أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - كيف تصنع حرباً أهلية في ستة أيام؟ (دليل الطغاة والمغامرين!)














المزيد.....


كيف تصنع حرباً أهلية في ستة أيام؟ (دليل الطغاة والمغامرين!)


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 12:32
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا كنت تطمح إلى تدمير وطنك، وتقسيم بلادك إلى دويلات متناحرة، وتغيير بنيته الديمغرافية بتهجير طوائف من أماكن وجودها التاريخي، وتحويل البلاد إلى كانتونات طائفية لا يجمعها سوى الحقد والدماء، فعليك القيام بما يلي:

اليوم الأول: افتح باب الجحيم!
ابدأ بإرسال مجموعة من الزعران التابعين لطائفة معينة إلى منطقة تنتمي إلى طائفة أخرى. اجعلهم يعتدون على السكان، ويسبّون رموزهم، ويدنّسون أماكن عبادتهم. لا تنسَ تسجيل هذه "الملحمة البطولية" بكاميرات عالية الجودة، ثم انشر المقاطع عبر منصات التواصل الاجتماعي، مع بعض العناوين المستفزة التي تضمن لك إشعال الغضب سريعاً. المهم أن يشعر الجميع أن بقاءهم في مدينتهم أو قريتهم أصبح مستحيلاً، وأن الرحيل هو الخيار الوحيد.

اليوم الثاني: ردّ الصاع بصاعين، والدم بالدم!
لستَ بحاجة إلى انتظار ردة الفعل الطبيعية، يمكنك تسريع العملية بإرسال زعران من الطائفة المعتدى عليها للقيام بانتهاكات مماثلة، لكن هذه المرة؛ اجعلها أكثر وحشية، وأكثر دموية، وأكثر قابلية للانتشار. ولا بأس ببعض مشاهد القتل العشوائي، وإحراق المنازل، حتى يقتنع الجميع أن الحياة بينهم وبين "الآخرين" لم تعد ممكنة، وأن التهجير أصبح قدرهم المحتوم.

اليوم الثالث: اكذب ثم اكذب حتى يصدّقوك!
الناس بطبيعتهم مترددون، لذا عليك مساعدتهم على اتخاذ القرار "الصحيح"! استغل مواقع التواصل الاجتماعي لنشر قصص مزيفة عن مذابح وجرائم اغتصاب وخطف، حتى لو اضطررت لفبركة مقاطع فيديو أو استخدام مشاهد قديمة من حروب أخرى. المهم أن يشعر الجميع أن البقاء في مناطقهم بات انتحاراً، وأن الهروب هو النجاة.

اليوم الرابع: دع الحكماء يذهبون إلى الجحيم!
احرص على إسكات أي صوت عاقل قد يجرؤ على الدعوة للتهدئة. استبدلهم بأبواق تحريضية تصرخ على الشاشات، وتعلن أن التعايش لم يعد ممكناً، وأن كل طائفة يجب أن "تحمي نفسها" عبر التسلّح والانتقام. لا تنسَ إشراك رجال الدين والمحللين السياسيين في حفلة الجنون هذه، فهم قادرون على إعطاء حربك الأهلية بُعداً مقدساً يجعلها أكثر شراسةً واستمرارية.

اليوم الخامس: اجعل السلطة تتفرّج وتضحك!
دور السلطة في هذه اللعبة بسيط: لا تفعل شيئاً! دع البلاد تغرق في الفوضى، وكأنك تشاهد فيلماً مشوّقاً عن نهاية العالم. بل يمكنك إضافة بعض التوابل عبر تصريحات تزيد الانقسام، أو قوانين غامضة تثير مزيداً من التوتر، أو حتى دعم أحد الطرفين سراً ليشعر الآخر بأنه مستهدف. والأفضل من ذلك كله؟ أن تضع يدك في جيوب الدول الكبرى، فالحرب الأهلية مشروع مربح، ولا مانع من تحويل بلدك إلى ساحة صراع بالوكالة!

