|
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نموذجا-
ياسين احمادون وفاطمة البكاري
الحوار المتمدن-العدد: 8268 - 2025 / 3 / 1 - 20:00
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مقدمة كانت ولا زالت ظاهرة التويزة او توازة متجذرة في المجتمع القروي، كشكل من أشكال التضامن والتعاون الاجتماعي بالمجتمع، كما أنها تعتبر من الموروثات الثقافية التي حافظ عليها المجتمع بالرغم من التحولات التي شهدتها المجتمعات التقليدية البسيطة، وتختلف أشكال التضامن بالمجتمع القروي باختلاف السياقات التاريخية والثقافية. وبما أن الظواهر الاجتماعية دائمة التغير والتحول فالأمر هو ذاته بالنسبة لظاهرة التويزة ومن خلال تتبعنا لمسار الظاهرة يمكن اعتبار انها ظاهرة طرأت عليها مجموعة من التغيرات على مستوى البنية والنسق، حيث تحول شكل التضامن الاجتماعي المتمثل في التويزة من شكله التقليدي البسيط الى شكله المنظم والمؤسساتي القائم على مجموعة من المعايير والقوانين التي تؤطره. وفي هذه الورقة سنحاول الإجابة على مجموعة من الإشكالات، لعل أبرزها ما يلي: ماهي ظاهرة التويزة؟ وكيف ساهمت التويزة في إبقاء على وحدة المجتمع؟ وهل يمكن قياس هذا التحول الذي طرأ على شكل التويزة؟ وما هي العوامل المساهمة في ذلك؟ وما هي انعكاسات تحول هذه الظاهرة على كل من الجانب الاجتماعي والثقافي والاقتصادي؟ I النسق المفاهيمي 1. التضامن الاجتماعي
يعود مفهوم التضامن لغة الى كلمة التضامن والتي تعود بدورها الى فعل تضامن؛ أي التزم أن يؤدي عن الآخر ما قد يقصر عن أدائه، واسم الفاعل منه متضامن. والتضامن الاجتماعي هو التضامن بين أفراد المجتمع. وتقابل كلمة التضامن باللغة الإنجليزية كلمة Solidarity والتي تعني في اللغة: الوحدة التي ينتج عليها مجتمعا يشترك في المصالح والأهداف والمعايير. فالتضامن الاجتماعي هو حالة أو ظرف تتميز به الجماعة يسود فيه الالتحام الاجتماعي والتعاون والعمل الجمعي الموجه نحو انجاز أهدافها. كما أنه عملية اجتماعية تعبر عن علاقة مساندة ودعم من طرف شخص أو فئة اجتماعية لصالح شخص أو فئة اجتماعية أخرى، فهو نوع من تقديم المساعدة المعنوية أو المادية أو كليهما لهم طواعية دون الزام، وقد يكون ذلك بين الأشخاص أو الفئات المتماثلة والمتفاوتة في المكانة الاجتماعية . ويعتبر المصدر الأساسي للتضامن هي الحاجات الأخلاقية . أيضا فالتضامن الاجتماعي هو الترابط الذي يجمع الناس مع بعضهم البعض، بوصفهم كائنات لا يُمكن لها العيش جيدًا إذا ما كان أحدهم مستقلًا عن الآخر، الأمر الذي يستوجب على الجميع أن يتعاملوا فيما بينهم كإخوة، ويرتبط مفهوم التضامن بالاحترام والتقدير المتبادليْن بين كل البشر، وإنّ ما يشهده أي مجتمع من حالات الظلم أو عدم المساواة أو الفقر ما هي إلّا علامات لغياب ثقافة التضامن . والمقصود بالتضامن الاجتماعي في هذه الدراسة، هو حالة من التعاون الجماعي التطوعي بشكله المادي والمعنوي مع فرد من الجماعة الذي هو في حاجة ماسة الى المساعدة، او ان يكون هذا التعاون والتضامن من اجل مصلحة عامة تفرضها الظروف في المجتمع. 2. ظاهرة التويزة /توازة يرجع مصطلح "التويزة" الى لفظة الإعانة والمساعدة، أما حرف "ت" فهو اداة التعريف لدى البربر أخذ العرب مصطلح "تويز" ونطقوه باللكنة العربية فأصبح "تويزة"، التي تعبر عن حالة من الوحدة والتضامن بين مجموعة من الناس للقيام بجملة من الأنشطة العملية في مناسبات مختلفة. ان التويزة مصطلح شعبي يعني التعاون والمساهمة وقد يبدو أن المصطلح من حيث اللغوي قريب من لفضة "أزى" و"تأزى" القوم اي تدانوا، تساعدوا وتآزروا، فالفعل الشعبي –العامي- "توز" بتشديد الواو يقترب بل يترادف دلاليا ورمزيا مما يشيعه الفعلان الفصيحان "أزى وأزر"، فالأفعال الثلاثة: توز-أزى-أزر تعني المؤازرة وتقوية الصف والتعاون والمساعدة والتآخي. وعن مدلول هذا المصطلح، لم يهتد الى معناه فلعله من أصول أمازيغية، كما يشير عبد المالك مرتاض إلا انه "قد يكون مشتقا من "التوة" التي هي ساعة من الزمان، كما يمكن أن يكون آنيا من لفظ التو الوارد في الاستعمال العربي القديم بمعنى الفازع من أشغال الدنيا والآخرة. فكأن التويزة عمل اضافي جماعي خارج النشاط اليومي ينهض به طائفة من الأفراد لفائدة شخص واحد ويكون بالمجان. فالتويزة إذن، هو مصطلح أمازيغي الأصل، يترجم الى معاني التعاون والتضامن والتطوع، ومنه اشتقت العبارة الشعبية المتداولة في مناطق المنتمية لإقليم شفشاون والتي مفادها "فلان عندو توازة" أي أن عدد من الأشخاص ينتمون لنفس المجال والثقافة يدعون الى مساعدة أحد افراد مجتمعهم (دوار، قرية، قبيلة)، بشكل تطوعي ومجاني لمساعدته في اتمام شغله وتحقيق رغبته وقضاء حاجته... 