أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد زغريت - مؤتمر الحوار الوطني السوري: الساحة ثورية و الدبكة بعثية














المزيد.....


مؤتمر الحوار الوطني السوري: الساحة ثورية و الدبكة بعثية


خالد زغريت

الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 22:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


على مثل سورية تبكي البواكي، تلك التي لم يَخرج منها قائد الإجرام الأسدي قبل أن يُخرِج من صدره كل ثعابين سحرة فرعون وعلى الملأ. ولم يَخرج حتى نفض خُرْجه من آخر دجاجة نتفها حيّة ذلك الخرج الذي اكتراه مقابل الموانئ السورية من تراث ستالين.
وعلى مثل سورية تبكي البواكي، تلك التي لم يغادرها أسد النار المجوسية قبل أن يغدر بالتاريخ و الشجر والحجر و البشر . ويغسل بماء العاصي وبردى و الفرات خنجر أبي لؤلؤة من دم الفاروق . خلف سورية، وفيها التاريخ و الزرع و الضرع و الرضع والحرائر و الشيوخ، ينثنون على أكبادهم خشية أن تتصدع. وقد تصدّع فيهم حلم أمان القبور.
خلّفَ سورية وكل شيء فيها بحاجة ما فوق الضرورة إلى إعمار إعجازي، كلفته لا تحتسب إلا بمقياس تشظي البراميل المتفجرة التي أبدعها توحده النيروني، تتشظى إلى أرقام فلكية ذرية لا ينضب تضاعفها. وأنبت في نفوس السوريين براميل ثأر عضال يتقاذفه أبناء مكوناتها مكرهين وأبطالاً. ترك لهم حتى العدالة الانتقالية براميل متفجرة تحرم دم شهداء ومفقودين يفوق عددهم عدد مواليه من دية تقايض بعدم النكران .
ترك لهم حتى الحوار الوطني حواراً بين الدم والسيف. لكم أمعن الأسدان القاهر ومن بعده القاصر بالعبث بتركيب المجتمع السوري، وتكوين شخصياته، وشكّل طينها بأصابعه الشيطانية على صبغته مطبّعة بالقهر، متفجرة بمظلوميات متناحرة . وكاد أن يكون كل سوري في ذاته ظالماً ومظلوماًً تلك حال شخصية السوري التي تربت في مدرسة الأسدين اللذين كاد معلمها أن يكون إبليساً. ومثلما نكّل الأسد الفاجر الفاشل بالشعب نكّل بالثورة أضعافاً، فخرّجها من أكاديمية إجرامه مشبعة بجراح ثائرة يعميها الوجع عن الرؤية المتسامحة.
وحين انتصرت الثورة المثخنة بجراحها الوجودية، لم يترك فيها رمقاً من نبعها الصافي إلا واستنزفه.
بدأ حراك السوريين الفاقد ساقيه في الحرب العسكرية والنفسية،يسابق الريح ليلملم جراجه ويسوّي مالا يسوى إلا بإعجاز . فكان مؤتمر الحوار الوطني نجمة أمل بإعادة إعمار النفوس والنفوذ في الآن معاً تلك من خطايا تربية الأسدية للتوحش في نفس السوري.
وتجلى ذلك منذ بدء الإعداد للحوار الوطني، فطفح في التخطيط الاضطراب الذاتي للشخصية السورية المثملة بقهرها وظلمها . وبدأ مع الإعداد تفجير الألغام النفسية للسوريين . وتضاعفت مع عقد الجلسات، واختيار الأعضاء، فشط الحكي المرسل حول ضعف الإعداد وعشوائية برنامجه، وغيومية أهدافه الإستراتيجية التي فرضت ضبابية حاسمة على مخرجات المؤتمر. عقدت الجلسات ولم يكن فيها ما يستطيع تقريب المسافة بين السراب، و الماء في صحراء الواقع، والطريق باتجاه واحد من النار إلى الرمضاء والحوار حاف .
عصي طموح السوريين المدججين بالجراح على الخطو خطوة غير مرتعشة في الألف ميل من الأمل المقفل في صندوق عروس الفار.
انكشفت نقاشات الحوار عن تيه اتجاهاتها، و زيغها عن الأفق،لشدة تعلّق عيونها ببؤر جراحها التي لا تنضب.
