أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الظاهرة المجتمعيه من التشكل الى التحلل( ½)















المزيد.....


الظاهرة المجتمعيه من التشكل الى التحلل( ½)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاش الغرب والعالم على مدى يقارب الثلاثة قرون، افتاحية انتقالية آليه انهت العصر الطويل من الانتاجية اليدوية ومترتباتها، ومايتناسب مع طبيعتها على المستويات كافة، وفي مقدمها المجتمعية، ومع الانقلابيه الشامله الالية والممتدة على مستوى المعمورة، لم يحظ الانقلاب المشار اليه بالتقييم اللازم المطابق كحدث مفصلي وانقلابي شامل ونوعي، في حين اضطلع الغرب نفسه بحكم انبجاس الالة بين تضاعيفه بالمهمه المنوه عنها، معتبرا نفسه جديرا بالتوفر على الاسباب التقييميه الضرورية للحظة، بينما كانت الظروف وقتها بصالح ميله الانفرادي وتميزه، مادام العالم ببقية مواضعه الاخرى مايزال خارج مفعول الانقلابة الحاصلة، تلك التي وضعت الغرب بما تسببت فيه من تسريع غير عادي للاليات المجتمعية والعقلية منها، بموقع الغلبة نموذجا وطريقة ادراك.
واليوم اذا ماجرى النظر الى الافتتاحية الانقلابية الالية، فان مايلفت النظر في اشتراطات والسياقات التي ادت اليها ورافقتها حتى الان، تظل تؤشر الى مجموعة عوامل كان من طبيعتها كما وجدت، ان تضع الانقلاب المستجد في حال من القصور وجوانب النقص التوهمي، من اهمها الجانب الموضوعي الذي يحصر التحقق الالي ضمن موضع بعينه من الكرة الارضية دون غيرها، مولدا حالا من اللاتساوي، وحيازة الغلبة القاهرة من قبل موقع دون سواه، مع توفر اسباب الامتداد والهيمنه التغلبية، استنادا لما قد صار متوفرا له من قدرات وامكانات غير عادية.
هذا في الوقت الذي لم يطرا على البال، ولا كان واردا التساؤل حول الغرب وهل هو مؤهل وقادر على التفاعل الضروري مع الحدث الحاصل بين تضاعيفة، وهل اذا تسنى له ان يكون الاول في مجال التعرف على الاله، فانه لابد ان يكون وبالحتم، كفوءا بما يتعلق بالتعرف الضروري على بعد الحدث الحاصل ومنطوياته الكونية الفعليه، ام ان هذا الطور من التاريخ البشري المجتمعي محكوم بان يمر بفترة افتتاح وطور ابتدائي اولي ومتدن على مستوى الادراكية الضرورية واللازمه، وان مايمكن توقعه من الحقبة مدار البحث، هو مجرد عتبه ذاهبه بالانقلابية المستجده الى الاكتمال اللاحق، بعد ان يكون مرورها قد وفر الاسباب والمعطيات اللازمة، وما هو ضروري من الشروط لبلوغ المسار الانتقالي كماهو مهيأ لكي يبلغه؟
هنالابد من اخذ المشروع الغربي المعاصر الموكول الى الانقلابيه الاليه بنظر الاعتبار، باعتباره هو الاخر محطة ابتداء، ليس من شانها، ولاهي منطوية حتما على مايدل على التحولية الحاصلة بكمال عناصرها، ومع النمطية المجتمعية الغربية الارضوية وازدواجها الطبقي كينونة، يكون من الاقرب للمنطق ان ياتي ماقد انتجته اللحظة مدار البحث ـ وهو مايبقى ساريا الى اليوم ـ من قبيل التوهمية والنظر الاني الموكول لنوع مجتمعي غير متناسب مع، ولايتطابق فعالية مع نوع وطبيعه الحدث الانقلابي الحاصل ونوعه وادواته، وبالدرجة الاولى افاق انقلابيته التاريخيه المجتمعية، ونوعها، خارج التعديل والتحسين، او الثورة الانتقالية داخل النوع المجتمعي ذاته، بامل الذهاب الى الحقيقة المتعدية للمجتمعية القائمه، فالاله لها نمط ونوع مجتمعيتها، مثلما كان لليدوية الانتاجية صنف مجتمعيتها الغالبة، وهذا من حيث الجوهر ماهو واقع اليوم.
