أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - وهم الوثوق بأمريكا: تعلموا الدرس من زيلينسكي














المزيد.....


وهم الوثوق بأمريكا: تعلموا الدرس من زيلينسكي


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهد سياسي مليء بالرسائل الخفية والدلالات العميقة، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبه في البيت الأبيض بتاريخ 28 شباط 2025. هذا الاجتماع، الذي حاول البعض تصويره على أنه لقاء بين "شريكين استراتيجيين"، كان في الواقع كشفًا جديدًا عن طبيعة السياسة الأميركية التي لا تعترف بالحلفاء بقدر ما تعتمد على نظام التوظيف المؤقت الذي يخدم مصالحها فقط.

زيلينسكي، الذي نصبته وكالة الخراب الأميركية (USAID) رئيسًا لأوكرانيا في أيار 2019 بعد واحدة من الثورات الملونة، ليس سوى موظف مؤقت في جهاز الدولة العميقة الأميركية. الرجل الذي كان يومًا ما ممثلًا كوميديًا وإباحيًا، تحول إلى أداة تنفيذية تُدار من قبل USAID، التي توجهه وتتحكم في قراراته. هذا الواقع يجعل الحديث عن "شجاعة" زيلينسكي أو "استقلالية" موقفه مجرد سردية إعلامية تهدف إلى تضليل الرأي العام.

إذا نظرنا إلى المشهد في البيت الأبيض بشكل أعمق، سنجد أن أميركا لا تؤمن بالحلفاء بل بمفهوم "التوظيف المؤقت". هذه السياسة ليست مقتصرة على أوكرانيا فقط، بل تمتد إلى أوروبا، الكيان الصهيوني، تايوان، كوريا الجنوبية، واليابان. جميع هؤلاء "الحلفاء" هم في الحقيقة أدوات يتم استخدامها عندما تكون هناك حاجة لتحقيق أجندة معينة، ثم يتم التخلي عنهم عندما ينتهون من دورهم. هذا النهج الأميركي يعكس استراتيجية قائمة على المصلحة الذاتية الضيقة، حيث لا يوجد مكان للقيم أو الالتزامات الأخلاقية.

في السياق السوري، يمكننا أن نلاحظ كيف أن أميركا لم تعترف بالجولاني كرئيس لمرحلة انتقالية في سورية، بل وصفته بأنه "داعش"، "تنظيم القاعدة"، و"جهادي إسلامي". هذا التصنيف جاء على لسان تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، التي أكدت أن الجولاني ينتظر مصيرًا مشابهًا لزيلينسكي.
بالنسبة لأميركا، لا توجد مصلحة في تغيير الأنظمة القائمة في الدول إذا كانت هذه الأنظمة تخدم مصالحها بطريقة أو بأخرى. وهذا يعكس تفكيرًا عميقًا داخل الدولة العميقة الأميركية بأن الاستقرار النسبي للأنظمة الحالية قد يكون أكثر فائدة من المجازفة بإحداث فوضى غير محسوبة.

من جهة أخرى، يبدو أن أميركا اليوم غير مستعدة لخوض حرب مع إيران من أجل الكيان الصهيوني. شعار "أميركا أولًا" يعني التركيز على جغرافية الولايات المتحدة نفسها وحدودها المباشرة. صحيح أن هناك طمعًا أميركيًا حقيقيًا بكندا والمكسيك وغرينلاند، لكن خارج هذا المحيط، لا يبدو أن هناك استعدادًا للتدخل العسكري الكبير. حتى إن أميركا، إذا اضطرت للقتال، ستقاتل فقط من أجل حدودها وحماية أراضيها، وليس من أجل الدفاع عن الكيان الصهيوني أو أي كيان آخر.

هذا الواقع يعيدنا إلى استشراف الإمام السيد علي خامنئي في الأول من مارس 2022، عندما تحدث عن عدم جدوى الاعتماد على أميركا. قال السيد خامنئي في تغريدة له على منصة X تويتر سابقاً :
“الدرس الأول المستفاد من حالة أوكرانيا هو أن دعم القوى الغربية للدول والحكومات التي تعمل في يدها هو وهم وليس حقيقة؛ وينبغي لجميع الحكومات أن تعرف هذا.”
“ويتعين على تلك الحكومات التي تدعمها أميركا وأوروبا أن ترى الوضع في أوكرانيا اليوم وفي أفغانستان بالأمس.”