ورأى في ذلك أصدقاء الشيطان السياسي مقصودة مسبقة المخاتلة،و النية، و الفعل تهدف إلى التضليل. وتلك رغبة مخادعة للسياسة العميقة للداعين إلى الحوار. طبعاً ذلك من وجهة نظر إبليس النفس السياسية الأمارة بالشك . ولا يرون أولئك في ظنهم إثماً أن الطريقة التي بني فيها الحوار إنما كانت على أعمدة قصر سنمار، آن أن يرغب ساكنه يسحب حجراً فيتهدم البناء، و يصبح خالياً على عرشه. وتلك سياسة عربية معهودة( ينسف الحوار ذاته). وإن حسنت نية أصدقاء الرجيم، ونية مَن في صدره وسواس الخناس، لا تحسن كثيرًا من شره. ونقول إن حسنت سيكون المؤتمر مستلهماً من إنجازات الدجال الخالد في إنشاء هياكل عظمية لمؤسسات ليس لها منها إلا الشكل، والهدف منها تحويلها إلى ديكورات تزينية مضللة .
غلب على النقاشات تحولها إلى مطالب لا إلى سياسات،ولا يخفى على أي غر في السياسة أن الهدف الحقيقي من المؤتمر هو السياسات،لا الخدمات وبوس لحى المتشاجرين. ذلك إن صدقت نيتة إخراجه من وراء الشمس.
تحوّل خطاب النقاشات إلى مشاجرات، يضاهي التصارخ فيها القنابل الصوتية . وربما الجرأة في في الرمي بالمضادات الكلامية الأرضية والجوية،هي الإنجاز اليتيم للثورة .أما مضمون النقاشات فغلب عليه الذاتية الضيقة، و هموم تقاسم الغنائم ومظالم تقاسمها، فمنهم من كان على على قناعة بأن من غنائم النصر الوطن برمته. أما صياغة النقاشات فكانت خطباً إنشائية خشبية، وفية لتربية البعث وشعاراته. وكانت المغالاة الثورية يتردد فيها صدى أراجيز الخوارج . مكتفية بإسباغ القدسية عليها لمنجزها بخلع المجرم الشائن . وتلك خطابات تلقى صدى جماً في نفوس الكثير .
لم تقدم تلك النقاشات أكثر المطالب العامة، والمصالح الذاتية، لا سياسات إستراتيجية لإعادة إعمار الوطن ودولته الجديدة . وتلك التوجهات من تمكين خطايا تربية الأسدين في نفوس مواطنيه . لقد كانت ساحة الحوار ثورية من غير شك، إنما كانت على مسرحها دبكة بعثية وأما السبحة فكانت من طبخة تسوتشي التاريخية والمنعطف التاريخي لأيام التاريخية لتلك السبحة أن أو ل من هزّ خصره بها مطربة على وقع أغنية أكبر غلطة بحياتي...
من غير خلصتنا الثورة من شيخ كار المكابس البشرية، لكن مَن يا تُرى سيخلصنا من أنماط التفكير التي أرضعتنا إياه مدرسة القائد اللاحم . ومن هنا يبدأ الحوار، إنما أتشاءم من السينات، لأنني لا أتخيّلها إلا صناعة بعثية .
طبعاً هذا الحديث يخص الحوار الذي جرى في المحافظات تمهيداً لعقد المؤتمر في دمش،
أما الموتمر في دمشق فهو نتاجه ، ومن غير سك كان البيان الختامي براقاً مأمولاً به ، ذلك لأن صياغته كانت عامة ، فهي سياسات عامة جداً بعيدة عن التفاصيل التي قد تشعل حروب ردة.



#خالد_زغريت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الحوار الوطني السوري: الساحة ثورية و الدبكة بعثية


المزيد.....




- أوجلان يلقى السلاح
- فانس ذهب في رحلة تزلج فوجد المتظاهرين له بالمرصاد بسبب ما حد ...
- استطلاع ـ غالبية الألمان يؤيدون ائتلافا حكوميا بين المحافظين ...
- مفاجأة أوجلان.. هل تثبط استراتيجية إسرائيل
- آلاف المتظاهرين يخرجون في عدة مدن إسرائيلية للإفراج عن الرها ...
- بين ترحيب وتشكيك.. أكراد العراق منقسمون حول إعلان حزب العمال ...
- الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تجدد رفضها للمس ب ...
- أردوغان: على حزب العمال تنفيذ وعوده
- لماذا توقفت الحياة في تركيا للاستماع إلى بيان أوجلان؟
- “إحاطة” في مجلس النواب.. في اليوم الـ 153 من إضراب سويف


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - خالد زغريت - مؤتمر الحوار الوطني السوري: الساحة ثورية و الدبكة بعثية