اليوم السادس: استدعِ المنقذ الخارجي!
بعد أن أشعلتَ البلاد، وملأت الشوارع بالجثث والدمار، حان الوقت لتكتمل المسرحية: اطلب تدخّلاً عسكرياً خارجياً لحمايتك من "الوحوش" الذين كنتَ شريكاً في صنعهم! لا بأس من استدعاء قوات أجنبية لتكون "قوات فصل" بين أبناء الوطن الواحد، فهم سيحرصون على ألا تنطفئ نار الفتنة تماماً، بل سيبقونها مشتعلة بالقدر الذي يخدم مصالحهم. ومن يدري؟ ربما تتحول هذه القوات إلى جيش احتلال دائم، يقرر مصير بلادك بدلاً عنك، بينما أنت تجلس في الظل، تشاهد النهاية التي صنعتها بيديك، وتكتشف أنك لم تكن سوى أداة صغيرة في لعبة أكبر منك بكثير!

المكافأة الكبرى: مبارك! لقد دمرت وطنك!
ها أنت قد نجحت! الشوارع تشتعل، الجيران يذبحون بعضهم، المدن التي كانت تنبض بالحياة أصبحت خرائب موحشة، وسكانها الأصليون صاروا لاجئين في المنافي. لم يعد الوطن وطناً، بل رقعة ممزقة تفصل بين أوصالها قوات احتلال جاءت تحت راية "حفظ السلام"، لكنها لن تغادر قبل أن تتيقن أن الخراب صار أمراً واقعاً. أما أنت، فقد أثبتَّ أنك محترف في لعبة الطغيان والفوضى، لكن لا تفرح كثيراً، فعندما تنتهي من تمزيق بلادك، لن تجد وطناً تهرب إليه، لأنك كنت أحد الجزارين الذين نحروه بأيديهم. وحين يُفتح كتاب التاريخ، لن يذكرك أحد كبطل أو قائد، بل كظلّ بائس في قافلة الطغاة الذين أحرقوا أوطانهم... ثم احترقوا معها!



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات رسالة أوجلان: فرصة سلام أم بداية صراع جديد؟
- مؤتمر الحوار.. اجتماع 🚀 سريع لحلول مسبقة الصنع
- السرديات المتضاربة في المشهد السوري: استباق التقسيم أم سقوط ...
- شاوِروهم وخالِفوهم: الحوار الوطني السوري بين الوهم والحقيقة
- الإيزيديون في سوريا: تاريخهم ومعتقداتهم ومعاناتهم من الاضطها ...
- من التطرف إلى الاعتدال.. حقيقة التحول أم ضرورات البقاء؟
- ثقافة التصفيق والتهليل: متلازمة الاستبداد والتبعية
- دور الخوف في تخلّف الشعوب
- الغطرسة لا تُهزم إلا بمثلها
- الساحل السوري بعد فرار الأسد.. فرح عابر وتحديات مستمرة
- خطة ترامب لتهجير غزة: بين المخطط الأمريكي وإرادة الشعوب
- هل يشكل نظام اللامركزية تهديداً للوحدة السورية؟
- مذاهب مختلفة وقلوب واحدة
- العلمانية في سوريا.. خيار الخلاص من الطائفية
- إسقاط سلطة أم إسقاط نهج؟
- ترامب وفلسطين.. صراع مفتوح وأمل لا يموت
- دعوة للعيش المشترك واحترام التعدد الديني والطائفي
- لماذا لم يلقِ قائد إدارة هيئة تحرير الشام خطاباً حتى الآن؟
- التضامن الأممي.. سلاحنا ضد الظلم والتعتيم الإعلامي
- مستقبل غامض لملايين السوريين تحت حكم هيئة تحرير الشام


المزيد.....




- بمشاركة روسية.. فيلم -أنورا- يحظى بجائزة -أوسكار- لأفضل فيلم ...
- -لا أرض أخرى-.. فيلم فلسطيني-إسرائيلي يظفر بأوسكار أفضل وثائ ...
- كيف سقينا الفولاذ.. الرواية الأكثر مبيعا والتي حققت حلم كاتب ...
- “الأحداث تشتعل”.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 183 كام ...
- أين ومتى ستشاهدون حفل الأوسكار الـ97؟.. ومن أبرز المرشحين لل ...
- الكويت.. وزير الداخلية يعلق على سحب الجنسية الكويتية من الفن ...
- هل تتربع أفلام الموسيقى على عرش جوائز أوسكار 2025؟
- وزير الداخلية: ما -العمل الجليل- الذي قدمه الفنانون للكويت؟ ...
- في العاصمة السنغالية دكار.. المتحف الدولي للسيرة النبوية في ...
- مصر.. إيقاف فنان شهير عن العمل لتعديه على لقاء سويدان


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - كيف تصنع حرباً أهلية في ستة أيام؟ (دليل الطغاة والمغامرين!)