أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سالم روضان الموسوي - لماذا العراق دولة استبدادية؟ قراءة في مؤشر الديمقراطي العالمي














المزيد.....


لماذا العراق دولة استبدادية؟ قراءة في مؤشر الديمقراطي العالمي


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8269 - 2025 / 3 / 2 - 02:18
المحور: حقوق الانسان
    


طالعتنا الاخبار عبر القنوات الفضائية بان مؤشر الديمقراطية العالمي الذي تعده مؤسسة (ذا ايكنوميست) ومقرها في بريطانيا، قد صنف العراق ضمن الدول الموصوفة بالاستبدادية وانه تراجع عن تصنيفه في الأعوام السابقة التي كان يصنف فيها بانه من الدولة الموصوفة بالديمقراطية الهجينة، وعند الرجوع الى الأسس التي اعتمدها التقرير أعلاه، لوحظ انه يعتمد على عدة نقاط رئيسية تتعلق بالعملية الانتخابية ونزاهتها ومدى نسبية تمثيلها للشعب، وكذلك مدى توفر المواطن على حرية التعبير عن الرأي، وضمانات المحاكمة العادلة، والمجموعة التي تندرج ضمن وصف الدول الاستبدادية بمعنى انها قد فقدت تلك المقومات للديمقراطية في أي بلد.
وهذا المؤشر دون الالتفات الى الجهات التي كتبته واعدته والجهات التي زودتها بالمعلومات هل هي جهات تؤمن بالعراق الجديد ام انها جهات ضد العراق الجديد وتسعى لأسقاط النظام الديمقراطي الذي رسمه الدستور، فهذا المؤشر هو جرس انذار للدولة العراقية، وتنبيه لها للمراجعة والتدقيق في ماورد هذا التقرير، من عدة نواحي منها :
1. مدى دقة المعلومات التي توفرت للجهة التي اعدت هذا التقرير.
2. مراجعة المعايير التي اعتمدتها تلك الجهات، بمعنى التدقيق في مخرجات العملية الانتخابية، وضمانات المحاكمة العادلة، والتحقق من مدى توفر المواطن على حرية التعبير عن الرأي وهو الحق الذي كفله الدستور في المادة (38) من الدستور
فاذا تحققت الدولة العراقية بكل مفاصلها ومؤسساتها الدستورية من المعلومات التي اعتمدت في التقرير واتضح انها غير صحيح فعليها ان توضح للرأي العام العراقي والعالمي عن ردها المعزز بالأدلة التي تؤكد عدم صحة تلك المعلومات، وتقدم ما يثبت بانها وفرت انتخابات نزيهة، وضمنت حرية التعبير عن الرأي، وضمانات كافية للمحاكمات العادلة،
مع الالتفات الى ان ادراج العراق ضمن الدول ذات الأنظمة الاستبدادية، فيه تجريح وطعن لكل مؤسساتنا الدستورية، لان الواجب والمفروض ان تعمل على وفق المبادئ الدستورية الأساسية، ومنها ان النظام ديمقراطي تعددي ، وان السلطة تتداول سلمياً ولا يوجد احتكار لاي سلطة من السلطات التي يتكون منها النظام الديمقراطي والتي اشارت اليها المادة (47) من الدستور والتي جاء فيها ( تتكون السلطات الاتحادية من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، تمارس اختصاصاتها ومهماتها على اساس مبدأ الفصل بين السلطات)
والاهم من هذا كله هو معالجة تلك المؤشرات، وإعادة الثقة للرأي العام الداخلي والخارجي بان النظام في العراق ديمقراطي وليس استبدادي، وان أساس الديمقراطية توفرت له وسائل الحماية الدستورية ومنها القضاء وهو محور قيام أي نظام دستوري ديمقراطي،
لان معنى ان الدولة استبدادية يفيد بان مؤسساتها الدستورية غير فعالة في ضمان وجود نظام حكم ديمقراطي، وعدم القدرة على حماية المواطن من تغول السلطة تجاه حقه في حرية التعبير عن الرأي، وان السياسة المنهجية المعتمدة هي تكميم الافواه، والتعذيب
لذلك أرى من الواجب ان نقف عند هذا التقرير وان نمازج بينه وبين ما تقوم به بعض السلطات الدستورية ومنها على سبيل المثال السلطة التشريعية عندما شرعت فقرة في قانون العفو العام، اقرت بموجبها وجود انتهاك لحقوق الانسان، عندما اعتبرت بعض الاحكام القضائية قد صدرت بناء على اعتراف تحت التعذيب والاكراه، حيث ورد في قانون تعديل قانون العفو العام نص يمنح المحكومين حق طلب تدقيق الاحكام القضائية التي صدقتها محكمة التمييز الاتحادية وبعضها تم تصديقها من الهيئة العامة لمحكمة التمييز بمجموع قضاتها، وتتعلق بعقوبة الإعدام، وتكرر هذا النص في ثلاث قوانين للعفو العام، ومن قراءة هذه النصوص المتكررة في ثلاث قوانين للعفو العام وفي فترة زمنية لا تتعدى سبع سنوات، نجد ان سبب تشريع تلك القوانين ووجود هذه النصوص واحد، يتمثل بزعم صدور قرارات واحكام قضائية ضد بعض المدانين بدون وجه حق، لان مجرد النظر في تلك الاحكام مجددا على الرغم من اكتسابها الدرجة القطعية، يمثل تشكيك في مدى صحتها من حيث الأسباب والادلة التي استندت اليها المحاكم عند إصدارها قرارات الإدانة وفرض العقوبة، وقد تصل بعضها الى عقوبة الإعدام، والتي تعد من اقسى العقوبات البدنية، لان فيها انهاء الحياة التي وهبها الله عز وجل،
