أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كيفما اتجهت الحكاية ناقصة_ثرثرة














المزيد.....

كيفما اتجهت الحكاية ناقصة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 11:12
المحور: الادب والفن
    


كيفما اتجهت الحكاية ناقصة_ثرثرة

الموت محدد أول للحياة. ثقافة الموت يقينية مطلقة وتامة. على العكس ثقافة الحياة قلقة, عابرة, ويعصف بها الشك من كل جانب. غريزة الموت قال بها فرويد في خريف أيامه, هي فكرة محكمة وبالغة السطوة نفسيا وعقليا. حامل ثقافة الموت ورافع لوائها, عضو في جماعة تشمل الجنس البشري, وهو مسلح بالموروث والغضب والخوف, والأنا الفردية الضعيفة التي نشترك بها جميعا, استبدلها بمنظومة مصمتة وعصية على التغيير. تحقق ثقافة الموت قانون الجهد الأدنى وتتوافق معه_ الرغبة السحيقة في الوصول إلى الدرجة صفر من التوتر, وفي ذلك منبع إغرائها ومصادرها الدائمة.
الفكاهة سقف السخرية والهزء ذيلها الغاطس في الوحل. الهزء سلوك عدواني, والفكاهة فعل حب أصيل. كلنا نعرف ذلك بعدما نكون موضوع حب أو اعتداء.
أرغب في السخرية من الموت, وثقافته وعبيده وجيوشه, لكنني ضعيف وجبان, والشره والحسد والانغلاق الذاتي يطوّقان إبداعيتي الخاصّة ويخنقاها, أنا اقرب للهزء من الفكاهة في أغلب حالاتي, يعرف جميع أصدقائي القدامى, لمعة الموت في عينيّ الصغيرتين, بعد استثارة قد تكون أقلّ من عادية, وكيف يتحوّل ذلك القناع الوادع إلى وحش مخيف ومؤذي.
فشلت في الوصول إلى التسامح والغفران, ذلك أبعد من قرار وأعمق من فكرة أو رأي منطقي.
صحيح لست حزينا ولا مكتئبا طيلة 24 ساعة, أعيش الفرح بشكل انفجاري وعارم, واستسلم لثورة سخط مفاجئة,وكم أحب تلك الحالة وأحسدها...الابتسامة الرضية تغمر الوجه وتنشر الدفء, عميقة بصفاء أخّاذ والهدوء الآسر يمتع ويشفي.
نقص مقدرتي على الحب مشكلتي.
*
هذا الصباح جميل, سنة 2007 صارت الواقع النفسي والزمني والموضوعي.
بعد الحمام وحلاقة الذقن, المشي تحت شمس اللاذقية متعة, أنت تتنفس وترى وتتفاعل. على طريق الجامعة, يستقبلك الشاب الأسمر, في المقهى حامل الاسم الغريب شوكالاته, بحفاوة, معي جريدتي السفير والحياة أخبرني بود, شكرا تصفحّتها عبر الأنترنيت, هنا لقراءة الجرائد المحليّة, أشعر بتضييع الوقت في البيت لقراءة جرائدنا المحلية حقيقة.
في تشرين قرت مقالة رائد وحش عن ديوان ياسر اسكيف"فراغ تفاحة لا أكثر". وفي ذكره لعنوان الديوان الثاني يكتب" خطوة ويضيق الطريق" عبارة جميلة لكنها في الأصل" خطوة ويضيق الفضاء", هي مناسبة لتحية الشاعر الشاب الممتلئ بالحماس والجدية, صرت أكره الكلمات التي تذكّر بأسماء أحزابنا الدينية, وهي تزحف فوق آلام ومعاناة ملايين النساء والأطفال والضعفاء أمثالي, لتشيد إمارات الحق الإلهي, وتمحو أولا الخطأ والخطاة من البشر والأفكار والحياة, ليس الخصوم ارحم ولا أقل قسوة. الضحك/ ما عليك سوى بالضحك.
وفي نفس الصفحة مقالة رلا حسن عن ديوان منى كريم, وتذكر أنها عراقية. أصدقائنا في الكويت يصح عليهم القول "لا من سيدي بخير ولا من ستي بخير". مرحلة المدّ اليساري في الستينات والسبعينات أسميناهم ثقافة البترودولار, وفي موجة الديمقراطية أسميناهم بدو ن,
أغلبنا هلل لدمار بلدهم من قبل الجيش العراقي الشقيق, ولا نذكرهم سوى في المناسبات. كريم هزاع ومحمد النبهان, ومنى, ونشمي مهنا وسعدية مفرح وبثية العيسى ونور القحطاني ودخيل الخليفة..أصدقائي في الكويت بالعشرات ودوما أخطئ بالعد.
*
تجنّب الخبرات المزعجة وغير السارّة سلوك غريزي, وله احتياطي هائل في نظم الثقافة والأخلاق, وهي عائق صلب في وجه ثقافة الحياة, تلك التي تبدأ مع قبول عتبات الألم والقلق, وبعدها أحيانا مسافات للوصول إلى اللذة والمتعة وبقية الحوافز النفسية والاجتماعية.
ثقافة الحياة دوما في مأزق, هذه خبرتي الخاصة, هي عمل فردي معزول وضعيف. الأنا وهي الأضعف بين مرجعيات الشخصية رصيد ثقافة الحياة, ويسحقها دوما الضغط الغريزي وتصلّب الأنا العليا وقسوتها,سلاح ثقافة الموت الأكثر فتكا.
كيف يكون الشعر بخير, والفن والجمال والمنطق....مادامت العدالة والحرية في نسغها, خلف كل تلك الأسوار وحولها الجيوش والسلاطين والفقهاء. الضحك...ما عليك سوى بالضحك.

اللاذقية



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طاولة مستديرة_ثرثرة
- هل يقرأ السوريون والعرب الدرس العراقي....ثرثرة
- استعاد
- ضوء في آخر النفق_ثرثرة
- مسقط رأس_ثرثرة
- لأدوار المهملة_ثرثرة
- عام جديد سعيد _ثرثرة
- رسائل جانبية_ثرثرة
- بيت في ساقية بسنادا_ثرثرة
- عودوا إلى شرب الشاي ....يا اصدقائي_ثرثرة
- مركب في الرمل_ثرثرة
- مرام في هونغ كونغ_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة خامسة
- اسم قديم للموت_ ثرثرة
- الموضوعية في (النظر والتفكير والسلوك) _ثرثرة
- المرأة ذات الجمال الخارق_ثرثرة
- سجن الذكريات_ثرثرة
- البيت الذي اسكنه الآن_ثرثرة
- كم نتشابه يا أخي_ثرثرة
- النظر من هناك_ثرثرة


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - كيفما اتجهت الحكاية ناقصة_ثرثرة