كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 12:38
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
اقترحت عليّ بيّة أن أبيع الشقة التي ورثتها حتى لا أبقى في ضيق.
قلت لها سأفعل.
لم أكن أملك خيارا آخر.
في الحقيقة كنت فكرت في بيع تلك الشقة خاصة أن الكاري ظل يماطلني في دفع الكراء منذ الثورة و لا يرد على اتصالاتي و يوم ذهبت له كادت زوجته تطردني... قالت لي : ʺألم تكفكم الأموال التي نهبتموها...تبحثون ورائنا على هذه الخربة...زوجي مطرود من عمله...من أين نعطيكم ؟؟؟ʺ
هذه الواقعة حين أتذكرها أضيفها إلى جبل النحس و العكوسات الذي نزل على رأسي بفضل الثورة المجيدة فأحاول سريعا نسيانها.
رغم أنها تعزّ عليّ إلا أني اضطررت لبيعها لأقاوم جبال المصاريف التي تنتظر من يتّهمونها بنهب المال العام و هي المنهوبة و لا أحد يصدق.
يكفيني أن الله العليم يعلم إن كنتُ نهبت مال أحد أو حتى رأيت هذا المال المنهوب!
لولا أني عدت للصّلاة بعد أحداث الثورة لما استطعت الصمود فقد وجدت أن لطف الله الخفي ظلّ يحيط بي فصبرت و تماسكت و كنت قبل الثورة في حالة اكتئاب و ضعف و هوان.
شكرت أبي الذي علّمني الصلاة و ترحّمت عليه و كنت من قبل غاضبة منه بسبب تشدّده معنا و كلامه المسيء إلينا و لأمي بسب أننا بنات!
الآن تفهمت خوفه علينا فقد حمانا و حافظ علينا و إن أساء استعمال سلطته في بعض الأحيان.
لقد كان يحبنا و لكنه لم يعرف كيف يُشعرنا بالحنان.
أمي كذلك لم تكن حنونة معي أنا بالذات و مع ذلك كنت دائما في شوق كبير إليها سواء بعد أن صارت هناك أو حتى عندما كانت معنا هنا في هذي في الحياة.
مشتاقة دوما لكل من أحب و إن لم أرى منهم ما أحب.
*مقتطف من قصة ʺكنت سأكون زوجة للدكتاتورʺ تونس2011
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