ومع المخالفة غير المالوفة والخطرة لما معدود بمثابة ثابته نهائية غير خاضعه للمراجعه ولا النقاش، فان اللزوم يقتضي اعادة النظر في الظاهرة المجتمعية من زاوية اذا ماكانت معطى ابديا ثابتا، ام انها مثلها مثل كل ماموجود في الكون والطبيعية، ظاهرة يسري عليها قانون الوجود والفناء، او التحول، الامر المنطقي مع مايفترض من ترسيم تصيري لهذا العالم الوجودي الحي، بدءا من تشكله الاول وسيرورته التفاعلية الصائرة نموا الى الاعلى تقدما واكتمالا، وصولا الى ماينبغي افتراض يلوغه عند نقطة بعينها من المسار المذكور خارج الاعتقادية البديهوية الاعتيادية التي لاترى للمسار المجتمعي ومعه البشري مادته، اي احتمالية غير المعاشه، بلا نهاية، فالتشكلية والانطلاق الاول البدئي، ليس له في الذهن البشري احتمالية تحللية لاحقة، هي لحظة انقضاء الصلاحية، مع افتراض احتمالية التبادلية والتعاقب بافتراض افراز الظاهرة الراهنه مايعقبها من شكل مجتمعية ونوع حيوي اخر.
ومن اهم مايطالعنا لهذه الجهه موضوع الوسيلة المتداخلة مع نوع الوجود المجتمعي عندما تحل اليدوية وسيلة للانتاج، في صيغة مجتمعية هي بالاحرى وتلخيصا ( التجمع + انتاج الغذاء ) بعد وعلى انقاض طور ( الصيد واللقاط)، ومن الواضح مدى الصله بين الحاجة الجسدية الاساس التي تتشكل المجتمعية الاولى في غمرتها وتلبية لها، مع القدر غير العادي من التماثل بيئيا ويدويا، وهما العنصران الرئيسان الطبيعيان، اللذان منهما ومن تفاعليتهما يتولد المبتنى المجتمعي، النوع والنمطية، حيث الغلبة الجسدية ومحركاتها الحاجاتية على العقل لدرجه اخضاعه لمقتضياتها، وهومايظل مستمرا مادامت الفعالية اليدوية مستمرة.
فاذا انتقلت المجتمعات الى العنصر الثالث الالة، واقحم على البنية الثنائية ( بيئة + كائن بشري) والتي هي العامل الحاسم التكويني البنيوي المجتمعي على مدى الطور الاول اليدوي، فان المجتمعية تكون وقتها قد بدات الانتقال الى طور مجتمعي اخر عناصره الاساس( بيئة + كائن بشري + آله)، وليس الى حالة "تقدم" ضمن المجتمعية الاولى كما قد كرس الغرب الاعتقاد بخصوص الانقلابيه الالية، مستغلا صيغتها الاولى الافتتاحية "المصنعية" ومعتبرا اياها الصيغة الاخيرة والانتهاء، مدللا بالمناسبة على قصورية ادراكية جوهر للحدث الانقلابي المستجد وحقيقته النوعية، بفعل العجز عن تبين، ناهيك عن ادراك تحوليته وعدم نهائيته النوعية، مع شكله المصنعي الاول.
فالالة ليست المصنع او قوة البخار، او حتى الكهرباء، ولا الدفقة الاولى من الانقلاب المترافق مع بدء الاصطراعية المتاتية عن اقتحام عنصر من صنف وطبيعة اخرى للعملية التفاعلية المجتمعية الاولى ومتبقياتها، من خارجها مختلف عنها نوعا وطبيعة، الامر الذي يلقي باثره على الظاهرة المجتمعية الموروثة كما هي بنيويا من جهه، وعلى الاله العنصر الاصطراعي التفاعلي نفسها، مامن شانه احداث عملية جديدة من التشكل، تترافق مع حالة موازية من التحلل المطرد، تظل تصيب المجتمعية بصيغتها الاولى اليدوية، فاذا بالاله تتحول بالاصطراع، الى التكنولوجيا الانتاجية الحالية، ثم التكنولوجيا العليا المنتظره والموشكه على الانبجاس من هنا فصاعدا، مهيئة الاسباب لتشكل المجتمعية الاخرى، العقلية مافوق الارضية الجسدية، تلك التي كانت ممكنه ومتلائمه مع الطور اليدوي.
عجز الغرب الحديث عن ان يدرك الطبيعة التحولية المجتمعية الالية، والتي تنتهي معها المجتمعية الاولى، فتبدا بالتحلل لصالح المجتمعية العقلية، وهو قد عجز بالذات امام طبيعة الالة ونوع مفعولها، فاعتبره من قبيل لحظة التقدم المجتمعي من اليدوي الى الالي، في حين ان الاله هي وسيله واداة تحول وانقلاب نوعي مجتمعي، يتولد عنه ماقد تولد من انتقال من ( الصيد واللقاط) الى ( التجمع + انتاج الغذاء) اي ان الاله هي موشر نهاية المجتمعية الراهنه، لاماقد رافقها من توهمات.
ـ يتبع ـ



