أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي المالح - بوصلة تركيا بعد رسالة اوجلان














المزيد.....


بوصلة تركيا بعد رسالة اوجلان


سامي المالح

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتوالى التعليقات وردود الافعال والتحليلات حول الرسالة التي وجهها زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان يوم السابع والعشرين من شباط. الكثير من التعليقات والتحليلات تربط، توقيت توجيه هذه الرسالة، بالتغييرات الواسعة والسريعة التي تجتاح المنطقة واوربا والعالم.
رسالة اوجلان، جائت بعد مشاورات مكثفة بين اطراف عديدة، في الداخل التركي على مستوى رأس السلطة وحلفاء اردوغان وحزبه العدالة والتنمية من جهة، وعلى مستوى القوى الكردية السياسية المختلفة في تركيا وفي العراق وسوريا. المشاورات التي تبدو، ظاهريا، بدأت على اعقاب تصريحات السياسي التركي المخضرم باغجلي ومد يده لمصافحة سياسيين اكراد.
تركيا، بقيادة رجب طيب اردوغان وحزبه الذي يوظف بحنكة وانتقائية مزيج من الايدلوجيا والمشاعر والتوجهات القومية والدينة، تدرك جيدا ان التغييرات القريبة من حدودها والتي لها دور واضح في بعض منها، ستترك تأثيراتها على وضع ومكانة البلد. فهناك استحقاقات التعديلات الدستورية التي يسعى اليها اردوغان للبقاء في السلطة سنوات اضافية، وامامه ملف الاقتصاد المثقل بالتكاليف الباهضة للحرب الداخلية والتدخل في سوريا والقواعد المنتشرة في العراق، وهناك قضية الشعب الكردي التي تحولت الى قضية عالمية، لاسيما من خلال قوات سوريا الديمقراطية وعلاقاتها مع قوات التحالف ومواجهة وجود داعش على الارض في شمال وشرق سوريا والعلاقات الاقتصادية الواسعة مع اقليم كردستان العراق.
لايخفي على احد ان اردوغان، بعد اضعاف الدور الايراني في المنطقة، يتطلع لدورتركي اكبر. وهذا، يتطلب التعامل الواقعي والبراغماتي مع المشاكل والقضايا الساخنة داخليا، وفي مقدمتها قضية الشعب الكردي. وفي نفس الوقت التهيئة لمواجهة التغييرات في طبيعة العلاقات والمصالح الدولية، في اوربا والشرق الاوسط بشكل خاص، وما سيترتب عليها من تغييرات جيوسياسية. أن ما بدأه باغجلي، وباركه اردوغان في التعامل مع اوجلان هو في هذا الاطار.
اوجلان من جانبه، ومن خلال قراءة دقيقة ومتأنية لرسالته، يدرك ان التغييرات والتطورات تفرض على حزبه والحركة القوميىة الكردية اعادة تقييم ومواقف جديدة لابد منها. ان عدم التجاوب مع حاجات قيادة تركيا، والاصرار على الاستمرار بذات النهج والتمسك بنفس الاساليب والطرق، لم يعد خيارا منطقيا وعمليا. لقد فضل اوجلان، كما يبدو، ان يخترق عزلته ويكون مبادرا وحاضرا كطرف في هذه التغييرات، وان يلعب دوره القيادي فعليا في سياسة حزبه ومجمل الحركة القومية الكردية.
السؤال الاهم الذي يفرض نفسه هو؛ هل هناك اتفاق سياسي تفصيلي واضح المعالم بين الطرفين؟ في تصريحات ومواقف اغلب المتنفذين في السياسة والقيادة التركية بعض الاجابات. تركيا الرسمية تشدد على انها ستكون اقوى من دون ارهاب. وثمة اشارات محدودة الى التعامل مع قضية الشعب الكردي بعقلية ورؤية جديدة. من الصعوبة بمكان الاعتقاد بوجود اتفاق واضح متكامل لكيفية تطوير العملية التي بدأت. حزب العمال الكردستاني يؤكد انه لا يلمس في الواقع اية مؤشرات حسن نية. وانهم رغم ترحيبهم بالمبادرة السلمية لقائد الحزب، الا انهم ينتظرون اطلاق صراحه ليقود هو شخصا وبحرية عملية التخلي عن السلاح وحل الحزب.
ثمة قوى في المجتمع التركي تعترض جهود الحل السلمي الديمقراطي لقضية الشعب الكردي والاقليات الاخرى في تركيا، في مقدمتها القوى القومية والدينية المتطرفة التركية، والتي تدفع بايديولجيتها وخطابها ونشاطاتها القوى المتطرفة الكردية للمواجهة والتشدد وعدم الانخراط في العملية السلمية. عموما هناك مشكلة عدم ثقة متجذرة لعقود طويلة، تتطلب سياسات مختلفة لتعزيز الديمقراطية والشراكة والتعايش وتحقيق حقوق المواطنة الاساسية وعملا كبيرا استراتيجيا منهجيا هادفا من كل الاطراف، الديمقراطية التي تضمن حقوق الجميع والتي تتسع لمرحلة جديدة من الصراع السياسي السلمي، كما يتمنى اوجلان في رسالته.
البناء على تجارب العقود الدموية الماضية، لا يشجع على رؤية آفاق رحبة و يثير على التشاؤم، لكننا محكومين بأنتظارالاشهر القادمة، فهي كفيلة بكشف المزيد من المصداقية والجدية. سنرى الى اي مدى تذهب القوى المتنفذة في ادارة تركيا، وفي مقدمتها اردوغان وحزبه في تجاوز الاستئثار بالسلطة المطلقة والتجاوب مع المستحقات الديمقراطية، ومد اليد السلمية لوضع اساس متين لحل القضية الكردية والقضايا الديمقراطية الاخرى. وننتظر ايضا مبادرات وتكيف قيادة حزب العمال الكردستاني مع التطورات وقدرتهم على تغيير ادواتهم النضالية السلمية، بنفس طويل ولمرحلة شائكة ومعقدة.