3. مفهوم المجتمع القروي يعتبر مفهوم المجتمع القروي من المفاهيم المركبة، التي تتكون من مفهومين، ولفهم دلالته لا بد من الوقوف على تركيبته، فالمجتمع في اللغة هو كلمة مأخوذة من فعل (جمع)، وهو عكس فرق، مبني على وزن (مفتعل) الدال على مكان الاجتماع . وكلمة المجتمع في اللغة الإنجليزية تقابلها كلمة Society، المأخوذة بدورها من كلمة يونانية هي Societas، والتي أصلها كلمة Socias، بمعنى يشارك في. وكلمة القروي هي كلمة منسوبة الى القرية ، ومفهوم القرية مأخوذ من "القاف والراء والحرف المعتل، اصل صحيح يدل على جمع واجتماع" ومنه فالقرية هي مكان اجتماع الناس. إذن، فالمجتمع القروي هو مجال جغرافي محدد يجتمع عليه الناس ويكونون بذلك مجتمعا. ويجدر الإشارة الى ان مفهوم المجتمع القروي قد يتقاطع مع مفاهيم أخرى او أنواع أخرى من المجتمع من قبيل: المجتمع المحلي، والمجتمع البدوي، والمجتمع الريفي، وكلها أنواع تتقاطع في تعريفاتها مع المجتمع القروي لكنها تختلف من حيث النسق والبنية. والمجتمع القروي هو عبارة عن "جماعة من الناس تقطن على بقة جغرافية معينة وتزاول نشاطات اقتصادية وسياسية ذات مصلحة مشتركة ولها تنظيم اجتماعي وإداري يحدد طبيعة حكمها كما أن لها قيما ومصالح أو أهداف متبادلة. وحسب ستروب "فالمجتمع القروي يمكن أن يوصف بصورة عامة على أنه يتكون من عدد كبير نسبيا من الأشخاص الذين يتسمون لوعيهم وإحساسهم بأنهم مترابطون معتمدون على منطقة مشتركة يمتلكون استقلالا سياسيا محدودا ويسعون الى تحقيق إشباعاتهم الرئيسية من خلال بنيان اجتماعي معقد ومتغير". ومنه فالمجتمع القروي إذاً، يشكل مجموع من الأفراد الذين تؤلف بينهم روابط واحدة تثبتها الأوضاع والمؤسسات الاجتماعية، إنه وفقا لهذا الفهم عبارة شبكة من العلاقات الاجتماعية بين الفاعلين الاجتماعيين. ويوظف هذا المصطلح غالباً، كمجال جغرافي تعتمل في رحابه علاقات اجتماعية، في مقابل المجتمع المديني . إذن، فالتعريف الذي نحاول ان نعطيه نحن للمجتمع القروي هو ذلك المجال الجغرافي الذي يعيش فوقه مجموعة أفراد ممن تجمعهم روابط وقيم اجتماعية معينة، ويعملون في نشاطات مختلفة، أهمها النشاط الزراعي، ويتسمون بروح التعاون والتضامن فيما بينهم لأجل تحقيق رغباتهم واشباعاتهم الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية. II . ظاهرة التويزة وأشكالها. سنحاول في هذا المحور توضيح النقط التالية؛ التويزة كفعل تضامني واشكال التويزة من خلال تقديم دراسة ميدانية عنها بالمجتمع القروي (باب برد كمجال البحث) ولكن قبل ذلك لا بد من التأطير الفكري لظاهرة التويزة. التأطير الفكري والنظري لظاهرة التويزة تعتبر كتابات دوركايم المجال الخصب لمقاربة ظاهرة التويزة، الذي تحدث فيه سواء بشكل مباشر او غير مباشر عن ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمعات من خلال الحديث عن نوعين من التضامن. • التضامن الآلي بداية لابد من العودة الى كتاب اميل دور كهايم حول تقسيم العمل الاجتماعي و الذي يوضح فيه شكلين من التضامن وهما التضامن الميكانيكي والتضامن العضوي ويحلل المرور من مجتمع لأخر، بحيث تتميز المجتمعات القديمة بما يطلق عليه التضامن الميكانيكي وهي المجتمعات ما قبل الصناعية ذات تقسيم العمل الضئيل او بدون تقسيم عمل تحكمها اوجه التشابه، بحيث يتقاسم افراد هذه المجتمعات انظمة معتقدات مشتركة ويعملون مع الآخرين بالتعاون. اذن، المجتمعات التي تتبنى التضامن الميكانيكي تكون المهن غير متطورة، في هذا النمط الاجتماعي يتعلق الأمر بالتلاحم الاجتماعي، يتداخل الضمير الفردي مع الضمير الجماعي الذي مصدره هو التشابه، فيربط الفرد مباشرة بالمجتمع. التشابه شرط لا غنى عنه للوصول الى التلاحم والتعاون، بمعنى أن الفرد مرتبط وبشكل مباشر بالمجتمع وبالمعتقدات الجماعية المشتركة، حيث يسود الضمير الجمعي ويوجه سلوكات وتصرفات الأفراد، هذا الضمير يحدد للأفراد نسق من القيم التي يمتثل لها المجتمع. سيتبين فيما بعد أن التويزة شكل من أشكال التضامن المكانيكي. في مقابل التضامن الميكانيكي نجد التضامن العضوي،، حيث كلما اختلف أفراد جماعة ما كانوا بحاجة الى بعضهم البعض. • التضامن العضوي: إذا كان التضامن الآلي يتميز بالتشابه على مستوى الوظائف والأدوار بين افراد المجتمع، فإن التضامن العضوي يتميز بالتخصص وتقسيم كبير في العمل، وفيه تبرز الفردانية والبرغماتية عكس الآخر الذي من بين مميزاته الوحدة والتضامن الجمعي وروح الجماعة. ولقد أكد دوركايم بأن المجتمعات البدائية كانت تتصف بوجود ضمير جمعي قوي والذي عرفه بأنه "الكل المكون من المعتقدات والعواطف العامة لدى معظم المواطنين في نفس المجتمع". فكلما تزايد تقسيم العمل، ازدادت معه الفردية، ونتيجة لذلك كان هناك انخفاض في الضمير الجمعي وتحرك نحو التضامن العضوي والذي يتميز بالاعتماد المتبادل بين الأدوار ونقص في القناعة الذاتية، التي تجعل الأفراد متماسكين مع بعضهم. التأصيل الديني لظاهرة التويزة اذا نظرنا الى التويزة في الماضي نجدها ضمن المبادئ التي جاء بها الاسلام ونذكر في مصر في اول الفتح الاسلامي "فقد جاء في تاريخ مصر لابن عبد الحكيم في طريقة الزراعة التي اقرها عمرو بن العاص ان اهل كل قرية كانوا يتضافرون في زراعتها فقد كان اهل القرية يتولون مجتمعين زراعة ما في حيزها وعندما يكون احد عاجزا يقوم غيره مقامه في زراعة ما يخصه" كما أن النصوص الشرعية تنص على التعاون والتضامن الاجتماعي ومن آيات الدالة على ذلك، قوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى) ، وفي الحديث النبوي صورة واضحة ودعوة الى التعاون بين المسلمين، وفيه يقول ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه" رواه مسلم 1.1 التويزة كفعل تضامني تعتبر ظاهرة التويزة فعلا تطوعيا ،حيث يتطوع أفراد قبيلة محددة لعمل محدد و يتعاونون فيما بينهم لإنهائه في وقت وجيز، إن ظاهرة التويزة من الظواهر المتجدرة في عمق التراث الشعبي المغربي المحمل بالتقاليد والعادات التي تحقق المصلحة الجماعية المشتركة. وبما أن منطقة باب برد هي مجال بحثنا هذا، فلا بد من الإشارة إلى أنها منطقة غنية بإرثها وبعاداتها وطقوسها وتقاليدها وممارساتها، وتعد ظاهرة التويزة واحدة من بين هذه الممارسات التي تشكل علاقات وطيدة بين أفراد هذه المنطقة، حيث يتعاونون فيها بينهم من أجل تحقيق هدف فردي أو جماعي. إن التويزة حاضرة وبشكل كبير في هذه المنطقة التقليدية، حيث يتعاون أفرادها بشكل تناوبي في موسم الحصاد و الحرث وقطف الزيتون....