أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عصام محمد جميل مروة - لو شِئتَ لأطلت تقرِيعُكْ















المزيد.....


لو شِئتَ لأطلت تقرِيعُكْ


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 19:20
المحور: كتابات ساخرة
    


لأول مرة في تاريخ البيت الابيض الامريكي تُعرض اطلال مسرحية مختصرة على الهواء مباشرة بحضور رئيس اكبر دولة ديموقراطية وهي التي تدعي ما تقول وتفرض قوانينها حسب ما تراه جائزاً وغصباً رغم اعلامها الذي يتفوه دائماً انهُ من موقع ايجابي للحفاظ على سمعة بلاد العم سام كما يُشاع دائماً ازاء التصريحات التي تنتج بعد اكثر من زلة لسان . هنا يتعجب الامريكيون اولاً عن فرضية اغلاق الابواب داخل مكاتب البيت الابيض ليس خوفاً على الامن العام السائد بل منعاً لتسلل المعلومات عن محاضر الاجتماعات المرتبطة بأمن الولايات المتحدة الامريكية التي من المستبعد إختراق اجهزتها والتنسط وتبادل الاتهامات على الاقل منذ الانقلاب العلني بعدما خرج ريتشارد نيكسون من البيت الابيض غداة فضيحة الووتيرغيت واجهزة التجسس عبر سماعات الهواتف السوداء التي كانت شهرتها سبقت معظم زعماء ذلك الجيل من الرؤساء بعد اتخاذ اكبر المواقف سواء كانت سلبية داخلية وايجابية ضاغطة !؟. بلغة الحرب خارجية فكانت حينها تُأخذ الصور للزعماء وهم جالسون خلف مكاتبهم ويمددون الشريط الاسود للسماعة وهم في حالة عقد الحاجبين او ابراز معالم لغة الوجه اذا ما كان الاتصال على الطرف الاخر يجلب السعادة والغبطة بعد دعوات رسمية لضيوف البيت الابيض.
اذاً كان يوم الجمعة مسرحاً واضحاً بلا حجز بطاقات لحضور المسرحية التي دامت ما يقارب 20 دقيقة على الهواء اثناء استقبال الرئيس الامريكي دونالد ترامب للرئيس الاوكراني فلادومير زيلينسكي الذي كان يعتبر قدومه الى اللقاء الاول بعد تنصيب الاخير في 20 يناير من العام الحالي . حيثُ كان الموعد رُتِب قبل بداية رحلة المئة يوم الاولى لمشروع معالجة مشاكل العالم وفي مقدمتها الصراع الروسي الاوكراني الاوروبي ، الذي كلف الخزينة الامريكية على مسمع الجميع مبالغ طائلة دفعتها الخزينة الاميركية دون عودة من اصول الديون الى تلك اللحظات كما اشار دونالد ترامب مستخدماً بسبابته اكبر تهديد على الاثير والهواء مباشرة وكانت المباغتة فظيعة ، و شعر خلالها الرئيس الاوكراني انهُ مُستهدف شخصياً من فريق العمل الامريكي لتعدد وتواجد اكبر قادة امريكا رئيساً ونائباً للرئيس اضافة الى وزير الخارجية وبعض المسؤولين الامنيين والاعلاميين الذين بدورهم تفاجئوا بهذا الفصل المُجتزأ من مسرحية اسماها كثيرون ""مهزلة توبيخ العصر "" ، في تقريع علني لاقاهُ حليف تاريخي جعلتهُ امريكا مدللاً منذ اندلاع الحرب 24 شباط 2022 حيثُ اخرجت الولايات المتحدة الامريكية كل ما لديها من اسلحة متطورة وقدمتها لحلف شمال الاطلسي الناتو الذي لم يتدخل مباشرة بالحرب لكن دول اعضاءه الكبار ، وهم فرنسا والمانيا وبريطانيا وبولونيا والدول الاسكندنافية ، امنوا الحماية التامة لعدم سقوط كييف بأيادي الجيش الروسي الذي بدوره خسر عشرات الالاف من الجنود منعاً لإستعادة محاولات اوكرانيا وجيشها في وقف وصد زحف روسيا واحتلالها مناطق ومحافظات مهمة !؟. وبدأ المساومة على وقف اطلاق النار ومنع دخول اوكرانيا في الحلف الاخطر ، رعتهُ ومازالت الولايات المتحدة الامريكية في منع إستفراد روسيا معاودة نشر صواريخها الدائمة التي تهدد مصالح الدول الكبرى داخل غرب اوروبا منذ بداية الحرب الباردة التي كانت دائرة بين الجبارين الاتحاد السوفياتي السابق ، ومنظومة حلف شمال الاطلسي. تحت تغطية اطلسية ضخمة في إشراك البوارج والغواصات وحاملات الطائرات التي لها تجارب في ترغيب وترهيب الاعداء من منظار تدخلات امريكية مباشرة قد لا تكون دائماً رابحة ، او في تلميح اعلان عقوبات على اكثر من جبهة .
كان الهجوم العلني على زيلينسكي قد اخذ منحى هزلي ازاء التقريع الممل منذ دخوله الى عتبات البيت الابيض دون الالتزام بقيافة الملبس المدني وابراز ربطة العنق ودورها البروتوكولي ، على الاقل لزمن مدة إنقضاء عقد اللقاء والمؤتمر الصحفي المشترك في صالونات البيت الابيض.
فشعر الجميع ان الرسالة بدأت تتسلل رويداً رويداً بعد الجلوس مباشرة امام عدد كبير من رجال الصحافة. وكم هم يتميزون بالوقاحة والمزايدة لإرضاء اكبر زعيم واوقحهم دونالد ترامب . فكان السؤال يتسع في تماديه وان القضية تتلخص في عدم احترام المكان وتجاوز البروتوكلات للضيوف وارتدائهم البدلات الرسمية ، رغم بديهية زيلينسكي عن اجابته التي يقتنع بها كثيرون حول تضامنه مع جنوده على الجبهة طيلة ثلاثة اعوام وهم يرتدون الثياب العسكرية المرقطة في الميدان . في حالات مماثلة لتلك الواقعة في مخاطبة مباشرة كأننا نشاهد مسرحية"" ما بين البائع والشاري - كما يقول المثل الشعبي يفتح الله "" ، لكن يبدو ان ترامب لا يعنيه سوى عودة 350 مليار دولار الى خزينته . ومن المؤكد ان الاتهام المباشر لَهُ بإفتعال حرباً عالمية ثالثة كانت صورة نمطية مُجازة عن دور امريكا وفرض عقوبات على اصدقاؤها او توبيخهم اذا ما تجاوزوا حدود التعاون ، الاتصالات التي اجراها دونالد ترامب مع فلاديمير بوتين حول تنسيق برنامج لوقف الحرب كانت تحمل على عاتقها جانباً وحيزاً اساسياً في عودة التوترات وحصرها خوفاً من فلتان امني يؤدى الى استخدام الاسلحة النووية بعد التهديدات المتبادلة منذ ثلاثة اعوام متتاليه الى اللحظة .
عادةً ما يتناولهُ محللون لهم باع طويل في قراءة وابعاد التقريع الذي تلقاه فلادومير زيلينسكي سوف يدخل التاريخ من اوسع الابواب اذا ما فعلاً كانت المحاولات التي برزت منذ اسابيع قليلة اثناء لقاءات امريكية وروسية عن التحضير لوضع حداً اخيراً لمأساة الحرب التي حصدت عشرات الالاف من الارواح بين الجانبين ،اضافة الى تدمير اقتصاد طال الجانبين ، كذلك تدهور حالة اللاحرب واللاسلم تجذر وانعكس على الهدوء المعتاد في غرب اوروبا واستقراها ، وربما عودة اجتماع قمة دونالد ترامب مع فلاديمير بوتين على الاراضي العربية لا تقل ضراوةً في حروب مستعرة ، كان الخيار في المملكة العربية السعودية تحت رعاية الامير محمد بن سلمان ، سوف يتأكد للجميع ان دونالد ترامب هو الشخص الوحيد الذي يستطيع قلب المعادلات السياسية والاقتصادية ويحتسبها علامة فارقة في زمن الترقب لتدجين مشاريع السلام وإختلاق الحروب في آن ، رغم انف الجميع .


