كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 15:10
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
12 أوت2011
سبعة أشهر مرّت على سقوط النظام ودهر مرّ على دخول محمود للسجن و يومان طويلان كئيبان مرّا على رحيل بية إلى ألمانيا...
هنا تونس... هنا شبحي أنا...امرأة وحيدة في البيت و في الدنيا بحالها!
أقلّب نظري بين الجدران، أبتسم للذكريات، أنوح على قلب أراد الموت و ما مات!
كيف الحال: ماذا فعلتِ بنا يا ثورة الياسمين؟!
لم أرسم منذ أن غادر هذا البيت إلى سجن لا نعرف إن كان منه خروج ببراءة أو إدانة بمؤبد أو حتى إعدام.
التهم كثيرة ...المحامي يطمئن و الجماهير تتوعّد و لا أمان في حكم الإخوان.
كيف سيستمر بي هذا الحال؟؟
أخذت بعض اللوحات و قلت لم لا أترجمها بالكلمات؟
هل سأقدر؟
هل سيفهمها من أريدهم أن يفهموني؟
بعد الثورة فتحت المنابر للجميع: الكل يتكلم و الكل يدلي بدلوه في شؤون البلاد.
إلاّ نحن...نحن من كان يقال عنا أننا كنّا نحكم في البلاد!
و لكن لماذا لا يمنحوننا نحن أيضا منبرا لنعطي رأينا و ندافع عنّا و عن عرضنا و شرفنا المهتوك على حوائط الفايسبوك...أليست ثورة الحرية و الكرامة لكل التونسيين؟!
ألسنا أبناء هذا الوطن؟؟؟
أنا أيضا لي رأي...
أنا أيضا لي رأي مثلهم في تونس و في بن علي و في البوعزيزي و في الغنوشي و في كل ما حولي...
أنا أيضا أريد أن أدلي بدلوي فهل يسمحون.. و هل يسمعون لي؟؟؟
أريد أولا أن أحكي لهم عما عانيت...عمّا ذقت في عهد بن علي!!!
أنا أيضا سأطالب باسترداد حقي المسلوب في التعبير منذ أن كنّا في العهد البائد!
أنا أيضا كنساء الإخوان عشتُ سنوات الجمر و إن كان زوجي في سجن الحزب و الوزارة البرّاق و أزواجهن في سجن النظام المظلم الفتّاك!
عشنا التعذيب نفسه و إن كان معهم ظاهرا فنالوا عنه عطف الناس و معنا باطنا فنلنا منه ما نلنا من حقد الناس و سخط الناس!!
أليس من حقي الآن أن أشكو ما عانيته أنا و عائلتي؟
أليس من حقي أن أسترد كرامتي كما فعل كل هؤلاء المعارضين للنظام حين توجهوا اليوم لصندوق الحقيقة الكرامة؟
لا...أنا لن أتوجه لأي صندوق لأني أريد أن أكون اليوم خارج الصندوق... يكفيني ما عانيت حين كنت أقبع داخل صندوق الخوف و الانتظار.
أنا سأكتب فقط و سأترك المكتوب للتاريخ فهو الذي سيتولّى حفظه إن كان جديرا بالحفظ.
أنا الآن لا منبر لي إلا ورقة بيضاء تنتظر من القلب الإملاء.
سأستعين بالقلم لأبث فيها مواجعي الباطنة التي أخفيتها عن العالم من حولي و ليحكم التاريخ على امرأة وحيدة عانت قبل الثورة كما بعدها.
يتبع
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