#سامي_المالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرق القرآن وردود الأفعال / مفاهيم ومواقف
- المكونات الصغيرة في خراب العراق
- اولوف بالمه (Olof Palme) وآفاق الاشتراكية الديمقراطية
- وزيرة الخارجية السويدية في مواجهة السعودية - ليس عندي ما أخج ...
- لا لقانون الاحوال الشخصية الجعفري!
- بوح عن - هروب الموناليزا – بوح قيثارة-
- كنت في قلب الانفال – صور محفورة في الذاكرة
- في السليمانية حملة تستحق الدعم والتقدير
- جرائم التعصب والتطرف لن تهزم الديمقراطية في النروج
- تضامنا مع المنظمة الاثورية الديمقراطية وشعب سوريا المنتفض
- في خندق الجماهير وضد قمع مظاهراتها واحتجاجاتها
- في ذكرى اولوف بالمه - قادة يخلدهم اتاريخ وقادة تتقفهم مزبلته ...
- انحني احتراما لشباب ثوار يصنعون التاريخ
- مبارك، بن علي في انتظارك – تحية لشعوب تنتفض
- اطفال العرق - هل من يتذكركم؟!
- الانتخابات في السويد - من يحدد اتجاهات تطور البلد؟
- درس مانديلا البليغ يا قادة العراق
- اوقفوا قتل وتهجير المسيحيين في الموصل!


المزيد.....




- الملكة رانيا العبدالله في فيديو مع العائلة الهاشمية بشهر رمض ...
- حقيقة فيديو توقيع زيلينسكي على قنابل استخدمتها إسرائيل خلال ...
- أوربان: الحلفاء في لندن اعتمدوا خيار تأجيج الصراع وتمويل الح ...
- بعد توبيخ زيلينسكي.. ما خيارات ترامب؟
- نتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنية
- سلوفينيا تحتفل بكرنفالها العريق: مزيج من الفولكلور والألوان ...
- تقرير: بديل مصر لـخطة ترامب حول غزة يهدف لتهميش حماس
- سوريا: المسحراتي يجوب الشوارع بدون موافقات وحواجز الأمن
- -سو-34- تدك مواقع القوات الأوكرانية بقنابل حائمة
- الخارجية الإيرانية للسفير التركي: حساسية الوضع الإقليمي تتطل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي المالح - بوصلة تركيا بعد رسالة اوجلان