آسو كمال
(Aso Kamal)
الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 15:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تشير عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني إلى بداية مرحلة سياسية جديدة للمجتمع التركي، حيث إن وصف "الإرهاب" الذي تفرضه الدولة التركية لن يعود قائماً. وعلى مدار ما يقرب من نصف قرن، حولت السلطات العسكرية والسياسات الشوفينية للدولة التركية كردستان إلى قاعدة عسكرية، وفرضت تخلفاً اقتصادياً، وأدامت الصراعات القومية والأيديولوجية. وقد عمقت هذه السياسات الانقسامات بين الطبقة العاملة في تركيا وأولئك الذين يناضلون من أجل الحرية السياسية في جميع أنحاء البلاد.
ولكن السؤال المركزي هو: ما الذي يسعى إليه أردوغان وحكومته والأحزاب الشوفينية في تركيا من عملية "إنهاء الإرهاب" هذه؟ بالتأكيد، ليست يوتوبيا "الجمهورية الديمقراطية التركية" التي تصورها أوجلان هي التي تحدد مسار هذه الخطوات التي يتخذها أردوغان وباهتشلي والحكومة التركية. بل إن الهدف، كما صرح مهندسو هذه العملية، هو التخلص من وصف "الإرهاب" محلياً، من أجل توحيد الجهود نحو توسيع السوق الرأسمالي وتعزيز النفوذ الإقليمي لتركيا.
في خضم عدم الاستقرار في الشرق الأوسط والاستراتيجية الأمريكية الجديدة، تسعى الحكومة التركية إلى الهيمنة الإقليمية. كقوة إقليمية، تواصل تدخلاتها العسكرية والسياسية في سوريا وكردستان العراق والمنطقة الأوسع. في هذا السياق، تسعى إلى إزالة العقبة الداخلية المتمثلة في "إرهاب" حزب العمال الكردستاني العسكري. لذلك، وعلى عكس خارطة الطريق الديمقراطية لأوجلان، فإن الدولة التركية الحالية لا تحلم بالديمقراطية بل تسعى إلى تأسيس نفسها كإمبراطورية إقليمية.
إن نزع سلاح حزب العمال الكردستاني هو تضحية عسكرية تسمح لهذه الحركة باكتساب مزيد من النفوذ السياسي من خلال جناحها السياسي، حزب الشعوب الديمقراطي (HDP). وهذا جهد من الحزب والحركة لتحقيق حل سلمي للصراع على السلطة واعتماد المسار الديمقراطي البرلماني، كما فعلت حتى الآن.
إن إزالة وصف "الإرهاب" وحل العداء القومي يخلقان فرصة لتقوية العلاقة بين نضال العمال والأكراد المضطهدين في تركيا والنضال الأوسع للعمال والمطالبين بالحرية في جميع أنحاء تركيا ضد حكومة أردوغان. وهذا الوحدة تعارض السياسات القمعية والعسكرية والتوسعية القومية لتركيا في المنطقة.
#آسو_كمال (هاشتاغ)
Aso_Kamal#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