، و يساعدوا كل من هو بحاجة للمساعدة في أعمال أخرى مثل اصلاح الطرق و بناء المساجد وحفر الآبار وإصلاح القناطر وغيرها، كل هذا بشكل مجاني، مما يؤدي إلى خلق ذلك الشعور بالانتماء إلى هذه المنطقة، وترسيخ الهوية. وآنذاك يدركون حقيقة أن الآخرين يتعرفون على الفرد من خلال هذا التشابه و الاستمرارية . يساهم كل فرد داخل جماعة معينة حسب قدرته المالية وقوته الجسدية، لتتم التويزة في أحسن الظروف، عادة ما تكون مرفقة بكتلة من الطقوس، الهدف منها ترسيخ القيم وترسيخ علاقة الانتماء داخل الجماعة التي تعبر عن هوية الأفراد، بمعنى أن هؤلاء الأفراد يضمنون بطريقة أو بأخرى استمرارية هذا النسق. وقد جاء على لسان أحد المشاركين رقم 1، (حكيم، 40 سنة، فلاح) ، في تعريفه للتويزة "هي واحد التعاون ما بين الجْماعة دواحد القرية صغيرة ،الناس ديالا كيعرفو بعظُوم مزيان، شي واحد فْهاد الناس كَيْكون عندو شي شغل صعيب كيحتاج الجيران كيتعاونو معاه ،كل دار كيجي منا واحد ولا جوج، و كيعاونوه في سبيل الله، أَوْلا كيعملوها بالنَوْبَة فالوقت د الحصاد ، كل نهار عند واحد من الناس د الجماعة، فالنهاية كيبقا عمل لوجه الله خصوصا ادا كان الصليح دشي قنطرة أو طريق ". في حين صرح مشارك آخر رقم 2 وهو (سي محمد، 50 سنة، فلاح) ، قائلا" إذا شي حد عمل عمل توازة وقالا للشَار خْصْمْ يحظرو يعاونوه ،إلا لي مريض أولا شارف ،ولي محضرشي كيتسما عيب عليه، وتاهو ميعاونو حد و الجماعة باش ددي عليه نظرة قبيحة، التعاون ضروري منو، حنا هنا منسيين ونزيدو ننساو بعضنا ،هذا يعاون هذا، وهاد النهار نعاونك وغدا تعاوني". إن التويزة عمل تطوعي مجاني، لا يتقاضى المشاركون فيها مبالغ مالية في المقابل فكأن التويزة عمل إضافي جماعي خارج النشاط اليومي ينهض به طائفة من الأفراد لفائدة شخص واحد يكون بالمجان. حيث قال المشارك رقم 1، (حكيم 40 سنة، فلاح)، " المكافأة مكَتْكُنْونشي مادية، حيت إدا كانت مادية كتكون خدمة ديك الساعة، غالبا كيقدم السيد لي جامع الناس الماكلة د النهار كامل ،وادا خدمو غير نص نهار يعني غير الصباح كيعطيهم غير الفطور". وفي بعض المناطق ينظمون حفلة بعد الانتهاء من العمل الشاق، فالتويزة مصطلح أطلق على الذين يقدمون العون دون أخذ مكافأة، وفي بعض الحالات يقوم الشخص الذي قدمت له التويزة بالذبح ويقيم حفلة صغيرة ونادرا ما تكون، يعتبرها صدقة وفي نفس الوقت يجازي المشاركين ويشكرهم على مساعدتهم له، أما في موسم الحصاد و الحرث وقطف الزيتون فالمكافأة هي أن تساعد الشخص كما ساعدك. إن الغاية من التويزة ضمان استمرارية بعض القيم في المجتمع كالتعاون و التضامن ،وتحقيق التكافل و التلاحم الاجتماعي و استمرارية الروابط الاجتماعية، ويكتسب هذا النسق القيمي من خلال تعلم الأفراد عبر التنشئة الاجتماعية للقواعد التي يجب الامتثال لها في حياتهم. وتعتبر القيم مقاييس يستخدمها الناس لتنظيم وترتيب رغباتهم المتنوعة، سواء أكان موضوع الرغبة ماديا أو علاقة اجتماعية، أو أفكار عامة ،أو شيئا يتطلبه ويطلبه المجتمع، وهي تعمل على ضبط سلوك الأفراد في تعاملهم مع بعضهم البعض. كما تعتبر صفات الموضوعات و الظواهر المادية للوعي الاجتماعي ،التي تميز أهميتها للمجتمع ولطبقة ما و لإنسان ما، ويخلق المجتمع نسقا من المفاهيم الأخلاقية، أي المثل العليا لكي يوجه سلوك الإنسان. عموما فهذه القيم المكتسبة و الممررة للأفراد عبر ظاهرة التويزة يتعلمونها عبر مراحل حياتهم المختلفة. 2.1 أشكال التويزة لقد مر مصطلح التويزة بعدة تطورات، حيث كان في كل مرة يدل على تعاون وتضامن مجموعة من الأفراد من أجل سد حاجات الفرد الذي يعجز بسبب ظروف معينة، تكثر التويزة في المجتمعات التقليدية، لأنها تمثل فضاءً اجتماعيا صغير الحجم يتميز عن المدينة بخصائصه التي تمهد الطريق لقيام مثل هذه الممارسات " تشكل العناصر المشكلة للفضاء الريفي كالقرابة _السكن الاجتماعي _النشاط الفلاحي والسلطة العرفية_ العلاقات الاجتماعية التربة الخصبة لظهور وممارسة التويزة. إن التويزة باعتبارها شكلا من أشكال التضامن الاجتماعي، فهي تشمل مجموعة من النشاطات تؤدي لفائدة شخص أو جماعة، تؤدي هذه النشاطات دوريا وموسميا من طرف النساء والرجال وحضور الأطفال لاكتسابهم قيم التويزة وضمان استمراريتها، عرفت التويزة تطورا في جميع الميادين التقليدية، فعرفت عند الرجال في أعمال الحرث والبناء وحفر الآبار وتعبيد الطرقات وغيرها، أما عند النساء فبرزت في قطف الزيتون والحطب... وغيرها الكثير ، إذن يمكن التمييز بين التويزة الرجالية و التويزة النسائية. 