وكرر سماحته مراراً أن أميركا لن تكون شريكًا موثوقًا به، وأن الدول التي تعتمد عليها ستكتشف في النهاية أنها مجرد أدوات تُستخدم ثم تُترك.

هذا التحليل ينطبق تمامًا على حالة أوكرانيا وأفغانستان، حيث رأينا كيف تخلى الأميركيون عن حلفائهم المحليين بمجرد أن أصبحوا عبئًا أو غير ضروريين.

في النهاية، يبقى السؤال: هل يمكن الوثوق بأميركا؟ الإجابة واضحة من خلال سلوكها التاريخي وسياساتها الحالية. أميركا ليست دولة تحترم الحلفاء أو تؤمن بالعلاقات الدائمة؛ هي دولة تعمل فقط لمصلحتها الخاصة، وتستخدم الآخرين كأدوات مؤقتة لتحقيق أهدافها. هذا هو الواقع الذي يجب أن يدركه الجميع، سواء كانوا في أوكرانيا أو أي مكان آخر في العالم.

أليس كذلك ؟!



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتغطي بالأمريكان عريان: المثال الأوكراني نموذجًا
- أوجلان يدعو للسلام: هل تتراجع تركيا عن العراق؟
- زيارة لافروف إلى إيران في الإعلام الروسي: تحالف استراتيجي أم ...
- صراعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الدولة العميقة بعد إعا ...
- تقدير موقف: العلاقات العراقية-الإيرانية والتحديات الأمنية وس ...
- جسر الثقافات: الاحتفال بالتعايش والحوار في مهرجان الانسجام ب ...
- تقييم قمة الرياض وتأثيراتها على إيران والعراق ومحور المقاومة
- خطة لنقل جميع سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء كخيار مفضل
- المهمة الحيوية لإعادة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة
- هل ايران متورطة في طوفان الأقصى..؟!
- اتفاقية عدم اعتداء سعودية ايرانية مطلوبة قبل إعلان التطبيع م ...
- شرق أوسط جديد ..فقاعة بايدن الانتخابية !
- كركوك مدينة القوميات المتآخية تبحث عن هوية
- سوريا أزمة تلد أزمات
- الوجود الأمريكي في العراق وسوريا : ما الذي تغير؟
- رئيس باكستان يحل البرلمان تمهيدا للانتخابات..و لكن !
- قانون تجريم التطبيع .. لم يرجع الثور ، ولكن ذهبت وراءه الحظي ...
- اعتقال عمران خان أدى إلى فتح باب الشقاق في السياسات الباكستا ...
- أكثر من ربع الإسرائيليين يفكرون بالهجرة المعاكسة ..ماذا يعني ...
- إليزابيث تسوركوف -سجينة- سياسة إسرائيلية خاصة


المزيد.....




- الملكة رانيا العبدالله في فيديو مع العائلة الهاشمية بشهر رمض ...
- حقيقة فيديو توقيع زيلينسكي على قنابل استخدمتها إسرائيل خلال ...
- أوربان: الحلفاء في لندن اعتمدوا خيار تأجيج الصراع وتمويل الح ...
- بعد توبيخ زيلينسكي.. ما خيارات ترامب؟
- نتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنية
- سلوفينيا تحتفل بكرنفالها العريق: مزيج من الفولكلور والألوان ...
- تقرير: بديل مصر لـخطة ترامب حول غزة يهدف لتهميش حماس
- سوريا: المسحراتي يجوب الشوارع بدون موافقات وحواجز الأمن
- -سو-34- تدك مواقع القوات الأوكرانية بقنابل حائمة
- الخارجية الإيرانية للسفير التركي: حساسية الوضع الإقليمي تتطل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - وهم الوثوق بأمريكا: تعلموا الدرس من زيلينسكي