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي(2/2)
- التحدي الابراهيمي والانحطاط الشرق متوسطي؟(1/2)
- الاشتراكية المجتمعية واشتراكية ماركس الطبقية(2/2)
- الاشتراكية المجتمعية واشتراكية ماركس الطبقية( ½)
- عراق بلا منظور وطني عراقي/ ملحق
- عراق بلا منظور وطني عراقي(2/2)
- عراق بلا منظور وطني عراقي(1/2)
- سوريا حيث إقامة-الدولة-جريمه
- هل يعودالشرق الاوسط ل-قيادة-العالم/ملحق ج
- هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/ ملحق ب
- هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/ملحق أ
- هل يعود الشرق الاوسط ل -قيادة- العالم/ 2
- هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/1
- -اللاارضوية- بديل الماركسية الافله/ ملحق ج
- - اللاارضوية-بديل الماركسية الافله/ ملحق ب
- -اللاارضوية-بديل الماركسية الافله/ملحق أ
- خطوة فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-/ملحق
- خطوة فاصله قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-(2/2)
- خطوه فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ ترامبيه-*(1/2)
- -اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/ 4


المزيد.....




- -بسرعة كبيرة-.. أوروبا تحشد الدعم لأوكرانيا بعد أحداث البيت ...
- حكاية النقشبندي الذي ارتبط صوته بمدفع الإفطار في رمضان
- حادث الدهس في مانهايم: مقتل شخصين والمشتبه به ألماني
- الجيش الإسرائيلي يعلن قصف موقع عسكري تابع للنظام السوري السا ...
- زاخاروفا تعلق على تصريحات ستارمر بشأن تسليح أوكرانيا بعد انت ...
- خبير: الولايات المتحدة لا تهدف إلى استعادة العلاقات الودية م ...
- الأزهر: العدو الصهيوني يقترف جريمة تجويع الأبرياء في غزة وال ...
- هل تستضيف الرياض ترامب وزيلينسكي؟
- جزائريون مقيمون في فرنسا يعبرون عن -حزنهم- لما آلت إليه العل ...
- إدارة عربية ودولية وتهميش لحماس...مسودة تكشف ملامح الخطة الم ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الظاهرة المجتمعيه من التشكل الى التحلل( ½)