1.2.1 التويزة الرجالية: o تويزة الحرث اتخذت التويزة أشكالا عدة نظرا لحاجة الناس للمعاونة في مختلف مجالات الحياة، فأصبح من الضروري التعاون لقضاء هذه الاحتياجات، ومن بينها نجد تعاون الرجال في موسم الحرث، وتكون إما بالتناوب بين أفراد القبيلة ،حيث يُخصص كل يوم للعمل مع شخص معين، أو يتم حرث الأرض لشخص ما في القرية بحاجة إلى ذلك (كبار السن، الأيتام، الأرامل، المرضى......) وغيرهم من الفئات المحتاجة. وتجدر الإشارة إلى أن تربية المواشي في منطقة باب برد لا تزال مستمرة لحد الآن، فنجد تربية الخرفان والمعز وغيرها، ويحرص السكان على استعمال القوة الحيوانية في مختلف الأنشطة اليومية، ولعل أبرزها نجد الحمير المستعملة في الحرث، وقد أكد E. destain الذي يرى أن ساكنة هذه المنطقة يعتمدون عليها لقضاء مختلف نشاطاتهم، لذلك نجدها متوفرة بكثرة في المجتمعات التقليدية. عندما تكون تويزة الحرث بالتناوب؛ يعقد الجماعة اتفاقا على الأيام التي ستتم فيها ويحضر الكل معداته والوسائل اللازمة، وهنا أفادنا المشارك رقم 3 (عماد 45 سنة، تاجر) ، بقوله عن تويزة الحرث "كتجبر واحد الدار فيها مثلا جوج رجال ولا ثلاثة، ودار أخرى فيها جوج ولا واحد على حساب، كيتجمعوا وفعوط كيخرجو كل جوج بوحدوم كيخرجو ب سبعة بيهم، كيدو معاهم الكَنْشُوَاتْ و القَادُومْ و المْنَاجْلْ باش ادا جبرو العليق فالأرض كيحيدوه و الفَاسْ و ميراندا، وكتجبر أربعة ولا ثلاثة كيخدمو بالكانشو كيحفرو الأرض ، واحد مثلا كيكون عندو البغال كنقولولا الزَوْجَة يعني البغال كيخرث عندو المحراث ،واحد أخور عاود كيخدم البلايص لي مكيضربومشي المحراث بالكانشو ،واحد كَيْزْبْرْ يعني كيقطع الشطب لي زايد، و كيبقاو هيدا نهار كامل على الخدمة ، كيمشو مع السبعة د الصباح، ومع ديك العشرة كيدرو مرندة، وكيرتاحو ولي كيكمي الشقوفة الكارو ،والأغلبية الشْقُوفَة، عاود كيرجعو للخدمة، وكيتبادلو لي كان مقابل الزوجة كيرجع يخدم بالكانشو، هيدا كلشي كيتبدل، فالظهر كيجي شي ولد من العائلة لي عاملين توازة كيجيب الغدا، ضروري أتاي والزيتون و الكْوَاز المرقة والخبر، كل نهار كيفاش نهار اللحم نهار القطنية على حساب شنو كاين فالدار الحَاضَرْ والسلام، كيتغداو كيتكيفو و يتهاودو ويرجعو للخدمة وكيتبادلو عاود بيناتوم الشغل، وإذا كان شي حد عندو مع الحرث كيخليواه هو يحرث، وكيزرعو موراها الزريعة وكيقلبو الزريعة كيغطوها ، مع المغرب كيكونو سالاو وكيجمعو المتريال ديالوم ،اه نسيت البغال كيعطوهوم غير ياكلو الما لا ممنوع يشربو كيكونو عرقانين وادا شربو كيمرضو ،كيعلفو وصافي كيمشو بحالهم ". إن تويزة الحرث معروفة في منطقة باب برد، نظرا لأن هذه المنطقة تقوم على النشاط الفلاحي بالدرجة الأولى. o تويزة حفر الآبار إن تويزة حفر الآبار هي عمل يقوم به الرجال في منطقة باب برد، لأنه إذا نظرنا بمعيار طبيعة الجهد المقدم خلال هذه الممارسة، فهذا العمل يستدعي عمل الرجال فيه دون النساء، وفي هذه المنطقة أي باب برد مخصص للرجال. يقول المشارك رقم 3(عماد 45 سنة، تاجر) "كيعلم الناس في الجامع مور الصلاة، بْلِي غدا ولا بعدو اجيو باش نحفر البير تعاونوني، كيتجمع الناس د الحومة د الشّار كاملين ،وكيذبح شي ذبيحة، وكيعملوم شي كميلة كبيرة، مهم فالشغل شي كيجيب معاه البَالَة (الباء مفخمة) والفاس، وكاين لي كيعرف فيهم بيني الحجر، ولي كيعرف يبني بالسيمة، شي كيجيب معاه المتريال د البني، وكيلبسو البُوطْ ضروري والشَاشِيَّة باش مكَتْفْرْعُومْشِي الشمس، إوا و كيحفرو ،و كيجيبو البْرْوِطَة ضروري كيْتْسْمَا باش يهزو الحجر و التراب ، عاود مع العشرة د الصباح كبجيبلوم المْسْمْنْ و الحْلاَوِي و أتاي و الزيت والزيتون د المنطقة البَيْضَاتْ بلديين، ويرجعو للخدمة عاود، مع الظهر كيتغداو عاود لي كْتْبْ الله ، ويرجعو للخدمة مع العشية كيحتافلو مع راسهم ويمشو بحالهم ، وغدا هيداك عاود كيرجعو ، وملي كيكملو الحفير ويحبرو الما كندعو الله ونحمدوه، الناس كيفرحو، إوا كيركبو الدْلَاي و الجْرَارَة فيها الحبل وشي سْطْلْ مربوط بالحبل ولا قْرْعَة د خمسة (قنينة 5 لتر) كيقطعوها وكيهلو اليد ديالا وكيربطوها منو و السلام. " حفر الآبار في هذه المنطقة يكون إما لفائدة شخص معين، يدعوا الناس لمساعدته، أو يكون لصالح الجميع ويستفيد منه أهل المنطقة جميعهم، و هنا أضاف المشارك رقم 3 " وكاين البير د الجامع عنا فالمنطقة هادا بناواه الجماعة كاملين كلشي ساهم فيه،وكنعقل كانو النسا د الشار تاهوما عاونو طيبو الطْعَامْ (ويقصد الكسكس)، اوا صافي و العيال عاود كلشي كيحضر وكيساهم ،وكلشي كيسقي منو". إن التعاون في هذه المنطقة التقليدية حاضر بشكل ملحوظ ، كان الكل يشارك و الكل يستفيد. سواء تعلق الأمر بتويزة الحرث أو تويزة حفر الآبار في منطقة باب برد، فهي خاصة بالرجال فقط، وللمرأة أعمال تقوم بها في هذه المنطقة، أبرزها تويزة الحطب و تويزة قطف الزيون؛ الأولى نظرا لبرودة الجو وبالتالي يتدفئون على الحطب، و طبخ الخبز على الحطب والنار. 2.2.1 التويزة النسائية كان لتويزة النساء في منطقة باب برد وغيرها دور اقتصادي مهم ، حيث تقوم النساء بأعمال مختلفة تسهم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، و لعل أبرزها في منطقة باب برد: تويزة الحطب و تويزة قطف الزيون. o تويزة الحطب يخصص هذا الشكل من أشكال التويزة في منطقة باب برد للنساء دون الرجال، حيث تتفق نساء القرية على يوم محدد ، و يقصدون أقرب غابة وتتواجد عادة في الجبال المتواجد فوق منازلهم، يصعدون للجبال ومعهم الحبال ووسائل أخرى تساعدهم في هذه العملية، و يحضرون حزمات من الحطب، في جو من المرح تزينه الأغاني الشعبية لهذه المنطقة الجبلية، والهدف من هذه الأغاني تنشيط العاملات وتحفيزهم نحو العمل أكثر، بالإضافة لوجبة الفطور إذا كان العمل مطولا. وهنا تحكي لما المشاركة نجلاء المبالغة من العمر 38 عضوة في جمعية توازة، حيث تحدث باللغة العامية(الدارجة)، "توازة د الحطب