدولة”، حيث تبنت الحكومات قضايا المرأة بشكل رسمي، وسيطرت على احتفالية الثامن من اذار تارة بعمل مناسبات وحفلات جماعيه تحت مسمى سن التكليف الشرعي وتارة تحت اسم زينبيات العصر
مع محاولات فرض القيود القانونيه على الحركات النسوية ( تجريم مصطلح الجندر )
المستقلة وأفراغها من طابعها السياسي والنقدي.
عند المطالبه بحقوق المرأة وحرية التعبير والعدالة الاجتماعية والمساواة في المكانه والفرص يردون علينا بـ الكوتا و برفع نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات والمجالس المحلية ولكنهم نسوا او تناسوا في نفس الوقت مصادرة اصوات النساء واقصاء دورهن في المواقع السياسية ودحض جهودهن ومحاولاتهن لإحداث التغيير والوصول لمواقع صنع القرار .وان أغلبية النساء من مكون الكوتا هن فقط اكمال عدد لأعضاء البرلمان وببغاوات يرددن اصوات ما تمليه عليهن احزابهن الطائفية والقومية
المرأة العراقية حاليًا أمامها تحديات متعددة على الصعيد الاجتماعي، الاقتصادي، والقانوني
77% من النساء في العراق يتعرضن للعنف داخل منازلهن، مع قبول اجتماعي واسع لهذه الظاهرة. كما أن العراق يفتقر لحد اللحظة إلى قانون تجريم العنف

في العراق من بين 13 مليون امرأة قادرة على العمل، فقط 7% منهن يعملن، مما يجعل البلاد تحتل المرتبة 195 من بين 195 دولة.

إن كان يوم 3 اذار يوم المرأة الوطني وهي تاكيد لتضحيات المرأة العراقية ودورها التاريخي الم يجدر بـ بحكومة السوداني تخليد تاريخ صدور اول مجلة نسوية باسم ليلى عام 1923 ليكون يوم المرأة الوطنيه او تنصيب
اول وزيرة في تاريخ العراق والمنطقة هو اليوم الوطني للمرأة العراقية او تاريخ مشاركة السيدة ‎امينة الرحال في الموتمر العربي النسوي الاول في دمشق1930 و ( امينة الرحال كانت من أبرز رائدات الحركة النسائية في ثلاثينات‎ القرن الماضي )
إذا كان الموضوع يتعلق بالمرأة وتاريخها البطولي ودورها في الماضي والحاضر دعوا النساء تقرر يومها الوطني و ما يليق بها وبمكانتها
نحن نحدد ونسجل تاريخنا وحاضرنا ونرسم مستقبلنا ولن يمليه علينا رجال الدوله حسب هواهم
لماذا لا نختار اليوم الوطني للمرأة العراقية يوم انطلاقة المسيرة الوردية في انتفاضة تشرين في 13 فبراير 2020 في بغداد ومحافظات عراقية أخرى، تحت شعار “لست عورة”هذه المسيرة نظمتها نساء شابات كرد فعل على حملات تشويه استهدفت النساء المشاركات في الاحتجاجات، واتهامهن بالفساد الأخلاقي وجهتها قوى سياسية ودينية، . المسيرة أكدت دور المرأة في الانتفاضة وصمودها أمام محاولات التهميش والتخويف.ورفعت نساء المسيرة الوردية شعارات ضد الاضطهاد والهيمنه الذكورية !

علينا ان نقف بوجه محاولات التشتيت في عملنا النضالي وبوجه ما تحاول الدولة فرضه علينا وما يجب ان نفعله وما نمتنع عنه
حكومة سيدات الارض والمرأة الوطنيه وهذه الشعارات الرنانه لم تجلب لنا غير الفقر والبطاله ومزيدا من التهميش والطائفية حتى في قوانين تخص أحوالنا الشخصية وفرض قانون المتعه بالقاصرات وحرمان الامهات من الحضانه والإرث قوانين ترجعنا إلى زمن صحراء الجزيرة زمن لبيك يا مولاي
قوانين تجعل مكانه المرأة في الاسره لاتتعدى فراش المتعه وركن المطبخ !

#جوان_ميرزا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات