كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 08:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما الذي ينبغي ان نتعلمه من هذا اللقاء الفوضوي العبثي السريع، الذي جمع بين الإمبراطور الأشقر وملك نزالات الملاكمة، وبين مهرج رئاسي كان يقدم عروضه الساخرة في الملاهي الليلية. .
لا شك انكم تعلمون كيف انتهي اللقاء حينما قرر الاول طرد الثاني، فامتطى الثاني طائرته وذهب يذرف الدموع في بلاط المملكة المتحدة، ويرتمي في احضان الفاتنة التي لا تشيخ (لندن). فاستقبله رئيس الوزراء البريطاني (كير ستارمر) في (لانكستر هاوس)، ولحق بهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ثم التحقت بهم رئيسة وزراء إيطاليا (جيورجيا ميلوني). أجتمعوا سوية من اجل تجنب انقسام عواصمهم. .
وهنا وقبل استعراض الدروس المستفادة لابد من الاعتراف ان زيلينسكي هو الذي اقحم بلاده في حرب غير متوازنة بسبب اصراره على الانضمام إلى حلف الناتو، فكان ينادي: ناتو - ناتو - ناتو (حتى ناتوا امه). .
من ناحية أخرى: بات من الواضح ان الولايات المتحدة ليست لديها صداقات ثابتة، ولا تحترم العهود والمواثيق، ولا تعبء بالبروتوكولات الدولية، فمصلحتها فوق كل الاعتبارات، ولا مانع لديها من التخلي تماما عن العواصم الأوروبية، فما بالك بالعراق وسوريا والسودان وليبيا والبلدان غير الأوروبية ؟. .
وفيما يلي اهم الدروس المستنبطة:
- ينبغي ان ندرك ان الصراعات الدولية لا علاقة لها بالنخوة والفروسية والنعرات الدينية والطائفية والقومية، والدليل على ذلك ان زيلينسكي يحكم دولة مسيحية لكن المسيحيين تخلوا عنه الآن، وزيلينسكي يعتنق الديانة اليهودية، لكنهم تخلوا عنه وتركوه وحده. .
- إذا كنت لا تدرك المحصلة النهائية للمخاطر، ولا تعرف حجم قوتك الحربية، فلا تنخدع بالوعود الأمريكية التي تدعمك اليوم وتخذلك غداً. ولنا في اجتياح العراق للكويت درس آخر انتهى بكوارث مازلنا ندفع ثمنها حتى يومنا هذا. .
- ينبغي ان ندرك ان العالم قائم على القوة والدبلوماسية والذكاء. والقوة هنا تشمل القوة المالية والحربية والصناعية. أما ترامب فقد اكتفى بقوته الفائقة التي لا يزاحمه فيها أحد. .
ختاما لا نريد التعمق في استعراض المزيد من الدروس المستنبطة ذلك لانها تزعج معظم عواصم الشرق الأوسط، وتعكس غباء القرارات المتهورة التي تبنتها الحكومات السابقة واللاحقة حتى وصل العرب إلى ما وصلوا إليه اليوم من ضعف وتفكك. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