شوية فيها كيغامرو ،كتجبر كيععيطو للنسا د الشار ،كيجمعو ،كيعملوها بالنوبة ،نهار مع هادي، غدا مع هادي وهكذا، كينوضو فالصباح بكري مع الستة ولا الخمسة، ميتفاهمو كيوجدو الماكلة ،كيهزو الحبال ديالهم وكيلبسو صباط شاطا د الكومة ،كيحزمو كيعملو الحزام معروف فالمنطقة باش مكيفرعوشي من الوسط ديالهم والظهر، كيفْشدُو العواد ويهبطوهوم على الظهر حيث الطريق صعيبة مكاينش الطريق للبهيمة و الجبل بعيد، الحبل و الحديدة (أداة يقطعون بها الشجر) و العود باش كيتكاو عليه ملي كيكونو ماجين، كيغنو الأغاني د البلاد بحال :الله يهديك يا الشْوِيَخْ عطيني الدار القديمة نصلحا مدرا جديدة الله يهديك يا الشويخ عطيني الدار القديمة و عطيني واحد البْرِيَقْ باش نجمع الرْزِيَقْ الله يهديك يا الشويخ و عطيني واحد المْلِيطَة منا فراش منا غْطَا الله يهديك يا شويخ وحدة كتغني و أخرين كيهدرو عليها، كل وحدة كَتْسْمْد العواد (بمعنى ترتب وتنظم الحطب) كل وحدة كتعمل الْقْتَّة ديالا وكَيْلْقْمُوا لبعظوم ،يعنى كيتعاونو باش يوقفوا حيت ديكشي تقيل، كتسمد العواد مْوْرعَة (مائلة) على شي حجرة، ولي كتوقف كتعاون أخرى عاود باش توقف، وكيشلرو الطريق وهوما كيتهاودو ويغنو عاود وكيوقفو يرتاحو فالطريق ويكملو الدار، هاد الحطب كتشعلو بيه الشِيمِنْيَة في الشتوة باش نسخنوا، وكنطبيو بيه الخبز فالفُرْنَة، وكنسخنو عليه الما ". يستخدم حطب التويزة للتدفئة فمنطقة باب برد باردة جدا، معروفة يتساقط الثلوج في فصل الشتاء و الضباب، يوضع هذا الخطب في المدفأة التقليدية وتشعل النار في الأيام الباردة، كما يستخدم لطهي الخبز في الفرن التقليدي، ولغلي الماء. o تويزة قطف الزيون إن منطقة باب برد منطقة مشهورة بأشجار الزيتون، لهذا السبب تقام فيها تويزة قطف الزيون، نظرا الكمية الهائلة لأشحار الزيتون، حيث تتعاون نساء المنطقة في قطفه وجمعه، تذهبن باكرا هنا يحضر المثل الشعبي "الفياق بكري بالذهب مشري"، إن اهل المنطقة يستيقضون باكرا لقضاء مختلف أعمالهم، تذهب النساء ومعهم الوسائل اللآزمة لقطف الزيتون ووجبتي الفطور والغذاء، ثم يعدن متأخرات مع آذان صلاة المغرب، وصحت المشاركة أجواء تويزة قطف الزيون اكثر، حيث قالت المشاركة نجلاء 38 سنة عضوة في جميعة توازة،" فالوقت د الزيتون كنتجمعو باش كنتعاونو وتكملو دغيا ،كنحددو واحد النهار ، كنفيقو بكري مع ديك الستة، كندو معانا الفطور ديالنا، و البَارْشْ ضروري باش ملي كنسقطو الزيتون كيجي عليه وكنجمعوه، والرْطِيلَة باش كنطيحو الزيتون لي عالي، كاين الشجر حَانْيِينْ كنْحْلْبُوهْمْ يعني كنْجْنِوْهْم باليد، وكاين لي عاليين هادوك كنسقطوهوم ،إوا كنتعاونو ها لي كتسقط وها لي كتجمع لي مكيجيش على البارش وكاين لي كتنقي حيت كيطيح العواد و الوراق مع الزيتون، لي كيعملو الزيتون فالقُوبْ ، ساعة كنوقفو مع ديك العشرة د الصباح ولا الحداش (1 1) ، كيفطرو ويعملو واحد الطُرْحْ د المهاودة و الغنا بحال : العنصر الصافي و الما ديالو يجري منديكشي يا العايلة واخا نبقا عزري العنصر الصافي الما ديالو فالغابة منديكشي يا العايلة واخا تقولا لبابا العنصر الصافي الما ديالو راس الجبل منديكشي يا العايلة واخا عليا تهبل. بحال هيدا ،و نرجعو نسقطو ونلقطو الزيتون ديالنا فالنهاية كنعملوه فالشْكَايَرْ د الطحين ولا د اللَنْكْرِي كيكونو مغسولين مزيان ،وكنخليواه تما تا ندو البهيمة يجيبوه عليها، وكاين لي كيجيب على ظهرو كيبطو بالحبل، وغدا كيرجعو، تا كيكملو كلشي و السلام ". تتم التويزة النسائية في جو نشيط أكثر من التويزة الرجالية، يعمل الكل بجد و يتعاونون من أجل تحقيق هدف نبيل، إن التويزة بشكليها ، مبدأها الأساسي تضامن الجماعة مع فرد ينتمي إليها، أو لصالح الكل. III . ظاهرة التويزة بين الأمس واليوم 1. مظاهر التحول في ظاهرة التويزة ان المجتمع عرضة للعديد من التحولات والتغيرات التي من الممكن أن تصيب نظمه وبناه ونسقه، ومع تطور النظم الاجتماعية للمجتمعات وبروز وتنامي ظاهرة التصنيع وكذا التنظيمات ذات الطابع الاقتصادي. أصبح هناك تراجع ملاحظ في النظم الاجتماعية التقليدية للمجتمع وخاصة المجتمع القروي، لكن من جانب آخر رغم كل هذه التحولات مازالت بعض النظم تصارع من أجل البقاء ولو بأشكال جديدة. والمنطقة التي قمنا بدارستها (باب برد) والمنتمية الى المجال القروي عرفت بعض التطورات في ما يخص أشكال التضامن الاجتماعي، والمعبر عنه بظاهرة التويزة (توازة). واستنادا الى النظرية الدوركايمية، يمكن ارجاع السبب في زوال وتراجع او تغير شكل التويزة الى "توسيع المحيط الاجتماعي، كما لم يعد المجتمع يحيط بالفرد كما ذي قبل، تاركا بذلك مكان لتغير الأفراد" اذن فالمجتمع لا يستطيع الحفاظ على بنيته ونمطه الاجتماعي دائما، فهو خاضع لمنطق التغير والتحول، والمجتمع كلما اتسع كلما تراجعت أشكاله في التضامن والتعاون، وهذا ما يفسر لنا تراجع في ظاهرة التويزة باعتبارها شكل من أشكال التضامن الاجتماعي بمنطقة باب برد، والمجتمع القروي عامة. وفي هذا الصدد يقول المشارك رقم (2)، "مبقاتش توازة كيف ما كانت شحال هاذي، حيت كل واحد كيضرب على راسو دب، فأنا كنعقل انه شحال هاذي كان كل مرة كدكون توازة، تقريبا كل نهار، وفالمواسم اكثر"، يفيد قول المشارك رقم 2، بأن التويزة كانت تمارس بشكل دائم، وخاصة في المواسم، كالحرث والحصد...