أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رسن - لعنة الوعي














المزيد.....


لعنة الوعي


محمد رسن

الحوار المتمدن-العدد: 8271 - 2025 / 3 / 4 - 00:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( لعنة الوعي)
محمد رسن:
غريب أمر عوام الناس، فهم بارعون بالتحايل على انفسهم، ينساقون وراء كل فكرة فارغة، أفراحهم مفتعلة، إيمانهم خادع، يتأرجحون ما بين الوهم والخيال، مايدعو للعجب امتلاكهم لهذه النرجسية الرثة، ونزعة الاستعلاء، والاحساس بالتفوق، وادعاءهم بانهم أصحاب الحقائق المطلقة، وفي ذات الوقت يسخرون من فيض معرفة الآخر المختلف، وشغفه في البحث عن الحقيقة، ولايعلمون إنهم فرائس للتفاهة والسطحية وببغاوات يرددون مايسمعون،
المؤمن ليس مبتلى، بل المبتلى من انسلخ من هذا القطيع، وألقى بنفسه في جب الوعي، المتأمل المتجرد من الصفات التي انتجها الخوض في العقل اليومي المركوس في وحل غايات الكائنات التي تعيش في الماضي، الكائنات المؤدلجة التي تعيش بألف قناع، وينهشها الجهل المقدس، الأتباع لايدركون ان اسيادهم الذين يدَعون انهم يتحدثون بأسم الرب يتستطيبون بآلامهم ويتستعذبون بعذابهم، وهي اي الجوقة تنعم بحياة الدهماء، حياة ترف ونعيم، لأنها ترتمي باحضان السلاطين، وتستهتر بحياة الاتباع، لتزجهم في أتون ودوامات الصراعات الطائفية والقبلية واحاديث الفرقة الناجية والمسرحيات السمچة والحكايات الميثيولوجية، حتى غدت شعوب كاملة في حالة من التفرد السلبي توقفت عن إستخدام عقلها، وإكتفت بأقوال دعاة التدين الزائف وارباب المولى الصالح دليلا ومنهجا، فضمر عقلها و إنتكست متحولة الي الدرجة الاسفل من سلم التطور، أما أللامنتمين أصحاب العقول النيرة الذين يسلطون الضوء على الحقائق المغيبة، دفعوا حياتهم ثمنا من أجل أن تعيش البشرية في ظل حياة عدالوية حرة، يسودها الأمن والأمان،يعيش فيها الفرد بكرامة تليق به كانسان، أبواب الجحيم على مصراعيها مفتوحة عليهم، بسبب وقوفهم بوجه الاسلام السياسي والمتأسلمين والمتعلمنين والسائد والمألوف والمتفق عليه،وكل الاعراف والتقاليد البالية والنصوص المتوحشة، وهم يكافحون بالعقل النقدي، والتفكير الملي بحقائق الأشياء بتجرد تام بعيدا عن الغايات والحاجات الانية، بحثا عن الحقيقة ووطن ترفرف في سمائه رايات الحب والسلام والوئام، مايدعوا للدهشة والخجل والحيرة حينما، ترى السهام والتهم الجاهزة موجهة لأرباب العقول النيرة،من الشعوب المقهورة قبل السلاطين، ومن العبيد والمضطهدين، معادلة غريبة والأغرب من ذلك أن الحياة بكل تفاصيلها غير عادلة معهم، فليس غريبا أن نجد المعري غريبا بين قومه ،والحلاج مصلوبا، ونصر حامد ابو زيد مطاردا، والقمني مقموعا، وقبلهم الأمام الحسين وابا ذر وزيد ابن علي والقائمة تطول، والويلات تطال اي مفكر تفرد بوعيه ونذر حياته ليصلب تاريخ الكوارث وينفي ذاكرة التشظي ويقصي مرتكزات الاستلاب ويرفض ادوار التبعية، كل من يحلم بوطن خال من سوط الطغاة، وعفن المتحللين وخور المنبطحين ووضع حدا لمجازر الأفكار والابدان، مصيره اما القتل أو النفي أو السجن.
غريب أمر هذا الوجود المقيت، لاعدل فيه، لم يترك أملاً بإرجاع الحياة للقضاء العادل الميت سريراً، ولم يترك مجالا للمنظومة السياسية أن تسير على سكتها الصحيحة، بل يبحث عن اي قيمة جمالية حتى يستأصلها، انه بحق زمن اختزال واختزان لكل عناوين التخريب والأرهاب والأفساد التي لم يعرف العراق لها نظيرا، ومالم نتدارك واقعنا بالتحليل والتغيير النوعي، فلن ندرك التحولات الحقيقة في بنيتنا وتجاربنا القادمة، واجبنا هو القراءة الواعية للذات، وتشخيص مكامن الخلل، والمبادرة للتغيير وفق مرتكزات جديدة وهادفة، لأننا لم نلمس إلا ماندر جهدا عراقيا حقيقيا يخطط لحالات التغيير التحتي والبنيوي المطلوب للذات العراقية،بما يوافق ويمهد لتحولات جذرية في طبيعتها وتطبيقاتها.



#محمد_رسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميليشيات ودورها في خراب البلاد والعباد
- هذيان
- الحقيقة عارية
- ( موت رحيم)
- إلى (كوكب حمزة)
- بؤس عزرائيل
- دالة رؤيتي
- محرقة الوجود
- جحيم مؤبد
- لاشيء سواي
- دعوة الى الاختلاف
- تشرين وعقلنة الشعائر الشعبوية
- معرض بغداد الدولي ينسج من بشائر فجر الخلاص جدائل الإنقاذ لعر ...
- (تشرين) تعيد هيبة المواطنة
- صفاء السراي /أيقونة الحراك الشعبي
- عين الشهيد والدولة التي جارت علينا
- بوابة اللادولة، المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون
- حكومة تصريف الأعمار
- الحراك الجماهيري ودور الطلبة في مواجهة أسياد الظلام ومداد ال ...
- إطمئنوا، ليس من مصلحة كورد سوريا الإنفصال حالياً


المزيد.....




- أكثر من 10 ملايين مشاهدة.. فيديو يوثق سُحُبًا غريبة في سماء ...
- طفلة تنتحر بعد وقوعها ضحية للتنمر.. وهذا ما فعلته عائلتها
- -عناق- ولي العهد السعودي ورئيس لبنان يثير تفاعلا أثناء زيارة ...
- مصرع 8 أشخاص بانهيار جليدي في جبال الهيمالايا (فيديو+صور)
- مسؤول صيني: الإنفاق الدفاعي الصيني ينمو للعام التاسع على الت ...
- بعد هبوطها التاريخي.. -بلو غوست- توثق لحظة شروق الشمس على ال ...
- جامعة الدول العربية تعقد قمة طارئة لتقديم مقترح بديل عن -ريف ...
- هل تقي تربية الأطفال من أثار الشيخوخة؟ .. دراسة تجيب!
- -لا تنطلي علينا-.. السوريون الدروز يحذرون من خدعة نتنياهو
- وزير الدفاع الإسرائيلي: مصر أكبر وأقوى دولة عربية ولن نسمح ل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رسن - لعنة الوعي