عصام محمد جميل مروة..
اوسلو في/ 2 اذار - مارس / 2025 / ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَامْتُكَ سامقة
- تكريم كبار الشهداء
- التذاكي الإصطفافي ضد المقاومة مفضوح
- ثَبُتَ يقيناً أن المقاومة مطلوب إزاحتها
- ألدورى الأعرج على قِمم الجنوب اللبناني
- وأد المقاومة من قصر بعبدا
- مُلاكم بلا قفازات يصفع الحكم والجمهور
- أشلاء الأبطال في غزة وفي جنوب البطولة
- عادوا سيرًا على الأقدام
- الأرض لِمَنْ رواها من دماء زكية
- صرامة حازمة
- مُحاسبة المقاومة من باب التحريض
- ألجلاد سابقاً يغدو ضحيةً اليوم بعد مهزلة فُرض الرؤساء في لبن ...
- مهلة غير كافية للإستقواء على تجريد سلاح المقاومة
- ألرئيس هو الحَّل أم لعبة ألأمم
- جَلادُنا يتمادى
- ما ألفارق إذا كُنتَ خادماً في الجيش الأمريكي أو في مواقع لدى ...
- ليلة القبض على قلب العروبة النابض
- فقرة صباحية ترامب بلطجي العصر
- إرتداء ربطة العنق والتخلى عن الجلباب


المزيد.....




- بمشاركة روسية.. فيلم -أنورا- يحظى بجائزة -أوسكار- لأفضل فيلم ...
- -لا أرض أخرى-.. فيلم فلسطيني-إسرائيلي يظفر بأوسكار أفضل وثائ ...
- كيف سقينا الفولاذ.. الرواية الأكثر مبيعا والتي حققت حلم كاتب ...
- “الأحداث تشتعل”.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 183 كام ...
- أين ومتى ستشاهدون حفل الأوسكار الـ97؟.. ومن أبرز المرشحين لل ...
- الكويت.. وزير الداخلية يعلق على سحب الجنسية الكويتية من الفن ...
- هل تتربع أفلام الموسيقى على عرش جوائز أوسكار 2025؟
- وزير الداخلية: ما -العمل الجليل- الذي قدمه الفنانون للكويت؟ ...
- في العاصمة السنغالية دكار.. المتحف الدولي للسيرة النبوية في ...
- مصر.. إيقاف فنان شهير عن العمل لتعديه على لقاء سويدان


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عصام محمد جميل مروة - لو شِئتَ لأطلت تقرِيعُكْ