، لكن تراجعت وتيرتها عما كانت عليه، وحسبه فإن المصلحة الذاتية والبرغماتية حالت دون استمرار هذا النوع من التضامن والتعاون. ولقد أشار ابن خلدون الى تطور ظاهرة التويزة على المستوى الممارسة، خاضع لدرجة التحول الاجتماعي الذي يتعرض له المجتمع . فالمجتمع حسب ابن خلدون دائم التحول والتغير بفعل تداخل مجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، واذا كانت التويزة لها شكل محدد في الماضي كما تقدمنا وطرحناها في المحاور الأولى، فإنه مع تطور النظم الحياتية الاجتماعية ومع تطور المؤسسات الاجتماعية والتنظيمات الاقتصادية، تحولت التويزة من شكلها التقليدي العادي الى الشكل المؤسساتي التي تحكمها قوانين وقواعد معينة، ففي سابق كانت التويزة تؤطرها جملة من التقاليد والأعراف والعادات والقيم التقليدية. أيضا عرفت التويزة تحولا كبيرا على مستوى الوسائل المستعملة في كل نشاط يتم مزاولته، فمع التحديث والثورة الصناعية والتكنولوجيا التي يعرفها العالم، فالوسائل التقليدية والبدائية التي كانت تستعمل في الأعمال التي كانت تقام فيها التويزة اخضعت الى التحديث، فعلى سبيل المثال لا الحصر، في القديم كانت يتم استعمال الوسائل التالية في الحرث (محراث، بهائم، فأس...) لكن اليوم، نرى تطورا ملحوظا في هذه الوسائل من قبيل: الجرار وغيره من الوسائل الميكانيكية، هذا وقس على ذاك باقي النشاطات الأخرى مثل الحصاد الذي كان يتم الاستعانة فيه بالبهائم اليوم يتم استخدام آلة الحصاد، اما على مستوى ترميم الطرق والقناطر والتي كان يتم الاستعانة بالقوة البدينة للأفراد، تم الاستغناء عنها لوجود آليات ميكانيكية تقوم بذلك بدلا عنهم، وقد تزامن هذا التحول في آليات والوسائل تحول آخر على مستوى العادات والقيم والأغاني، فهذه الأخيرة كانت النساء تغني أغاني لها علاقة بالمنطقة او أغاني من ابتكارهم او تم اخذها عن اجادهم، لكن الآن يتم استعانة بأغاني دخيلة على المجتمع القروي، مثل أغاني الراي والأغاني الشرقية وغيرها. 2. التويزة من فعل تضامني إلى فعل مؤسساتي لا بد أن نوضح فكرة معينة قبل الخوض في استخلاص أحكام وأفكار تتعلق بالتحول الذي طرأ على اشكال التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي، وكما سبق وان أشرنا، فالتويزة كفعل تضامني دخلت عليه مجموعة من التغييرات البنيوية التي أحدثت تحولا على مستوى النسق الاجتماعي للتضامن، فالتويزة التي سوف نتحدث عليها ليس بالشكل التقليدي السابق وانما كمجموعة من مؤسسات المجتمع المدني، كيف ذلك؟ هذا ما سوف نوضحه في ما سيأتي. إنّ التفكير في العمل الجماعي، مهيكلا كان أو غير مهيكل، ليس واقعا جديدا بالنسبة للمجتمع المغربي، فالحركة الجمعوية بالخصوص ليست أمرا مستجدّا بالنسبة له بحيث عرف أنماطا عديدة من المشاركة الاجتماعية، ولهذا فإنّه ليس من قبيل المجازفة القول بوجود "تجريب اجتماعي واسع النطاق ومترسخ في النسيج الجمعوي..." . ما يؤكد تجربة المجتمع المغربي في العمل الجماعي-الجمعوي هو وجود العديد من أشكال التنظيمات في تجلياتها التقليدية كـ"التويزة"، "الجماعة"، "الحنطة"...، أو في أشكالها الحديثة المتمثلة في الجمعيات، النقابات، الأحزاب، التعاونيات... والملاحظات المسجلة في العقود الأخيرة تبرز دينامية جمعوية لا يمكن الاستهانة بها والمتمثلة في تزايد عدد الجمعيات ، وكذا تأييد هذه المبادرات ومحاولة هيكلتها من طرف أعلى مؤسسة في الدولة. اذا كانت ظاهرة التويزة فيما مضى تنظمها مجموعة من القيم والأعراف والعادات التقليدية، كما أنها كانت تتمظهر كفعل تضامني غايته التعاون والتكافل مع فرد او عدة افراد داخل المجتمع، او من اجل مصلحة عامة بالمجتمع القروي، فاليوم عكس الماضي وبسبب التحولات التي طرأت على البينات التقليدية للمجتمع القروي، اصبح ظاهرة التويزة ليس فعل تضامني تقليدي وانما كفعل مؤسساتي يخضع لمجموعة من القوانين المدنية والتشريعات القانونية التي تسهر عليها عدة مؤسسات مستقلة، وبهذا فالأفراد المنتمون الى هذه الأشكال تؤطرهم قوانين داخلية، بحيث لكل مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، او بصيغة أخرى لكل شكل من أشكال التويزة قانون داخلي يحتكم اليه الأفراد الذين يمثلونها. فالتويزة بالأمس كانت تعبيرا عن التضامن الموجود داخل المجتمع، يتم بطريقة اعتباطية وتلقائية، فالفرد يساعد مع مجموعة آخرين من هو في حاجة الى المساعدة دون أي مكافأة او قانون يدفعه لذلك، سوى ان الأمر كان أخلاقيا منه. لكن اليوم هناك قانون هناك معايير ما تحكم تصرفات الأفراد داخل هذه المؤسسات، كما ان أنشطتها خاضعة للمراقبة والمساءلة. هذا ما استخلصناه من مجموعة من المقابلات التي أجريناه مع ساكنة المنطقة، وفي هذا يقول المشاركة في البحث رقم 4، "اوى شغادي نقولكم، زمان غدار اولدي، والنية مبقاتش، فراه كنا كنتعاونو مع بعضياتنا، والمسكين ميطلب، حيت كنا كاملين مساكن كنتعاونو بحال لي عندو بحال لي معندوش، ولكن دب الوقت تبدل بزاف، خص باش تطلب شي حاجة تعيا زاوك وترجى فبنادم وشوف توشف". IV . أبعاد وانعكاسات تحولات ظاهرة التويزة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