مع التنويه الى ان تلك الاحكام لم تصدر من محاكم عرفية او محاكم الطرقات (المحاكم الثورية) مثلما يحصل في بعض البلدان، وانما مرت بسلسلة غير قصيرة من الإجراءات التحقيقية في محكمة التحقيق ومن ثم محكمة الموضوع (الجنايات) وبعد ذلك محكمة التمييز الاتحادية، وعند احتساب عدد القضاة الذين نظروا الدعوى الواحدة وخصوصاً احكام الإعدام، فان عددهم لا يقل عن خمسة وعشرين قاضياَ، واغلبهم من قضاة الصنف الأول بما فيهم القضاة الذين يشغلون المنصب الأعلى في الهرم القضائي محكمة التمييز، فضلا عن عدد من القضاة المراقبين لعمل تلك المحاكم الممثل بقضاة الادعاء العام ويصل عددهم في احكام الإعدام الى اكثر من عشرة قضاة وفيهم من قضاة الصنف الأول وأصحاب الخبرة والتجربة الطويلة، وهذه مؤسسات قضائية دستورية، ولربما تعتمد تلك النصوص على ان معيار المحاكمة العادلة غير متوفر وهو من اساسيات الأنظمة الديمقراطية
ومما تقدم فان وجود هذا المؤشر والتصنيف الذي وضع فيه العراق بانه دولة استبدادية لابد من التصدي له اما بتكذيبه والرد عليه بالحقائق، او دراسة الأسباب ومعالجتها، من خلال الشفافية والمكاشفة مع الشعب وبيان الموضع الذي يؤدي الى هذه الخروق الدستورية، وتصحيح الموقف من اجل استعادة التوصيف الذي يليق بالعراق مهد الحضارة.
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعتبر قانون التعديل قانوناً مستقلا عن القانون المُعدَل؟
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ، ...
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ، ...
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025، ...
- قراءة في قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2025 ع ...
- من هو المدعي الذي تتوفر فيه المصلحة عند إقامة دعاوى حماية ال ...
- تعليق على ما كتبه الدكتور عطاف صليبا عن تداعيات الامر الولائ ...
- الحجية المؤقتة للأمر الولائي (الامر على العرائض)
- القرآن الكريم ومنطق الرياضيات والواقع السياسي الراهن
- ما هو النص الرسمي للقانون الذي يعول عليه عند التطبيق والتنفي ...
- هل أسهم مجلس النواب بتعزيز التقارير الخارجية التي تزعم وجود ...
- القضاء الدستوري يرجح وجود النص القانوني المخالف للدستور على ...
- لا يجوز تمديد فترة عمل مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات، ت ...
- هل احكام قانون مفوضية الانتخابات النافذ تتفق واحكام الدستور؟
- لا تباين في الاجتهاد القضائي ان اعتمد على أسباب وحيثيات متبا ...
- هل مجلس النواب يمثل كل الشعب العراقي؟ قراءة في شرعية الانتخا ...
- اختلاف الاجتهاد في القضاء الدستوري وأثره على الحقوق الدستوري ...
- السند القانوني والدستوري لدور الرقابة الشعبية في حماية المال ...
- هل ما زال كالفن يحكمنا؟ اقتباس من كتاب عنف الديكتاتورية
- انعدام الرقابة الشعبية يقوض الديمقراطية


المزيد.....




- ترامب: علينا الخوف من المهاجرين وتجار المخدرات وليس من بوتين ...
- شتائم وإهانات في معركة كلامية حادة باجتماع أمني إسرائيلي في ...
- -حماس-: إسرائيل لن تحصل على الأسرى إلا بصفقة تبادل
- الكويت.. الحكم بإعدام مواطن ارتكب جريمة شنعاء بحق جدته
- نزوح 90% من مخيم جنين والاحتلال يواصل اقتحاماته واعتقالاته ب ...
- الاحتلال يقتل 4 مواطنين، بينهم طفلان وامرأة، ويغلق معابر غزة ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى استئناف فوري لدخول المساعدات إلى غزة ...
- اعتقال إسرائيلي بتهمة التجسس وتنفيذ مهمات لصالح الاستخبارات ...
- -قد يواجه الإعدام إذا أُدين-.. زعيم مخدرات مكسيكي يمثل أمام ...
- إيلون ماسك يعلن دعمه لانسحاب الولايات المتحدة من الناتو والأ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سالم روضان الموسوي - لماذا العراق دولة استبدادية؟ قراءة في مؤشر الديمقراطي العالمي