إذا كنا قد تطرقنا في المحاور السابقة الى كل من ظاهرة التويزة في شكلها العادي والتحولات التي طرأت عليها، فإننا في هذا المحور سوف نتحدث عن ابعاد وانعكاسات هذه التحولات على بعض من جوانب الحياة الإنسانية لأفراد هذه المنطقة. 1. الجانب الاجتماعي: ان الحديث عن أبعاد وانعكاسات تحول ظاهرة التويزة اليوم دون الغوص في ذكر ابعادها في شكلها التقليدي العادي، هو تقصير لمزايا هذه الظاهرة، فظاهرة التويزة كانت ولا زالت فرصة للتعاون والتضامن بين أشخاص وجماعات في سياق وظرف معين، فاستجابة الجماعة لنداء التويزة تحمل عدة قيم ومعاني مادية ومعنوية، فماديتها تتمثل في عدم ضياع المحصول الزراعي واستفادة هذا الفلاح "المتوز له" استفادة مادية، أما معنوياتها، فتتمثل في عدم إحساس هذا الفلاح بالمعاناة الشخصية وبالعزلة وبالتالي فإن الأفراد المتوزرون يعملون جاهدين من أجل تخفيف من أعباء ومتاعب بعض الأعمال الشاقة التي لا يقدر القيام بها هذا الفلاح بمفرده. وجاء على لسان أحد المشاركين في البحث رقم 1 (حكيم،40، فلاح) أن ظاهرة التويزة كانت تعبير عن التضامن الاجتماعي والرابط القوي بين أفراد الدوار والقبيلة، بحيث يحس الفرد أن هناك من يدعمه ومن يساعده على قضاء حوائجه التي لا يستطيع بمفرده القيام بها. والفكرة ذاتها نجدها عند المشاركة رقم 4 (أمينة، 62سنة، ربة البيت) حيث قالت بالحرف الواحد "شحال هاذي كان بنادم كيتعاون ويتضامن مع بعضو اما دب راسي ياراسي.........كان شحال هاذي بحال لي عندو الفلوس بحال المزلوط كولشي مساعد وكولشي كيقضي". ليدل كلامها على ان الفرد كان يحس بنوع من الأمان والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. لكن هذا فيما يخص ظاهرة التويزة في شكلها العادي، فماذا عن التويزة في شكلها الجديد؟ وحينما نتحدث عن أشكال ظاهرة التويزة الجديدة، فنقصد بذلك مؤسسات المجتمع المدني، من جمعيات وتعاونيات ونقابات وغيرها. فالمؤسسات المجتمع المدني كان لها دور كبير ومزال في التنمية الاجتماعية للمجتمعات، في مختلف الميادين من أجل تلبية الاحتياجات المحلية للمجتمعات المحلية، بعيدا عن الدولة والشركات الخاصة والعالم القروي بدوره اصبح ولادا لمختلف المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الخاصة بالمجتمع المدني، بحيث اصبح ملاحظا تزايد في عدد الجمعيات (الرياضية والثقافية والاجتماعية) والتعاونيات المتعلقة بالمنتوجات المعروفة بكل منطقة من قبيل؛ الزيت والزيتون، تربية النحل، الشعير والقمح... والقائمة طويلة. إن مؤسسات المجتمع المدني ساهمت بشكل كبير في مكافحة الفقر وتطوير التعليم وسد فجوة النوعية، وتمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الشخصين، فأصبحت المرأة لأول مرة في العالم القروي تلج إلى سوق الشغل عن طريق التعاونيات، كتعاونيات الصوف والنسيج، والخاصة بالألبان والأجبان... ومن أدوار المجتمع المدني في التنمية الاجتماعية حرية التجمع فالقانون حين ما يسمع مثل هذه المنظمات يحول حرية المجتمع الى واقع حقيقي لها معنى ما يتيح حرية التعبير، يمكن من خلالها تحقيق مطالب الجماهير تحت ضغط كبير أو بصوت مسموع باعتبار أن الشخص منفرد لا يمثل أهمية قوة في مواجهة سلطة قوية. 2. الجانب الاقتصادي. "وهو في الحقيقة هاذ التعاونيات خلقت لينا واحد المتنفس للاندماج في سوق الشغل ولكن مكاينش شي دعم زعما من طرف الدولة باش نطورو هاذ التعاونيات وتمشي القدام"، جاء هذا القول على لسان المشارك في البحث رقم5 (محمد، 33، فلاح) . يظهر البعد الاقتصادي للشكل الجديد لظاهرة التويزة في مساهمته في إدماج الأفراد في سوق الشغل (وهو ما استنتجناه من مقابلات التي اجريناه في هذا الموضوع)، في ظل وجود ركود اقتصادي كبير في هذه المنطقة، نظرا لأنها منطقة جبلية تعتمد بالأساس على القنب الهندي أو الحشيش، وكما نعرف أن هذه النبتة ومن قديم العهد كانت زراعتها غير مشروعة ويعاقب عليها القانون كما أنه تراجع ثمنها عما كانت عليه، بحيث أن ثمنها كان يتراوح للكيلو غرام الواحد بين 4000 درهم الى 10000 درهم لتصبح الآن ثمنها لا يتعدى 2000 درهم للكيلوغرام الواحد. لهذا فالتعاونيات خلقت متنفسا جديدا لساكنة هذه المنطقة، حيث برزت فيها العديد من التعاونيات ولا سيما الخاصة بتربية النحل. أيضا فالجمعيات وخاصة الجمعيات الخيرية ساهمت بشكل كبير في مساعدة الأسر التي تعاني من الهشاشة والفقر عن طريق جمع التبرعات، أيضا ساهمت في بناء المساجد والقناطر وترميم الطرق. وهذا ان كان يدل على شيء فإنما يدل على نجاعة اشكال الظاهرة الجديدة. 3. الجانب الثقافي. يتجلى البعد الثقافي لظاهرة التويزة الجديدة في أنها خلقت لأفراد المجتمع القروي ومنطقة باب برد بالخصوص، متنفس جديد من خلال تنظيم مختلف التمظهرات الثقافية والرياضية، وتتمثل الأولى في مسابقات تربوية خاصة بالمدارس والمساجد كمسابقات التجويد، والشعر، ومختلف المجالات العلمية والأدبية، فيما تتعلق الثانية، في تنظيم دوريات لرياضة الكورة القدم بشكل دوري وموسمي، كدوري رمضان، ودوريات فصل الصيف، أيضا تسهر بعض الجمعيات على تنظيم مسابقات للعدو الريفي وألعاب القوى، وكذا تقوم هذه الأشكال الجديدة من التويزة بتعليم وتثقيف الشباب سياسيا، ويظهر ذلك في كون ارتفاع نسبة المشاركين في الانتخابات من الشباب، وهذا ما شهدناه في الانتخابات التي أجريت مؤخرا من عام 2021. من خلال لقاءات ومقابلات قمنا بها مع بعض شباب المنطقة عبروا فيها عن نجاعة الشكل المؤسساتي لظاهرة التويزة، باعتبارها أضحت منبع التعاون والتضامن بين سكان المنطقة وخاص الشباب منها، ويأتي ذلك من خلال النشاطات التي تقوم بها بعض الجمعيات، في بعض الأعمال الخيرية، إلى جانب ذلك عبروا عن مدى رغبتهم في الانخراط في التعاونيات وتأسيسها، في حالة اذا ما وجد دعم من طرف الجهات المسؤولة، لأنها تعتبر حل للوضعية الاقتصادية في المنطقة بعد تدني الحالة الاجتماعية بها بفعل تراجع في زراعة القنب الهندي والهجرة المكثفة نحو المدن على حد تعبيرهم.. خلاصة عامة: من خلال ما سبق يمكن تلخيص أهم ما جاء في متن العرض من أفكار ونتائج في مايلي: ان التويزة هي مبادرة تطوعية يقوم بها افراد المجتمع معين، من أجل مساعدة فرد ينتمي لهم، او من أجل انجاز مهمة ذات مصلحة مشتركة، المتجسدة مثلا في اصلاح المرافق العامة ذات الولوج الجماعي (طرق، مساجد، قناطر، منابع مياه..) هناك عدة أنواع من الأنشطة التي يتم تنظيم فيها التويزة بمنطقة باب برد، (الحرث، الحصاد، قطف الزيتون، اصلاح الطرق، بناء المساجد...)، أيضا هناك تويزة خاص بالرجال وأخرى خاصة بالنساء، وفي بعض الأحياء يكون هناك تويزة مشتركة بينهم. لظاهرة التويزة جذور دينية تتمثل بالأساس في نصوص شرعية تحث على التعاون والتضامن بين المسلمين. طرأ على شكل التويزة مجموعة من التغيرات على مستوى البنية والأشكال والوسائل المستعملة في كل نشاط يتم تنظيم فيه ظاهرة التويزة. يتجلى انعكاس التحول الذي طرأ على شكل التويزة في انها ساهمت بشكل كبير في تنمية المجال القروي في عدة مستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. خاتمة: حافظ المجتمع القروي على بنياته التقليدية ونظمه الاجتماعية في وجه العديد من التحولات والتغيرات التي لحقت بالمجتمع المغربي، ورغم بروز العديد من أشكال التضامن الاجتماعي الحديثة (جمعيات، تعاونيات، نقابات..) إلا أن الأشكال التقليدية لها مازالت تقاتل من أجل البقاء، وتظهر هذه الأشكال والتنظيمات بين الحين والآخر بالمجتمع القروي خلال الأزمات والكوارث الطبيعية، وقد كانت أزمة الفيروس كورونا التي شهدها العالم خير مثال للتضامن الاجتماعي للأفراد المجتمع المغربي عامة والمجتمع القروي بالخصوص.
قائمة الصادر والمراجع: • القرآن الكريم • ابن خلدون عبد الرحمان، المقدمة، اعداد محمد الشربيني، فروس للنشر والتوزيع. • ابن فارس، أبو الحسين أحمد بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، دمشق، سوريا، 1979. • أبو زهرة محمد، التكافل الاجتماعي في الاسلام، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، 1991. • العطري، محمد. (2006). مقدمة في علم الاجتماع القروي, مجلة الحوار المتمدن، (1717)- 28 تشرين الاول. • برهان غليون، سمير أمين، ثقافة العولمة وعولمة الثقافة، سوريا، دار الفكر، 1999. • حمدي احمد عمر، المجتمع المدني والتنمية البشرية في ظل عقد اجتماعي جديد – والمجتمع، المجلد09 /العدد1، جامعة سوهاج، مصر، 2020. • حسن عبد الرازق منصور (2013)، بناء الإنسان (الطبعة الثانية )، عمان- الأدرن: أمواج للنشر والتوزيع. • حسين عبد الحميد رشوان، الثقافة، الإسكندرية، مؤسسة شباب الجامعة، بدون سنة. • عاطف غيت، قاموس علم الاجتماع، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية. • سعيدي محمد، العادات والتقاليد الشعبية ظاهرة التويزة أبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، مجلة الآداب، العدد13، دسمبر، 2007. • مرتاض لمياء، أشكال التضامن الاجتماعي –التويزة نموذجا- ، مجلة اللغة والاتصال، جامعة وهران، العدد19، 2016. • سيتشيل، دينكن، معجم علم الاجتماع، ترجمة احسان محمد الحسن، دار الطليعة، ط2، 1986. • ولاس رث، النظرية المعاصرة في علم الإجتماع: تمدد آفاق النظرية الكلاسيكية، ترجمة محمد عبد الكريم الحوراني، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع. • عبد الملك مرتاض، التويزة وأبعادها في الريف الجزائري، بيروت، المؤتمر الثاني للثقافة الشعبية اللبنانية العربية 1999.
• سوزان السعيد يوسف، التراث الشعبي والهوية، بيروت المؤتمر الثاني للثقافة الشعبية اللبنانية العربية1999 . • شريكي هناء، الشباب المغربي والعمل الجمعوي: تحديث البنيات وتقليدية العلاقات والقيم، منصة انسانيات، 2015. • سعيدي محمد، العادلات والتقاليد الشعبية: ظاهرة التويزة وأبعادها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. • مقال على الويب، بعنوان: جدلية الفن والعمل في ظاهرة التويزة بمنطقة سيدي بوزيد، لصاحبتها الزازية بوقوفي. • Roque, M.-A. (2004), (--dir--.), La société civile au Maroc : l’émergence de nouveaux acteurs de développement, Barcelone, Éd. Publisud. • Durkheim et la sociologie française D hier à aujourd hui , Petite bibliothèque, 2019.
#ياسين_احمادون_وفاطمة_البكاري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
المزيد.....
-
قمة عربية مرتقبة في القاهرة لوضع خريطة طريق لمستقبل غزة بعد
...
-
عاهل الأردن يشدد على ضرورة إعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطي
...
-
حماس: -لا تقدم يُذكر- في مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلا
...
-
في عملية استمرت 20 ساعة.. إنقاذ طفل بعد سقوطه في بئر عميقة
...
-
-القسام- تنشر فيديو أسرى إسرائيليين: أخرجوا الجميع ولا تفرقو
...
-
طهران.. لا مفاوضات مع التهديد والضغط
-
روته يعلق على تصريحات كالاس حول ضرورة إيجاد زعيم للعالم الحر
...
-
والتز: ترامب غاضب من -كمين- زيلينسكي في البيت الأبيض
-
لافروف ناقش مع سيارتو محاولات كييف مهاجمة السيل التركي
-
نتنياهو وكاتس يصدران تعليمات للجيش بالاستعداد للهجوم على الق
...
المزيد.....
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|